هل مكمل المسحوق الأخضر مفيد حقًا؟
يعدّ مكمل المسحوق الأخضر من أشهر المكملات الغذائية في عالم التغذية، حيث عُرف بتقديمه مجموعة من الفوائد التي تُساعد مستخدميه على عيش حياة صحية.
يُقدم هذا المكمل حلًّا بسيطًا وشاملًا لِمَدّ الجسم بالعناصر الغذائية التي قد لا يحصل عليها من خلال النظام الغذائي العادي. ولكن، هل تستحقّ هذه المكملات تجربتها، أم أنّ الأمر لا يعدو كونه أحد الحيل التسويقية لشركات إنتاج المكملات الغذائية؟
ما هو مكمل المسحوق الأخضر؟
شهدت مكملات المسحوق الأخضر رواجًا كبيرًا بين الرياضيين، باعتبارها أحد الخيارات الصحية لتعويض الاحتياجات اليومية من الفيتامينات والألياف والمعادن المتواجدة في الخضروات الورقية والفواكه، والتي غالبًا ما يصعب على معظم الرياضيين تلبية احتياجات أجسادهم منها بشكل يومي من خلال التغذية الطبيعية.
وعادةً ما تُستخدم مستخلصات الخضروات الورقية المجففة بالإضافة إلى الفواكه المطحونة والطحالب، إلى جانب توليفة من العناصر النباتية والأعشاب، لصناعة مكمل المسحوق الأخضر الغذائي.
كانت صعوبة تلبية الاحتياجات اليومية من الخضروات والفواكه، إما لضيق الوقت أو لعدم تفضيل البعض لمذاقها، هي الدافع الرئيس للاتجاه نحو إنتاج مكملات المسحوق الأخضر، لتصبح بعد ذلك واحدة من أهم المكملات الغذائية التي تُمدّ الجسم بالمعادن الرئيسية والفيتامينات التي يحتاج إليها.
هل مكمل المسحوق الأخضر مفيد؟
لأن الدراسات العلمية أشارت إلى أن 90% من البشر يفشلون في تلبية الاحتياجات اليومية الموصى بها لأجسادهم من الخضروات والفواكه بالشكل الصحيح، دون زيادة أو نقصان. لذا، قد يلعب مكمل المسحوق الأخضر دورًا بارزًا في علاج تلك المشكلة، بشرط معرفة كيفية استخدامه بشكل صحيح.
وتقدم مكملات المسحوق الأخضر الغذائية فوائد مميزة لتقوية الجهاز المناعي لدى البشر، حيث تحتوي على فيتامين أ وفيتامين ج. كما تتواجد بكتيريا البروبيوتيك والبريبايوتكس النافعة في مكونات بعض تلك المكملات، ما يجعلها مفيدة لصحة الجهاز الهضمي وتعزيز كفاءة الأمعاء.
ويمتلك مكمل المسحوق الأخضر الغذائي تأثيرات نسبية على المدى الطويل فيما يخص خفض ضغط الدم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
لكن، على الرغم من كل تلك النتائج الإيجابية لمكملات المسحوق الأخضر الغذائية، إلا أن التعامل مع الجسم أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه الأمر. وذلك لأنّ الجسد البشري لا يتفاعل أحيانًا مع الفيتامينات والمعادن الموجودة في المكملات الغذائية بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع نفس الفيتامينات والعناصر الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه الطبيعية.
ويُؤكّد ذلك إحدى الدراسات الطبية التي وجدت فاعلية كبيرة لامتصاص الجسم لمادة الليكوبين الطبيعية عند تناول الطماطم، بالمقارنة مع الحصول على نفس المادة من المكملات الغذائية فيما يخصّ التأثير الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية.
وبالحديث عن مقارنة امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن من الطعام الطبيعي ومكمل المسحوق الأخضر، فإنّ الأخير يفتقد لميزة هامة وهي عدم احتوائه على الماء والألياف التي تُساهم في الشعور بالشبع والامتلاء لفترات طويلة.
ولكن، وعلى الرغم من التفوق الواضح للطعام الطبيعي على مكمل المسحوق الأخضر، فإنّ استخدام المكملات الخضراء سيكون رائعًا ومفيدًا لسدّ النقص والقصور الغذائي فقط، وليس لاستبدال التغذية الطبيعية والاستغناء عن تناول الخضروات والفواكه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من مكملات المسحوق الأخضر الغذائية تحتوي على نسب عالية من فيتامين ك، وهو أحد أنواع الفيتامينات التي تتفاعل مع بعض أنواع الأدوية الخاصة بتسييل الدم، مثل الإسبرين وغيرها من العقاقير الأخرى. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام تلك المكملات.
