الجوع ليس الوحيد.. اعرف أسباب الصداع خلال الصيام وتجنبها
للصداع أسبابٌ يصعب حصرها؛ إذ لم يستقر الباحثون على سببٍ بعينه للصداع في أثناء الصيام، فيُجادِل بعضهم عن نقص سكر الدم، وآخرون يعتقدون أنَّ الجفاف، أو تغيير نمط النوم، أو نقص التغذية في السحور عوامل رئيسة وراء الصداع.
لذا، سنُلقِي نظرة مُحايدة على الأسباب، وطرق الوقاية الفعَّالة من الصداع أيًّا كان نوعه وسببه.
أسباب الصداع
1- نقصُ سكر الدم
طبقًا للاختلاف الجيني بين كل إنسانٍ عن الآخر، فقد يُؤدِّي الانخفاض في مستويات السكر في الدم إلى تحفيز مستقبلات الألم في المخ لدى بعض الناس.
تلك نظرية، لكن يعتقد بعض العلماء أنَّ نقص السكر في أثناء الصيام ليس هو السبب وراء الصداع، فمثلاً يُخزِّن الجسم السكر في صورة جليكوجين داخل الكبد، وهو كافٍ لاستمرار إمداد الجسم بسكر الجلوكوز لمُدَّة 24 ساعة، فمتى تحديدًا انخفض السكر في الدم؟
كذلك، قد يحدث الصداع في أثناء الصيام مع أنَّ مستويات السكر في الدم طبيعية لم تنخفض، إضافة إلى أنَّ الصداع الناجم عن هبوط مستويات السكر في الدم هو صداعٌ نابض، بينما الصداع المُتوقَّع مع الصيام ليس كذلك.
2- الجفاف
يُحافِظ الجسم على رطوبته عبر تناول الطعام، وشرب قدرٍ لا بأس به من السوائل باستمرار، وذلك مُتعذِّر مع الصيام، ما يستدعي التنويه بشأن تناول سحورٍ صحي، وإمداد الجسم بالماء خلال الليل.
يتألَّف المخ من الماء، وهو حساسٌ جدًّا لقدر الماء المُتوفِّر به؛ لذا فإنْ رصد المخ انحدار مستويات الماء لديه، أفرز مادة الهيستامين المُسبِّبة للصداع والإرهاق، لكن هذه العملية ضرورية للحفاظ على منسوب الماء في المخ مع استمرار نقص الماء لديه، وإِنْ صاحبها صداع.
3- انسحاب الكافيين
ربَّما يُؤدِّي اعتياد شرب القهوة، أو المُنبِّهات الغنية بالكافيين في أوقاتٍ مُحدَّدة كل يوم، إلى بروز أعراض انسحاب الكافيين مع الصيام.
ينشأ الصداع الناجم عن انسحاب الكافيين بعد مرور 18 ساعة من آخر مرةٍ حصل فيها المرء على الكافيين سواء كان عبر القهوة، أو غيرها، وهو صداعٌ مشابه كثيرًا لصداع التوتر.
مع ذلك فإنَّ الأشخاص الذين لم يعتادوا القهوة، أو الكافيين قد يُعانُون صداعًا في أثناء الصيام، ما جعل بعض العلماء يرون أنَّ انسحاب الكافيين ليس هو السبب الرئيس للصداع في أثناء الصيام.
بل الحقيقة أنَّ الصداع الناجم عن انسحاب الكافيين مستقل عن الصداع في أثناء الصيام، وإِنْ تزامنا في التوقيت فقط.
اقرأ أيضًا: جرب هذه النصائح لتفادي الصداع في الصيام
4- التوتر
ينبغي تجنُّب التوتر قدر الوسع في أثناء الصيام، فمن مُسبِّبات التوتر مثلاً عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، ومعلومٌ أنَّ التوتر من أسباب الصداع، ومِنْ ثَمَّ تُسهِم الراحة والطمأنينة في الوقاية من أي صداعٍ قد يطرأ.
