الشيخ عثمان طه.. سفير القرآن الذي نشر نور الإسلام بِخطّه
استقبل فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، في منزله الشيخ عثمان طه، خطاط المصحف الشريف، وذلك في لفتة كريمة تعكس مدى التقدير والاحترام للشيخ عثمان ولما قدمه من خدمات جليلة في مجال كتابة القرآن الكريم.
تبادل فضيلة الشيخ السديس وفضيلة الشيخ ماهر المعيقلي، إمام المسجد الحرام، تقبيل يد الشيخ عثمان طه، في مشهد مؤثر أظهر عمق مشاعر المحبة والتقدير التي يكنّها الشيخان لخطاط المصحف الشريف.
وانتشر مقطع فيديو يوثق هذه الزيارة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حظي بتفاعل كبير من قبل رواد المنصات، الذين عبّروا عن سعادتهم بهذا اللقاء المبارك، وأثنوا على مكانة الشيخ عثمان طه ودوره الريادي في خدمة القرآن الكريم.
مقطع متداول:
إماما المسجد الحرام
الشيخان الكريمان#عبدالرحمن_السديس
و#ماهر_المعيقلي
يستقبلان خطَّاط المصحف الشريف
الشيخ الحلبيَّ الجليل#عثمان_طه
ويُقبِّلان يمينه التي شَرُفت بكتابة كلام الله.#عيد_الفطر ١٤٤٥هـ. pic.twitter.com/Q9vwSVoy7G— محمد المهنا (@almohannam) April 11, 2024
دعا فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، اللهَ -عز وجل- أن يُحرّم يد الشيخ عثمان طه على النار، وذلك خلال استقباله للشيخ عثمان في منزله بمناسبة عيد الفطر المبارك.
جاء هذا الدعاء والاستقبال تعبيرًا عن مدى التقدير والاحترام الذي يكنّه الشيخ السديس للشيخ عثمان طه، لما قدمه من خدمات جليلة في مجال كتابة القرآن الكريم، حيث خطّ المصحف لأكثر من 13 مرة بالرسم العثماني، بإتقان وجمالٍ فريدين.
من هو الشيخ عثمان طه؟
وُلد الشيخ عثمان بن عبده بن حسين بن طه الحلبي عام 1934م في قرية صندي التابعة لمدينة الباب في حلب، ونشأ في بيت عريقٍ بالعلم والدين، حيث كان والده إمامًا وخطيبًا وشيخًا لكتاب القرية، فمنه أخذ مبادئ الخط العربي.
أكمل الشيخ عثمان دراسته في حلب، وتتلمذ على يد كبار خطاطي المدينة، ما أكسبه مهاراتٍ عالية في هذا الفن العريق. ثمّ انتقل إلى دمشق ليكمل دراسته الجامعية، حيث حصل على شهادة الليسانس في الشريعة الإسلامية عام 1964م والدبلوم العامة من كلية التربية عام 1965م.
برع الشيخ عثمان في خط الثلث والنسخ، وتألق في كتابة الآيات القرآنية بجمالٍ وإتقانٍ لا مثيل لهما.
اقرأ أيضًا| جو بايدن: القرآن الكريم يعلمنا «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره»
إرث خالد لملهم الأجيال
يُعدّ الشيخ عثمان طه مثالًا يُحتذى به في الإخلاص والتفاني لخدمة القرآن الكريم. فقد كرّس حياته لكتابة المصحف الشريف بدقة وإتقان، ونشر نوره في مختلف أنحاء العالم.
أسهم إنجاز الشيخ عثمان العظيم في نشر نور القرآن الكريم وجعله في متناول يد المسلمين في جميع أنحاء العالم.
يبقى إرثه خالدًا يُلهم الأجيال القادمة على العناية بكتاب الله تعالى وتجويده، والاقتداء بسيرته العطرة وإخلاصه في خدمة القرآن الكريم.
الشيخ عثمان طه يعد رمزًا للإخلاص والتفاني لخدمة القرآن الكريم، ويُجسّد بمسيرته الإبداعية مدى محبة المسلمين لكتاب الله تعالى وحرصهم على نشره وتعليمه.
يُخلّد اسم الشيخ عثمان طه إنجازًا استثنائيًا تمثل في كتابة المصحف الشريف بخطّه المُتقن في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
وقد حظي هذا الإنجاز بشرفٍ عظيم تمثل بطباعة أكثر من 200 مليون نسخة من هذا المصحف، ما جعله ينتشر على نطاق واسع في مختلف دول العالم الإسلامي والعربي، حاملًا معه عبق الإتقان والإخلاص الذي اتّسم به خط الشيخ عثمان. وما زالت هذه النسخ المباركة تُوزّع إلى يومنا هذا، لتُنير قلوب المسلمين وتُنعش إيمانهم في كلّ بقاع الأرض.
إبداع لا ينضب
اشتهر الشيخ عثمان بكتابته للمصاحف الشريفة، حيث خطّ العديد من المصاحف التي وصلت إلى أكثر من 13 مرة وتمّ طباعتها مجمع الملك فهد ونشرها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
من أشهر إنجازات الشيخ عثمان هو كتابته لمصحف المدينة المنورة، الذي تمّ اعتماده رسميًّا من قبل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومن قبله كان قد خط مصحفًا لوزارة الأوقاف السورية في عام 1970.
تميز مصحف المدينة بجمال خطه ودقته وإتقانه، ونال إعجابًا وتقديرًا كبيرين من كبار العلماء والمشايخ في العالم الإسلامي.
انتقل الشيخ عثمان طه إلى المملكة العربية السعودية عام 1988م، إيذانًا بمرحلة جديدة مضيئة في مسيرته الإبداعية.
اقرأ المزيد| تفسير آية الكرسي ولماذا تعد أعظم آية في القرآن الكريم
حظي الشيخ عثمان بتقدير كبير من قبل المملكة العربية السعودية، حيث تمّ تعيينه خطاطًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.
تولّى الشيخ عثمان مهمة الإشراف على كتابة مصاحف المدينة النبوية منذ عام 1988م، وبدأت أنامله المبدعة ترسم كلمات القرآن الكريم بحرفية وإتقان لا مثيل لهما.
بلغ عدد النسخ المطبوعة من خطّه المبارك أكثر من 200 مليون نسخة، لتنتشر أنوار القرآن الكريم في مختلف دول العالم الإسلامي والعربي، حاملةً عبق إبداعه وإتقانه.
تقديرًا لكفاءته وخبرته وتخصصه النادر في مجال كتابة المصحف، نال الشيخ عثمان الجنسية السعودية، تكريمًا لمساهماته الجليلة في خدمة القرآن الكريم ونشر نوره في أرجاء العالم.
الجوائز والتكريمات
حصل الشيخ عثمان على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته المتميزة في مجال الخط العربي وكتابة المصاحف، من أبرزها:
- جائزة الملك فيصل العالمية للخط العربي الإسلامي عام 1986.
- جائزة منظمة المؤتمر الإسلامي للخط العربي عام 1990.
- وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.