كيف تشرب القهوة بشكل صحي في رمضان؟ إليك 5 طرق رئيسة
قد تتضرّر من عادة احتساء القهوة مع قدوم رمضان وقضاء النهار دون شُربها، فالجسم قد اعتاد جُرعة من الكافيين تدخله باستمرار عبر القهوة، ومع الانقطاع عنها فجأة، يُفاجِئك الصداع في ساعات الصيام، ثُمّ قد لا يكون مزاجك جيدًا مع ذلك أيضًا، فإلى أي مدى يبلغ تأثير القهوة في الإنسان؟ وكيف يُمكِن شُرب القهوة بشكل صحي في رمضان وتفادي أضرار الانقطاع عنها؟
ما تأثير الانقطاع المُفاجئ عن القهوة في رمضان؟
الكافيين هو المُكوِّن الرئيس للقهوة، والمسؤول عن تعزيز نشاط الإنسان إثر احتسائه فنجان القهوة، ومع الصيام وقدوم شهر رمضان، يمتنع الإنسان عن احتساء فنجان القهوة الذي اعتاده كل صباح، وهذا قد يُؤدِّي إلى ظهور أعراض انسحاب الكافيين، التي تضمُّ:
1. الصداع
كثيرًا ما يشكو الصائمون من صداع، خاصةً في أيام الصيام الأولى من شهر رمضان، فالصداع أحد أكثر أعراض انسحاب الكافيين شيوعًا، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5"، وقد يصحبه خفقان؛ ربّما يكون شديدًا.
والصداع الناجم عن انسحاب الكافيين وعدم شُرب القهوة كما اعتدت سابقًا، مُشابِه للصداع النصفي، لكن لا تزال هناك حاجة لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين صداع انسحاب الكافيين والصداع النصفي، ومع ذلك فقد يُعانِي بعض الناس صداعًا نصفيًا مع انسحاب الكافيين.
2. تغيُّر المزاج
كذلك قد يُؤدِّي عدم شُرب القهوة إلى مزاج سيء للإنسان، يتراوح بين الشعور بالاكتئاب إلى القلق أو سرعة الانفعال، لكن هذه الحالة المزاجية مُؤقّتة، وتمرّ بمجرد انتهاء فترة أعراض الانسحاب، حسب موقع "verywellmind".
3. الغثيان والقيء
الغثيان واضطراب المعدة من الأعراض الشائعة لانسحاب الكافيين؛ أكثر من القيء، وإن كان الغثيان والقيء مُحتمل الإصابة بهما مع عدم شُرب القهوة.
اقرأ أيضًا:"القيلولة أم شُرب القهوة".. ماذا تختار عند الرغبة في استعادة النشاط؟
4. ضبابية الدماغ
تُطلَق "ضبابية الدماغ" على عدم عمله بكفاءة كما ينبغي، إذ وجدت إحدى الدراسات أنّ انسحاب الكافيين مرتبط بانخفاض اليقظة العقلية، وضعف الأداء، وكذلك تدنّي مهمات الذاكرة. وضبابية الدماغ هي تأثير عكسي للتأثيرات المُحفِّزة للكافيين، إثر الانقطاع عنه.
5. الدوخة
الشعور بالدوخة أو الدوار أيضًا من دلائل انسحاب الكافيين، وقد يُساعِد تقليل تناول القهوة تدريجيًا في تفادي ذلك الدوار مع قدوم شهر رمضان.
وإذا هاجمك الدوار في أي وقت، فحاول أن تجلس أو تستلقي إلى أن يزول الدوار.
متى تبدأ أعراض انسحاب الكافيين؟
عادةً ما تبدأ هذه الأعراض في غضون 12 - 24 ساعة بعد آخر مرة تناولت فيها القهوة، وقد تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين 2 - 9 أيام.
كيف تشرب القهوة بشكل صحي في رمضان؟
لا يزال بمقدورك احتساء القهوة بعد الإفطار، لكن لشُرب القهوة خلال شهر رمضان دون المعاناة من أعراض انسحاب الكافيين، يُفضّل اتّباع النصائح الآتية:
1. شُرب القهوة في أبكر وقت ممكن بعد الإفطار
ما دُمت من عُشّاق القهوة، ولا تستطيع الابتعاد عنها فترة طويلة، فبالتأكيد يُنصَح بتناولها بعد الإفطار مباشرةً أو في أثنائه، فالقهوة تُساعِدك على البقاء مُستيقظًا.
ويُفضّل احتساؤها في أبكر وقت ممكن، لأنّها قد تُبقِيك مستيقظًا طوال الليل، وربّما تكون بحاجةٍ إلى النوم بالليل قبل أن تستيقظ للسحور وتمنعك القهوة من ذلك، فوقت الإفطار أو بعده بقليل هو أنسب وقت لاحتسائها، وتخفيف أعراض انسحاب الكافيين.
