كل ما تريد معرفته عن مرض الفصام: أنواعه وأعراضه وتأثيره على الحب
مرض الفصام، ذلك المرض الذي يتسبب في اضطرابات عقلية حادة ومزمنة، بالإضافة لتأثيره على تفكير الفرد وتصرفاته والتعبير عن مشاعره وإدراكه للواقع، وكذلك الارتباط بالآخرين، فما هي أهم المعلومات عنه؟
ما هو الفصام؟
الفصام لا يعد من الأمراض الشائعة مثل باقي الاضطرابات العقلية، ولكن عند إصابة الشخص به يصبح معيقـًا ومزمنًا أكثر من الأمراض الأخرى، وفي هذا المرض يفقد الفرد السيطرة على التمييز بين الواقع والخيال.
وتُعرف الحالة التي يفقد فيها الفرد الاتصال بالواقع باسم حلقة ذهانية. وفي هذه الحالة يكون الواقع لهؤلاء الأفراد عبارة عن خليط من صور وأفكار وأصوات مربكة للغاية. وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا يعد الانفصام انقسامًا أو تعددًا في الشخصية.
ما الذي تعانيه الشخصية الفصامية؟
في أغلب الأحيان يعاني مريض الفصام العقلي عدة مشكلات في التواصل بشكل جيد سواء داخل المجتمع أو في بيئة العمل أو المدرسة أو في العلاقات عامة.
وقد يتسبب هذا المرض في شعور المريض بالخوف وزيادة رغبته في الانسحاب، ولا يوجد دواء أو علاج معين لهذا المرض، ولكن يمكن أن تساعد بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض.
أنواع الفصام
هناك عدة أنواع من الفصام، تشمل:
الفصام البارانويدي:
الأكثر شيوعًا من هذا المرض، وتشمل بعض أعراض الهلوسة و/أو الأوهام، ولكن لا يؤثر على نمط وطريقة كلام الفرد أو على عواطفه وتعبيراته المختلفة.
الفصام غير المنتظم:
يحدث في أغلب الأحوال بين عمر 15 و25 عامًا، وهناك عدة أعراض لهذا النوع منها:
أن تكون سلوكياته وأفكاره غير منظمة، كما يمكن أن يعاني الفرد أوهامًا وهلوسة قصيرة الأمد. ويظهر نمط الكلام بصورة غير منتظمة في هذه الحالة ما يجعل من الصعب التواصل مع الآخرين، كما يظهر انعدام في العواطف وتعابير الوجه.
الفصام الجامودي:
من الأنواع النادرة لمرض الفصام، وفيه تظهر على المريض حركات غير عادية ومحدودة وكذلك بشكل مفاجئ.
وقد يعاني المريض فرطًا في النشاط والحركة أو العكس تمامًا، حيث يكون ساكنًا، كما قد يستمر المريض صامتًا لفترات طويلة، وقد يلجأ إلى محاكاة حركات وكلام الآخرين أيضًا.
اقرأ أيضًا: حالتنا النفسية تصيبنا بالمرض.. ما هو الألم الجسدي النفسي؟
الفصام غير المتمايز:
حيث يعاني المريض هنا من عدة أعراض مختلفة، وتشمل تلك الأعراض خليطًا من أعراض الفصام غير المنتظم والجامودي والبارانويدي معًا.
الفصام المتبقي:
وهو عبارة عن بعض الأعراض التي يعانيها الفرد بعد علاجه من مرض الفصام في وقت سابق، وتظهر على الفرد في هذه الحالة:
بطء في الحركة، وقلة في التركيز، وكذلك ضعف في الذاكرة وعدم الاهتمام بالنظافة.
الفصام البسيط:
يعد من الأنواع النادرة الحدوث، وفيه تظهر بعض الأعراض، مثل:
بطء الحركة وكذلك ضعف في الذاكرة، وقلة في التركيز وسوء النظافة الشخصية، وتتطور هذه الأعراض وتزداد سوءًا.
ومن النادر ظهور أعراض الفصام البسيط، مثل: الهلوسة أو الأوهام أو التفكير بصورة غير منظمة.
