5 دقائق مع ... الناقد السينمائي السعودي ماهر موصلي: ينتظرنا مستقبل كبير لصناعة السينما
مهندس سعودي، ويوتيوبر، وناقد سينمائي، وصانع محتوى متخصص في نقد الأفلام. تألق في قناته على اليوتيوب وكسب قاعدة ضخمة من المتابعين وصلت إلى نحو 1,4 مليون مشترك. وإضافة لحضوره بقوة على منصات التواصل الاجتماعي مقدمًا تحليله وتقييمه الشخصي للأعمال الدرامية والسينمائية العربية والعالمية، يُعرف أيضا بأنه مقدم وأحد صناع برنامج "الناقد" في قناة الشرق ديسكفري مع زميله محمود المهدي والمذيعة بسنت شمس الدين. كان لمنصة الرجل الحوار التالي معه:
كيف أصبحت مهتمًا بالأفلام، وما الذي ألهمك لتصبح خبيرًا في هذا المجال؟
تجربتي مع الأفلام بدأت من عمر صغير، تستهويني القصص بشكل عام، وليست الأفلام أو المسلسلات، بدأت بالقصص القصيرة "ماجد وباسم"، وبعدها بدأت في قراءة روايات الجيب كفلاش والرجل المستحيل وملف المستقبل، وصولاً للأفلام والمسلسلات. فدائمًا كان الغوص داخل القصة يجعلني أعيش حياة غير حياتي الحالية وأتقمص أدوارًا أخرى.
هل يمكنك أن تتذكر أول فيلم أثر فيك بشكل دائم؟
بما أني بدأت بمتابعة الأفلام في سن مبكرة منذ أن كان عمري 7 سنوات، فكان عندي مراحل مختلفة في تقييم الأفلام فأتذكر أن أول فيلم أعجبني بشدة هو فيلم لفاندام بسبب القوة والعضلات والانتقام في نهاية الفيلم. وفي بداية المرحلة المتوسطة أعجبني فيلم بعنوان Independent Day بطولة ويل سميث، هذا الفيلم الذي جعلني أنظر للأفلام بنظرة مختلفة وأثر عليّ جدًا حتى شاهدت جميع أفلام الممثل بعدها، ولا أنسى أني كنت في مرحلة الجامعة وكنت على وشك النوم وفي آخر لحظة قررت أن أتابع هذا الفيلم لآل باتشينو
Scent of a women وبعدها فيلم The God Father
وهذا الممثل جعلني أهتم به لشخصه، وأتابع جميع أفلامه إلى فترة السبعينيات، وبعد مشاهدة أفلامه استوعبت، لأن الأفلام أعمق من مجرد عضلات أو خيال علمي وكانت هي بوابتي الفعلية للأفلام.
هل هناك بيئة معينة أو إعداد تشعر أنه يعزز تجربتك في مشاهدة الأفلام؟
بحكم أن السينما فتحت أخيرًا في المملكة فكنت أضطر للسفر لمتابعة الأفلام في السينما وكنت في أي سفرة أحرص على أن أشاهد فيلمًا في السينما، كما أن ذلك جعلني أتعود مشاهدة الأفلام في المنزل، وأنا بطبعي شخص صباحي جدًا، فأحب مشاهدة الأفلام في الصباح. فالتجربة الحقيقية لي هي بعدم التشتت عن الفيلم بالجوال أو غيره وأن يكون الصوت عاليًا وهذا بالنسبة لي كان يحاكي تجربة السينما، وبعد ما تعودت على هذا الروتين أصبح من الصعب عليّ الآن الذهاب في وقت الزحمة. صحيح أنها تجربة ممتعة، ولكن لا إراديًا أصبحت أفضل الذهاب في الفترة الصباحية حيث إن عدد الناس أقل، فأعيد تجربتي المنزلية في شاشة السينما الكبيرة.
إذا كنت تستطيع العمل في أي جانب من جوانب صناعة الأفلام، ما الدور الذي تختاره؟
أنا مفتون بالكتابة، فكرة أن شخصًا يصنع عالمًا من الخيال بشخصيات قريبة منا وواقعية وتلامسنا، وقصة تجعلني أرتبط بها، وأنتقل من صفحة إلى صفحة أو أتابع مشهدًا بعد مشهد تجعلني ممنونًا لهذه الموهبة. من الجدير بالذكر أن الإخراج الجميل له دور كبير، وكذلك التمثيل، ولكن لولا خيال الكاتب لم نكن لنصل للعمل الفني. فأتمنى فعلاً لو أستطيع أن أصنع قصة بسيطة وأخلق سببًا من العدم.
