الصحة النفسية للرجل.. مفهومها وأهميتها وأنواع الاضطرابات والعوامل المؤثرة فيها
لم يكن الإنسان جسدًا فقط في يوم من الأيام، بل جسدًا ونفسًا وروحًا؛ تُشكِّل معًا ذلك الإنسان. والصحة النفسية تحديدًا، بازدهارها، يزدهر عمل الرجل ونشاطه وعلاقاته، بل حتى صحته الجسدية. أما بانهيارها، ينهار عمله؛ إذ تضعف إنتاجيته، وربما تتدهور صحته الجسدية أيضًا.
واليوم قد صارت تحدّيات الصحة النفسية في حياة الرجل كثيرة، فهي تتأثر بحالته المادية، وبعلاقاته العاطفية والأسرية، وأيضًا بتقلبات الحياة المفاجئة التي لا يكاد يسلم منها أحد. فإلى أي مدى تبلغ أهمية الصحة النفسية للرجل؟ وما الأمراض النفسية التي يمكن أن تصيبه لو أهمل صحةه النفسية؟
ما هو مفهوم الصحة النفسية؟
تُطلَق الصحة النفسية على الحالة النفسية والعاطفية والاجتماعية للإنسان. فهي أساس المشاعر والتفكير والتواصل والتعلّم. وهي أيضًا مفتاح العلاقات والسلامة العاطفية. وغالبًا ما تُقاس صحة الرجل النفسية من خلال قدرته على التكيّف مع الضغوطات اليومية.
وتنصُّ منظمة الصحة العالمية على أنّ الصحة النفسية لا تعني فقط غياب الاضطرابات النفسية، بل تدور ذروة الصحة النفسية حول الحفاظ على سعادة ورفاهية الإنسان.
وتسمح الصحة النفسية الجيدة للمرء باستخدام قدراته إلى الحد الأقصى، وأن يكون مُنتِجًا، وقادرًا على اتخاذ القرارات، وذو دورٍ نشط في مجتمعه.
ولا يعني تدهور الصحة النفسية حتمية المعاناة من اضطرابٍ نفسي، لأنّ مفهوم الصحة النفسية يُشير إلى الحالة النفسية والعاطفية للمرء سواء كان يُعانِي اضطرابًا أم لا.
ما هي أهمية الصحة النفسية للرجل؟
تكمن أهمية الصحة النفسية للرجل في:
1. الحفاظ على الصحة الجسدية
الصحة النفسية مرتبطة بصحة الجسم، إذ إن اضطراب الصحة النفسية قد يُسبِّب التوتر وضعف جهاز المناعة.
مثلاً، عندما تُعانِي توترًا مزمنًا، قد يجعلك ذلك مُعرّضًا لاضطرابات طويلة الأمد، مثل اضطرابات المناعة واضطرابات التمثيل الغذائي.
كذلك أصدرت جمعية القلب الأمريكية "Americal Heart Association" بيانًا في السنوات الأخيرة، أوصت فيه بأنّ الاكتئاب عامل خطر لتدهور نتائج مرض الشريان التاجي؛ أي أنّ الاضطراب النفسي أسهم مباشرةً في تفاقُم الاضطراب الجسدي.
لذلك فإنّ اضطراب الصحة النفسية، قد يُؤثِّر سلبًا في قدرة الجسم على التعامل مع الأمراض الخطيرة، فالعلاقة بين الصحة النفسية والجسدية ثابتة لا يُمكِن نزعها، ومن هنا كانت أهمية الصحة النفسية للرجل.
2. بناء العلاقات
يؤثّر المرض النفسي في كيفية تفاعلك مع أصدقائك وعائلتك، وغالبًا ما يتسبّب في العدوانية والسلبية وعدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. وهذا قد يُؤدّي أحيانًا إلى صراعات - لا طائل من ورائها - مع الأصدقاء والعائلة.
فاضطراب الصحة النفسية للإنسان قد يجعله يتجنّب أحباءه دون سبب واضح. لذلك فإنّ الحفاظ على الصحة النفسية وحمايتها من الاضطرابات، يحفظ علاقاتك مع أسرتك ومع أحبابك.