اقرأ أيضًا: مكملات وطعام .. أفضل أنماط التغذية للرياضيين خلال شهر رمضان
ما هي فوائد مكمل المسحوق الأخضر؟
تشترك الأنواع المختلفة من مكمل المسحوق الأخضر في مجموعة من الفوائد الصحية من أهمها:
1- سد الاحتياجات الغذائية
يساعد استخدام مكمل المسحوق الأخضر في تلبية المتطلبات الجسدية من المعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي يصعب تأمينها يوميًا عن طريق تناول الطعام الطبيعي من الخضروات والفواكه.
2- تعزيز المناعة
احتواء مكملات المسحوق الأخضر على عناصر مثل طحالب السبيرولينا وبكتيريا البروبيوتيك وعشبة القمح يعزز مناعة الجسم ويضمن مقاومة أكبر للأمراض.
3- هضم أفضل
يعزّز مكمل المسحوق الأخضر صحة وقوة عملية الهضم، وذلك بسبب تواجد العديد من الألياف الغذائية مثل قشر السيليوم والإنزيمات الهاضمة كالإينولين، مما يُساعد على تحسين كفاءة عملية الهضم والتخفيف من آلام الجهاز الهضمي.
4- التخلص من السموم
تُساعد مضادات الأكسدة في مكملات المسحوق الأخضر على تقوية قدرات الجسم في التخلص من السموم المتراكمة بشكل طبيعي داخل الجسم، كما تُقلّل من الإجهاد التأكسدي. وذلك بمساعدة مستخلصات التوت الأزرق والشاي الأخضر، بالإضافة إلى توت الأساي المتواجد في هذا النوع من المكملات الغذائية.
ولعلّ التقليل من الإجهاد التأكسدي يُتيح للجسم فرصة لتكوين الكولاجين، وهو عنصرٌ هامٌ لِمنح البشر بشرة أكثر إشراقًا ونضارة.
5- دعم مستوى الطاقة
أعشاب الأشواغندا وتوليفة الفيتامينات والمعادن في مكمل المسحوق الأخضر تنعكس إيجابيًا على تعزيز مستويات الطاقة الجسدية، والتقليل من الشعور بالتعب، وتحسين الصحة الذهنية والنفسية.
اقرأ أيضًا:المكملات الغذائية.. ما حاجة الجسم إليها؟ وما أنواعها وأضرارها؟
ما هي الأعراض الجانبية لمكمل المسحوق الأخضر؟
وجود الأعراض الجانبية للمكملات الغذائية والطعام الطبيعي بالنسبة لبعض الأشخاص أمر وارد للغاية للعديد من الأسباب الصحية والجسدية، ومكمل المسحوق الأخضر له بعض الآثار الجانبية مثل:
1- الملوثات الطبيعية والصناعية
عند اختيار مكمل المسحوق الأخضر، يجب مراعاة اختيار الشركات المُصنّعة ذات الثقة العالمية. وذلك لاحتمالية وجود بعض الكائنات الدقيقة الخطرة أو المبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة في منتجات بعض العلامات التجارية غير المعروفة.
2- مشاكل الجهاز الهضمي
على الرغم من أهمية مكمل المسحوق الأخضر في تحسين قوة وكفاءة عملية الهضم، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض تحسسية تجاه مكونات المكمل، ممّا قد يُسبب لهم الشعور بالغازات والإسهال والمعاناة من الانتفاخ.
3- التفاعلات الدوائية
وجود تركيزات عالية من الفيتامينات والمعادن في مكمل المسحوق الأخضر قد يُنتج عنه تفاعلات ضارة تتعارض مع الأدوية والعقاقير الطبية لدى بعض الأشخاص. وذلك بسبب وجود طحالب السبيرولينا وعشبة القمح، وهما مكونان قد يتسببان في ردود فعل تحسسية لدى بعض مستخدمي المكمل.
بديل مكمل المسحوق الأخضر
نظرًا لأنّ مكمل المسحوق الأخضر يُعدّ بديلًا للخضروات والفاكهة الطبيعية، فإنّ صنعه في المنزل لا يتطلب سوى غسل وتجفيف الخضروات الخضراء المفضلة مثل السبانخ والبروكلي والجرجير، ثمّ طحنها. بعد ذلك، يُضاف إليها جذور الشمندر وتوت الأساي والتوت الأزرق ومستخلصات عشبة القمح والشعير والشاي الأخضر، بالإضافة إلى الزنجبيل والكركم ومستخلصات الأشواغندا وأيّ مكونات أو توابل طبيعية أخرى.
وأخيرًا، يتمّ مزج المسحوق المطحون، الذي يتكوّن من جميع المكونات المذكورة أعلاه، مع الماء.