بصورة دائمة أو مؤقتة.. كيف يمكنك تغيير لون عينيك؟
يعيش الإنسان بلون ثابت للعين، نادرًا ما يتغيّر، بل يُلازِمه ما بقي حيًا. لكن اليوم قد صار بالإمكان تغيير لون العين، إمّا مُؤقتًا من خلال عدسات لاصقة مُلونة، أو دائمًا من خلال جراحة تغيير لون العين، التي قد تُضِيف صبغة أو تنزع صبغة، أو حتى تزرع قزحية بلون جديد مُختلف تمامًا، يُعطِي العين لونًا جديدًا ومظهرًا لم يكُن يدُر بخُلد الإنسان من قبل.
كيف تكتسب العين لونها؟
القزحية هي الجزء المُلوّن من العين، الذي يحتوي على صبغة الميلانين، التي تُعطِي العين لونها. وتتواجد القزحية بألوان مختلفة، مثل: البُنية، والسوداء، والخضراء، والزرقاء، والعسلية، ممّا يُضفي على العين لونها المُميّز.
يتحدّد لون العين من مزيج جينات الأبوين، الذي يُحدِّد لون القزحية في نهاية المطاف، وبالتالي لون العين. ومن الصعب عمومًا التنبؤ بلون عيون الأطفال، وأيّ لون عين لأحد الوالدين سيكون مُهيمنًا على لون عينه.
هل يمكن تغيير لون العين بشكل دائم؟
نعم، يُمكِن تغيير لون العين بصورةٍ دائمة، وذلك من خلال زيادة صبغة العين أو استخراجها أو استبدال القزحية كاملةً، وذلك من خلال جراحة تغيير لون العين، وهي جراحة لا تُؤثِّر في الرؤية، كما قد تكون ضرورية أحيانًا حال إصابة العين أو المعاناة من مرضٍ بها أدّى إلى تغيير لونها مثلًا.
ونادرًا ما يُلجأ إلى جراحة تغيير لون العين لأسباب جمالية بحتة، بل غالبًا ما تصحب الإجراءات الجراحية الأخرى المُعتادة للعين، مثل عملية المياه البيضاء وما أشبه ذلك.
عمليات تغيير لون العين
بصدد الحديث عن تغيير لون العين بشكلٍ دائم، فهناك العديد من أنواع جراحات تغيير لون العين، مثل:
1. تصبغ القرنية بالليزر
أحد العمليات الجراحية المعروفة أيضًا بـ"وشم القرنية"، وهي لا تتضمّن تغيير لون القزحية، لكن يُضاف اللون إلى القرنية لإخفاء لون القزحية.
ويُجرَى ذلك باستخدام الليزر، إذ يُنشِئ سلسلة من الأنفاق الدائرية ذات العُمق المُنتظم في القرنية، ثُمّ تُحقَن صبغة مُلونة في تلك الأنفاق.
وقبل ذلك يستخدم الطبيب قطرات مُخدِّرة للعين كي لا يشعر المريض بأي شيءٍ خلال تغيير لون العين، ومع ذلك فقد يشعر الإنسان بقليلٍ من الألم بعد العملية.
اقرأ أيضًا:بم يخبرك لون عينيك عن صحتك؟
مخاطر تصبغ القرنية بالليزر
رغم أنّها من التقنيات الجراحية الدقيقة، إلّا أنّ لها بعض المخاطر أيضًا، فإنّ أي حركة غير مقصودة قد تُؤدِّي إلى أخطاء ومضاعفات بعد العملية، مثل:
- لون العين غير المتسق، بسبب التوزيع غير المُتكافئ للصبغة.
- تلاشي اللون بسبب تسرُّب الصبغة أو هجرتها إلى مساحة القرنية.
- ثقب القرنية.
- حساسية الضوء.
- رد فعل تجاه الصبغة، بما يُؤدِّي إلى التهاب العنبية "الطبقة الوُسطى من العين" أو نشوء أوعية دموية جديدة في القرنية.
وهذه العملية ممنوعة في حالة المعاناة من أمراض القرنية أو سبق إجراء جراحة العين الانكسارية، مثل عمليات الليزك.
2. إزالة التصبغ بالليزر
تُضِيف العملية السابقة لونًا إلى العين، بينما إزالة التصبغ بالليزر تهدف إلى تفتيح لون العين من خلال استهداف الخلايا التي تُنتِج الميلانين، فألوان العين الداكنة هي نتيجة وجود كمية كبيرة من الميلانين فيها، أمّا الألوان الفاتحة، فناتِجة عن انخفاض إنتاج الميلانين بها.
وتُجرَى تلك العملية على عِدّة جلسات، إذ تُسخِّن أشعة الليزر صبغة الميلانين على سطح القزحية، كاشفة الستار عن اللون الأزرق أو الأخضر تحتها، كما أنّ أشعة الليزر تمرُّ عبر القرنية دون أن تُسبِّب أي إصابة، حسب موقع "verywellhealth".
مخاطر إزالة التصبغ بالليزر
تُعدّ هذه العملية أقل من ناحية المخاطر، ومع ذلك فهي لا تخلو منها تمامًا، مثل:
- التهاب القزحية، ولا يستمر طويلًا غالبًا.
- حساسية الضوء، وهو أيضًا لا يستمر طويلًا.
