هل يمكن أن يُصاب الشباب بمرض ألزهايمر؟
ليس كبار السن فقط مُعرّضون للإصابة بمرض ألزهايمر، بل قد يكون الشباب مُعرّضين إليه أيضًا، إذ يُمثِّل ألزهايمر المبكر 5 - 10% من إجمالي حالات ألزهايمر، وقد يُصِيب المرء في الثلاثينات من العمر، وبينما يظنُّ أنّ كثرة النسيان أمرًا طبيعيًا، قد لا يخطر على باله أنّ مرض ألزهايمر قد أصابه، فما دلالات ذلك ألزهايمر المبكر؟ وهل يمكن الوقاية منه؟
ما هو ألزهايمر المبكر؟
رغم أنّ مرض ألزهايمر أكثر شيوعًا بين كبار السن، إلّا إنّه قد يُصِيب بعض الناس في مراحل عمرية باكرة تصل إلى الثلاثينات أو الأربعينات من العُمر، وفي تلك الحالة يُعرَف بألزهايمر المبكر.
أسباب ألزهايمر المبكر
لا يُوجَد سبب واضح المعالم لمرض ألزهايمر المبكر، فهو غير مُرتبط بتاريخ عائلي مُباشِر، كما أنّه يُصِيب بعض الأشخاص دون غيرهم، ومع ذلك فقد تكون بعض الطفرات الجينية من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر باكرًا.
فقد اكتشف الباحثون، حسب موقع "healthline"، جينات نادرة قد تُسهِم بصورةٍ مباشرة في مرض ألزهايمر، وهذه الجينات هي:
- بروتين السلائف أميلويد على الكروموسوم 21.
- البريزنلين 1 على الكروموسوم 14.
- البريزنلين 2 على الكروموسوم 1.
فهذه الجينات قد تنتقل من جيلٍ إلى آخر داخل الأسرة الواحدة، ويُمكِن أن يُؤدِّي حمل هذه الجينات عند بعضهم إلى ظهور أعراض مرض ألزهايمر في وقتٍ أبكر بكثيرٍ مما كان مُتوقّعًا.
وهذه الطفرات الجينية تُمثِّل 5 - 10% فقط من كلّ حالات مرض ألزهايمر، لكنّها تسود غالب حالات ألزهايمر المبكر، الذي قد يُصِيب الشباب.
علامات مرض ألزهايمر عند الشباب
غالبًا لا تختلف علامات مرض ألزهايمر المبكر أو عند الشباب عن ألزهايمر المُعتاد عند كبار السن، فهي تشمل أيضًا:
1. النسيان وضعف الذاكرة
قد تكون كثرة النسيان عن المُعتاد من دلائل ألزهايمر، لكن ليس أي نسيان، بل أن ينسى الإنسان بعض التواريخ أو الأحداث المهمة، خاصةً إذا احتاج المرءُ إلى تذكيرات مُتكرّرة كي يتمكّن من تذكّر ما كان راسخًا في ذاكرته سابقًًا على الدوام، أو قد يظهر ذلك في صورة طلب تكرار المعلومات من الناس أكثر من المُعتاد.
2. صعوبة التخطيط وحلّ المشكلات
يتضح مرض ألزهايمر كثيرًا مع صعوبة تطوير الإنسان لخطة عمل واضحة، وربّما يكون التعامل مع الأمور الحسابية والأرقام صعبًا أيضًا، بل قد يجد المرء صعوبة في اتّباع الوصفات أو التعليمات أو إتمام المهام الصعبة في العمل.
3. صعوبة إتمام المهام المألوفة
كذلك قد يُواجِه بعض الناس مشكلات كبيرة في التركيز، وقد تستغرق منهم المهام اليومية الروتينية وقتًا أطول من المُعتاد.
4. صعوبة تحديد الزمان أو المكان
أن يفقد الإنسان قدرته على تتبُّع الأيام والتواريخ من علامات ألزهايمر، ومع تقدُّم الداء، قد ينسى المرءُ المكان الذي يذهب إليه أو هو فيه الآن، أو كيف وصل إلى مكان مُعيّن أو حتى سبب وجوده في هذا المكان أو ذاك.
