رؤية 2030 تُحفّزُ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية.. مستقبلٌ مُشرقٌ للاقتصاد السعودي
تُواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها المتميزة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مستهدفةً الوصول إلى أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتُعزى هذه القفزة الهائلة إلى البيئة الاستثمارية الجذابة التي تُقدمها المملكة، مدعومةً برؤية 2030 الطموحة وبنية تحتية متطورة وموقع استراتيجي مُميز.
برزت الصين كقوة استثمارية رئيسية في المملكة العربية السعودية، مدفوعةً برؤية المملكة 2030 وبيئتها الاستثمارية الجذابة.
ووفقًا لتقرير حديث نشره موقع "edgemiddleeast"، شهدت المملكة موجة من النشاط الاستثماري الصيني في قطاعات النمو غير النفطي، لتصبح الصين أكبر مستثمر أجنبي في المملكة.
وتُشكل الاستثمارات الصينية أكثر من نصف إجمالي الاستثمارات التجارية الجديدة في المملكة، متجاوزةً بذلك جميع الدول الأخرى. ويُشير هذا الارتفاع الكبير إلى العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين، مما يُؤكّد على جاذبية المملكة كوجهة استثمارية مُفضّلةٍ للمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
تفاصيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية
كشفت "edgemiddleeast" عن تفاصيل تُظهر زيادة هائلة في حجم الاستثمارات الصينية بالمملكة العربية السعودية، فقد ارتفعت من 1.5 مليار دولار عام 2022 إلى 16.8 مليار دولار عام 2023، لتصبح الصين أكبر مستثمر أجنبي في المملكة.
وتُشير هذه البيانات، المُستندة إلى تحليل أجراه بنك الإمارات دبي الوطني، إلى اتجاه إيجابي متزايد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتُعدّ الاستثمارات الصينية جزءًا هامًا من استراتيجية المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها، خاصةً مع تركيزها على قطاعات النمو غير النفطي، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والصناعة.
وتُؤكّد هذه النتائج على مكانة الصين كأحد أكثر المستثمرين الأجانب نشاطًا في المملكة العربية السعودية، مما يُعزّز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويُتوقع استمرار نمو هذه العلاقات خلال السنوات القادمة، مما يُسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030
وبناء مستقبلٍ مُشرقٍ للاقتصاد السعودي.
الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة تُعزّزان تواجدهما
تحل الولايات المتحدة ثانيًا بقائمة أكبر المستثمرين في عام 2023، باستثمارات بلغت 2.7 مليار دولار، مع نمو هائل بنسبة 238% مقارنة بعام 2022.
وتُشير هذه الزيادة إلى اتجاه إيجابي متزايد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويُتوقع استمرار نمو الاستثمارات الأمريكية خلال السنوات القادمة.
وجاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة، باستثمارات بلغت 2.67 مليار دولار أمريكي، مسجّلةً قفزة هائلة بنسبة 225% عن عام 2022.
وتُؤكّد هذه الأرقام على متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتُعزّز من مكانة المملكة كوجهة استثمارية مُفضّلة.
وتحلّ دولة الكويت الشقيقة في المركز الرابع، باستثمارات وصلت إلى 949 مليون دولار، بزيادة كبيرة بنسبة 189% على أساس سنوي.
وتكمل هونغ كونغ قائمة الدول الخمسة الكبار، باستثمارات بلغت 796 مليون دولار، مع تركيزها بشكلٍ خاصٍ على مشروع تصنيع في قطاع المواد الكيميائية.
ويُؤكّد هذا التنوع في الاستثمارات من جهات مختلفة على جاذبية المملكة العربية السعودية كوجهة استثمارية واعدة تُتيح فرصًا مُجزيةً في مختلف القطاعات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا: التعاون الاقتصادي بين السعودية ودول آسيا.. آفاق واعدة لشراكة استراتيجية
تنوع هائل في قطاعات الاستثمارات يجذب المستثمرين إلى المملكة
لا تقتصر جاذبية المملكة العربية السعودية على كبار المستثمرين من الدول الكبرى فقط، بل تُشير البيانات إلى تنوع ملحوظ في قطاعات الاستثمارات التي تجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من مختلف أنحاء العالم.