5- نقص التغذية
يُتاح تناول الطعام، وتعزيز التغذية بين المغرب والفجر، لكن ينتاب بعضنا عادات خاطئة تُودي بتغذيتنا، مثل:
● تفويت السحور؛ للحصول على عدد ساعات أكبر من النوم.
● اشتهاء المقليات، أو السُّكريات، إذ لا تمد الجسم بما يكفي من العناصر الغذائية، بل قد تضر الإنسان من حيث لا يتوقَّع.
● عدم شرب كميات كافية من الماء بالليل، وكذلك عدم تناول أطعمة غنية بالماء، مثل: الخوخ، والبطيخ، والفراولة.
لذا فإنَّ عدم الاهتمام بالتغذية خلال الليل، يُنقِص ولا بُدَّ مستويات المعادن والفيتامينات الضرورية لأداء المهام الحيوية، وهذا ما يُشارُ إليه بنقص التغذية؛ إذ هو نقص نوعي لا كمّي، فليست العبرة بملء البطن، وإنَّما بنوع الطعام المُتناوَل، ومدى حاجة الجسم إليه.
6- تغيير نمط النوم
ينبغي الاستيقاظ ليلًا في موعد السحور؛ لتناول الطعام، وإمداد الجسم بما يحتاج إليه من عناصر غذائية، لكن ربَّما لم تكن مُعتادًا قبل رمضان على الاستيقاظ في هذا الموعد، وهذا هو تغيير نمط النوم.
النوم لـ8 ساعات في الأيام العادية هو المطلوب، وربَّما تتراجع هذه المُدَّة نتيجة مشقة العمل إلى 6 ساعاتٍ فقط، أو حتى أقل، وبمقارنة ذلك مع نمط النوم في رمضان، يتبيَّن لنا قلة عدد ساعات النوم بالليل؛ لأداء العبادات، والسحور، وهذا قد يُؤدِّي إلى الإرهاق، والصداع لدى بعض الناس.
اقرأ أيضًا: الصداع النصفي .. كثرة المسكنات ليست حلاًّ
7- الصداع!
أشار بحثٌ إلى أنَّ المُصابِين بصداعٍ نصفي عُرضةً لمزيدٍ من نوبات الصداع في أثناء الصيام، بالإضافة إلى ازدياد ألم الصداع.
طرق الوقاية
● تناولُ قدرٍ مناسبٍ من الطعام على الإفطار دون إفراط؛ لأنَّ هذا يُؤدِّي إلى نشاط إضافي لأعضاء الجسم لحرق السعرات، ما يُسبِّب الدوخة، والصداع أحيانًا.
● لا تُفوِّت السحور؛ إذ هو الوجبة الرئيسة لإمداد الجسم بالطاقة في النهار خلال الصيام، كما ينبغي أن تكون الأولوية لتناول الكربوهيدرات والبروتينات للطاقة، والألياف للإحساس بالشبع، والفواكه والخضراوات للترطيب والوقاية من الجفاف.
● لا يُنصَح بتناول الأطعمة الدهنية، أو المليئة بالسكر أو الأملاح على السحور.
● تأخير السحور إلى ما قبل الفجر بـ30 - 40 دقيقة، ما يحدُّ من الجوع المُبكِّر.
● خطة 2-4-2 لشرب الماء، وهي عبارة عن شرب كوبين من الماء على الإفطار، ثُمَّ 4 أكواب بين الإفطار ووقت النوم، ثُمَّ كوبين إضافيين مع السحور.
● تجنُّب المشروبات التي تزيد العطش، مثل: المشروبات الغازية، ومشروبات الكافيين.
● تنظيم جدول نوم ثابت يتضمَّن الاستيقاظ وقت السحور.
● استشارة الطبيب حال معاناتك من أمراضٍ مزمنةٍ، أو صداعٍ نصفي، أو غير ذلك من الاضطرابات الصحية.