الفصام السينوباثي:
يعد الشعور ببعض الأحاسيس الجسدية غير الطبيعية، أحد أهم الأشياء التي تميز هذا النوع من الفصام.
اقرأ أيضًا: سر ارتباط الضغط النفسي بالمشكلات الصحية
أعراض الفصام
تظهر علامات الأعراض الأولية للفصام عند الرجال غالبًا في أواخر سن المراهقة أو أوائل سن العشرينيات، وللأسف لا يوجد محفز محدد لمرض الفصام.
ويمكن أن تظهر الأعراض لفترة ولا يتم اكتشاف المرض، وقد يستمر الوضع هكذا لعدة أسابيع أو حتى سنوات، ولكن التغيرات السلوكية التي تظهر بشكل طفيف عند المراهقين تشمل:
- تغيير في الأداء الدراسي.
- الميل إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي.
- المعاناة من صعوبة في التركيز.
- وجود بعض المشكلات المزاجية.
- صعوبة في النوم.
أعراض انتكاسة الفصام
هناك بعض الأعراض والعلامات التحذيرية، التي تعد بمثابة جرس إنذار لحدوث انتكاسة الفصام، والتي من الممكن أن تشمل:
- المعاناة من الأرق وقلة النوم.
- اللجوء إلى الانسحاب الاجتماعي والبعد عن الناس.
- وجود صعوبة في التركيز.
- فقدان الاهتمام بالأشياء المحيطة.
- زيادة مرض جنون العظمة وكذلك الهلوسة.
اقرأ أيضًا: الاكتئاب أخطر الأمراض النفسية.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أسباب الفصام
1. حدوث بعض التغيرات الجينية
حيث تزداد فرص الإصابة بالمرض في حالة إصابة أحد أفراد العائلة به، ويعتقد العلماء أن هناك مجموعة من الچينات مسؤولة عن تطور هذا المرض.
2. وجود اختلافات طفيفة في بنية الدماغ
حيث أثبتت بعض الدراسات أن هذه الاختلافات يكون لها دور كبير في ظهور الفصام، أحد أهم الأمراض النفسية الموجودة.
3. وجود بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ
يمكن أن يظهر الانفصام نتيجة حدوث انخفاض أو اختلال في النواقل العصبية الموجودة في الدماغ، وهي المسؤولة عن إرسال الإشارات بين الخلايا الدماغية المختلفة.
4. المعاناة من صدمة في الطفولة
حيث يُعتقد أن الأطفال الذين تعرضوا للإهمال أو سوء المعاملة في طفولتهم، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام، ويمكن أن يعانوا هلوسة بسبب ذلك، كما تزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال إذا تعرضوا لموت أحد الوالدين، أو انفصالهما.
5. تعاطي المخدرات في وقت سابق:
حيث أظهرت بعض الدراسات أن وجود بعض عوامل الخطر وتعاطي المخدرات في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالفصام، وتشمل بعض أنواع المخدرات: الكوكايين أو عقار إل إس دي أو بعض العقاقير المماثلة.
اقرأ أيضًا: نصائح عملية للتخلّص من الضغط النفسي
كيف يفكر مريض الفصام؟
هل من الممكن أن يؤثر الفصام على التفكير؟ بالطبع يظهر تأثير كبير للفصام على الأفكار وطريقة التفكير، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من صعوبة في تنظيم الأفكار الخاصة بهم.
كما يواجهون صعوبة في تكوين روابط منطقية، ويشعرون أن عقولهم تقفز بين الأفكار المختلفة التي لا توجد صلة بينها، لذلك يتطلب التعامل مع مريض الفصام دراسة وفهم شديدين.
الفرق بين الفصام والانفصام
هناك خطأ شائع يقع فيه الكثيرون، وهو الخلط بين الفصام والانفصام، ولكن شتان الفارق بين الاثنين، حيث إن الفصام يعد بمثابة انفصال الفرد عن الواقع المحيط به وتكون لديه عدة أفكار خاطئة.
أما الانفصام فهو يتميز بتعدد الشخصيات لدى الفرد، ويتصرف كما لو كان لديه شخصيتان مختلفتان ومنفصلتان تمامًا.