3. الرفاه العاطفي
ما تشعر به كل يوم في داخلك ينعكس على مشاعرك تلقائيًا، فإذا كانت صحتك النفسية في أفضل حالاتها، كانت العاطفة كذلك، وكُنت أكثر إنتاجية وفعالية في العمل وفي أنشطتك اليومية.
4. تحسين صحة الدماغ
هل لاحظت أنه عندما تكون قلقًا أو مكتئبًا لا تتمكن من التفكير بوضوح؟ نعم، قد تؤثر الصحة النفسية إيجابًا وسلبًا في صحة الدماغ. فكما تؤثر الصحة الجسدية السيئة في الأعضاء الداخلية مثل القلب والأمعاء، كذلك يؤثر تدهور الصحة النفسية في طريقة عمل الدماغ.
وتؤثر الصحة النفسية في العمليات المعرفية مثل الإدراك والتفكير والذاكرة وحل المشكلات. لذلك فإن الحفاظ على صحتك النفسية يضمن وضوح التفكير، والقدرة على التركيز واتخاذ القرارات، والقدرة على التعلم والتكيف مع الخبرات الجديدة، وبالجملة تحسين عمل الدماغ.
5. كبح مُعدّلات الانتحار
كشفت دراسة أجراها التحالف الوطني للصحة العقلية، أنّ 46% من المنتحرين لديهم اضطراب نفسي مُعترَف به، ما يعني أنّ عدم استقرار صحتهم النفسية عامل أساسي في إقدامهم على الانتحار، أو سيطرة الأفكار الانتحارية على عقولهم.
ووجد الباحثون في مركز "ويكسنر" الطبي بجامعة ولاية أوهايو أنّ الشباب الذين حصلوا على زيارات للصحة النفسية في غضون 30 يومًا، انخفضت احتمالات الانتحار بينهم.
ماذا يعني ذلك؟ يُوضِّح هذا العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والانتحار، وكيف يُمكِن لتحسين الصحة النفسية من خلال الرعاية الطبية المناسبة تقليل عدد وفيات الانتحار. لذلك فإنّ الحفاظ على الصحة النفسية قد يُسهِم بدرجةٍ كبيرةٍ في تقليل مُعدّلات الانتحار.
6. الإنتاجية والاستقرار المالي
العناية بالصحة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة، لأنّها تُعزِّز إنتاجيتك واستقرارك المالي، فحسب بحثٍ نُشر في المجلة البريطانية للطب النفسي "British Journal of Psychiatry"، كان المُصابون بمرضٍ نفسي خطير يحصلون على أقل من متوسط الدخل بمقدار الثلث.
فعدم الاهتمام بالصحة النفسية قد يجعل قيامك بعملك أصعب، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّه يُفقَد في كل عام 12 مليار يوم عمل بسبب القلق والاكتئاب.
أرأيت ذلك الرقم الضخم الناجم عن القلق والاكتئاب؟ هذا هو أثر الصحة النفسية الواضح في الإنتاجية والاستقرار المالي المرتبط بها بالطبع، فضعف الصحة النفسية خافِض لإنتاجيتك، مُهدِّد لاستقرارك المالي.
لذلك ينبغي إعطاء الأولوية للحفاظ على الصحة النفسية، ليس فقط لتفادي القلق والاكتئاب، بل أيضًا للحفاظ على عملك، ومِنْ ثَمّ استقرارك المالي.
7. تحسين جودة الحياة
عندما يُعاني شخصٌ ما من الاكتئاب، فقد يفقد شغفه في كل نشاطٍ كان يُمتّعه سابقًا. كما أنّ تقلّبات الحياة قد تصل بنا إلى نقطة لا نقدر بعدها على فعل أي شيء، ولا حتى أداء المهمات الأساسية المعتادة.
لذلك فإنّ نوعية الحياة أو جودتها تعتمد على صحتك النفسية. فإذا كنت مُكتئبًا، فقد لا تكون متلهّفًا للذهاب إلى أماكن جديدة، أو ممارسة أنشطة جديدة قد تُحسّن حياتك، أو حياة من حولك، وقِس على ذلك أي اضطراب نفسي.
