الأميرة دعاء بنت محمد لـ"الرجل": جنيت ثمرة تربيتي لأبنائي.. وطموحي تأسيس هيئة لحماية حقوق الطفل
اقترن اسمها بلقب سفيرة السلام والطفولة والتنمية المستدامة، تعمل على تنمية الوعي الثقافي بجميع مجالاته، وتمنح كثيرًا من أحاسيسها ووقتها في سبيل سعادة الأطفال، هذا الشغف قادها لفكرة تأسيس شركة "مهرة" والهدف ليس فقط تقديم التعليم للأطفال وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم في الرياضة والتعليم والترفيه فحسب، لقد ساعدها منظورها الخاص على تمكين المرأة والشباب، وفهم الاحتياجات المختلفة للطفولة ما جعلها واحدة من السيدات الأكثر تأثيرًا على مستوى الوطن العربي.
كُرِّمت سفيرةً للسلام والتنمية المستدامة وسفيرة الطفولة والنشء من الأمم المتحدة. منصة الرجل التقت الأميرة د. دعاء محمد للاطلاع على محطات وتفاصيل تجربتها وريادتها في عدد من المجالات:
بطاقة التعريف:
الاسم: د. دعاء بنت محمد
الشهادات:
- الدبلوم المهني في التحكيم التجاري الدولي 2012.
- ماجستير في إدارة الأعمال 2007.
- دكتوراه في القانون الدولي 2011.
- الدبلوم المهني في الفنون البصرية والتصميم 2022.
الوظيفة الحالية:
- الرئيس التنفيذي لشركة المهرة للتعليم.
- مستشار لتطوير التعليم وحقوق الطفل.
- المشرف على الإعلام الأسري بجامعة الملك سعود.
التكريمات:
- الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي والعلاقات العامة 2020.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة بايريدج بالنرويج عام 2020.
- التكريم ضمن 25 سيدة الأكثر تأثيرًا على مستوى الوطن العربي لعام 2018.
- سفيرة السلام من المنظمة الدولية للسلام العالمي 2017.
- سفيرة السلام للطفولة والنشء من الأمم المتحدة 2017.
- سفيرة السلام وحقوق الإنسان للنوايا الحسنة والعمل الإنساني والتنمية المستدامة 2016.
المؤلفات:
- المرأة العربية وصناعة الريادة.
- المنظمات الدولية والنزاعات السياسية.
بداية عرفينا ببساطة من هي الأميرة دعاء بنت محمد؟
امرأة سعودية محبة لوطنها، فخورة بقيادتها، تعشق العمل المجتمعي والتطوعي وخدمة قضايا المرأة والطفل، وتعمل على تنمية الوعي الثقافي بجميع مجالاته.
ما دور الرجل في حياتك؟
الرجل في حياتي هو الأب المعلم والحنون والقدوة في العمل والعطاء، كان والدي -رحمه الله- دائمًا ما يقول لي "ما نقص مال من صدقة"، لقد علمني الإدارة المالية وقيمة الادخار والعطاء، ورسخها بقوة في كياني، فنشأت أعشق العمل الخيري مما كان له تأثير كبير في حياتي.
الاعتماد على النفس
ما هي ذكريات الطفولة التي أثرت في شخصيتك؟
أتذكر والدتي -حفظها الله- لها الفضل عليَّ بتنمية شغفي بالقراءة، عندما أهدتني مجموعة قصص الناشئة، كنت في التاسعة من عمري، وشجعتني على قراءتها ثم مناقشتها معي، ثم كبرت معي ملكة حب القراءة واستمرت إلى اليوم، وكانت دائمًا تعلمني الاعتماد على النفس، وعدم الاعتماد على الآخرين، خاصة تدبير شؤون المنزل وكيف أصبح زوجة وأمًا ترعى أبناءها.
حدثينا عن محطاتك المهنية؟ وأيها تفضلين؟ وما هي مكاسبك الأخرى؟
أبرز محطاتي تأسيس "شركة المهرة" للتعليم والبرنامج التعليمي والترفيهي للأطفال، بهدف تطوير تعليم الأطفال، وتنمية مهاراتهم، وإدارتي لمركز "الدنا" للتدريب التابع للمؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني، وذلك للعمل على تمكين المرأة والشباب.
وفي العمل التطوعي جرى تكليفي من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالرياض، لتصميم وتنفيذ البرنامج التعليمي والترفيهي للأطفال بمخيمات الزعتري للاجئين بالأردن. وأخيرًا تعييني المشرف العام على الإعلام الأسري التابع لجامعة الإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود بالرياض.
وجميعها تمثل لي تجارب متنوعة وثرية، وأهم المكاسب التي كسبتها بحياتي، أني بفضل الله رأيت أبنائي (ثلاثة أولاد وبنت)كما تمنيت أن أراهم وجنيت ثمرة تربيتي وتنشئتي لهم، وكلي بهم فخر ورضا.
المرأة أثبتت ذاتها
الظروف اليوم سانحة لتمكين المرأة في كل المجالات، إلى أي مدى نجحت المرأة السعودية محليًا وعالميًا؟
نعم بالتأكيد نجحت المرأة السعودية، وأثبتت ذاتها في جميع المجالات: الدبلوماسية والطبية والعسكرية والقانونية والمالية والاستثمارية، وأمامها كثير من النجاحات، وحققت عديدًا من الإنجازات بدعم قيادتنا الرشيدة محليًا ودوليًا، وما زال أمامها كثير وطموحاتها عنان السماء.
