ماذا تعرف عن الفلافونويدات وما أهميتها لصحتك؟
تتناولها كل يوم دون أن تدري عنها شيئًا، تحميك من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب وداء السكري والسرطان، فهي أحد مضادات الأكسدة الداعمة للمناعة، والفعالة في مجابهة الفيروسات على وجه الخصوص. إنها الفلافونويدات الكامنة في الفواكه والخضروات، والتي تتناولها مع كوب الشاي الذي تحتسيه، لتُشكّل درعًا لكل خلايا الجسم تقريبًا. فما هي تلك الفلافونويدات؟ وهل لها أضرار مع كل تلك الفوائد؟
ما هي الفلافونويدات؟
أحد مضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة النباتية، مثل الفواكه والخضروات والشاي، يُساعد في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
والفلافونويدات تتمتع بنشاط هائل مضاد للأكسدة، حيث تُخلّص الجسم من السموم والجذور الحرة التي قد تُلحق الضرر بخلاياه. ولذلك، فإن الحصول على الفلافونويدات من الطعام ضروري للحفاظ على الصحة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
فوائد الفلافونويدات للصحة
تشمل أبرز فوائد الفلافونويدات لصحة الإنسان:
1. الحفاظ على صحة القلب
تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة حول العالم؛ إذ يزيد ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد ثبت دور الفلافونويدات في تخفيف اضطرابات القلب وكذلك ضغط الدم المرتفع، حسب موقع "verywellhealth".
ولخصائص الفلافونويدات المضادة للأكسدة، فإنّها تمنع أكسدة الكوليسترول السيء، وتُساعِد في ضبط مستويات الدهون في الدم، ما يُقلِّل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كذلك للفلافونويدات تأثير إيجبي في اتساع الأوعية الدموية، والحفاظ على بطانتها، بما يُسهِم في منع ارتفاع ضغط الدم.
2. الوقاية من داء السُّكري
يُساعِد تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويدات في تنظيم هضم الكربوهيدرات، وإفراز الأنسولين، فمرض السكري ينشأ عن مقاومة الأنسولين وزيادة مستويات السكر في الدم.
تستهدف الفلافونويدات الجُزيئات التي تُعزِّز تضاعف خلايا بيتا "الخلايا المُفرِزة للأنسولين"، ما يُساعِد على إفراز الأنسولين ومنع مقاومة الأنسولين، ومِنْ ثَمّ تنظيم مستويات السكر في الدم، والوقاية من مرض السكري.
وقد أُجريت دراسة على 200,000 إنسان، ربطت بين الحصول على الفلافونويدات عبر النظام الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني، وأكّدت على أنّ الحصول على الأنثوسيانين "أحد أنواع الفلافونويدات" من التفاح والتوت الأزرق والخوخ، قلّل خطر الإصابة بداء السُّكري.
3. الوقاية من السرطان
أظهرت الفلافونويدات نشاطًا مضادًا للسرطان باصطيادها للشوارد الحرة التي قد تُتلِف الجزيئات الكبيرة، بما في ذلك الحمض النووي، كما تُسهِم في منع التمثيل الغذائي لبعض المواد التي قد تُسبِّب السرطان، وتُساعِد أيضًا في إصلاح الحمض النووي وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي للخلايا.
اقرأ أيضًا:"الفائدة في الطبقة الخارجية".. هل تقشير الفواكه والخضراوات ضروري قبل أكلها؟
4. علاج العدوى الفيروسية (نزلات البرد مثالًا)
اُعدّ الفلافونويدات من المُركّبات الفعالة في مقاومة الفيروسات، إذ تنشط على العدوى الفيروسية في مراحلها المختلفة، خاصةً على المستوى الجُزيئي لمنع نمو الفيروس، وتنقسم الفلافونويدات بحسب نشاطها المُكافِح للفيروسات إلى:
- فلافونويدات ترتبط بالمناطق خارج الخلايا، مثل بروتينات الفيروس.
- فلافونويدات تمنع التصاق أو دخول الفيروس إلى الخلية المُضِيفة، وبعضها قد يرتبط بالفيرون "الشكل الفيروسي المُسبِّب للعدوى خارج الخلايا".
- فلافونويدات تُعدِّل بِنية الفيروس بما يخلّ بنشاطه، أو تُنظِّم نشاط المناعة لمكافحة ذلك الفيروس.
5. الوقاية من مرض ألزهايمر
تحمل الفلافونويدات خصائص مضادة للالتهابات، وتُحارِب الشوارد الحرة، ما يُساعِد في الحفاظ على خلايا الدماغ، وتُساعِد الفلافونويدات إلى جانب ذلك في تحسين تدفُّق الدم إلى الدماغ، وقد ربطت دراسة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية "The American Journal of Clinical Nutrition" بين زيادة تناول الفلافونويدات وتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف.
6. تسكين الآلام المزمنة
أظهرت الدراسات القدرة العلاجية للفلافونويدات في تخفيف الآلام العصبية، وآلام السرطان، وآلام المفاصل وغيرها بما تحمله من خصائص مكافحة للالتهابات ومُسكِّنة للآلام؛ إذ تمنع الفلافونويدات بعض البروتينات الخلوية، مثل السيتوكينات، ما يُقلِّل الاستجابة الالتهابية للخلايا، ويُخفِّف الألم المزمن.