فغالبًا ما يُعرَف وجود مشكلة الصحة النفسية من خلال الشعور باليأس والحزن وانعدام القيمة، والقلق والخوف، وغيرها. وعندما تشعر بمثل هذه الأمور، فمن الضروري الحصول على رعاية صحية مناسبة، لأنّ الحفاظ على صحتك النفسية يضمن لك حياة أفضل بشكل عام.
8. قدرة أقوى على التعامل مع ضغوطات الحياة
عندما تكون صحتك النفسية وعواطفك في ذروتها، يسهل التغلب على تحدّيات الحياة مهما كانت ضخامتها، وكُلّنا يعلم ذلك الأمر بالتأكيد، لذلك فإنّ الحفاظ على الصحة النفسية في أوجها على الدوام، يُعِينك على التعامل مع ضغوطات الحياة بأفضل طريقةٍ ممكنة.
أنواع الأمراض النفسية الشائعة لدى الرجال
تشمل أنواع الأمراض النفسية التي قد تُصِيب الرجال:
1. اضطرابات القلق
يُعانِي المصابون باضطرابات القلق الخوف الدائم والمستمر، ومن اضطرابات القلق البارزة:
| اضطراب القلق العام | هو قلق مفرط بشأن الأحداث اليومية، ففي حين أنّ بعض التوتر والقلق أمر شائع في الحياة، لكن اضطراب القلق العام يتضمّن إفراطًا في القلق لدرجة أن يُؤثِّر في حياة الشخص وعمله. |
| اضطراب القلق الاجتماعي | اضطراب نفسي يتضمّن خوفًا غير منطقي من أن يكون ذلك الإنسان مُراقَبًا أو محكومًا عليه بشيءٍ ما من قبل الأفراد أو المجتمع، أو أن يكون في وضع إذلال أو إحراج، ما يجعل تعامله مع الناس في المدرسة أو العمل أو الأماكن الاجتماعية الأخرى صعبًا. |
| الرهاب | هو خوف شديد من شيءٍ ما، مثل الخوف من العناكب أو المرتفعات أو الثعابين، فهناك من يرهب الأحداث الطبيعية، مثل البرق والأعاصير، ومنهم من يرهب الإجراءات الطبية، ومنهم من يرهب الحيوانات، ومنهم من يرهب غير ذلك. |
| اضطراب الهلع | نوبات هلع تأتي دون سببٍ على الإطلاق، والمُصابون باضطراب الهلع يُعانُون القلق وينشغلون دومًا بشأن احتمال الإصابة بنوبة هلعٍ أخرى، وقد يتجنّبون المواقف التي حدثت فيها النوبات في الماضي أو قد تحدث فيها في المستقبل، وهذا قد يُؤثِّر سلبًا في حياتهم اليومية. |
| اضطراب قلق الانفصال | نوع من اضطرابات القلق ينطوي على فرط الخوف المرتبط بالانفصال عن شخصٍ تتعلّق به، وهو ليس مقصورًا على خوف الأطفال من ابتعادهم عن والديهم، بل قد يُصِيب الأطفال الأكبر سنًا والبالغين أيضًا. |
2. اضطرابات المزاج
تشمل اضطرابات المزاج:
| اضطراب الاكتئاب الشديد | أو ما يُعرَف بالاكتئاب السريري؛ إذ يتضمّن فترات من الحزن الشديد، أو اليأس، أو الفراغ مصحوبة بمجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية. |
| دورَوية المزاج | يحتاج تشخيصه المعاناة لمدة عامين على الأقل من النوبات التي تُشبِه الهوس الخفيف والاكتئاب الشديد. |
| الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول | يُعانِي المصابون بهذا النوع من نوبة أو أكثر من الهوس، كما يتقلّب مزاجهم بين هوسٍ واكتئاب، وإن كانت نوبات الاكتئاب غير ضرورية للتشخيص، حسب "clevelandclinic". |
| الاضطراب ثنائي القطب النوع الثاني | يشمل دورات اكتئاب مشابهة للاضطراب الأول، كما يُعانِي المرء هوسًا خفيفًا، فنوباته ليست شديدة، وعادةً ما يكون المصاب بهذا النوع من اضطراب المزاج قادرًا على التعامل مع مسؤولياته اليومية. |
| اضطراب تقلبات المزاج التخريبية | أُضِيف هذا الاضطراب الاكتئابي إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5"، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 - 18 عامًا، ويُظهرِون غضبًا مستمرًا، ونوبات متكررة من الغضب الشديد دون أن يُستفزوا لهذه الدرجة. |
| اضطراب عُسر المزاج "الاكتئاب الخفيف" | هو اكتئاب مزمن يستمر لمدة عامين أو أكثر، وهو شكل من أشكال الاكتئاب الخفيف، فلا يُؤثِّر بدرجةٍ كبيرةٍ في أعمال الإنسان اليومية. |
3. الاضطرابات الذهانية
الاضطرابات الذهانية هي اضطرابات يختل معها تفكير الإنسان وتصوراته، فلا يُفرِّق بين ما هو واقعي وما هو غير ذلك، إذ يُعانِي أوهامًا وهلوسة، وهناك عِدّة أنواع للاضطرابات الذهانية، أبرزها على سبيل المثال:
| انفصام الشخصية | يتسم انفصام الشخصية بالأوهام والهلوسة، والأفكار والكلام غير المُنظّم، فالكلام لا يتبع قواعد اللغة، ومن الصعب بل قد يكون مستحيلاً فهم ما يقوله المُصاب بذلك الاضطراب. |
| الاضطراب الفصامي العاطفي | يجمع بين أعراض الفصام واضطرابات المزاج "مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب". |
| اضطراب فصامي الشكل | يُعانِي المُصاب أعراض انفصام الشخصية التي تستمر لأكثر من شهر ولأقل من 6 أشهر. |
| اضطراب وهامي | لدى المُصابين بهذا الاضطراب معتقدات خاطئة بشأن أمور حقيقية في الحياة، فقد يعتقد المُصاب بالاضطراب الوهامي كذبًا أنّ شخصًا ما ينوي فعل شيءٍ ضده، أو أنّ شريكه غير مخلص معه. |
| الاضطراب الذهاني الوجيز | نوبة من السلوك الذهاني "الأوهام والهلاوس" تستمر لأقل من شهر واحد. |
| الذهان المشترك | اضطراب نادر، يشترك فيه شخصان أو أكثر في علاقة وثيقة في وهم مُعيّن، وفي تلك الحالة قد يبدأ الشخص الذي لا يُعانِي مرضًا نفسيًا تصديق أوهام ذلك المُصاب باضطراب ذهاني. |
4. اضطراب الوسواس القهري
أحد الاضطرابات النفسية التي تتسم بالوساوس القهرية التي لا يسيطر عليها الإنسان، وتتداخل مع حياته اليومية وتُؤثِّر في قدرته على أداء مهامه.
وقد صُنِّف الوسواس القهري سابقًا على أنّه أحد اضطرابات القلق، فغالبًا ما يُعانِي المصابون به قلقًا شديدًا بسبب الأفكار الوسواسية، لكن في أحدث إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5"، صُنِّف الوسواس القهري في فئة اضطرابات خاصّة به.
