هل تٌعزِّز حمية الكيتو التستوستيرون عند الرجال؟
رغم شهرة حمية الكيتو في خسارة الوزن من خلال تناول الدهون الصحية وتقليل تناول الكربوهيدرات، إلا أن لها فوائد خفية قد لا ينتبه لها بعض الناس. من بين هذه الفوائد قدرتها على زيادة مستويات التستوستيرون عند الرجال، خاصةً إذا عانوا من انخفاضه مع زيادة أوزانهم. ولكن كيف تُحقق حمية الكيتو تلك الزيادة؟ وهل دائمًا تزيد مستوياته أم قد تُخفضها أحيانًا؟
ما هي حمية الكيتو؟
حمية منخفضة الكربوهيدرات تصل بالجسم إلى حالة الكيتوزية، التي يعتمد فيها على حرق الدهون كمصدر للطاقة، إذ يُحرم الجسم من الكربوهيدرات التي تُعدّ مصدر الطاقة الرئيسي في الظروف العادية، ما يجعله بحاجةٍ إلى حرق الدهون للحصول على الطاقة، ومن ثَمّ تُعدّ حمية الكيتو من الأنظمة الغذائية المناسبة لحرق الدهون الزائدة.
كيف تُؤثِّر حمية الكيتو في الجسم؟
تعتمد حمية الكيتو على إحداث بعض التغييرات في عمليات التمثيل الغذائي، كي تصل بالجسم إلى حالة الكيتوزية. وذلك لا يحدث إلّا مع قلة تناول الكربوهيدرات، وهو ما يتحقّق من خلال حمية الكيتو التي تعتمد بصورةٍ أساسية على الدهون الصحية والبروتينات.
تحلّ أجسام الكيتون محل الجلوكوز، وتُوفِّر طاقة للجسم. وهي تنتج من تكسير الدهون إثر غياب الكربوهيدرات، كما أنّها تدخل إلى الدماغ وخلايا العضلات بسرعة كبيرة، وهي أشدّ خلايا الجسم احتياجًا للطاقة.
أهمية هرمون التستوستيرون
التستوستيرون هرمون الذكورة، وإن كان موجودًا أيضًا عند النساء بنسبةٍ أقل، ويُفرَز ذلك الهرمون من الخصيتين مع كمية ضئيلة تُفرَز من الغدة الكظرية (فوق الكلوية)، وهو الهرمون المسؤول عن التغيُّرات المعروفة في مرحلة البلوغ عند الرجال، مثل نمو الشعر، وزيادة الكتلة العضلية وما إلى ذلك.
كذلك فإنّ التستوستيرون ضروري أيضًا لبعض الوظائف، مثل:
- الحفاظ على كثافة العظام ومنع هشاشتها.
- المساعدة على إنتاج الكميات المناسبة من كرات الدم الحمراء للوقاية من فقر الدم.
- تحسين المزاج.
- إنتاج الحيوانات المنوية والحفاظ على خصوبة الرجل.
أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون
ينخفض هرمون التستوستيرون تدريجيًا عند الرجال مع تقدُّم العمر، وقد يحدث ذلك أيضًا مع تناول بعض الأدوية، لكن لانخفاض مستوياته عن المُعدّل الطبيعي أعراض، مثل:
- تراجُع كثافة العظام وهشاشتها.
- ضعف الرغبة الجنسية.
- مشكلات الانتصاب.
- تراكُم الدهون في الجسم.
- الاكتئاب.
- فقدان الكتلة العضلية وكذلك قوتها.
- زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل مرض ألزهايمر.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف الخصوبة.
اقرأ أيضًا: "الكيتو".. النظام الغذائي الأكثر شيوعًا.. أنواعه وأهم 5 فوائد له
حمية الكيتو وهرمون التستوستيرون
نظريًا، ترتبط حمية الكيتو ارتباطًا وثيقًا بمستويات هرمون التستوستيرون، إذ يعتمد إنتاج ذلك الهرمون على وجود الكوليسترول، ومِنْ ثَمّ فالمرءُ بحاجةٍ إلى تناول الدهون لبلوغ مستويات التستوستيرون الطبيعية في الجسم.
وحسب دراسةٍ نشرتها جمعية المسالك البولية الأمريكية "The American Urological Association"، فقد تبيّن أنّ الرجال الذين يلتزمون أنظمة غذائية قليلة الدهون، كانت لديهم مستويات أقل من هرمون التستوستيرون في الدم، مقارنةً مع غيرهم.
جدير بالذكر أنَّ حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات، لكنّها غنية بالدهون الصحية، فليس هناك تقييد لتناول الدهون في حمية الكيتو، بل يكون الاعتماد عليها مصدرًا لطاقة الجسم بدلًا من الكربوهيدرات، في سبيل حرق الدهون وخسارة الوزن، كما قد تُساعِد حمية الكيتو على هذا المنوال في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون.
هل تزيد حمية الكيتو مستويات التستوستيرون؟
أظهرت جميع الدراسات الحالية أثر حمية الكيتو في تعزيز مستويات هرمون التستوستيرون، بين تأثيرٍ مُعتدل إلى قوي في بعض الأحيان، وهذا التغيُّر في مُعدّل زيادة الهرمون، قد يكون مرتبطًا بكمية الكوليسترول الغذائية المحصول عليها خلال التزام حمية الكيتو، إذ يكون الكوليسترول متوفرًا للخصيتين لاستخدامه في إنتاج هرمون التستوستيرون.