7. تخفيف الحساسية
الكيرسيتين أحد الفلافونويدات- المُتوفِّر في البصل والفواكه الحمضية- يُستخدَم في علاج الحساسية، فهو أحد المضادات الطبيعية للهيستامين، كما أنّه مُخفِّف للالتهابات، ومِنْ ثَمّ يُساعِد في تخفيف أعراض الحساسية الموسمية، والربو وأعراض الحساسية الجلدية.
وذلك النشاط من خلال منع إطلاق الهيستامين من الخلايا المناعية؛ إذ لو خرج منها لبرزت أعراض الحساسية، وهذا الكبح للهيستامين يمنع أعراض الحساسية، مثل السعال وتدميع العين وسيلان الأنف.
اقرأ أيضًا:فوائد الفواكه للرجال.. أكثر من مجرد «فيتامينات ومعادن»
8. تعزيز المناعة
لأنّ الفلافونويدات مضادات للأكسدة تحمل خصائص مضادة للالتهابات، فهي تُساعِد في تعزيز المناعة؛ إذ تُؤثِّر في استجابة المناعة لمُسبِّبات الأمراض، كما تُعدِّل نشاط المناعة المُكافِحة للأورام، لذلك فإنَّ تناول الفواكه والخضروات الغنية بالفلافويدات يُعزِّز المناعة.
مصادر الفلافونويدات الطبيعية
يُعدّ تناول الفواكه والخضروات أفضل طريقة للحصول على الفلافونويدات، وكذلك تناول الشوكولاتة والشاي. والفلافونويدات بصورةٍ عامة تتركّز في الطبقة الخارجية من الفواكه والخضروات، ومِنْ ثَمّ يُفَّل تناول الفواكه والخضروات نيئة للحصول على أكبر كمية ممكنة من الفلافونويدات:
1. الفواكه
الفواكه الطازجة، خاصةً الفواكه الحمضية والتوت من الخيارات الغذائية الغنية بالفلافونويدات، وكذلك الفارولة والعنب، والتفاح والتوت البري والتوت الأسود.
2. الخضروات
كذلك، فإن الخضروات غنية بالفلافونويدات، مثل البروكلي والفلفل الأحمر الحار، والسبانخ والجرجير.
ويحتوي البصل الأحمر والأخضر على نسبةٍ عالية من الكيرسيتين أحد الفلافونويدات، كما أنّ الخرشوف والكرفس من الخضروات الغنية أيضًا بالفلافونويدات.
3. الأعشاب والتوابل
الأرويجانو الطازج والبقدونس، والنعناع والزعتر من الأعشاب الغنية بالفلافونويدات، وكذلك القرفة.
اقرأ أيضًا:للوقاية من الفيروسات.. إليك أفضل الفيتامينات والمعادن المعززة للمناعة
4. الشاي
الشاي أسودًا كان أو أحمرًا أو أخضرًا من المشروبات الزاخرة بالفلافونويدات، فقد ثبت أنّ جميع أنواع الشاي مليئة بالكاتشين والفلافونول، ولا بأس بتجربة شاي المورينجا فهو أيضًا من الخيارات المميزة للحصول على الفلافونويدات.
5. الشوكولاتة
تحتوي الشوكولاتة على الفلافونول؛ النوع الرئيس للفلافونويدات، فهو موجود في الكاكاو النقي وكذلك الشوكولاتة، ويُفضّل تناول الشوكولاتة التي تحتوي على نسبةٍ عالية من الكاكاو وكمية منخفضة من السكر للحصول على قدرٍ جيد من الفلافونويدات كل يوم.
6. البقوليات والمكسرات
يحتوي فول الصويا والفاصوليا على الفلافونويدات، أمّا المكسرات فمن أهمها البقان والجوز والفستق والكاجو.
أي أنواع الشاي أغنى بالفلافونويدات؟
يُعدّ الشاي الأخضر الأغنى بالكاتشين أحد أنواع الفلافونويدات، ومن أفضل مضادات الأكسدة، أمّا الشاي الأسود فيحتوي على فلافونويدات من نوعٍ آخر غير الكاتشين.
اقرأ أيضًا:ما هي أفضل 4 فيتامينات للوقاية من فقر الدم؟
هل مكملات الفلافونويدات آمنة؟
لا يُوجَد إقرار أو إرشادات من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بشأن مكملات الفلافونويدات، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه المكملات لمعرفة الآثار الجانبية المُتوقّعة لها.
هل للفلافونويدات أضرار؟
لا تُوجَد آثار جانبية مرتبطة بالفلافونويدات، باستثناء مكملات الكاتشين، التي قد تُسبِّب أحيانًا الحمى وأعراض فقر الدم، نتيجة تكسُّر كرات الدم الحمراء.
ويُعدّ الحصول على كميات كبيرة من الفلافونويدات عبر الغذاء آمنًا عمومًا، ومع ذلك لا يُوصَى بالحصول على كمية كبيرة منها عبر المكملات، أمّا الطعام فلا بأس بذلك حتى لو حصلت على كمية كبيرة.
والسبب في تفضيل الطعام على المكملات؛ أنّ المكملات قد تُؤثِّ في عمل بعض الأدوية لو كُنتَ تتناولها، مثل أدوية السيولة، أو ربّما تُسبِّب آثارًا جانبية، خاصةً إذا أفرطت في تناولها، لذلك يُفضّل تحصيل ما تحتاج إليه من الفلافونويدات من الطعام؛ الفواكه والخضروات والشاي.