5. الاضطرابات العصبية النمائية
هي اضطرابات تُشخّص عادةً في مرحلة الطفولة أو الرضاعة أو المراهقة، وتشمل:
| الإعاقة الذهنية | ينشأ قبل سن 18، ويُعانِي معه المُصاب تدنّي الأداء الفكري، ويُعرَف من خلال اختبارات الذكاء، بأن تكون درجة الذكاء أقل من 70، كما أنّ السلوكيات التكيفية تكون منخفضة أيضًا، مثل الرعاية الذاتية والتفاعلات الاجتماعية، ومهارات المعيشة. |
| تأخُّر النمو العالمي | يتعلّق هذا التشخيص بإعاقات النمو عند الأطفال دون سن الخامسة، والتي تتعلّق بالإدراك والكلام واللغة، والأداء الاجتماعي، والمهارات الحركية، وهو تشخيص مُؤقّت ينطبق على الأطفال الذي ما زالوا أصغر من أن يخضعوا لاختبارات الذكاء، لكن بمجرد وصولهم إلى العمر الذي يمكنهم فيه إجراء اختبار الذكاء الموحد، قد يُشخّصون بالإعاقة الذهنية. |
| اضطرابات التواصل | تُؤثِّر هذه الاضطرابات في القدرة على استخدام اللغة أو فهمها وفهم الكلام، ولها أربعة أنواع فرعية؛ اضطراب اللغة، اضطرابات النطق، اضطراب الطلاقة "التلعثم" في مرحلة الطفولة، واضطراب التواصل الاجتماعي ("البراغماتي". |
| اضطراب طيف التوحد | هو قصور مستمر في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى أنماط السلوك المتكررة، لكن ينبغي أن تكون هذه الأعراض موجودة خلال فترة النمو المبكرة، وهذه الأعراض قد تُثمِر ضعفًا كبيرًا في مجالات مهمة من الحياة، بما في ذلك القدرة على التعامل في المواقف الاجتماعية، أو حتى على الصعيد المهني. |
| اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط | يتسم بنمط مستمر من فرط النشاط وعدم الانتباه الذي يتعارض مع المهام اليومية، ويظهر أكثر في المنزل أو المدرسة، أو المواقف الاجتماعية، ويُحدِّد "DSM-5" بعض الأعراض التي يجب أن تكون موجودة قبل سن 12، وأن تكون ذات أثر سلبي في الأداء الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي كي يكون التشخيص بذلك الاضطراب. |
6. اضطرابات الأكل
قد يُعانِي الرجل المُصاب باضطرابات الأكل قلقًا شديدًا إزاء الوزن، كما قد يُعانِي مشكلات جسدية ونفسية بسبب اضطرابات الأكل، التي قد تتضمّن:
| فقدان الشهية العُصابي | يتقيّد تناول الرجل للطعام، بما قد يُؤدّي إلى فقدان الوزن، بسبب الانشغال الشديد والخوف المفرط من زيادة الوزن، بالإضافة إلى اعتماد المصاب على أنّه مظهره مشوه - ربما بسبب السمنة - فقد يُعانِي فقدان الشهية، الذي قد يجعل وزنه أقل من الطبيعي. |
| النُهام العُصابي | يتضمّن شرهًا للأكل؛ إذ يتناول المُصاب كميات كبيرة على غير المُعتاد من الطعام في فترة زمنية مُحددة، وتستمر كل نوبة أكل بنهم حتى تُصبِح المعدة ممتلئة لدرجة مؤلمة، ويشعر الشخص بعجزه عن التوقف عن الأكل أو السيطرة على مقدار ما يأكله من طعام، ثُمّ يُحاوِل المصاب التخلص مِمّا فعله بالقيء القسري أو الملينات أو مدرات البول، أو الحقن الشرجية، أو الإفراط في التمارين الرياضية. |
| اضطراب نهم الطعام | أكثر أشكال اضطرابات الأكل انتشارًا، وأعراضه شبيهة بالنُهام العُصابي، فيتناول المُصاب به كميات كبيرة من الأكل بنهم، لكنّه لا يُحاوِل التخلص مما فعله بالقيء أو ممارسة الرياضة بإفراط، كما لا يتناول طعامًا صحيًا، وقد يكون عُرضةً لمضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني. |
| متلازمة الاجترار | يتسم ذلك الاضطراب بتقيؤ الطعام الذي مُضغ أو ابتلعه المرء سابقًا؛ إمّا لبصقه أو إعادة ابتلاعه، وهو أكثر شيوعًا عند المُصابين بالقلق أو الاكتئاب أو غيرهما من الاضطرابات النفسية. |
