هل اقتناء الفيتامينات والمكملات إهدار للمال؟
أصبحت الفيتامينات والمكملات الغذائية جزءًا مهمًّا ورئيسًا في حياة كثير من الشباب، فهم يعدّونها أهم وسائل الحفاظ على صحة الجسد، بالإضافة إلى الحصول على جسم ممشوق.
ورغم حديث الدراسات عن ضرورة استشارة الأطباء قبل الحصول على هذه المكملات، فإنّ كثيرًا من الشباب لا يعيرون لهذا الأمر أدنى اهتمام، ما قد يُسبب العديد من المشكلات الصحية فيما بعد.
الأمر لا يتوقف على ذلك فحسب، بل تُنفَق بلايين الدولارات سنويًا على المُكمِّلات الغذائية؛ إمَّا لتعويض نقص أحد العناصر الغذائية، أو رغبةً من الإنسان في تقويم جسده، والحفاظ على صحته، لكن هل المكملات حقًّا ذات فعالية وتستحق أن يُنفَق عليها هذه الأموال؟ إن كُنتَ ستُنفِق المال على أي حال، فعلى أيهما: المكملات أم الطعام الصحي لتعويض نقص العناصر الغذائية؟
ماذا تقول الدراسات حول المكملات وإهدار المال؟
رُوجعت بعض الدراسات من قبل "hopkinsmedicine"، مُتضمِّنةً أحدث ثلاث دراساتٍ تناولت المكملات وإهدار المال، فتبيَّن ما يلي:
- في تحليل لبحوث، أُجريت على ما يقرب من 450,000 إنسان، لم يُؤدّ تناول مكملات الفيتامينات المُتعدِّدة إلى خفض فرص الإصابة بأمراض القلب، ولا السرطان.
- تتبَّعت دراسة الرابط بين الأداء العقلي وتناول الفيتامينات المتعددة ل5,947 رجلًا على مدار 12 سنة، فلم تُقلِّل الفيتامينات المُتعدِّدة خطر التدهور الذهني، مثل ضعف الذاكرة، أو بطء التفكير.
- دراسةٌ أخرى تضمَّنت 1,708 ناجيًا من نوبة قلبية، حصلوا على جرعات عالية من الفيتامينات المتعددة، أو الدواء الوهمي، لمدة 15 شهرًا، فكانت مُعدّلات النوبات القلبية لاحقًا، وإجراء عمليات القلب، والوفيات متشابهة في نفس المجموعتين "الأولى تلقَّت الفيتامينات، والثانية تلقَّت دواءً وهميًا".
ما لا تعلمه حول مكملات المعادن والفيتامينات
من السهل تناول المكملات عوضًا عن تغيير نمط المعيشة، أو التزام سلوكٍ مُعيَّن، أو اتِّباع نظام غذائي بعينه، وقبل تناول المكملات، يُرجِّح الخبراء النظر في الادعاءات الصحية المُضلِّلة على المُلصقات؛ إذ إنّ إدارة الغذاء والدواء "FDA" لا تُوافِق على المكملات الغذائية لسلامتها أو فعاليتها، وليس بمقدورها الموافقة على المُكمِّلات قبل عرضها في الأسواق.
تحمل بعض ملصقات المكملات ادّعاءات غير مُثبَتة، كأن يكون المنتج "خاليا من الآثار الجانبية"، أو "أفضل من" دواء موصوف، كما أنَّ المكملات الغذائية لا تُجرَى عليها دراسات مُوسَّعة كالأدوية؛ لمعرفة مدى أضرارها.
ودون دليلٍ يدعم فعالية بعض المكملات الغذائية، يُفضِّل العديد من خبراء الصحة العامة الحصول على العناصر الغذائية من الطعام بدلًا من المكملات؛ إذ يسهل للجسم استخدام العناصر الغذائية الآتية من الطعام، مقارنةً بالمكملات.
حمض الفوليك وفيتامين د
مع عدم وجود أدلة كافية على استخدام المكملات الغذائية في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السرطان، فبعض الفيتامينات لا يزال يُوصَى بالحصول عليها عبر المكملات، مثل فيتامين د، وحمض الفوليك "تستخدمه المرأة الحامل؛ لحماية الجنين من التشوهات".