اقرأ أيضًا: علامات خفيفة تشير إلى إصابتك بمشكلات نفسية
هل مريض الفصام مجنون؟
في حالة ترك مريض الفصام دون علاج، ستزداد الأعراض الذهنية لديه، مثل:
الهلوسة والأوهام غير الحقيقية، وهو ما يسبب شك الناس في كونه مجنونًا، ولذلك يعد الالتزام بالأدوية والعلاج النفسي ضروريًا للغاية، وكذلك البقاء على اتصال مع الفريق الطبي من أجل تقليل هذه الأعراض.
هل يشفى مريض الفصام؟
للأسف لا يوجد شفاء بشكل نهائي، ولكن يمكن علاج وإدارة المرض بعدة طرق مختلفة، والتي تتطلب التزام المريض بها، وهذه الطرق تشمل:
- العمل على زيادة العلاج السلوكي المعرفي.
- زيادة العلاج المجتمعي والتفاعل مع الناس.
- الحرص على وجود علاج نفسي داعم لهذا المرض.
مدة علاج مرض الفصام
ما هي المدة اللازمة من أجل علاج الفصام؟ في معظم الأحوال يتناول الأشخاص الأدوية الخاصة بعلاج الفصام، وذلك لمدة عام أو عامين بعد ظهور أول نوبة ذهانية لديهم، وتعمل هذه الأدوية على منع حدوث المزيد من نوبات الفصام الحادة، ويمكن تناول هذه الأدوية لمدة أطول إذا كان المرض متكررًا.
اقرأ أيضًا: 10 نصائح تساعدك على الراحة النفسية في الحياة
علاج مرض الفصام نهائيًّا
طبقًا للدراسات وما توصل إليه العلماء، فإنه لا يوجد علاج نهائي معروف لمرض الفصام الذهني، ولكن هناك عدة طرق علاجية يقوم بها فريق طبي شامل من أجل تحسن الحالة الصحية للمريض، وتشمل هذه الطرق:
العلاج باستخدام الأدوية بالإضافة إلى استخدام العلاج النفسي وذلك جنبا إلى جنب مع العلاج السلوكي وكذلك الخدمات الاجتماعية واستخدام التدخلات التعليمية.
ما هو مرض الفصام الوجداني؟
الفصام الوجداني هو عبارة عن اضطراب عقلي، وتشمل اعراض الفصام الوجداني نفس أعراض مرض الفصام، والتي تشمل:
الشعور بالتوهان، والمعاناة من هلوسة، بالإضافة لوجود بعض الاضطرابات المزاجية، مثل: الاكتئاب وكذلك الهوس.
ما هي الأعراض المزمنة للفصام؟
اعراض الفصام المزمن هي عبارة عن وجود أوهام وهلوسة بشكل مستمر، بالإضافة إلى ذلك تظهر قلة الكلام، وكذلك اضطرابات في العاطفة، ومن الممكن ظهور بعض الأعراض الأخرى، مثل: وجود مشاكل معرفية، وحدوث اضطرابات في الحركة.
اقرأ أيضًا: تلوث الهواء يسبّب التوحد والفصام
كيف يُشخص الفصام؟
يمكن تشخيص مرض الفصام من خلال متابعة سلوك الشخص لمدة لا تقل عن شهر، وتجري متابعة المعاناة من الأعراض التالية:
- وجود أوهام.
- المعاناة من هلوسة.
- سماع أصوات غريبة.
- كلام غير مفهوم.
في حالة ظهور هذه الأعراض لمدة تزيد عن الشهر، يتم تشخيص الفرد بإصابته بمرض الفصام.
هل يمكن لمريض الفصام الحب؟
مريض الفصام والحب، الحب هو إحدى المشكلات التي يعانيها هذا المريض، وفي هذه الحالة نجده يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره، وكذلك إقامة الروابط الاجتماعية.
كما أن الميل إلى العزلة لديه شديد، وكل هذه المشاكل وغيرها تزيد من عرقلة مقابلة الأصدقاء أو إقامة العلاقات، ولكن على الرغم من كل ذلك، لا يعد العثور على الحب في أثناء التعايش والعلاج مع مرض الفصام أمرًا مستحيلاً.