| شهوة الغرائب "اضطراب بيكا" | يشتهي الإنسان تناول مواد غير غذائية، مثل الأوساخ، أو الطلاء أو الصابون أو الورق أو الشعر، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار، وربّما ينجم عن نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد. |
| اضطراب تناول الطعام الاجتنابي أو المحدد | قد يحدث بسبب عدم الاهتمام بالأكل أو النفور من بعض روائح الطعام أو الألوان أو القوام أو غير ذلك مِمّا يتعلّق بالطعام، ولذلك قد يتجنّب المرء تناول ما يكفي من الطعام، أو لا يأكل مع الآخرين، أو يفقد الوزن، أو يعتمد على المكملات الغذائية لتعويض النقص، فهو يتجاوز السلوكيات الشائعة، مثل صعوبة إرضاء الأطفال بالطعام، أو انخفاض تناول الطعام عند كبار السن. |
7. اضطرابات النوم
النوم ضروري للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية على حدٍ سواء، واضطراب النوم كفيل بتعكير مزاج الإنسان وإحداث العديد من المشكلات النفسية والجسدية، ومن تلك الاضطرابات:
| النوم القهري | اضطراب يُعانِي معه الإنسان رغبة في النوم لا يستطيع كبتها، كما يكون مُعرّضًا للهلاوس قبيل النوم، ويتسم الاضطراب بفرط النوم خلال النهار، والمعاناة من ضعف مفاجئ في العضلات، وربّما شلل النوم أيضًا. |
| اضطراب الأرق | هو عدم القدرة على الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، كما قد يُعانِي المصاب بالأرق النعاس في أثناء النهار، وصعوبة أداء مهماته اليومية، ويُشخَّص الأرق المزمن عند المعاناة من هذه الأعراض 3 مرات على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل. |
| فرط النوم | ينام المرء عددًا كبيرًا من الساعات رغم نومه القدر الذي يحتاج إليه، وقد ينام المُصاب بفرط النوم في أثناء النهار في أماكن غير مناسبة، مثل العمل أو المدرسة. |
| انقطاع التنفس أثناء النوم | اضطراب شائع يصاحبه الشخير بالليل، وقد يستيقظ المصابون به من نومهم وهم يختنقون أو يلهثون بحثًا عن الهواء، فهو يؤدي إلى انقطاع قصير في النوم، وقد يُسبِّب الأرق أو النعاس في أثناء النهار. |
| الخطل النومي | مُصطلح يصف اضطرابات النوم التي تتميز بسلوكيات غير عادية، مثل المشي خلال النوم، أو الكلام أو الأكل في أثناء النوم. |
| متلازمة تململ الساقين | هو اضطراب عصبي بالأساس، يشعر معه المُصاب بأحاسيس غير مريحة في الساقين ورغبة لا تُقاوَم في تحريك الساقين لتخفيف ذلك الإحساس، كما قد يشعر بشد أو زحف في الرجلين، ما يُؤدّي إلى كثرة الحركة بما يُؤثِّر في قدرته على النوم. |
| اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام الورديات | يحدث ذلك الاضطراب عند بعض الأشخاص الذين تتطلّب وظائفهم العمل في وقتٍ متأخر من الليل أو في الصباح الباكر، إذ يضطرب الجدول اليومي لشخص وإيقاع الساعة البيولوجية التي تتحكّم في اليقظة أو النعاس، وغالبًا ما يشعرون بتعبٍ مفرط في العمل، ويُكافِحون للنوم جيدًا خلال فترة الراحة النهارية. |
| اضطراب طور النوم المتأخر | تُوجِّه الساعة البيولوجية دورة النوم والاستيقاظ كل 24 ساعة، وهذا هو سبب شعور الكثير من الناس بالنعاس في نفس الوقت تقريبًا كل ليلة، لكن قد يُعانِي بعض الناس قصر إيقاع الساعة البيولوجية أو طوله، ما يُؤدّي إلى تأخير وقت النوم والاستيقاظ كذلك. |
8. اضطرابات الشخصية
تشمل أبرز اضطرابات الشخصية:
| اضطراب الشخصية البارانوي | يتسم بعدم الثقة المزمن في الآخرين، واشتباه المُصاب في أنّه تعرّض للخداع أو الاستغلال من قِبل الآخرين، بما في ذلك الأصدقاء أو العائلة. |
