البروتين والماء والحليب ..مزيج ذهبي تحدده أهداف الرياضيين
في عالم اللياقة البدنية وبناء الجسم، يعتبر استخدام مسحوق البروتين واحدًا من الأدوات الرئيسة للمتدربين لتحقيق أهدافهم الرياضية. ومع ذلك، تختلف الاحتياجات الغذائية والأهداف بين الأفراد، ما يجعل اختيار سائل الخلط المناسب بين الماء والحليب يعتمد على أهداف كل متدرب.
سواء كان الهدف زيادة الوزن وبناء العضلات أو خسارة الوزن وتقليل نسبة الدهون في الجسم، فإن استخدام الماء أو الحليب مع مسحوق البروتين يعكس استراتيجية غذائية متميزة لتحقيق هذه الأهداف.
ما الفوارق الغذائية بين خلط مسحوق البروتين مع المياه أو الحليب؟
تتيح مكملات البروتين الممزوجة بالماء امتصاصًا سريعًا للبروتين، ما يجعلها مثالية للاستهلاك بعد التمرين لتعزيز عملية إعادة بناء العضلات وتعزيز التئام الأنسجة العضلية. بالمقابل، استخدام الحليب يوفر مصدرًا إضافيًا للبروتين بالإضافة إلى الكالسيوم والدهون، ما يعزز الشعور بالشبع ويساعد على بناء العضلات.
بغض النظر عن الاستراتيجية المتبعة، يجب على المتدربين الاهتمام بتوازن الغذاء والمغذيات وضبط كميات السائل المستخدمة وفقًا لأهدافهم الرياضية واحتياجاتهم الشخصية.
زيادة نسبة البروتين في الحليب
استخدام الحليب كامل أو منزوع الدسم يضيف ميزة إضافة عدة غرامات إضافية إلى مسحوق البروتين ما يجعله مصدرًا هامًا لحصول الجسم على السعرات الحرارية التي يحتاج إليها خلال فترات التضخيم أو بالنسبة للراغبين في زيادة أوزانهم بطريقة صحية.
ويقدم استخدام الحليب ميزة أُخرى للرياضيين تتمثل في حصولهم على عظام أقوى بسبب احتواء منتجات الألبان بشكل عام على عناصر غذائية هامة مثل الكالسيوم وفيتامين (د) بحسب الجمعية الأمريكية للدواء.
لذا يُنصح باستخدام الحليب لتحضير مكملات البروتين بالنسبة لأولئك الذين يمارسون رياضات تتطلب اندفاعًا بدنيًا قويًا مثل رفع الأثقال وغيرها من الألعاب المُتطلبة للمجهود البدني الكبير لتوفير احتياجاتهم من السعرات الحرارية الصحية ومساعدتهم في زيادة الوزن، وبناء كتلة عضلية خالية من الدهون.
الدهون والكربوهيدرات الإضافية في الحليب
على الرغم من الطعم الغني والقوام الكريمي المُميز لمسحوق البروتين الممزوج بالحليب، فإن القيَم الغذائية لها أبعاد أُخرى بسبب السعرات الحرارية الإضافية الناتجة عن تواجد الكربوهيدرات والدهون الصحية المفيدة لمن يحاولون بناء العضلات أو زيادة الوزن فهي تمد أجسامهم بالمزيد من الطاقة.
والعكس تمامًا بالنسبة للراغبين في إنقاص أوزانهم، وذلك لأن الكربوهيدرات الإضافية الموجودة في الحليب تتكون في معظمها من سكريات، مثل اللاكتوز ومن ثم لن يتناسب استخدام الحليب أيضًا لمن يعاني حساسية اللاكتوز أو مُتبعي نظام غذائيّ مُنخفض الكربوهيدرات مثل النظام الغذائي الكيتوني.
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث للجسم عند تناول مسحوق البروتين كل يوم؟
امتصاص البروتين أبطأ مع الحليب
مسحوق البروتين الممزوج بالحليب يعد أحد المصادر البروتينية بطيئة الامتصاص وذلك لاحتواء الحليب على مواد غذائية إضافية مثل الدهون والسكر، التي تتحمل المسؤولية عن بطء عملية الهضم.
وربما يجد بعض الرياضيين بطء الامتصاص إحدى الميزات الغذائية لاستخدام الحليب مع مسحوق البروتين لمساعدتهم على الشعور بالشبع لفترات أطول وإمداد أجسامهم بالمغذيات لساعات إضافية خاصةً عند النوم، حيث يتم استخدام بروتين بطيء الامتصاص مثل بروتين الكازين.
