"تختلف اللغات وتتلاقى الفرحة".. "عادات لا تنقطع" للشعوب الإسلامية في رمضان
تبدأ أجواء رمضان في المملكة العربية السعودية حتى قبل تحقق رؤية هلال الشهر الكريم، متمثلة في ترقب الإعلان للتعبير عن الفرحة بقدوم شهر الخير، وبينما يتبادل الناس التهاني تكتظ الشوارع والأسواق، فيما تكتسي البيوت بالزينات، ويغلف مظاهر الحياة البهجة، بينما تشنف الآذان التلاوات العطرة لقرآن صلاة التراويح، فيما اعتاد السعوديون على التنافس في الخير خلال الشهر الكريم، من خلال الموائد ومفارش إفطار الصائم في المساجد والشوارع، مع توزيع وجبات الإفطار الخفيفة و"فك الريق".
تختلف اللغات والأعراق مثلما تختلف عادات الشعوب الإسلامية في تعاطيها مع شهر رمضان المبارك، إذ ترتبط تلك العادات بالثقافة الموروثة وتطور المجتمعات، ومدى ارتباطها بطقوس الشهر الفضيل على مر السنين، إذ يختلط الطابع الروحي بالديني خلال الاحتفاء بشهر الخير والرحمة، وقد قمنا في مجلة "الرجل" بجولة بين عادات بعض الشعوب الإسلامية في رمضان، لنقل أجواء شهر البر والعطاء والكرم والإيثار والإحساس بالمحتاجين حول العالم.
السعودية
تبدأ أجواء رمضان في المملكة العربية السعودية حتى قبل تحقق رؤية هلال الشهر الكريم، متمثلة في ترقب الإعلان للتعبير عن الفرحة بقدوم شهر الخير، وبينما يتبادل الناس التهاني تكتظ الشوارع والأسواق، فيما تكتسي البيوت بالزينات، ويغلف مظاهر الحياة البهجة، بينما تشنف الآذان التلاوات العطرة لقرآن صلاة التراويح، فيما اعتاد السعوديون على التنافس في الخير خلال الشهر الكريم، من خلال الموائد ومفارش إفطار الصائم في المساجد والشوارع، مع توزيع وجبات الإفطار الخفيفة و"فك الريق".
المغرب
"عواشر مبروكة" هي الجملة التي تسيطر على أجواء المغرب طوال شهر رمضان، ويُقصد بها عواشر الشهر الثلاث، حيث الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار، المرتبطة بالحديث النبوي المعروف، كما اعتاد أهل المغرب وجود "النفار"، وهو المسحراتي في صورته المغربية، إذ يستخدم آلة نفخ نحاسية مميزة لتنبيه الناس، وإيقاظ النيام وقت السحور، فيما يطلق النفير سبع مرات قبل الأذان.
موريتانيا
اعتاد أهل موريتانيا أن يحلق الرجال والأطفال رؤوسهم قبل شهر رمضان بأيام، ليتزامن نمو الشعر الجديد مع أيام الشهر وصولاً لنهايته، فيما يطلقون على هذه العادة "زغبة رمضان".
بينما يحرص سكان بعض المناطق على عدم الخروج من المنازل بعد غروب شمس يوم السادس والعشرين من رمضان، وذلك لتكثيف العبادة والدعاء لعلها تصادف ليلة القدر، فيما يشعلون البخور للانغماس في أجواءٍ روحانية خاصة.
مصر
اعتاد المصريون على أن تبدأ احتفالاتهم بالشهر الكريم حتى قبل قدومه، إذ تتزين الشوارع والمباني بزينة رمضان وفوانيسه، فيما يتجمع الشباب بكل منطقة لتنظيم ما يطلقون عليه الدورات الرمضانية لكرة القدم، بينما ينشغل قسم آخر بتجهيز موائد الرحمن لإفطار المحتاجين والمارة في الشوارع مع انطلاق أذان المغرب، فيما لا تزال بعض المناطق تحتفظ بالمسحراتي لإيقاظ النائمين وقت السحور، أما المساجد الشهيرة فتعج بالمصلين القادمين من كل مكان.
