لا تذهب بعيدًا! 4 كتب تستكشف كنوز السياحة في المملكة
احتلت السعودية مكانة مميزة على خريطة السياحة العالمية، والخط البياني صاعد لتحقيق مزيد من النجاحات بفضل ما تتمتع به من مقومات تراثية وسياحية هائلة، وربما غني عن القول أنها تتوسط قارات العالم، وتقع في قلب العالم الإسلامي، ما يجعل قلوب المؤمنين تتلهف للقدوم إليها خاصة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكن هل هذا كل شيء؟
الجواب ببساطة لا، الموقع ليس كل شيء، فقد أسهمت رؤية 2030 ببرامجها ومستهدفاتها بالدفع خطوات هائلة للأمام، من خلال أربعة أهداف استراتيجية للسياحة والتراث تشمل إنشاء مدن ترفيهية وتطوير جزر ووجهات سياحية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السياحة، وإنشاء مزيد من مرافق الضيافة، وتطوير الخدمات السياحية.
بالإضافة إلى حماية مواقع التراث الوطني، خاصة أن هناك ستة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو. تستعرض مجلة "الرجل " من خلال أربعة كتب رحلة التحول نحو السياحة والتراث في المملكة، تأخذكم في رحلة سياحية-معرفية لمناطق خلابة، ربما لا تبعد كثيرًا عن مكان إقامتكم.
كتاب AlUla EVER
يأخذ الكتاب القارئ في رحلة استثنائية بين أجمل التضاريس الطبيعية والمواقع التاريخية في العلا، إذ يأتي هذا المصوّر من دار «Assouline» للنشر، ضمن سلسلة إصدارات مخصصة للسفر، ويستعرض ما تحتضنه هذه الواحة الغنّاء من شواهد أثرية خالدة منذ آلاف السنين على أرض المملكة، التي تزدهر بها معالم الحياة المعاصرة في حوار يتناغم فيه الماضي والحاضر ليخرجا تحفة تاريخية تمثل جوهرة طبيعية تستقبل الزائرين من جميع أنحاء العالم، لتكشف أسرار الحضارات القديمة، والأعاجيب الطبيعية المذهلة على أرض سعودية.
ويضم الكتاب بين صفحاته تراث البلدة القديمة، وأصالة الثقافة المحلية، والتنوّع البيولوجي بين الوديان، والجبال، والبراري الصحراوية.
ويصحب الكتاب المسافر بدءًا من يومه في العلا إذ يُستقبل في فيلا فاخرة وسط المناظر الطبيعية الخلابة. تصل سيارة لاندروفر كلاسيكية لتنطلق مغامرة الاستكشاف في الحِجر، أول مواقع اليونسكو في المملكة العربية السعودية بين المقابر النبطية الشامخة على رمال الصحراء منذ القرن الأول قبل الميلاد.
اقرأ أيضًا: 4 كتب تروي قصة السينما السعودية: تأملات كالماء وجذور بعيدة تتفتح اليوم
البحر الأحمر: شواطئ السعودية
من مساحات الصحراء الهادئة في المملكة إلى الشواطئ الساحلية الثرية بالنباتات والحيوانات يستكشف الكتاب عجائب المملكة، وما تحتويه من كنوز فريدة، سواء كانت مدينة قديمة أو قبيلة تاريخية.
ويتناول الكتاب سحر البحر الأحمر، الذي يكاد يشبه بحيرة عملاقة وتتمازج فيه على الشواطئ السعودية زرقة الماء المتلألئ مع احمرار الشعب المرجانية لتحتضن مخلوقاتها المتنوّعة تنوعًا عزّ نظيره حول العالم، ما يجعل المملكة من أجمل البيئات البحرية وأكثرها تميّزًا، وموضوعًا لكثير من مبادرات الحفاظ على البيئة.