من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ حمية الكيتو تُساعد في خسارة الوزن، وتحسين مرض السكري من النوع الثاني، ومع خسارة الوزن وتراجُع وتيرة داء السكري، فمن المتوقع أن تزداد مستويات هرمون التستوستيرون عند المُصابِين بالسمنة أو داء السكري.
هل تخفض حمية الكيتو مستويات التستوستيرون؟
لا تُوجَد تجارب سريرية حتى الآن تُشِير إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بعد الاعتماد على حمية الكيتو، لكن هناك عاملَين قد يُؤدّيان إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون أثناء الالتزام بالنظام الغذائي الكيتوني:
أدوية الستاتين (أدوية الكوليسترول)
يتناول بعض المرضى أدوية الستاتين، مثل أتورفاستاتين، لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، وتحسين مستويات الدهون في الدم عمومًا، لكن خفض هذه الأدوية للكوليسترول، قد يمنع إنتاج هرمون التستوستيرون كما ينبغي.
لذلك فقد يُؤدِّي تناول هذه الأدوية بالتزامن مع الانخراط في حمية الكيتو إلى تدنّي مستويات هرمون التستوستيرون، وعدم توفُّر ما يكفي من الكوليسترول للخصية لإنتاج هرمون الذكورة، أو على أقل تقدير لن يزداد هرمون التستوستيرون كما كان مُتوقّعًا.
اقرأ أيضًا: "الكيتو 2.0".. زيادة الكربوهيدرات والدهون لا تعني السمنة دائمًا!
الحميات منخفضة السعرات
إذا كانت حمية الكيتو صارمة للغاية، أو قليلة السعرات بدرجةٍ كبيرة، فقد تنخفض مسويات هرمون التستوستيرون، وهذا قد يفعله بعض الناس رغبةً في خسارة كمية كبيرة من الوزن في أقرب وقت، وإن لحقت بالجسم أضرارًا هائلة إثر ذلك.
نصائح لتعزيز مستويات التستوستيرون في الجسم
قد ترغب بزيادة مستويات التستوستيرون أو تفادي نقصه لديك، خاصةً مع شيب الرأس الذي بدأ لتوه، ومع ذلك لا تستطيع الاعتماد على حمية الكيتو في التغذية، لذلك إليك أبرز النصائح التي تُساعِدك في زيادة مستويات التستوستيرون:
1. الحفاظ على الوزن
تُؤدِّي السمنة إلى انخفاض مستويات التستوستيرون في الجسم، خاصةً مع تراكُم الدهون حول البطن، إذ تُسهِم الدهون في تحويل التستوستيرون إلى هرمون الاستروجين "هرمون الأنوثة"! وذلك في وتيرة متزايدة مع زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم.
كذلك تُسهِم السمنة في الالتهابات المزمنة، التي قد تؤول إلى مقاومة الأنسولين، ما يحرم الجسم من الاستفادة من الغلوكوز واضطراب وظائفه، وربّما انخفاض التستوستيرون.
وعلى نقيض ذلك، فإنّ خسارة الوزن الزائد تُعزِّز مستويات التستوستيرون في الجسم، وحمية الكيتو أحد الأنظمة الغذائية التي تُحقِّق ذلك.
2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تُساعِد التمارين الرياضية في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون، كما أنّها ضرورية لخسارة الوزن وتخفيف الالتهابات، وتقليل هرمون التوتر "الكورتيزول"، وكلُّ ذلك يُعزِّز التستوستيرون بلا شك.
3. النوم جيدًا
النوم الجيد ليس رفاهية، بل هو ضروري للحفاظ على صحة الجسم، وإنتاج هرمون التستوستيرون بالكمية المطلوبة للجسم؛ إذ إنّ عدم الحصول على كفايتك من النوم قد يُؤدِّي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
4. التعامل مع التوتر
التوتر المزمن مُنذِر بارتفاع مستويات الكورتيزول؛ الذي يُثبِّط إنتاج التستوستيرون، لذلك حاوِل ألّا تتوتر قدر المُستطاع، والانخراط في أنشطة تساعد على الاسترخاء، مثل ممارسة هواية تُحبّها أو قراءة كتاب أو التأمل أو غير ذلك.
5. تناول الأطعمة التي تزيد التستوستيرون
تُعزِّز بعض العناصر الغذائية مستويات التستوستيرون في الجسم، ومِنْ ثَمّ ينبغي الحصول عليها عبر نظامٍ غذائي متوازن، ومن هذه العناصر الغذائية:
- الزنك: من المعادن الأساسية في عملية إنتاج هرمون التستوستيرون، ويُمكِن الحصول عليه من لحم البقر والسبانخ والمحار وبذور اليقطين.
- المغنيسيوم: كذلك من المعادن الرئيسة في إنتاج هرمون التستوستيرون، ويُمكِن تحصيله عبر تناول اللوز أو الأفوكادو أو الخضروات الورقية الداكنة، مثل البروكلي والكرنب.
- فيتامين د: ضروري لقيام الخصيتين والبروستاتا بوظائفهم على أتمّ وجه، ويُمكِن أن يحصل عليه المرء من خلال التعرُّض لأشعة الشمس، أو تناول مُكمّلاته، أو تناول الأطعمة الغنية به، مثل صفار البيض والأسماك الدهنية كالسلمون والتونة.