تركيا
تستقبل الأسر التركية رمضان بالزغاريد ورش ماء الورد وروائح المسك والعنبر على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام الشهر الفضيل، بينما تبدأ السيدات في إعداد الملبن التركي الشهير، لتوزيعه في الشوارع على مدار الشهر، فيما يحرص الأتراك على أن تعد سحور اليوم الأول أكبر السيدات في كل أسرة، إذ تضع خبرتها وبركتها ونفسها المميز بين أطباق صنعتها بحب لأحبابها.
نيجيريا
تحرص الأسر المتجاورة في نيجيريا على التجمع وقت الإفطار، إذ يتم جمع الأطعمة والأطباق المختلفة التي أُعدت في منازل هذه الأسر، وتقسيمها على موائد أمام أقرب منزل، في تجمعين أحدهما للرجال والآخر للنساء، فيما تحرص كل أسرة على استضافة أحد الفقراء يوميًا على مائدة الإفطار، كنوع من التكافل خلال الشهر الكريم، ما يعطى لرمضان مذاقًا خاصًا يغلفه الإحساس بالفقراء والمساكين.
اقرأ أيضًا: "تهذيب للنفس وإشباع للروح".. مزارات دينية لا تفوتك بالمملكة في رمضان
مالي
يعتبر الماليون شهر رمضان هو سلطان الشهور، ولذلك يحرصون على الاحتفال به من خلال تبادل الهدايا الرمزية بين الأهل والأصدقاء كالسكر والزيت والأرز والتمر، بينما يهتمون بالمساجد وتنظيفها وتعطيرها، فيما يتم تجديد الحصر والسجاد قبل الشهر الفضيل خلال شهر شعبان، كما يتجمعون لتنظيم الإفطار الجماعي في المساجد التي لا تخلو من زحام المصلين في مختلف الأوقات، إذ يحرص الماليون على صلاة كل الأوقات في المساجد خلال رمضان.
باكستان
ترتبط بعض مناطق باكستان بعادة يُطلق عليها "الزفاف للمرة الأولى"، وهو الاسم الملازم لحفل يُنظم خصيصى للأطفال الذين يصومون رمضان للمرة الأولى، وفيه يرتدي الطفل ملابس تشبه ملابس العريس، إضافة إلى غطاء رأس ذهبي، فيما يرتدي أهل الطفل الملابس البيضاء، وذلك تشجيعًا للأطفال على الاستمرار في الصيام مع أداء الفروض الدينية، ومن ثم غرس العادات المحمودة في نفوس الأطفال.
تايلاند
تحتفل الأسر المسلمة الغنية في تايلاند برمضان من خلال ذبح الذبائح، كما اعتادت الأسر هناك على إطعام الطعام، إذ يُمنع على الأزواج الإفطار مما تطهو زوجاتهن، حيث يوزع أو يرسل هذا الطعام للمحتاجين، ما يحفز الرجال على تناول الإفطار من خلال الموائد الرمضانية الجماعية خارج منازلهم، فيما تجتمع النساء لتناول الإفطارِ في باحات المنازل بشكلٍ جماعي، يعمل على نشر المودة بين الناس.
إندونيسيا
تختلف عادات الاحتفال في إندونيسيا باختلاف مناطق البلاد، ففي بعض هذه المناطق يأخذ المسلمون هناك حمامًا بالماء والليمون قبل رمضان بيوم واحد، اعتقادًا منهم بضرورة تنظيف الجسد والتطهر بشكل صارم استعدادًا لصوم رمضان، وكذلك من خلال السباحة في الأنهار، بينما تقوم مناطق أخرى بطهي كعكات من الأرز المسلوق وجوز الهند والسكر لتوزيعها في الشوارع على المارة احتفالاً بالشهر الكريم، بالإضافة إلى الكثير من المظاهر الاحتفالية المختلفة، والتي تتفق جميعها في إطعام المحتاجين والإحساس بما يعانيه الفقراء.