من الصعب تحصيل الجسم لكامل احتياجه من فيتامين د اعتمادًا على النظام الغذائي فقط، وإذ يُمكِن الحصول عليه عبر تعريض البشرة لأشعة الشمس، فقد يُواجِه بعض الناس صعوبةً في امتصاص ما يكفي من فيتامين د، سواء عبر التعرُّض لأشعة الشمس، أو تناول الأطعمة الغنية به.
ومع ذلك لا ينبغي الإفراط في تناول مكملات فيتامين د؛ إذ إنَّ الإفراط في تناوله، مُنذِر بمشكلات صحية، مثل حصى الكلى، والقيء، وذلك ينطبق أيضًا على أي مكملٍ غذائي.
يُنصَح باستشارة الطبيب قبل تناول مكملات فيتامين د، أو غيرها من المكملات؛ لمعرفة الجرعة المناسبة، وتفادي أي آثارٍ جانبية مُمكِنة.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن المكملات الغذائية؟ وما هي فوائدها وأضرارها المحتملة؟
فيتامين هـ وبيتا كاروتين
قد تساعد بعض المكملات المضادة للالتهابات في تقليل فرص الإصابة بالسرطان، أو أمراض القلب، لكن لا تُوجَد دلائل ملموسة كافية لتأكيد ذلك، فلا يُوفِّر فيتامين هـ حمايةً ضد السرطان، أو أمراض القلب، حسب موقع "verywellhealth".
أمَّا بيتا كاروتين، فيتحوَّل داخل الجسم إلى فيتامين أ، وقد يزيد فرص الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص المُهدَّدين بأمراض الجهاز التنفسي، كالمُدخِّنين، أو المُتعرِّضين في مهنتهم للأسبستوس، وهذا لا يتعارض مع فوائد فيتامين أ المعروفة، إن كان الجسم بحاجةٍ حقيقيةٍ إليه.
هل يضر تناول الفيتامينات المتعددة يوميًا؟
انقسمت آراء الأطباء حول ضرورة تناول الفيتامينات المتعددة كل يوم، فبعضهم يظنُّون أنها مهمة لتعويض النقص في العناصر الغذائية، بينما يفترض آخرون أنَّها غير ضرورية.
لذا إن كان المرء بحاجةٍ إلى مكملات الفيتامينات المتعددة، فبوسعه الحصول عليها بشرط أن تكون الجرعة وفق ما وصفه الطبيب، ويجدر التنويه أيضًا بأنَّ هذه الفيتامينات وإن عوَّضت نقص بعض العناصر الغذائية في حميتك، فإنَّها ليست بديلًا عن تناول طعامٍ صحي، كما أنَّها لا تُوفِّر فوائد فائقة كما قد يروج.
من يحتاج إلى المكملات؟
يُمكِن الحصول على معظم احتياجات الجسم من العناصر الغذائية الدقيقة، بنظام غذائي مُتزّن، لكن ما ينبغي الانتباه له من بين كل الفيتامينات هم:
- فيتامين د.
- فيتامين ب 12.
- فيتامين ب 6.
وقد سبق الحديث عن فيتامين د، أمَّا فيتامين ب 12، فإنَّ الأشخاص النباتيين لا يحصلون على ما يكفيهم منه عبر النظام الغذائي، ومِنْ ثَمّ فهم بحاجةٍ إلى مُكمِّلاته.
كذلك قد تتعارض بعض المشكلات الصحية مع حصول الجسم على فيتامين ب 12، مثل:
- نقص حمض المعدة، والذي يحدث مع تقدُّم العمر، أو لأسبابٍ مرضية.
- تناول أدوية ارتجاع المريء بانتظام، مثل مثبطات مضخة البروتون "أوميبرازول مثلًا"، أو حاصرات الهيستامين H2 "فاموتيدين مثلًا".
فمن دون حمض المعدة بكميةٍ كافية، لا يُمكِن للجسم امتصاص فيتامين ب 12 بالقدر المطلوب، وهنا قد تكون الحاجة إلى مكملات فيتامين ب 12 وفق المشورة الطبية.
أيضًا، قد يُعانِي بعض الناس نقص فيتامين ب 6، وب 12، وذلك في حالة اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل:
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرُّحي.
- الداء البطني.
- جراحة مجازة المعدة "تحويل المسار".
وخلاصة القول يُفضَّل استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي؛ لتقدير مدى حاجتك إليه، وتناوله بجرعة مناسبة، دون أن يتداخل مع أي دواء، إن كُنتَ تتناول أدوية أخرى.