كيف يمكن إنشاء بيئة عمل صحية؟ إليك هذه النصائح لزيادة الإنتاجية
تؤثر بيئة العمل بشدة على قدرة الموظفين على أداء عملهم، إذ إن بيئات العمل التي يسود فيها التوتر والقلق قد تمنع الموظفين من أداء عملهم بأفضل طريقة ممكنة، لكن على الجانب الآخر فإن بيئات العمل الصحية قد تؤثر إيجابيًا على الشركة وعلى الإنتاجية على المدى البعيد.
ما هي بيئة العمل؟
بيئة العمل هي البيئة التي يعمل فيها الموظف ويذهب إليها يوميًا للحصول على راتبه في نهاية الشهر، وأحيانًا تكون بيئة العمل بعيدة أو قريبة، وأحيانًا نضطر للانتقال إليها بعدة وسائل حسب المتاح.
بالإضافة إلى ذلك فإن المصطلح يشمل بعض الأمور الأكثر دقة من إعداد المكتب، مثل السياسات المكتبية أو علاقات العمل التي تنظم أدوار الموظفين وأعمالهم، وهذه العوامل قد تؤثر على أداء أي موظف، سواء أكانوا الموظفين الذين يعملون في المكتب، أم الموظفين الذين يعملون عن بُعد، وذلك لأن الموظفين يضطرون للتعامل مع كل هذه العوامل يوميًا.
صفات بيئة العمل الصحية "الإيجابية"
بيئة العمل الإيجابية هي البيئة التي تلبي احتياجات الموظفين بمختلف الدرجات من أجل تشجيعهم على تقديم أفضل أداء ممكن، ولا بد من معرفة أن احتياجات الموظفين تميل إلى التغير مع مرور الوقت، ولكن توجد بعض الأشياء الأساسية التي يمكن تقديمها لهم ومن بينها:
1. إعطاء الخيار للعمل من المنزل: يُعد العمل عن بُعد من طرق العمل الأساسية في هذا العصر، ففي المملكة المتحدة يعمل حوالي 20% من الموظفين بطريقة العمل الهجين، ويرغب 1 من كل 5 موظفين في العمل بدوام كامل عن بُعد، وتزايد عدد الوظائف التي تعمل بهذه الطريقة بنسبة 300%، إذ إن من بين فوائد العمل عن بُعد أنه يُحسن السماح لأعضاء الفريق بإقامة توازن بين الحياة الشخصية والعمل، وهذا يرفع الروح المعنوية لديهم.
2. السماح للموظفين بالتحكم في طريقة عملهم: سياسات الجدول الزمني المرن تسمح للموظفين بتحديد مواعيد عملهم ومكانهم، وهذا يمنحهم المزيد من التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وهذا قد يقلل من الضغط ويرفع من الإنتاجية.
3. تعزيز التواصل الشفاف: بيئات العمل الإيجابية تساعد على التواصل المفتوح والصحي بين الموظفين وأصحاب العمل، وهذا كله يساعد على خلق أفكار رائعة، ويضمن التواصل الصحي بأن يشعر الموظفون بأن لهم رأيًا مسموعًا، ما يعزز من الابتكار ودفع الشركة نحو النجاح.
4. تنفيذ المكافآت: تلعب المكافآت بمختلف أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل ثقافة عمل إيجابية، فالتوقيت المعقول للإجازات والمكافآت يعمل على بناء صلة أقوى بين مكان العمل والموظفين.
بعض علامات بيئة العمل السامة
لا بد من التعرف على صفات بيئة العمل السامة، وذلك من أجل العمل على حلها بعد ذلك، ولكن تجدر الإشارة إلى أن علامات بيئة العمل السامة قد تكون غير واضحة، لذلك فالخطوة الأولى هي العمل على إيجاد هذه الصفات من أجل حلها، وصفات بيئة العمل السامة قد تشمل:
- سوء التواصل: إذا كان التواصل بين الموظفين بعضهم البعض وبين الموظفين والمديرين سيئًا، فهذا قد يخلق بيئة قلقة ومتوترة، كما أنه إذا لم يكن لدى الموظفين أي فكرة عما يحدث في الشركة، فهذا قد يخلق بيئة عمل سامة.
- سوء التوازن بين العمل والحياة الشخصية: بيئة العمل غير الصحية قد تزيد من الضغط على الموظفين، وذلك من خلال توقع أداء الموظف أكثر مما هو مطلوب منه، في حين يرغب الموظف في الحفاظ على حياته الشخصية، واستمرار هذا الضغط قد يدفع الموظف إلى نقطة الانهيار.