| اضطراب الشخصية الفصامي النوع | يتسم ذلك الاضطراب بالعزلة الاجتماعية واللا مبالاة تجاه الآخرين، وغالبًا ما يُوصَف المصابون به بالبرود أو الانسحاب، ونادرًا ما تكون لديهم علاقات وثيقة مع الآخرين، فقد ينشغلون أكثر في التأمل الذاتي والخيال. |
| اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع | يميل إلى الظهور في مرحلة الطفولة، ومن أعراضه تجاهل القواعد والأعراف الاجتماعية، وقلة الندم تجاه ما يحدث مع الآخرين. |
| اضطراب الشخصية الحدية | يتسم بعدم الاستقرار في العلاقات الشخصية أو المشاعر أو الصورة الذاتية، بل تكون سلوكيات المرء اندفاعية. |
| اضطراب الشخصية الهستيري | يتميّز ذلك الاضطراب باهتمام وعاطفة مُفرطة، تُوقِع الإنسان في سلوك غير لائق اجتماعيًا لأجل جذب الانتباه. |
| اضطراب الشخصية النرجسية | يتسم ذلك الاضطراب بالتمركز حول الذات، والتلاعب بالآخرين وعدم التعاطف معهم. |
| اضطراب الشخصية التجنّبي | يتجنّب الإنسان التفاعل الاجتماعي، خوفًا من أن يُنتقَد من قِبل الآخرين، كما يكون المرء حساسًا لأن يُرفض في العمل أو العلاقات الاجتماعية. |
| اضطراب الشخصية الاعتمادي | يتسم بالخوف من أن تكون وحيدًا، وغالبًا ما يُؤدّي ذلك إلى محاولة المصاب القيام بأشياء لمحاولة حمل الآخرين على الاعتناء به. |
9. اضطراب ما بعد الصدمة
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد تعرّض المرء لإصابة خطيرة أو كارثة كادت تُودِي بحياته، ومن أعراض ذلك الاضطراب كثرة استرجاع الحدث، وتجنُّب الأشياء التي قد تُذكِّرك بالحدث، إلى جانب التوتر والأفكار السلبية.
10. اضطرابات التحكم في الدافع
هي اضطرابات يتعدّى أثرها إلى الآخرين، فقد ينتهك المُصاب بأحد اضطرابات التحكم في الدافع حقوق الآخرين، أو يُمارِس أمورًا تتعارض مع الأعراف المجتمعية مثلاً، ومن تلك الاضطرابات:
| هوس السرقة | لا يتحكّم المُصاب في دافع السرقة لديه، فغالبًا ما يسرق أشياء لا يحتاج إليها حقًا، أو ليس لها قيمة نقدية حقيقية، كما أنّه يُعانِي توترًا ملحوظًا قبل السرقة، ثُمّ يشعر براحةٍ ورضا بعد ارتكاب الجريمة. |
| الاضطراب الانفجاري المتقطع | يتسم بنوبات وجيزة من الغضب والعنف دون أن تكون هناك حاجة إلى ذلك في الواقع، فقد ينفجر المُصاب بذلك الاضطراب في نوبات غضب أو أعمالٍ عنيفة ردًا على المضايقات أو خيبات الأمل التي قد يُعانِيها كل يوم. |
| اضطراب التصرُّف | اضطراب يُصِيب الأطفال والمراهقين دون سن 18، ويتسم بانتهاك الأعراف المجتمعية وحقوق الآخرين، إذ يعتدي هؤلاء الأطفال على الناس والحيوانات، ويدمرون الممتلكات، وهذا يُؤدّي أيضًا إلى مشكلات في الأداء الأكاديمي أو التعامل الاجتماعي للطفل. |
| اضطراب المُعارِض المُتحدّي | يبدأ ذلك الاضطراب قبل سن 18، ويتسم بالتحدّي والغضب، إذ يرفض الأطفال الامتثال لطلبات البالغين طوال الوقت تقريبًا، وينخرطون في سلوكيات لإزعاج الآخرين عمدًا. |
11. اضطراب إدمان المواد المخدرة
ينشأ ذلك الاضطراب نتيجة الإدمان على بعض المواد، مثل الكوكايين، أو الميثامفيتامين، أو المواد الأفيونية، أو الكحول.
وقد يُؤدّي إدمان هذه المواد إلى التسمم، أو الذهان والقلق، أو الهذيان، كما أنّ إدمان هذه المواد، يُؤدِّي إلى ظهور أعراض الانسحاب عند الانقطاع عنها فجأة، لذلك يحتاج المُدمِنون إلى الحصول على رعاية طبية مناسبة للتخلص من إدمان المواد المُخدرة.