مميزات استخدام الماء لتحضير مسحوق البروتين
استخدام الماء لتحضير مكمل البروتين من أهم الطرق السهلة والسريعة للتزود بجرعة سريعة من البروتين دون الخوف من الحصول على سعرات حرارية عالية وخالية من السكريات والدهون.
كما يتميز مسحوق البروتين المُحضر بالماء بسرعة امتصاصه حيث لا يحتوي الماء على دهون وسكريات تعوق امتصاص الجسم للبروتين كما هي الحال مع الحليب، ومن ثم يحصل الجسم على البروتين والأحماض الأمينية الرئيسة التي يحتاج إليها بشكل أسرع.
يتماشى استخدام الماء لتحضير مكمل البروتين مع جميع أنواع الأنظمة الغذائية ومن ثم منح الرياضيين فرصة أكبر للحفاظ على النظام الغذائي والالتزام بقوانينه دون خوف من اكتساب سعرات حرارية غير ضرورية.
وأخيرًا لن يتسبب مسحوق البروتين المُحضر بالماء أي مشكلات هضمية خاصةً للرياضيين الذين يعانون مشكلات امتصاص وهضم اللاكتوز ومن ثم المعاناة من الانتفاخات والغازات.
العوامل التي يجب مراعاتها عند الاختيار بين الحليب والماء
يتوقف الاختيار بين الحليب والماء لتحضير مسحوق البروتين على عدة عوامل يمكن أن ترشدك إلى مكمل البروتين المثالي الخاص بك في رحلتك الغذائية، وهي:
الأهداف الشخصية
إدراك واستيعاب المتدربين لطبيعة وقوة أنظمتهم الرياضية تساعدهم على اختيار خلط مسحوق البروتين بالماء أو الحليب، فكما ذكرنا من قبل عدم المعاناة من حساسية اللاكتوز والدخول في مرحلة التضخيم العضلي والرغبة في اكتساب الوزن الصحي تجعل اختيار خلط مكمل البروتين مع الحليب المُدعم بالبروتينات والمعادن الأساسية ميزة رائعة.
ولا ضرر في استخدام الحليب النباتي مثل حليب فول الصويا أو اللوز أو جوز الهند كبديل صحي لمنتجات الألبان الحيوانية في حال المُعاناة من حساسية اللاكتوز.
اقرأ أيضًا: كل ما يخص واي بروتين: فوائده وأضراره واستخداماته
تفضيلات الذوق والطعم
تختلف الأذواق في شرب مسحوق البروتين من شخص إلى آخر، فهناك من يفضل أن يكون قوامه كريميًا وسميكًا، وهناك من يفضل طعم الحليب الغني وقوامه الخفيف سهل الشرب.
أما بالنسبة لمُحبي مكمل البروتين المائي فهو جيد لمن يفضل التمتع بطعم مسحوق البروتين نفسه المُنكهة بحسب أنواع الشركة المُنتجة له دون إدخال المذاق والنكهة التي يمنحها الحليب لمسحوق البروتين.
إضافة المزيد من النكهات لمسحوق البروتين
لا توجد أي مشكلة في إضافة العديد من المكونات على مكملات البروتين فقيمتها الغذائية وغرامات البروتين التي تحتوي عليها لا تتأثر بمزجها أو إضافة مكونات أُخرى لها، بل على العكس تضفي تلك الإضافات المزيد من التنوع في النكهات وتعزز من القيم الغذائية.
إضافة بدائل الحليب
تعد بدائل الحليب مثل حليب الصويا أو اللوز أو جوز الهند خيارات رائعة لتحضير مسحوق البروتين لأنها توفر نكهات متنوعة ومختلفة وغالبًا ما تكون سعراتها الحرارية أقل من الحليب الحيواني.
وفي نفس الوقت تحتوي بدائل الحليب وبالتحديد حليب الصويا على مصادر البروتينات النباتية والفيتامينات والمعادن المضافة، ومن ثم يساعد المتدربين على الحصول على قيَم غذائية إضافية وجيدة للغاية من شرب مكملات البروتين.
إضافة الفاكهة والخضراوات
الموز والتوت بالإضافة إلى الفراولة والتفاح كل تلك الإضافات الرائعة تمنح مسحوق البروتين حلاوة طبيعية وتجعله غنيًا بالفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاج إليها الجسم، وهو ما يضاعف القيمة الغذائية لمكمل البروتين.
ويمكن إضافة بعض الخضراوات مثل الملفوف والسبانخ للحصول على المعادن الرئيسة والهامة للجسم، ولا توجد مشكلة في دمج الخضراوات والفواكه مع الحليب أو بدائله أو حتى مع الماء، فأمام المتدربين مُطلق الحرية في استهلاك مكمل البروتين بالشكل المناسب لهم.