5 أسباب أحدها غريب.. لهذا حقق الهلال رقمه التاريخي!
حين حقق الهلال فوزه المقنع والمهم في كأس السوبر السعودي 2024 أمام النصر بهدفين لهدف، وتأهل لنهائي البطولة أمام الاتحاد، تفاوتت الآراء في اللقطة الأكثر إضاءة من المباراة.
البعض تحدث عن قوة المباراة وإثارتها في ديربي لن ينساه الجمهور لأنه أُقيم خارج المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في الإمارات العربية المتحدة التي استضافت البطولة برمتها على ملعبي آل نهيان ومحمد بن زايد.
والبعض رأى أن السجال الذي حصل بين الفريقين وانقلاب المباراة من ناحية النصر إلى الهلال ثم تقليص الفارق في آخر الدقائق هو الإثارة بعينها.
الكثيرون ذهبوا إلى أن ما أثار الاهتمام أكثر من غيره هو لقطة علي البليهي المثيرة للجدل، والتي أدت في النهاية إلى تعرض الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو للطرد في الدقيقة 86 من عمر المباراة.
اقرأ أيصًا: الهلال يفوز على النصر ويتأهل لنهائي السوبر السعودي (فيديو)
لكن ما يمكن أن يكون اللقطة الأكثر إضاءة في الموسم، والتي يتجدد ضوءها كل أسبوع، هو الرقم القياسي التاريخي الذي يصنعه الهلال ويؤكده مرة أخرى بعد كل مباراة يفوز بها، الهلال وصل إلى الفوز رقم 33 في كل المسابقات في رقم تاريخي غير مسبوق.
أسباب نجاح الهلال الخارق للعادة هذا الموسم عديدة. نستعرضها في السطور التالية:-
صفقات مناسبة
الأندية السعودية بشكل عام أبرمت صفقات قوية في الميركاتو الصيفي الماضي مع الدعم الهائل الذي تم تقديمه من السلطات السعودية والهيئات الرياضية والترفيهية المختلفة لتعزيز الرؤية الرياضية في المملكة ضمن استراتيجية 2030.
نالت الفرق الكبرى على وجه التحديد نصيبًا كبيرًا في استقدام ما ترغب به من اللاعبين العالميين الأفضل، وأبرمت كل هذه الأندية الصفقات التي راقتها، وفي بعض الأحيان كانوا يختارون فقط اللاعبين فيتم جلبهم لهم دون الكثير من المفاوضات.
اقرأ أيضا: "نيمار" وقضية "داني ألفيش".. هل أنقذ نجم الهلال قائده من السجن؟
الهلال كان الأنجح في هذا الأمر دون شك، لأنه جلب الصفقات التي كانت تحتاج إلى دعم كبير كي يرتقي الزعيم إلى المنافسة على أعلى المراتب.
ومن بلاء هذه الصفقات سواء المحلية أو العالمية، يمكنك أن تستنبط بسهولة كم أن الهلال كان الأنجح بين كل فرق دوري روشن في الاستقدامات التي حصل عليها.
مدرب محنك
من الجيد أن تجلب مدربًا على أعلى مستوى من الطراز الأوروبي العالي، ومن الجيد للغاية أن يكون هذا المدرب معتادًا على الألقاب وإحرازها مع فرق أوروبية كبيرة، بالتأكيد سيمثل هذا إضافة بالنسبة لك.
لكن الرهان على اسم خورخي جيسوس في تدريب الهلال، كان مختلفًا لأن أساسه هو الدراية بمتطلبات جماهير الهلال في الانتصارات وتحقيق البطولات ولا شيء آخر، كون الرجل له تجربة سابقة مع الزعيم في 2018-2019 انتهت بتحقيقه لقب السوبر المحلي.
"جيسوس" مدرب لديه قدرات عالية، يعرف طبيعة اللاعب السعودي وأجواء الكرة في المنطقة العربية، وبالتأكيد ساعده ذلك على تقديم أفضل ما لديه للهلال في موسم لا يُنسى حتى الآن.