لقد درست الهندسة الصناعية في الجامعة، ماذا تعني لك الآن؟
إلى الآن أنا لست متفرغًا بشكل كامل للأفلام، فما زال عملي شيئًا أساسيًّا في حياتي، والحمد لله أن السينما والأفلام هي هوايتي، وهي الشيء الذي يجعلني أترك كل شي خلفي وأتوجه إليها بكل شغف، وبدون أن تكون مصدر الدخل. ولكن الهندسة الصناعية كلها عن الأنظمة وعن كيفية بناء نظام معين للعمل، وإذا لم يعمل بالشكل المناسب تتحرى مكان الخلل وهذا ما عزز لدي القدرة النقدية سواء للأفلام أو غيرها.
كيف كانت بدايات قناة ماهر موصلي؟
كانت بداياتي في مواقع التواصل الاجتماعي (سناب شات) كنت أتحدث بشكل سريع عن الأفلام، وبدأ الناس يهتمون بالمحتوى أكثر، وفي حال ذهبت "الستوري" بعد 24 ساعة يطلبون مني أن أتحدث مرة أخرى، وهذا السبب جعلني أفكر باستخدام منصة مختلفة تؤرشف محتواي، وهذا قبل وجود خاصية الأرشفة في سناب شات. وبدأت في اليوتيوب بإمكانيات بسيطة جدًا فقط أقوم بتثبيت الجوال على الجدار وبدون خلفية أو إضاءة وأبدأ في الكلام.
أين ترى مستقبل صناعة السينما السعودية، خاصة مع التقدم التكنولوجي؟
أولاً أتمنى ألا تدخل التكنولوجيا بشكل كبير في صناعة الأفلام لأنها بلا روح، لأننا نريد روح صناع العمل السعوديين، وللأسف مازالوا يرون أنفسهم في البداية، وأنا أتمنى أن نتوقف عن قول هذه الجملة، لأننا بدأنا من فترة ممتازة وتحديدًا هذه السنة. مجموعة الأفلام التي أنتجت وأتيحت لي فرصة متابعتها تجعلني أستطيع أن أقول إننا لدينا مستقبل كبير في صناعة الأفلام، وأنا متحمس جدًا لمتابعة الإصدارات القادمة، فالجيل الجديد من صناع العمل بدأوا من مواقع التواصل الاجتماعي وبدأوا بأدوات بسيطة، وأرسلوا رسائل كبيرة من أعمالهم، وبعد التطور الحاصل الآن أتيحت لهم إمكانات أكبر، ونرى نجاحهم في المهرجانات، كمهرجان البحر الأحمر وغيره.
اقرأ أيضًا: 5 دقائق مع الإعلامية مايا حجيج
ما هو الشيء الذي تتمنى أن تراه في الأفلام السعودية؟
الكتابة، لدينا عديد من المخرجين والمصورين المبدعين وكذلك الممثلون أداؤهم جيد، وأكيد سوف يتطور مع الوقت، ولكن كل هذه العوامل لن تكتمل ولا تخرج أجمل ما فيها إلا لو كان الورق المكتوب جيدًا، وأيضًا بحكم تقصيرنا في الأدب والروايات لأن السينما مأخوذة من الروايات فهذا ما ينقصنا لإنتاج أفلام جيدة.
ما الذي تطمح إليه من مشاركتك في برنامج الناقد؟ وهل لديك حلقة أو قسم مفضل من البرنامج؟
لفترة طويلة كنت ضد المشاركة في التلفزيون لأني مكتفٍ بعملي وبرنامجي اليوتيوبي، ولم أكن أحب أن أدخل هوايتي في نطاق العمل، ولكن الناقد مختلف، وذلك بسبب انفتاح فريق العمل للأفكار التي أقدمها، وأيضًا فكرة أن أقدم عملي بإنتاجية أعلى واحترافية في التصوير، وهذا حقًّا ما أطمح إليه أن أقدم محتوايَ بإنتاجية عالية. وفقرتي المفضلة هي نقاشاتي مع زميلي وصديقي محمود المهدي بشكل أسبوعي.
