أب جديد؟ إليك دليلاً أوليًّا لمتابعة صحة طفلك
لا تقتصر رعاية الطفل على الأم وحدها، بل للأب دورٌ لا يقل أهمية عن دور الأم، فيدٌ واحدة لا تُصفِّق كما يقولون، وإذا تعاون الأب مع الأم في رعاية الرضيع والحفاظ على صحته، فسيصير أفضل حالاً من الناحية الصحية والنفسية مقارنةً لو رعته الأم وحدها دون معاونةٍ من الأب، فكيف تقوم بدورك أيُّها الأب وتعتني بصحة ونفسية طفلك في شهور عُمره الأولى؟
كيف يستعد الأب قبل ولادة طفله؟
إذا كُنتَ تنتظر قدوم مولودك الجديد، فينبغي الاستعداد جيدًا كي تكون أبًا له على قدرٍ عالٍ من المسؤولية؛ ليست المسؤولية المادّية فقط أو ما شابه، بل حتى كيفية العناية بصحة الطفل بعد ولادته، وكيفية معاونة الزوجة في العناية بالطفل عمومًا، وفيما يلي أهم النصائح لتهيئة جيدة قبل ولادة الطفل:
1. حافِظ على صحتك
بدايةً ينبغي أن تُحافِظ على صحتك قدر المُستطاع كي تتمكّن من مراعاة طفلك، فإذا كُنت مُدخِّنًا مثلاً، فحاوِل الإقلاع عن التدخين، إذ هو يضرُّ طفلك قبل أن يرى نور الحياة، إذ ثبت أنّ التعرُّض للدخان في أثناء الحمل يزيد خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بعيوب القلب الخلقية.
أيضًا يُفضّل تناول الطعام الصحي، وتجنُّب الأطعمة غير المُفيدة، فالتغذية تُعزِّز صحتك استعدادًا للأيام الطويلة بعد أن تصير أبًا، ولذلك يُفضّل تناول الأطعمة الغنية بالألياف التي تُعزِّز المناعة في وجباتك اليومية، مثل الفواكه والخضراوات.
2. العناية بالزوجة
رعاية الزوجة خلال الحمل من الأهمية بمكانٍ للحفاظ على صحتها، ومِنْ ثَمّ صحة المولود، فكُلّما كانت الأم مرتاحة، كان الطفل سعيدًا، ولم يكن الحمل ولا الولادة مشكلة.
لذلك اسأل زوجتك من وقتٍ لآخر عمّا تحتاج إليه، أو احمل عنها بعض المسؤوليات، مثل القيام ببعض الأعمال المنزلية أو غير ذلك، بما يُشجِّع ويُعزِّز استعدادكما لاستقبال المولود الجديد، وإذا كان لديك أطفال بالفعل في المنزل، فرُبّما من الأفضل إعطاء الأم وقتًا للاستراحة والقيام بأعبائها من وقتٍ لآخر.
3. زيارة الطبيب
يُفضّل زيارة الطبيب من وقتٍ لآخر خلال الحمل، إذ بإمكانك سماع نبضات قلب الطفل، ورؤية حركته على شاشة الموجات فوق الصوتية، ومعرفة التقدُّم المُحرَز في نمو الجنين بما يُخبرِك به الطبيب، كما أنّ ذلك يُساعِد على التعامل مع أي مشكلةٍ يُتوقّع أن يُولَد بها الطفل -لا قدّر الله-.
4. تعلُّم ما يلزم معرفته عن الحمل
يمرُّ الجنين خلال رحلة نموه داخل رحم الأم بعِدّة مراحل، فمثلاً يُمكِنه قبض يده بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل، كما يُمكِنه سماع صوتك مع حلول الأسبوع السادس عشر من الحمل، كما تختلف حالة الأم من وقتٍ لآخر خلال الحمل، وكل ذلك مهم لفهم احتياجات الأم والطفل وتلبيتها قبل ولادة الطفل.
5. الاستعداد للولادة
ها قد قدِم موعد الولادة، ولا بُدّ أن يسبقه تخطيط وإعداد لتحمُّل المسؤوليات الأبوية القادمة، ويُمكِنك مناقشة تجربة الولادة التي تتصوّرها الزوجة، والمستشفى أو المركز الطبي الذي تود لها أن تلد فيه، ونوع الولادة المُناسِبة لها، وما سترغب في إحضاره معك إلى المستشفى، كما ينبغي تعلُّم كيفية دعم الزوجة في أثناء المخاض والولادة.
كيف تُساعِد زوجتك في تحمُّل أعباء الطفل بعد ولادته؟
ليست أعباء الطفل ملقاة على عاتق الأم وحدها، بل يُمكِن للأب تقديم قسطٍ وافرٍ من المساعدة، مثل:
- المساعدة في التحميم أو تغيير الحفاضات: يُمكِن للأب المساعدة في تغيير حفاضات الطفل، كما يُمكِنه أيضًا تحميم الطفل من وقتٍ لآخر - إن أمكن - بدلاً من الأم؛ لإعطائها قليلاً من الوقت للراحة، خاصةً إذا كان هناك أطفال آخرون.
