أول عربي يتسلّق "إيفرست" و"لوتسي": الاستسلام سهل.. والإيمان بالحُلم يدفعك للإنجاز
أشعل متسلّق الجبال القطري "فهد بادار" منصّة الإبداع في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024، بكلماته المُلهمة التي تناول فيها تجربته المليئة بالتحدّي والخوف من الفشل والمخاطر العالية، خلال مغامرته الفريدة والناجحة لتسلّق قمتي جبل إيفرست وجبل لوستي في رحلة واحدة، والتي أدخلته التاريخ باعتباره أول عربي يتسلّق القمتين معًا، مشيرًا إلى أنّ قرار الاستمرار وتحقيق الحُلم يحتاج إلى أشهر طويلة من التدريب والالتزام والتجربة، إضافة إلى المعرفة المتعمقّة لمجابهة أي فشل وارد.
وقال "بادار": "عملت كل ما في وسعي حتى حققت هذا الحلم وأرفع علم بلادي فوق إيفرست، وتسلّق القمم هي هواية وشغف يتملكني، وهذا مصدر الاستمرار الذي يُلهمني دائمًا للمزيد، وأمضيت فترة طويلة جدًا لتقوية خبرتي في مجال تسلق الجبال لتحقيق هذا الحلم بالوصول إلى أعلى قمة في العالم، بل واستكمالها بالصعود خلال الرحلة نفسها إلى قمة لوتسي رابع أعلى قمة في العالم".
المخاطر تُولّد الإصرار
وتطرّق "فهد" لحادثة تعرض لها وتسببت ببتر أصابع يده اليسرى خلال رحلة تسلّق لأحد الجبال في باكستان، وقال: "في أعقاب مسيرة تسلّق لساعات طويلة متواصل دون أي راحة أو توقّف، تقطّعت بي السبل على ارتفاع عالي جدًا وأمضيت ليلة كاملة في البرد على القمّة، حتى ظنّ الجميع أنني فقدت حياتي، وعانيت جدًا من نقص الأكسجين، وفي النهاية فقدت أصابع يدي اليسرى بسبب ما يسمى قضمة الصقيع".
ويُواصل: "هنا ظنّ الجميع ومنهم أنا أنّ النهاية حانت ولا بدّ من الاستسلام أمام ممارسة هذه الهواية، وكانت الكلمات التي تطاردني من الجميع توقف وعليك أن تبقى بأمان، لكن ما بداخلي كان أقوى من ذلك، فهذا شغفي وهوايتي ولا بدّ من الإصرار عليه. وقادني الشغف مرّة أخرى إلى تسلّق قمة جبل كي 2 في باكستان ثاني أعلى قمّة في العالم وأكثرها خطورة، ودون أصابع يدي، وبعد شهرين من وجودي في باكستان سبقها تدريب وإعادة تأهيل غير مسبوق، تحديّت كافة المخاطر ووصلت إلى قمّة ذلك الجبل".
اقرأ أيضا: عشرات الآلاف من الزوار يستمتعون بمهرجان "شتاء جازان 2024"
واختتم "بادار" حواره المُلهم بتوجيه النصيحة لروّاد الأعمال الطموحين، مشيرًا إلى أنّ النجاح لا يأتي بالتردد أبدًا، وأنّ القلق من الفشل هو حافز رئيس في الرحلة، ليدفعك نحو مواصلة الاستعداد والتجهيز.
وقال: "من السهل عليك اتخاذ قرار الاستسلام أمام الصعوبات التي تُواجهك، لكن تذكّر أن قوة الإنجاز والتحدّي أثرها أكبر ونتائجها أجمل حتى لو أُحيطت بالمعاناة والمخاطر الشديدة".
فعاليات مُلهمة وخطابات محفّزة
وتزخر منصّة الإبداع بالعديد من الفعاليات والورش خلال اليوم الأول من المهرجان، شملت مجالات متنوّعة في سياق ريادة الأعمال، مثل مجال صناعة المحتوى، الذي حظي بجلسات ثريّة منها جلسة حول "إنشاء محتوى مستقبلي مضمون" أبرزت أسرار وضع سياق عمل محتوى مستقبلي، و"الصحة العقلية في عالم إنشاء المحتوى" مع المبدع الإماراتي خالد العامري.
وجلسة "تربية مجتمعات قوية في الواقع" والتي استضافت مبدع المحتوى أبو فلة، وآمنة العامري، نجمة الرياضات الإلكترونية الإماراتية.
وفي عالم صناعة الأفلام والبودكاست، شهد المهرجان جلسات تفاعليّة؛ كالحوار الشيّق مع نايلة الخاجة، صانعة الأفلام التي تأخذ السينما الإماراتية إلى آفاق جديدة، وجلسة "صناعة الأفلام من خلال ما نعرفه" والتي تناولت قضايا الشمولية والتنوع والقضايا الاجتماعية في الأفلام في المنطقة، و"البودكاست، الفكاهة وتجربة الإنسان". وجلسة وعرض أداء خاص مع عائلة مورغان وغيرها من عروض الأداء.
إلى جانب العديد من الفعاليات الأخرى، منها فعالية "دائرة مناقشة مجلس شباب الشارقة: بدء العمل في الشارقة"، وجلسة "رؤيتك هي بوصلتك"، وجلسة "من لوحة إلى ثقافة مع فنون التراث: رفع رأس المال الثقافي للمنطقة"، والتي ركّزت على إبراز قوة فنون التراث ودورها في إبراز ثقافة المنطقة وتقاليدها، وجلسة "تكامل مؤتمر الشارقة لريادة الأعمال 2024".