أين وجدت نفسك أكثر في اليوتيوب أو التلفزيون؟
مشاركتي في التلفزيون مازالت عبارة عن تجارب ما زلنا نناقش طريقة التطوير وكيف نجد أنفسنا أكثر، حيث إن عدد الحلقات ما زال قليلاً على أننا نقول إننا وجدنا المعادلة الكاملة. إلى الآن أرى أن هناك فرصة للتطور، وفرصة أكبر أن يصل إلى شريحة أكبر من الناس، بينما اليوتيوب مقتصر على شريحة معينة، ومن جيل معين، أما برنامج الناقد سواء في السوشيال ميديا أو التلفزيون فسيصل لشريحة أكبر وهذا ما نطمح إليه.
هل يمكنك مشاركة تجربة لا تنسى قد حدثت لك فيما يتعلق بالأفلام، مثل حضور مهرجان سينمائي أو لقاء صانع فيلم؟
بالرغم من أني بدأت بعمل لقاءات منذ 2018 مع فنانين عالميين مثل أبطال جيم أوف ثرونز و ببريكنغ باد وفايكنجز، وكانت لقاءات جميلة وممتعة، وفرصة رائعة، ولكن تظل بالنسبة لي التجربة السينمائية هي الأهم، فمثلاً قبل وجود السينما في المملكة كنت في رحلة إلى دبي وكان يوافق يوم نزول فيلم
christopher nolan interstellar
وبالرغم من أني أفضل أن أتابع الأفلام في الفترة الصباحية فإنني اضطررت إلى أن أتابعه في المساء وكنت متخوفًا من الزحمة، ولكن من شدة روعة الفيلم لم أستطع أن أتحرك من مكاني وكنت سعيدًا بكوني حظيت بهذه الفرصة، لمتابعة فيلم كهذا في السينما. وهذه اللحظات لا أنساها، أن نرى أفلامًا باهرة على شاشات السينما.
إذا كنت تستطيع أن تكون شخصية، تختار أي فيلم ولماذا؟
أنا أحب جدًا الأفلام القديمة وبشكل شخصي بعيدًا عن الفن معجب جدًا بفترة الستينيات، لأنها كانت فترة راقية جدًا وحتى التكنولوجيا كانت بسيطة، ليست مثل وجودها المزعج في أيامنا الحالية وهذا يجعلني أختار مسلسل
Mad men
لشخصية البطل الذي كان يعمل مسوقًا وكان يعمل في الدعاية والإعلان، وهذا مجال أحببت أن أعمل به فكانت فترة جميلة وشخصية مميزة.
هل هناك ممثلون تجدهم يقدمون أداءً مميزًا بشكل ثابت؟
أكيد يوجد كثير ولكن من وجهة نظري الممثل الذي دائمًا يعطينا أداءً رائعًا، ودائمًا يجعلني أهتم بطريقة تمثيله وتقمصه وغوصه في الأدوار بغض النظر عما إذا كان الفيلم جيدًا أو سيئًا هو
daniel day-lewis
لأنه في كل مرة يبهرنا بأداء مختلف، وللأسف أفلامه قليلة وللأسف اعتزل الآن.
من هو أكبر داعم لك؟
في المقام الأول أسرتي وزوجتي تحديدًا التي دعمتني وآمنت بموهبتي، لأن فكرة أني أقوم بالتصوير والإنتاج وأعمل مهندسًا تأخذ كثيرًا من وقتي، وكانت متفهمة جدًا لاهتماماتي. وبالنسبة لجمهوري دائمًا ما أتحدث في قناتي عن جمهور الألف في مقالة قرأتها قبل 7 سنين، وتتحدث عن أن نجاح الشخص واستمرارية نجاحه يحتاج لألف شخص أن يكونوا فعلاً مهتمين بمحتواه يتابعونه أو يحضرون الفعاليات الخاصة به أو يشترون المنتج الخاص به. فلو استطعت فعلاً أن تحافظ على هؤلاء الألف سوف يكونون هم المسوقين لك. أتمنى فعلاً أن أكون وصلت إلى الألف أو حتى خمسمئة لأني فعلاً أرى أنهم هم الداعم الرئيس.
كيف يقضي ماهر وقته مع أسرته؟
صراحةً أنا مُقل جدًا معهم ولكني مؤمن بالجودة أكثر من الوفرة فأحاول أن أقضي وقتًا معهم دون مشتتات، فمع أولادي الوضع أسهل لأني ألعب معهم بألعاب الفيديو ونتابع إنمي معًا ونذهب للسينما، فمن السهل أن أعيش معهم هذه التجارب وأن أضيف لهم، ولكن مع زوجتي الأمر مختلف دائمًا أجعلها تختار الفعالية التي نقوم بها معًا.