اقرأ أيضًا:أهم أسباب فقدان الذاكرة المفاجئ.. وهذه هي وسائل العلاج
5. تغيُّر الشخصية
كذلك، قد يجد الإنسان نفسه مُكتئبًا أو لا يبُالِي تجاه الأشياء التي كانت تُسعِده من قبل في يومٍ من الأيام، ما يعكس تغيُّرًا واضحًا في شخصية الإنسان، بل إنّ ذلك الاكتئاب قد يُشعِره بالإرهاق الجسدي والنفسي.
6. الانسحاب الاجتماعي
قد يُصبِح مريض ألزهايمر أقل استعدادًا للتواصل مع الآخرين أو مغادرة منزله والذهاب إلى الخارج، وربّما يكون ذلك بسبب الخوف أو الخجل من الأعراض الأخرى للمرض، والتي قد تُوقِعه في حرج مع الآخرين.
7. صعوبة اتّخاذ القرارات
يظهر ذلك جليًا في الأمور المالية، فغالبًا ما تُؤدِّي صعوبة اتخاذ القرارات إلى مشكلات مالية، مثل التبرّع بمبالغ كيرة من المال للمُسوّقين عبر الهاتف، وبشكل عام يتّخذ الإنسان قرارت مالية سيئة.
8. تعذّر العثور على الكلمات المناسبة في الحديث
قد يُصبِح بدء الحوار أو الانضمام إلى حديث ما مع الآخرين مشكلة، فقد يتوقّف المرء عن الحديث بصورةٍ عشوائية في أثناء الحديث، إذ قد ينسى كيف يُنهِي جملته، كما قد يُكرِّر الكلام دون داع، ويجد صعوبة عمومًا في العثور على الكلمات الصحيحة لما يرغب في التعبير عنه بلسانه.
9. أعراض متأخرة
كذلك هناك أعراض متأخرة لمرض ألزهايمر المبكر، إذ قد يزداد ارتباك الإنسان، ويتفاقم ضعف الذاكرةة، ويُعانِي تقلبات مزاجية شديدة، بل قد تكون بعض المهمات السهلة عسيرة للغاية، مثل المشي والتحدث، وكل هذه التغييرات تُؤثِّر في مزاج الإنسان، وتزيد يأسه وإحباطه.
تشخيص ألزهايمر المبكر
يُجرِي الأطباء عادةً بعض الاختبارات قبل تشخيص ألزهايمر المبكر أو ألزهايمر عند الشباب، وقبل ذلك يطّلع الطبيب على التاريخ الطبي للمريض، ويُجرِي بعض الفحوصات الجسدية والعصبية، كما قد يُساعِد التقييم النفسي في استبعاد الأمراض النفسية التي قد تتشابه أعراضها مع أعراض ألزهايمر.
ومن الاختبارات التي قد يطلبها الطبيب لتشخيص مرض ألزهايمر:
- اختبارات الدم.
- اختبار السائل النخاعي.
- اختبارات تصويرية، مثل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، فهذه الاختبارات تُوفِّر صورًا دقيقة للدماغ وحجم التلف الذي أصابه.
علاج ألزهايمر المبكر
حتى الآن لا يتوفّر علاج جذري نهائي لمرض ألزهايمر، لكن قد تُساعِد بعض الأدوية في تخفيف الأعراض، والتي يُقدِّر الطبيب حاجة المريض إليها من عدمها.
نصائح للوقاية من ألزهايمر عند الشباب
يُمكِن تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر المبكر عند الشباب عبر الانخراط في عادات صحية في نظام حياتهم اليومي، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تجنُّب إصابات الدماغ، وذلك بارتداء خوذة حال قيادة الدرّاجات أو ممارسة بعض الألعاب التي قد يتعرّض فيها لضربة في الدماغ.
- التدريبات المعرفية التي تُعزِّز قدرات الدماغ، مثل حلّ المسائل الحسابية في الدماغ أو تعلّم لغة جديدة أو حل الألغاز.
- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات.