سيدة الأعمال العنود الرماح لـ"الرجل": العمل التجاري لا ينتقل بالوراثة.. أحب المغامرة ومواجهة التحديات
عرفت كيف تحول شغفها إلى واقع واقتحمت مجال قطاع تنظيم المعارض والمؤتمرات، الذي كان حكرًا على الرجال لسنوات طويلة، نجحت بتأسيس أولى معارضها عام 2004 لعرض وتسويق المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
سيدة الأعمال العنود توفيق الرماح هي اليوم المؤسس والمدير العام لشركة أدمكس بمجموعة الرماح القابضة، أحرزت عدة نجاحات متتالية وغدت مصدر إلهام لشابات وشباب أعمال المملكة.
منصة الرجل لقيتها في حوار شفاف كشفت خلاله عن طموحها بأن تغدو وزيرة للتجارة في بلدها السعودية، وسعيها لدعم وتمكين المرأة والشباب من ريادة الأعمال ومواجهة التحديات واكتساب الفرص التي منحتها الدولة لها للمشاركة بصناعة اقتصادها.
بطاقة تعريف:
الاسم: العنود بنت توفيق الرماح
الحالة الاجتماعية: غير متزوجة
الوظيفة الحالية: مدير عام ومؤسسة شركة (أدمكس)
الشهادة: بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات من كلية فينيكس بالولايات المتحدة الأمريكية 2010.
الجوائز: جائزة شباب الأعمال المتميزات بلندن 2013.
بدأت وأنا طالبة
"أدمكس" تجربة ناجحة لسيدة الأعمال العنود الرماح.. فكيف تبلورت فكرتها؟ وكيف تمكنتِ خلال فترة وجيزة من النمو والنجاح في مجال تنظيم المعارض؟
البداية منذ كنت طفلة صغيرة أرافق والدي للذهاب إلى عمله، وعندما أصبحت بالمرحلة الثانوية فكرت بتأسيس مشروعي الخاص، واخترت هذا المشروع تحديدًا تلبية لاحتياجات رائدات ورجال الأعمال، لذلك تبلورت فكرة "أدمكس" للدعاية والإعلان عام 1999 بمدينة الخبر شرق السعودية وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية، حيث قمت بتنظيم أول معرض بمدينة الخبر بالشرقية عام 2004 لعرض وتسويق المنتجات الإبداعية بمختلف المجالات وإبراز الطاقات الشبابية المبدعة، ثم قمت بتنظيم العديد من المعارض وركزت في السنوات الأخيرة على مصممين ومصممات وتوسعت على مستوى المنطقة الشرقية والمملكة والخليج.
وبفضل الله تعالى، نعمل في أدمكس على تكامل التجربة وفق أعلى معايير الجودة والاحترافية والخبرة، ونركز على استراتيجيات التسويق، وأنجزنا أكثر من 80 معرضًا تجاريًا واستهلاكيًا وأكثر من 52 ورشة عمل و5 فعاليات ترفيهية، ونسعى لمواكبة التطورات العالمية بصناعة المعارض والمؤتمرات.
ما دور أسرتك في دعمك لهذا القرار؟ وبرأيك هل العمل التجاري ينتقل بالوراثة؟
أسرتي الداعم الأقوى بحياتي المهنية، فقد تعلمت من والدي التجارة، كما دعمني لتأسيس شركة أدمكس، وشجعني لأرشح نفسي لانتخابات الدورة الخامسة عشرة بغرفة الشرقية، لكن اللجنة العليا للانتخابات اعتذرت عن قبولي لعدم بلوغي السن القانوني للترشيح 2006، ولكن رغبتي بالمساهمة بمساعدة بنات جنسي لتذليل الصعوبات التي تواجه مشاريعهن الناشئة جعلتني أصر على مواجهة التحدي، وكذلك شجعني أخي نايف بدخول عالم الأعمال.
وبرأيي الشخصي العمل التجاري لا ينتقل بالوراثة، ولكن يمكن اكتسابه وتنميته حسب الخبرة والمؤهلات والقدرات والبيئة المحيطة.
أخبرينا عن خبراتك العملية والمهنية؟ وماذا تعلمتِ منها؟
بعد حصولي على شهادة دبلوم في نظم إدارة المعلومات من جامعة الملك فيصل 2003، التحقت بالعمل في أرامكو اختصاصية شؤون موظفين 2004 – 2006، ثم توجهت للعمل التجاري وأسست "أدمكس"، وعينت عضو مجلس إدارة شركة الرماح العالمية القابضة 2006، وتقلدت منصب مدير الموارد البشرية بشركة الرماح 2010 -2012م، وحصلت على بكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات من كلية فينيكس، وتقلدت منصب نائبة رئيس المجلس التنفيذي لشابات الأعمال والمجلس التنفيذي لسيدات الأعمال 2012 -2014 م، وحصلت في العام نفسه على شهادة برنامج إدارة المعارض من الرابطة العالمية للمعارض UFI 2014، ورئيسة مجلس شابات الأعمال بغرفة الشرقية 2014- 2017، وبالطبع تعلمت منها كيف أتعامل مع البشر والبساطة في التعامل مع المشكلات.
المعارض صناعة
ما التحديات التي واجهتِها؟ وكيف تغلبت عليها؟
أهم التحديات: كانت طول فترة الإجراءات الرسمية في الحصول على الترخيص فضلاً عن أنه كان ممنوعًا للسيدات استخراج تراخيص بهذا المجال، وأن يكون المدير رجلاً، وغيرها من الاشتراطات المعقدة التي كانت قائمة حينها، لذلك قررنا استحداث شركة الدعاية والإعلان ضمن مجموعة الرماح القابضة باسم والدي وتوليت قيادتها. تحدٍ آخر يتعلق بعدم التزام الكوادر بالاستمرار بالعمل بعد تلقي التدريب والانتقال لجهات أخرى طمعًا بزيادة الدخل، ولكن الوضع اختلف اليوم وحاليًّا حظيت المرأة السعودية على دعم وتمكين الدولة لها بكل المجالات وأصبحت هنالك تسهيلات ومرونة بالإجراءات.
كيف يمكن لقطاع المعارض والملتقيات النهوض بديمومة المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟
يعد قطاع المعارض من أبرز القطاعات النشطة، ويثري سوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة لرائدات وشباب الأعمال، ورفع الناتج المحلي وتوفير فرص عمل وانتعاش المشاريع وتسويقها وعرض منتجاتهن، والتعرف على المنتجات الجديدة بالإضافة للاطلاع على أداء الشركات المنافسة، ويتيح الفرصة للبيع والشراء ومقارنة الأسعار، وتأمين فرص اللقاء بين المنتجين والتجار والمستوردين، بجانب توقيع العقود والصفقات التجارية وتسريع عملية التبادل التجاري وانسياب البضائع والمنتجات ويتم تبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز انتشار العلامة التجارية، وكذلك التعرف على خارطة المعارض والفعاليات.
ما تقييمك لدور لجنة التجارة والاستثمار لجهة تمكين قطاع المعارض والمؤتمرات كأحد القطاعات التنموية المهمة في الاقتصاد؟
تعد لجنة التجارة والاستثمار إحدى اللجان المتخصصة بمجلس الشورى، تدرس حسب اختصاصها الموضوعات والأنظمة واللوائح ذات العلاقة بجوانب التجارة والاستثمار بشكل عام وقطاع المعارض والمؤتمرات بشكل خاص باعتبارها من الأدوات الاقتصادية التي اهتمت الدولة بتنميتها، واستحدثت الجمعيات والمنظمات ومراكز الأبحاث، وأعلنت عام 2018 عن إنشاء الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وازدادت الاستثمارات بالمنشآت والشركات المنظمة والموردة لها، وتنامى عدد العاملين فيها، حتى أصبحت صناعة لها كيانها ومصدرًا اقتصاديًّا مهمًّا مع توافر جهات خاصة تستفيد منها، وجهات حكومية تشرف عليها وتعمل على تطويرها، وصارت جزءًا أساسيًّا بنقل المعلومات وانتشار المعرفة والممارسات المهنية، وعاملاً رئيسًا في بناء التفاهم والعلاقات بين الدول والثقافات والحضارات.