ما هي العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية للرجال؟
تشمل العوامل المُؤثِّرة في الصحة النفسية للرجال:
1. الأسرة
أظهرت الدراسات أنّ البيئات الأسرية غير المُشجعة، كالتي بها صراع أُسري أو تفتقر إلى الحب والمودة، قد تُسبِّب اضطرابات الصحة النفسية، لذلك فإنّ أُسرة الرجل من الأهمية بمكان في الحفاظ على صحته النفسية أو تدميرها.
2. العلاقات العاطفية
للعلاقات العاطفية أثرها البالغ وبصمتها العميقة في حياة الإنسان، فالحفاظ على العلاقات العاطفية الجيدة له أثره الإيجابي في تحسين الصحة النفسية، ومِنْ ثَمّ تتحسّن الصحة الجسدية وإنتاجية العمل.
أمّا انهيار العلاقات العاطفية - أيًا كان السبب - فمُنذِر بسوء صحة الرجل النفسية، ودخوله في دوامة من القلق والاكتئاب وغيرها من اضطرابات نفسية، قد تُؤثِّر سلبًا في سير حياته اليومي، وكذلك عمله.
3. الحالة المادية
الاستقرار المالي والسكن الآمن من العوامل الأساسية في الحفاظ على الصحة النفسية، لذلك فقد يُؤدِّي الفقر أو عدم الاستقرار المالي إلى زيادة التوتر والقلق والاكتئاب، ما يعني تدهور الصحة النفسية.
4. العزلة أو الوحدة
قد تُؤدّي العزلة أو الوحدة إلى تفاقم مشكلات الصحة النفسية، فقد وجد الباحثون في العديد من الدراسات أنّ هناك من قد يشعر بالوحدة بغض النظر عن الاتصال الاجتماعي الذي يتمتّع به مع من حوله.
وقد وجدوا أيضًا أنّ من يُعانُون الوحدة يُعانُون أيضًا الاكتئاب والقلق، وربّما الانتحار.
5. التمييز والتفرقة
التمييز سواء كان على أساس الجنس، أو العمر، أو على أي شيءٍ كان يُؤثِّر سلبًا في الصحة النفسية، فأي شخصٍ يُعانِي التمييز سيشعر بالعزلة، بل أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين عانوا التمييز يُظهِرون مُعدّلات أعلى لتعاطي المخدرات أو الكحول.
6. تغيُّر الظروف
قد تُؤدّي تغيّرات ظروف الحياة، مثل فقدان الوظيفة، أو انهيار العلاقات إلى تدهور الصحة النفسية، وقد يبرز ذلك في صورة التوتر أو القلق أو الاكتئاب، لذلك فإنّ ظروف الحياة المستقرة نسبيًا يصحبها صحة نفسية أفضل، والعكس بالعكس، لذلك ينبغي الحصول على دعمٍ مناسبٍ من أصدقائك أو أقربائك الذين تثق بهم إن انقلبت عليك ظروف الحياة بغتة.
7. بيئة العمل
لبيئة العمل أثرها البالغ في حياة الإنسان، فهي ليست المكان الذي يعمل فيه ليجني ثمار تعبه فحسب، بل إنّ لها أثر في صحته النفسية، وربّما يكون عميقًا لأبعد مدى، فقد تُسهِم بعض بيئات العمل في المعاناة من الاكتئاب أو القلق، كما في الوظائف ذات الضغوط العالية، أو في حالة التعرّض للتنمر في مكان العمل، أو عدم الشعور بالتقدير أو الاحترام.
والعكس بالعكس؛ أي أن تكون الوظيفة سهلة أو مريحة، أو أن يكون فريق العمل متعاونًا معك لا يتنمّر أحد أفراده عليك، أو أن تشعر بتقدير واحترام من زملائك، فهذا من شأنه أن يُعزِّز صحتك النفسية بلا شك.
8. الصحة الجسدية
الصحة الجسدية متصلة بصحتك النفسية، فقد تُؤدِّي الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري إلى اضطراب الصحة النفسية الذي يبرز في صورة القلق أو الاكتئاب، لذلك فإنّ الحفاظ على صحتك الجسدية، يُعزِّز صحتك النفسية، شعرت بذلك أو لم تشعر.