اقرأ أيضًا:كيف يضمن رائد الأعمال صحته النفسية في بيئة عمل تنافسية؟
طرق تحسين بيئة العمل لرفع الإنتاجية
بعد التعرف على العلامات التي قد تدل على بيئة العمل السامة، فإنه توجد بعض الطرق والنصائح التي يمكنها تحويل بيئة العمل السامة إلى بيئة عمل صحية، وذلك من أجل تحقيق أهداف الشركة وزيادة الإنتاجية، وهذه الطرق تشمل:
توظيف أشخاص مناسبين لثقافة العمل
الخطوة الأولى هي إنشاء أو الحفاظ على ثقافة الشركة، وذلك من خلال توظيف من يعزز قيم الشركة، والتخلص من الأشخاص الذين لا يتناسبون بطريقة جيدة مع ثقافة الشركة، فوجود موظف سام واحد أو موظف لا يلتزم بثقافة الشركة قد يؤثر على أداء قسم كامل، لأنه يجعل بيئة العمل غير ممتعة، كما أن عمل موظف جيد مع موظف سيئ لفترة طويلة، قد تحول الموظف الجيد إلى موظف سام، وهذا يؤثر على مساحة العمل الإيجابية مع مرور الوقت.
تهيئة المكتب ليكون بيئة مريحة
تؤثر الجوانب المحيطة بالموظفين بشدة على مزاجهم، وذلك بسبب الوقت الطويل الذي يقضونه في المكتب، لذلك العمل مع أثاث غير مريح وإضاءة صناعية قاسية قد يؤثر على فاعلية الموظفين، أما إدخال الضوء الطبيعي وتركيب مصابيح ذات ألوان أكثر دفئًا قد يحسن من مزاج الموظفين ويعزز الاسترخاء، بالإضافة إلى وجود أثاث مريح للحفاظ على صحة الموظف.
العمل على التواصل الجيد
التواصل الصحي بين الموظفين والمديرين يُعد أمرًا مهمًّا لخلق بيئة عمل إيجابية، فقد يساعد التواصل الشفاف في بناء الثقة، وتعزيز السلوك الجيد بطريقة أكثر كفاءة، كما أن التواصل الجيد يجعل الموظف يشارك أكثر في صُنع القرارات في الشركة، وهذا يجعله يشعر بأنه مسموع.
اقرأ أيضًا:هل تحرر ثورة الذكاء الاصطناعي الموظفين من العمل في المكاتب؟
مكافأة المجتهدين
عرض الحوافز يشكل فرقًا ويعزز السلوك الإيجابي، وهو بمثابة اعتراف بمساهمة الموظفين في الشركة، ما يحفز الموظفين للمضى قدمًا في أداء عملهم بمستوى عال، كما ترفع توقعات السلوك لباقي قوى العمل، ولكن تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية، وهي ضرورة تقديم المكافآت بطريقة صحيحة، فتقديم المكافآت للأشخاص أنفسهم بطريقة متكررة أو بطريقة غير واضحة قد يخلق الاستياء بين أعضاء الفريق.
دعم التوازن بين العمل والحياة الشخصية
التشجيع على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهم للغاية، وذلك لمنع أفضل الموظفين من الوصول إلى نقطة الانهيار، فقد يساعد تخصيص المهام استنادًا على مستوى مهارة كل فرد ونمط عمله في إنشاء جدول زمني متوازن لا يُجهد قدرات أي موظف.
وضع أهداف واضحة
تتسم بيئات العمل الصحية بأن كل موظف يعرف دوره، بالإضافة إلى التعرف على الأهداف التي ترغب الشركة في تحقيقها، ووضوح الأهداف تساعد في الاهتمام بجوانب أخرى في بيئة العمل مثل المهارات التي يجب أن يمتلكها المرشح، وثقافة الشركة وقيمها، فمن دون توجيه قد يصبح مكان العمل فوضويًّا.
تعزيز التعاون والتنوع
التنوع مهم للغاية من أجل تقديم وجهات نظر مختلفة لإيجاد حلول فريدة للمشكلات، كما أن التنوع قد يزيد من الشعور بالأمان في بيئة العمل، كما أن تعزيز التعاون يقدم مجموعة أوسع من الأفكار الرائعة.
الحفاظ على بيئة العمل الصحية، ومحاربة بيئة العمل السامة هما أمران في غاية الأهمية والتي لا يجب التخلي عنهما بأي شكل من الأشكال، وذلك من أجل تحقيق النمو والتطور المرغوب فيه، وحل أي مشكلات قد تظهر، والحصول على أعلى إنتاجية من الموظفين.