تبني السواعد الوطنية
قطاع تنظيم المعارض والمؤتمرات يعد أحد أهم المجالات الاقتصادية الواعدة في التوظيف المؤقت أو الدائم، فكيف ترين إقبال السعوديات عليه؟
يعد تنظيم المعارض والمؤتمرات أحد أهم المجالات الاقتصادية الواعدة بالتوظيف للشباب والشابات السعوديين، وذلك في ظل بناء وإقامة عدد كبير من المعارض والفعاليات خلال السنة، الأمر الذي يسهم في إنعاش الاستثمار بالخدمات الأخرى وبخاصة الخدمات السياحية الوطنية. وأعتقد أن السعوديات أثبتن قدراتهن وحققن العديد من الإنجازات، لذلك نعمل في أدمكس على استقطاب وتبني السواعد الوطنية السعودية وتأهيلها بالورش التدريبية والدورات التكوينية المتخصصة تلبية لاحتياجاتهن للتوظيف ودمجهن بسوق العمل.
ما رأيك في تعزيز البيئة التنافسية من خلال فتح مكاتب بالمملكة للجمعيات والهيئات المتخصصة لدعوتهم لاستضافة لقاءاتهم؟
أعتقد بأن فتح مكاتب بالمملكة، سوف يخلق بيئة خصبة تنافسية بين المستثمرين الدوليين والمحليين لتطوير آليات مُحفزة لإقامة مشاريع المؤتمرات والمعارض ومواءمتها مع الخصائص التاريخية للمملكة وعمقها الإسلامي، وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، لتصبح المملكة وجهةً ثقافية واقتصادية وعمرانية وتاريخية، وهذا يعتمد على الإمكانيات والإدارة الاحترافية بالعمل من الفكرة إلى آلية التنفيذ لإنجاحها بالإضافة إلى التزامها بثلاثة معايير (النمو الاقتصادي، التنمية المستدامة، التقنية) وسوف تتجه إلى النمو الكبير خلال السنوات المقبلة.
الثقة والمصداقية
ما عوامل نجاح هذه الصناعة؟ وما اقتراحاتك لتطويرها؟
عوامل النجاح تعتمد على المصداقية والاحترافية بالعمل لكسب ثقة "الجهة المستهدفة" والالتزام بإقامته بموعده المحدد بشكل يتوافق مع المعايير الدولية التي تعكس تطور وحضارة المنطقة والمملكة.
وأقترح لتطويره: توفير مواقع وأماكن متخصصة لاحتضان وإقامة المعارض والمؤتمرات بالإضافة إلى تشجيع الجهات الحكومية والقطاع الخاص بتقديم الدعم المالي واللوجستي والخدمات، وجذب وسائل الإعلام المختلفة (المقروء، المرئي، المسموع) لتعزيز التجارة والترفيه والسياحة.
بماذا تنصحين رواد الأعمال ممن يريد الدخول في مجالك؟
تحقيق النجاح هو هدف كل رواد الأعمال لذلك أنصحهم بالصبر والمثابرة وأخذ المشورة من أصحاب الخبرات بحاضنات الأعمال المتخصصة من أجل النمو ورعاية مشاريعهم الناشئة.
ما أبرز المهمات التي تضعين جل تركيزك عليها اليوم؟
أبرز المهمات تنظيم معرض متخصص للمصممين والمصممات في ديسمبر القادم 2023، وكذلك تنظيم معرض ليلة عمر بنسخته 24 في إبريل 2024.
متفائلة وأحب الحياة
ما الجانب الآخر الذي لا نعرفه في شخصية العنود الرماح؟
إنسانة مغامرة وأعشق التحديات التي دونها لم أصل إلى المكانة التي وصلت إليها حاليًّا، صبور ومتفائلة وإيجابية وأحب الحياة.
ما هواياتك؟
لدي هوايات كثيرة أبرزها السفر والترحال.
ما طموحاتك المستقبلية؟
أطمح بأن أصبح أول وزيرة سعودية في التجارة، وأحلم كذلك بأن أتولى قيادة هيئة المعارض والمؤتمرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصميم العباءات: حنان التركي
ميك أب أرتيست: منيرة التريكي