اقرأ أيضًا: سيدة الأعمال العنود الرماح لـ"الرجل": العمل التجاري لا ينتقل بالوراثة.. أحب المغامرة ومواجهة التحديات
ملهم للشباب
تعقيبًا على السؤال السابق إلى أي مدى تعتقدين أن طموحات الرؤية 2030 تتحقق؟
نعم هذا لا شك فيه، فالأرقام لا تخطئ، والواقع يشهد بذلك، فبفضل من الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عھده عراب الرؤية الأمیر محمد بن سلمان -حفظھما الله- نحن قادرون على تحقیق طموحات المرحلة القادمة، وبنجاح وأستشھد بمقولة قائدنا وقدوتنا ولي العھد "المملكة قصة نجاح القرن الـ 21".
لديك أنشطة واهتمامات خيرية ومجتمعية تسهم في التغيير، ما هي مضامين هذه الأنشطة؟
من المبادرات المجتمعية، كانت في أثناء عملي الرئيس الأعلى لهيئة المرأة العربية، عملت على عدد من البرامج الداعمة للمرأة وتمكينها، وفي مجال الطفولة، مبادرة "نحو طفولة مبدعة آمنة"، التي رشحت للحصول على جائزة جدة للإبداع، بجانب مبادرة "أحب لغتي العربية" أيضًا قدمت استراتيجية تعنى بخدمة الطفل السعودي ليتمكن من الحصول على احتياجاته في جمیع المجالات الصحية والتعلیمیة والرياضية والترفيهية، وكذلك قمت بتنفيذ كثير من الأعمال والمبادرات في مجال الفنون والتصميم.
بوصفك الرئيس التنفيذي لأكاديمية ملتقى الأصدقاء؟ ما سبب اختيارك لهذا الاسم تحديدًا؟
سبب اختياري كون -الصداقة- بالنسبة لي لها قيمة عالية جدًا والأطفال يتأثرون بالأصدقاء، ويتعامل بعضهم مع بعض في الحياة اليومية سواء في المدرسة أو في لعب كرة القدم وغيرها، وبحاجة إلى تعزيز مفهوم الصداقة مع أقرانهم، والأكاديمية تهدف إلى رفع مستوى مهارات الأطفال وإبداعاتهم، وتنمية قدراتهم من عمر شهر إلى 14 سنة ولكلا الجنسين.
دافع للاستمرار
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟
تلقیت الدعم والتشجيع في مسیرتي العملیة من كل الذین تشرفت بالتعاون أو العمل معھم، وابتسامة الأطفال وحبھم لي منحاني دافعًا قويًا للاستمرار لتقدم مزید من العطاء.
وكيف يمكن رعاية مواهب الطلبة والارتقاء بأساليب التعليم خاصة مع الأجيال المتعطشة للمغامرات؟
كوني خبيرة في مجال التعلیم وعملي حاليًّا مستشارة التطوير في المنشآت التعلیمیة، أرى ضرورة مراعاة جوانب مھمة وحديثة في المجال التعليمي وذلك من خلال برامج دمج التعليم بالترفيه وتعزيز قيم العمل الجماعي والتعاون والعمل بروح الفريق، ما ينعكس على شخصیتھم كسلوك إيجابي في حیاتھم المھنیة، والتركيز على موهبة كل منهم وصقلها بما يمكنهم من المساهمة في سوق العمل كفريق، وإدراك المسؤولیة التي عليهم لتحقیق التنمیة المستدامة.
مواكبة العصر
برأيك كيف يمكن التعامل مع تحديات العصر في التعليم.. خاصة أن جيل اليوم يعيش حياته بين العمل والتعليم والترفيه بوتيرة أسرع من السابق؟
الشيء الوحيد الأكثر كلفة من التعليم هو الجهل، فلا بد من الاهتمام بجميع العناصر التي تثري العملية التعليمية، وبالإمكان التعامل مع تحديات العصر في التعليم من خلال "التعليم التفاعلي" وتنمية مهارات "الذكاء الاصطناعي" والعمل على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتوجيه مسار عقول النشء لما فيه النفع والفائدة منها، وتوفير الكفاءات من ذوي الخبرة لتقديم التعليم فالمعلم هو أقوى أدوات التأثير في نفوس الطلاب.
الفن التشكيلي
ما هواياتك التي تمارسينها وقت فراغك؟
أحب ممارسة الرياضة كالسباحة وكرة المضرب والفروسية، وشغفت من صغري بالرسم والفن التشكيلي والفنون البصرية بصفة عامة، ولا أتبع مدرسة معينة، وأعبر بالريشة والألوان كتعبير الشاعر بالكلمات، وأستوحي رسوماتي مما أستشعره من أحاسيس.
كيف تنظرين للمستقبل؟ وما هو طموحك؟
دائمًا أرى المستقبل مشرقًا وطموحي تأسيس هيئة خاصة للطفل، فهم نواة المجتمع، وعلينا أن نولي اهتمامًا خاصًّا بالأيتام منهم، لذلك فإن تخصيص هيئة للطفل تحمي حقوقهم في القطاع الصحي والتعليمي والرياضي والترفيهي، وتركيزًا على موهبة كل منهم فأنا على قناعة تامة بأن كل طفل موهوب في مجال، ودورنا هو تعزيز هذه الموهبة ومنحه فرصة للإبداع، كما أرى أهمية نقل الموروث الثقافي السعودي للأجيال القادمة ودمجه في المناهج الدراسية بالمدارس باعتباره تاريخًا وحضارة وهوية وطنية يجب الحفاظ عليها.