تكلفة مغامرة تسلق جبل إيفرست من البداية حتى القمة
يعتبر تسلق جبل إيفرست الشاهق أحد أحلام معظم المتسلقين وعشاق المغامرات إلى أن يدركوا الثمن الذي يجب دفعه مالياً وجسدياً وذهنياً، وهي تكلفة قد لايستطيع الجميع تحملها. وفي أغلب الأحيان، يتنوع المتسلقين بين الرياضيين الشباب المدعومين من شركات كبيرة أو رجال الأعمال الأثرياء في أواخر الأربعينيات من عمرهم كمحاولة لتحدي الذات وإثباتاً لقوة تحملهم.
ويستطيع الراغبين بالتسلق اختيار مدى الإرتفاع الذي يريد الوصول إليه حيث تبلغ مسافة التسلق الكامل 29,029 قدماً إلى ما يسمى بمنطقة الموت حيث يرتفع معدل الوفيات بين المغامرين بشكل كبير.
تبدأ تكلفة تسلق جبل إيفرست منذ اليوم الأول في التدريب أي من 12 إلى 18 شهراً قبل القيام بالتسلق الفعلي، لأنه يجب على المتسلق أن يرفع قدرة تحمله إلى ذروتها، كما يجب أن يكون لائقاً بدنياً وذهنياً. وتنقسم التكلفة إلى عدة أقسام هي التدريب والأدوات ورحلة التسلق وغيرها:
شاهد| مناظر طبيعية بملاحم بشرية تثير الدهشة
-
التدريب، حوالي 8000 دولار أمريكي
بالتأكيد أنك لا ترغب في السير على أكثر الجبال فتكاً في العالم من دون أن تكون لائق جسدياً وذهنياً حتى تتمكن من مواجهة كل التحديات، ويحتاج الراغبين بالتسلق إلى توظيف مدرب محترف للتدرب مرتين في الأسبوع على الأقل لمدة عام كامل حتى يتمكنوا من الإعتياد على روتين القرفصاء وغيرها من التمارين القاسية والرحلات التدريبية والمشي لفترات طويلة، لكي يستطيعوا أن يتحملوا السير لمدة ست إلى ثماني ساعات في ظروف جوية قاسية.
-
المعدات والأدوات، 10,000 دولار أمريكي
تشمل المعدات والأدوات على الإسعافات الأولية والملابس الخاصة، حيث أنك لا تستطيع الذهاب إلى أكثر المناطق برودةً في العالم وأنت ترتدي معطفك اليومي، يوجد العديد من الألبسة الخاصة بهذه المناطق مثل المعاطف الدافئة والخفيفة الوزن والنظارات المخصصة والقبعات الصوفية والقفازات السميكة التي قد تصل تكلفتها لوحدها إلى حوالي 300 دولار، في حين تصل تكلفة بدلة التسلق إلى حوالي 1000 دولار أمريكي. ويحتاج المتسلق في رحلته إلى عدد من الأدوية الإسعافية الضرورية للرحلة كالعلاجات المضادة للإسهال والإلتهاب وغيرها، إلى جانب بعض الأجهزة البسيطة التي تساعد على مواجهة البرد وإكمال الرحلة بأمان.
-
رحلة التسلق، 35,000 إلى 100,000 دولار أمريكي
يعتمد إقتصاد نيبال بشكل كبير على رحلات تسلق إيفرست، حيث أن الحكومة تكتسب حوالي 3,25 مليون دولار كرسوم ملكية من المتسلقين في كل موسم، وهي تتقاضى 11000 دولار عن كل شخص يريد تسلق قمة يبلغ ارتفاعها 8000 متراً فقط وتزداد الرسوم بحسب الإرتفاع الذي يريد المتسلق الوصول إليه، ويبدأ موسم التسلق في مارس وينتهي في الأسبوع الأول من يونيو.
وتختلف الأسعار في قرية شيربا التي ينطلق منها المتسلقين ويحصلون فيها على الأدوات والحمالين والطهاة والدليل الذي سوف يمشي معهم الرحلة، ومقابل هذه المهام الشاقة يكسب الشيربا مابين 3500 و5000 دولار أمريكي لكل تسلق يقومون به، كما يوجد المرشدين الغربيين الخاصين الذين يتقاضون أجراً أكثر من ذلك بكثير فقد تصل أجورهم إلى 20,000 دولار لكل صعود، بالإضافة إلى تكلفة خيار استخدام الأكسجين المعبأ في زجاجات عند الوصول إلى القمم الشاهقة.
ويمكن للشيربا الأكثر خبرة وشهرة أن يكسب مايصل إلى 8000 دولار لكل صعود، ولكن هذه الأرباح بالكاد تعوض عن المخاطر التي يتعرضون لها، بالإضافة إلى ثمن تذكرة الطائرة التي تتراوح قيمتها بين 1500 إلى 3500 دولار للوصول إلى النيبال.
-
تكاليف إضافية، 2000 إلى 4000 دولار أمريكي
تشمل التكاليف الإضافية التنقلات والطعام والإقامة قبل البدء بالرحلة، بالإضافة إلى دفع 500 دولار للشيربا عند الوصول إلى القمة بشكل منفصل عن الرسوم التي يتقاضونها للتسلق، وتأمين الإخلاء الطبي الذي يمكن شراؤه قبل الرحلة بحوالي 500 دولار أمريكي.
وفي الحقيقة، إن الرحلة إلى إيفرست لا تقدر بثمن فهي تجربة مثيرة ورائعة تساعد على تغيير حياة الإنسان بالكامل وتلهمه للعيش بشغف ومحبة، كما أنها تجعلنا نقدر علاقاتنا الأسرية والإنسانية بشكل أكبر وترسخ معنى الإلتزام في حياتنا اليومية والمهنية، إن أثرها الإيجابي يبقى ليعيش مع الإنسان كل حياته.