- المساعدة في تغذية الطفل: يحتاج الطفل، خاصةً حديث الولادة، إلى الرضاعة في منتصف الليل؛ لذلك بدلاً من إيقاظ الأم لإرضاع الطفل وقطع نومها، يُمكِن إرضاع الطفل حليبًا صناعيًا بالليل ما دامت الأم ستُرهَق من الاستيقاظ كل ليلة، أو يُمكِن المساعدة في تغذية الطفل على مدار اليوم ليس فقط بالليل، حسب ما تقتضيه الحاجة وحسب سير الحياة الزوجية.
- تهدئة الطفل: لا تترك مهمّة تهدئة الطفل للأم وحدها، خاصةً إذا ضجّ الطفل بالبكاء، بل حاول تهدئته لا سيما إذا كانت الأم مرهقة وتُحاوِل الحصول على قليل من الراحة، فذلك أفضل لكل أفراد البيت عمومًا.
- خذ الطفل في الخارج للتنزّه: مِمّا يُقوِّي الرابطة بينك وبين طفلك، أخذه للتجوّل أو للتنزُّه خارج المنزل في حي أو حديقة قريبة من البيت، كما أنّ ذلك يُتِيح للأم بعض الوقت الهادئ لنفسها.
كيف تحمل طفلك حديث الولادة بطريقة صحيحة؟
كثيرًا ما يُخطِئ الآباء في طريقة حمل أطفالهم، وهذا ليس بالأمر الهين لو كُنتَ تدري، خاصةً أنّ الطفل حديث الولادة لا يزال جسده طريًا بعض الشيء، وفيما يلي بعض الأساسيات التي لا ينبغي إغفالها أبدًا:
- غسل اليدين أولاً: ينبغي غسل اليدين قبل الهمّ بحمل طفلك، خاصةً أنّ الطفل المولود حديثًا لا يمتلك مناعة قوية، وربّما تكون يدك مصدر العدوى التي ستُصِيبه بمرضٍ لو لم تهتم بنظافة يدك قبل أي شيء.
- دعم رأس ورقبة الطفل: لا بُدّ من احتضان الرأس عند حمل الطفل أو دعمها عند حمله بشكلٍ مستقيم، بحيث لا يُحمَل الطفل من جسده فقط ويظل رأسه ورقبته بلا شيءٍ يستندان إليه.
- لا تهزّ طفلك: سواءٌ كُنت تَلعب مع طفلك أم لا، فلا تهزّه، خاصةً إذا كان حديث الولادة؛ لأنّ هذا الاهتزاز قد يُسبِّب نزيف المخ وربّما الوفاة أحيانًا، وإذا كُنتَ بحاجةٍ إلى إيقاظ طفلك، فلا تهزّه، ودغدغ قدميه مثلاً أو انفخ على خدِّه برفق.
- تجنُّب اللعب الشديد أو الخطر: بعض ممارسات اللعب مع الطفل حديث الولادة قد تكون خطرة، ينبغي تجنُّبها، مثل الهزّ على الركبة، أو القذف في الهواء واستقبال الطفل.
اقرأ أيضًا:علاج الإسهال عند الأطفال في المنزل ومتى تزور الطبيب؟
كيف تُهدِّئ الطفل؟
قد لا تتمكّن الأم من تهدئة الطفل، أو تنشغل عنه بأعباء المنزل، ويظلّ الطفل منخرطًا في بكاءٍ لا يتوقّف؛ ويُمكِنك تهدئة طفلك في تلك الحالة من خلال:
- تدليك الطفل، خاصةً إذا وُلِد مبكرًا أو كان يُعانِي مشكلة طبية، لكن دلِّكه بلطف؛ لأنّ الأطفال ليسوا أقوياء مثل البالغين.
- التكلُّم مع الطفل، أو إصدار أصوات، أو الغناء له، أو القراءة بصوتٍ عالٍ أو غير ذلك ما قد يُسعِد طفلك.
العناية بالطفل بعد الختان
يُختَن الطفل بعد فترة وجيزة من الولادة، وعادةً ما يضع الأطباء هلامًا بتروليًا "الفازلين" على طرف قضيب الطفل، ويُغطّى بشاش لمنع الجرح من الالتصاق بالحفاضات؛ لذا إن أردت مُساعدة الأم في العناية بالطفل بعد الختان، فينبغي مسح طرف القضيب بلطفٍ بالماء الدافئ عند تغيير الحفاضات، ثُمّ وضع الهلام والشاش.
ينبغي أن يختفي احمرار القضيب في غضون أيامٍ قليلة أو أسبوع، فإذا لم يختفِ واستمر، أو تفاقمت الأمور، كأن تشكّلت بثور مليئة بالصديد، فلا بُدّ من زيارة الطبيب؛ لأنّ هذه العلامات قد تدل على الإصابة بالعدوى.
كيف تُعزِّز الرابطة بينك وبين ولدك؟
يرتبط الطفل بأبويه خلال الساعات والأيام الأولى بعد الولادة، وتزدهر نفسية الطفل بوجود والده بالقرب منه، كما يزداد حبّه له، ويُمكِن بدء هذه الرابطة الجميلة باحتضان الطفل ومداعبته بلطف، أو حمله على صدرك، خاصةً أنّ ذلك يُساعِد في تهدئة الطفل، سواء بالنسبة للأب أو الأم.