ويعد هذا الكتاب رحلة استكشاف للشواطئ البكر في الساحل الغربي للمملكة الذي يشهد تشييد وجهة البحر الأحمر التي تعد مشروعًا رائدًا عالميًّا في مجال السياحة المتجددة فائقة الفخامة، إذ تضم رابع أكبر حيد مرجاني مزدهر في للمملكة، وتضم أرخبيلاً يحتضن أكثر من 90 جزيرة بكرًا، كما تضم جبالاً خلابة، وبراكين خامدة، وكثبانًا رملية صحراوية، بالإضافة لكثير من المعالم الثقافية والتراثية المهمة.
كتاب معالم سياحية مصورة
يستعرض راشد بن محمد الخنيني في الكتاب معالم وآثار وأماكن الجذب السياحي التي تزخر بها المملكة إذ تتمتع بمخزون كبير من الآثار والمعالم والطبيعة البكر وأماكن الجذب السياحي.
ويتناول كل هذا من خلال صور للمكان مع تعريف مختصر عنه، رغم أن كل منطقة تحتاج إلى أكثر من مؤلف ليكشف عما بها من آثار وجمال طبيعي أخّاذ. ويشكل الكتاب دليلاً ساحيًّا لكل زائر للمملكة حيث يأتي الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية.
اقرأ أيضًا: أربعة كتب لاحتراف الاستثمار في الأسهم: تحلَّ بالمعرفة والصبر وعين ناقدة
من الاندثار إلى الازدهار..
يروي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كتابه "من الاندثار إلى الازدهار البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية" أن الاهتمام بالتراث مر بمراحل كثيرة، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المنقذ لها والمرجع والسند، ويضيف في كتابه: "كنت شاهدًا على ذلك بصفتي مهتمًّا بالتراث في فترة سبقت إنشاء الهيئة العليا للسياحة. ومع بداية ما يسمى بالطفرة، أتذكر عند البدء في إعادة بناء بيت العذبيات دهشة بعض الناس وتساؤلهم، كيف أبني بيتًا من الطين؟! ووسط هذا الواقع، كان لا بد من وقفة حازمة من قائد مثقف يحب التراث ويعي أهميته، فقاد خادم الحرمين الشريفين (أمير الرياض آنذاك) الحملة لإعادة الاهتمام بالتراث وتطويره".
ويرى الكتاب أن ما تحقّق لقطاع التراث الوطني من إنجازات، وما ناله من جوائز وإشادات هو نتاج ما لقيه من دعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين ومن خلال تبنيه المشروع الإنقاذي الرائد «برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة» ومساندته لتحقيق أهدافه، وهو ما نتج منه مشروعات ومبادرات تمَّ تنفيذها مع الشركاء بمستوى عالٍ من المهنيَّة، بهدف المحافظة على التراث الوطني وتأهيله، وتطويره، وجعله واقعًا معيشًا يسهم في ربط المواطن بتاريخ وطنه.
ويشرح الأمير في كتابه "كنتُ قريبًا من الوالد، فقد تعلمتُ حبَّ التراث والتعلّق به واستشعار أهميته وقيمته التاريخيَّة والثقافيَّة والاقتصاديَّة، فواصلتُ جولاتي على المواقع التراثيَّة، وشاركتُ وأسرتي في بناء بيت العذيبات من الطين، وكُلفتُ من والدي بالإشراف على تصميم قصر العوجا بالدرعيَّة وبنائه وتجهيزه".
ويروي بأن "نظرة خادم الحرمين الشريفين للتراث كانت نبراسًا لي للاستمرار على الرغم من تراكم الصعاب والتحديات في تلك الرحلة المضنية التي أثمرت - بفضل الله تعالى ثم بشراكة كثيرين من المهتمّين والمخلصين والمحبين - عن تحوّلات عميقة في نظرة المجتمع، حتى المؤسسات الحكوميَّة للتراث، ونتج من ذلك كثير من الإنجازات والمبادرات التي نبعت وتشكّلت منها فرص هائلة للتحول نحو اقتصاد التراث الذي نراه يتشكّل أمامنا في الوقت الحاضر من خلال رؤية ٢٠٣٠ ليشكل رحلة التحول نحو السياحة والتراث".