- لون العين غير المرغوب فيه، فلا يمكن الكشف عن اللون الأخضر أو الأزرق الكامن إلّا بعد إزالة الطبقة البنية المُغطاة، ومن يدري ما اللون الكامن تحتها قبل ذلك؟
ويُمنَع إجراء هذه العملية لمن يُعانُون الجلوكوما أو ارتفاع ضغط العين.
3. جراحة زرع القزحية
عملية أشدّ توغلًا من العمليتين السابقتين، إذ تتضمّن إدخال قزحية صناعية لتغطية القزحية الطبيعية، ويُستخدم مُخدّر موضعي أولًا قبل إجرائها.
وقد طُورت هذه التقنية للمرة الأولى في عام 1956 لإصلاح عيوب قزحية العين، التي قد تنجم عن إصابة أو عدوى أو عيوب خلقية، مثل مهق العين. ولم تكن شائعة لأغراض جمالية بسبب مخاطرها المُحتملة.
عادةً تتوفّر غرسات القزحية بألوان مختلفة، مثل الأزرق أو الأخضر أو البني أو الأسود. وكي يزرع الطبيب القزحية الجديدة، يصنع شقًا صغيرًا في القرنية عند موضع التقائها مع الصلبة "بياض العين". ثمّ تُطَوى قزحية السيليكون وتُدخَل عبر ذلك الشق الجراحي.
تُترَك القزحية الجديدة كي تأخذ مكانها، ثمّ تُخيّط في موضعها على القزحية الطبيعية.
اقرأ أيضًا:لماذا تصاب باحمرار العين المفاجئ؟
مخاطر زرع القزحية
تحمل هذه العملية بعض المخاطر، التي قد تكون شديدة في بعض الأحيان، ما يجعلها آخر الخيارات التي قد يلجأ إليها من يرغب في تغيير لون عينيه، ومن مضاعفاتها الخطيرة:
- زرق العين أو الجلوكوما، وهو مرض يتسبَّب في ارتفاع ضغط العين، وقد يُؤثِّر في العصب البصري، مُسبِّبًا العمى.
- المياه البيضاء.
- عدوى العين، بما قد يُسبِّب قرح القرنية.
- انخفاض حِدّة البصر أو العمى.
جديرٌ بالذكر أنّ زراعة القزحية ممنوعة للأشخاص المُصابين بالجلوكوما واعتلال الشبكية السُكري (مرض يُصِيب الشبكية إثر المعاناة من مرض السكري).
كيف تُغيِّر لون عينيك مؤقتًا؟
قد يخشى بعض الناس العمليات الجراحية المُغيِّرة للون العين، ويرغبون في تغيير اللون بصورةٍ مُؤقتة فقط ودون تدخل جراحي، وفي تلك الحالة تُعدّ العدسات اللاصقة المُلونة هي الخيار الأسهل، وهناك عِدّة أنواع يسع المرء الاختيار من بينها:
- العدسات غير الشفافة: هي عدسات غير شفافة وتُفضَّل للأشخاص ذوي العيون الداكنة الذين يريدون ظلًا أخف.
- عدسات التحسين: هي عدسات شفافة، تُساعِد في تعزيز اللون الطبيعي للعين بمرأى غيرك.
- عدسات الرؤية: تحتوي على بُقع من اللون الأزرق الفاتح أو الأخضر، تُبرِز القزحية وتجعلها تبدو أكثر حيوية.
مخاطر العدسات اللاصقة
نعم، العدسات اللاصقة خيار سهل لتغيير لون العين مُؤقتًا، لكن ما لم تعتن بها جيدًا، فقد تُسبِّب بعض المشكلات، مثل:
- تدميع العين.
- حكّة العين.
- تغيُّم الرؤية.
- خدش القرنية.
لذلك ينبغي أن يكون تركيب العدسة اللاصقة تحت إشراف طبيب العيون، واتّباع التعليمات بشأن الحفاظ على العدسات اللاصقة بما يَحفظ صحة العين.
اقرأ أيضًا:ماذا يحدث عند النوم بالعدسات اللاصقة؟
هل يمكن أن يتغيَّر لون العين بمرور الوقت؟
عادةً تحتفظ العين بلونها ما بقي الإنسان على وجه الأرض، لكن عند بعض الناس، قد يتغيّر الميلانين مع تقدُّم العمر، ويجعل عيونهم تبدو أخفّ لونًا، وهذا غير ضار ولا يستدعي أي قلق على الإطلاق.
لكن هناك بعض المشكلات الصحية التي قد تُؤدِّي إلى تغيُّر لون العين، ومنها:
- متلازمة التهاب العنبية فوكس: حالة نادرة تتسبَّب في مشكلات الرؤية وتغيُّرات قزحية العين، ما يُسهِم في تغيير لون العين.
- متلازمة هورنر: أحد المضاعفات الشائعة للسكتة الدماغية، التي تُؤدِّي إلى ضيق حدقة العين وتدلّي الجفن، وربّما تغيُّر لون العين على الجانب المُصاب من الوجه.
- متلازمة تبعثر الصبغة: اضطراب نادر، يُؤدِّي إلى اختفاء الصغة من القزحية وانسداد نظام تصريف العين.
- إصابة العين: قد تُصاب العين أو تُصدم، بما يُؤدِّي إلى فقدان بعض نسيج القزحية وخِفّة لون العين عمّا كان عليه قبل الإصابة.
لذلك يجب استشارة الطبيب على الفور إذا تغيّر لون العين فجأة، لأنّ ذلك قد يكون له دلالة على اضطراب خطير أصاب الإنسان.