اقرأ أيضًا: "فقط عملاق ألمانيا ينافسه".. الهلال في ريادة فرق العالم 2024
أيضًا من العوامل المهمة كونه برتغاليًا وبالتالي يستطيع الحديث بسهولة مع معظم المحترفين بنفس لغتهم، فكل من روبن نيفيش وميشيل ديلغادو ومالكوم ونيمار يتحدثون البرتغالية ولهم دور كبير في قوة الفريق هذا الموسم.
إصابة نيمار
قد يكون ذلك أغرب الأسباب، ولكن البرازيلي نيمار على نجوميته الساحقة وكونه واحدًا من أهم اللاعبين في العالم خلال السنوات الأخيرة، لكنه لم يُظهر التأقلم بشكل كبير مع الهلال قبل الإصابة الطويلة التي تعرض لها وغيّبته عما تبقى من الموسم.
ربما لو كان "نيمار" موجودًا لما حصل سالم الدوسري أحد أهم نجوم الفريق حاليًا على أي فرصة، التأقلم مع الهلال لم يحدث كما ينبغي بالنسبة لنجم منتخب البرازيل وقائدهم، لكن بالتأكيد حين يعود من الإصابة وينصهر في بوتقة الفريق، سيكون إضافة كبيرة للكتيبة الهلالية، إلا أن غيابه حاليًا جعل الكل يريد إثبات نفسه لأن أحدًا لا يمكن أن يضمن مكانه في تشكيلة "جيسوس"، ما انعكس إيجابًا على أداء الفريق ككل.
تألق السعوديين
ربما ذكرنا الكثير عن أداء اللاعبين المحترفين، لكن اللاعبين السعوديين أيضًا في الهلال متوهجون بشكل رائع هذا الموسم ولديهم إسهامات رقمية رائعة في مسيرة الهلال نحو رقمه القياسي الاستثنائي.
نجوم مثل علي البليهي وسالم الدوسري وسعود عبد الحميد وياسر الشهراني ومحمد كنو وعبدالله الحمدان وغيرهم، كل هؤلاء اثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن المحترفين ليسوا كل شيء، وأن الكتيبة الهلالية أُضيف إليها مستوى رائع من هؤلاء المحترفين، لكنهم لم يجدوا فريقًا يتم تكوينه من الصفر، بل فريقًا قويًا أُضيف إلى قوته قوة.
توهج المحترفين
استعراض مسيرة محترفي الهلال رقميًا تؤكد لك النقطة الأولى التي ذكرناها، الهلال جلب لاعبين على أعلى مستوى من دوريات أوروبا الكبرى، والأهم أنهم مناسبون لمتطلبات الفريق ومدربه خورخي جيسوس.
ياسين بونو صمام أمان في حراسة مرمى الفريق، لديه من الإمكانات الذهنية والفنية والقدرات الشخصية الكثير مما أضاف لكتيبة الهلال.
أيضًا قلب الدفاع خاليدو كوليبالي، الذي يعيش فترة زاهية في مشواره الكروي، بل والنفسي أيضًا لأن اللاعب المسلم قال مرارًا إنه كان يتمنى الذهاب بحرية وسط الموسم لأداء الشعائر المقدسة، وها قد حدث ذلك بسهولة.
خطا الوسط المميزان سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وروبن نيفيش، إضافتان مهمتان لكتيبة الهلال، مع وجود البرازيلي مالكوم ومن قبله ميشيل ديلغادو، عناصر فارقة في خط هجوم ناري يقود الصربي ألكسندر متروفيتش.
الأخير هو مهاجم فتاك بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولولا وجود أسطورة بحجم كريستيانو رونالدو في الدوري السعودي لكان "متروفيتش" هداف الدوري بلا منازع، مهاجم يستطيع التسجيل من كل الوضعيات ويساعد زملائه على إحراز الأهداف، يا له من لاعب.. ويا له من هلال!.