ويُؤكّد هذا التنوع على جاذبية البيئة الاستثمارية في المملكة العربية السعودية وقدرتها على تلبية احتياجات مختلف المستثمرين.
وتُشير هذه المؤشرات إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص للاستفادة من هذه الفرص الواعدة وجذب المزيد من الاستثمارات.
ويُتوقع أن تستمر هذه الزيادة في الاستثمارات خلال السنوات القادمة، مما سيُسهم بشكلٍ كبيرٍ في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد وتحقيق رؤية المملكة 2030.
استثمارات ضخمة تُعزّز علاقات المملكة مع الدول المُستثمرة وتُسهم في تحقيق رؤية 2030
تُواصل المملكة العربية السعودية جذب استثمارات ضخمة من مختلف أنحاء العالم، مع تركيزٍ خاصٍ على قطاعات استراتيجية تُسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وتتصدّر الصين قائمة الدول المُستثمرة، حيث تُركز استثماراتها على قطاعاتٍ حيويةٍ مثل:
أشباه الموصلات:
تُعدّ الصين رائدة عالميًا في مجال تصنيع أشباه الموصلات، وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تطوير قدراتها في هذا المجال الحيوي لتعزيز مكانتها في الاقتصاد الرقمي.
السيارات:
تستثمر الصين بكثافة في قطاع السيارات الكهربائية، وتُشارك المملكة العربية السعودية طموحها بأن تصبح مركزًا إقليميًا
لصناعة السيارات الكهربائية، مع تركيزٍ على تطوير بنية تحتية داعمة لهذا القطاع.
المعادن:
تُعدّ المملكة العربية السعودية غنية بالعديد من المعادن، وتسعى الصين إلى الاستفادة من هذه الموارد لتعزيز أمنها التمويني وتلبية احتياجاتها المتنامية من المواد الخام. وتُمثل هذه الاستثمارات نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتُسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا.
وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات، مع تركيزها بشكلٍ خاصٍ على قطاعات التكنولوجيا والبرمجيات، مما يُسهم في تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التقنية.
وتُشارك الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية طموحها في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتُعدّ من بين كبار المستثمرين في المملكة، مع تركيزها على قطاعاتٍ استراتيجيةٍ مثل:
الطاقة المتجددة:
بلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية في هذا القطاع مليار دولار أمريكي، مما يُسهم في تحقيق أهداف المملكة العربية السعودية
لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
الاتصالات:
بلغت قيمة الاستثمارات في هذا القطاع 444 مليون دولار، مما يُعزّز من بنية تحتية الاتصالات المتقدمة في المملكة ويساهم في تطوير الاقتصاد الرقمي.
الأغذية والمشروبات:
بلغت قيمة الاستثمارات في هذا القطاع 237 مليون دولار، مما يُسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي.
الكويت وهونغ كونغ تُعزّزان حضورهما في استثمارات المملكة العربية السعودية
حلت الكويت في المركز الرابع بين أكبر المستثمرين في المملكة العربية السعودية عام 2023، باستثمارات بلغت 949 مليون دولار، مسجّلةً زيادة هائلة بنسبة 189% مقارنة بعام 2022.
وتنوعت الاستثمارات الكويتية لتشمل قطاعاتٍ حيويةٍ مثل العقارات (639 مليون دولار)، والمعادن (228 مليون دولار)، والأغذية والمشروبات (83 مليون دولار).
وإلى جانب الاستثمارات الضخمة من الدول الكبرى، برزت هونغ كونغ أيضًا كمستثمرٍ هامٍ في المملكة العربية السعودية، حيث حصلت شركة "Oracle" على الحصة الأكبر من الاستثمارات بقيمة 950 مليون دولار.
وتُخصص هذه الاستثمارات لإنشاء منطقة سحابية عامة جديدة في الرياض بتكلفة 750 مليون دولار، وتوسيع سعة منطقة سحابية موجودة في جدة بتكلفة 200 مليون دولار.