2. تقليل شُرب القهوة
لست مُضطرًا إلى الإقلاع عن القهوة كي تتجنّب أضرارها، وإنّما يكفيك تقليل تناولها، لكن ذلك قد يكون صعبًا بكل تأكيد، ومِنْ ثَمّ يُمكِنك التدرُّج في تقليل شُرب القهوة كل يوم حسب استطاعتك.
3. تقليل السُكر المضاف إلى القهوة
لا تُساعِد ملعقة السكر التي تُضِيفها إلى قهوتك في التخلص من أعراض انسحاب الكافيين المستمرة، بل ينبغي تقليل كمية السكر التي تُضِيفها إلى قهوتك.
علاوة على ذلك، فإنّ القهوة المُحلّاة ليست صحية كالقهوة الخالية من السكر، وإن كان مذاقها أفضل بالتأكيد.
أيضًا فإنّ احتساء القهوة المُحلّاة بالسكر، قد يُؤدِّي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم سريعًا ثُمّ هبوطها سريعًا أيضًا، ما يُؤدِّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق بالنهار بسبب احتواء القهوة على السكر.
4. شُرب القهوة مع السحور
ربّما ذكرتُ لك احتساء القهوة بعد الإفطار أو في أثنائه إن كُنتَ لا تقدر على فراقها لوقت طويل، لكن الحقيقة أنّ الأفضل احتساء القهوة في أثناء السحور بدلاً من الإفطار، فقد تضطرب المعدة مع احتساء القهوة مع الإفطار، خاصةً مع فراغها طوال اليوم.
كذلك يُنصَح باحتساء فنجان واحد من القهوة، لأنّ الإفراط في شُربها قد يُؤدِّي إلى الجفاف، وهذا آخر ما تتمنّى المعاناة منه خلال الصيام بالتأكيد.
5. استبدال الشاي بالقهوة
يحتوي الشاي أيضًا على الكافيين، لكنّه أقل مِمّا في القهوة، كما أنّ الشاي لا يُسبِّب اضطرابًا بالمعدة كالقهوة، ومِنْ ثَمّ فهو مثالي لتناوله بعد الإفطار بدلاً من القهوة.
اقرأ أيضًا:ماذا يحدث للجسم عند شُرب القهوة كل يوم؟
نصائح للتغلب على أعراض انسحاب الكافيين
إلى جانب النصائح السابقة لشُرب القهوة بشكل صحي، قد تحتاج أيضًا إلى إجراء بعض التغييرات في يومك كي تتغلّب على أعراض انسحاب الكافيين، مثل:
1. الحصول على قسط كاف من النوم
لا ينبغي المساومة على عدد ساعات النوم بأي حال من الأحوال، خاصةً إذا كُنتَ تُعانِي أعراض انسحاب الكافيين، فالتعب من الأعراض الشائعة له، ما يجعل الحصول على قسط كاف من النوم ضروريًا للتغلُّب على ذلك التعب ومِنْ ثَمّ أعراض انسحاب الكافيين، وعلى الأقل حاول أن تنام 6 ساعات في اليوم إن لم يُمكِنك النوم 7 - 8 ساعات.
2. تناول وجبات متوازنة في الإفطار والسحور
دومًا ما نُحاوِل البقاء نشيطين، بينما طاقة الجسم تتراجع مع نقص الكافيين وعدم احتساء القوة خلال اليوم، لذلك ينبغي أن تكون وجبة السحور صحية ومتوازنة، وكذلك الإفطار، للحفاظ على مستويات الطاقة في الجسم، وتقليل الحاجة إلى احتساء القهوة.
ففي السحور، يُفضّل تناول الحبوب الكاملة مصدرًا للكربوهيدرات، ومصدر للبروتين، مثل الدجاج أو البيض أو الأسماك، ومصدر للدهون الصحية، مثل المكسرات، لإطالة فترة الشبع، والشعور بالنشاط أطول وقت ممكن في نهار رمضان.
أمّا في الإفطار، فتأكّد أنَّ يحتوي طبقك على:
- نصفه مليء بالخضراوات.
- ربعه مليء بالبروتين، مثل الدجاج.
- الربع الأخير من الحبوب الكاملة "مصدر للكربوهيدرات".
وينبغي أن تكون كمية الطعام معتدلة غير قليلة ولا كثيرة.
3. شُرب كميات مناسبة من الماء
لم لا تُجرِّب شُرب كوب من الماء بدلاً من القهوة؟ نعم، لن تحصل على نفس مذاق القهوة، ولا تأثيرها في المزاج أو الجسم، لكن الوقاية من الجفاف وترطيب الجسم ضروري عند التعامل مع انسحاب الكافيين، لذلك استغلّ الوقت بين الإفطار والسحور لترطيب الجسم وشُرب كميات مناسبة من الماء بدلاً من الإفراط في شُرب القهوة، التي قد تُسبِّب لك جفافًا وتعبًا في نهار اليوم التالي.