بعد حادث "تسلا".. هل بدأ تمرد الروبوتات؟
تزايدت في الفترة الأخيرة حوادث الروبوتات وهجومها على البشر، وحتى اتخاذها قرارات فردية دون الرجوع إلى صانعها أو توجيه أو "برمجة"، فهل تعلم الروبوتات ذاتها وتتصرف من تلقاء نفسها بما يجعلها تشكل خطرًا على البشرية؟
هناك مخاوف على البشرية الآن من سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم وتنحية الإنسان جانبًا، تلك المخاوف تشمل أن يفقد الإنسان وظائفه ومصادر دخله ليقوم بها عوضًا عنه الآلة أو الروبوت. حينها ستكون الآلة هي صانعة القرار لأنها هي من تملك قوت يومها وقوت يومنا نحن أيضًا. لكن هل وصل الأمر لأن يعادي الروبوت صانعه ويهجم عليه ويقتله أحيانًا؟
إليك غيض من فيض الحوادث التي تسببت فيها الآلة، ونتج عنها إيذاء بعض البشر أو حتى موتهم.
روبوت يهاجم أحد مهندسي شركة تسلا
أعلنت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن روبوت في شركة "تسلا" التي يملكها الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" هاجم أحد مهندسي الشركة وأصابه، ما اضطر العاملين هناك إلى فصل الطاقة عن كل الروبوتات من زر الإغلاق في حالات الطوارئ.
وشهد اثنان من موظفي الشركة تعرض زميلهما للهجوم من الروبوت المصمم خاصة لالتقاط أجزاء السيارة المصنوعة من الألومنيوم المصبوب حديثًا ونقلها. حينها ثبّت الروبوت المهندس في مكانه وغرس مخالبه المعدنية في ظهره وذراعه، تاركًا "آثارًا من الدماء" على أرضية المصنع. وكان المهندس في ذلك الوقت يصلح عطلاً برمجيًا لدى اثنين من روبوتات "تسلا" بالقرب من الروبوت المهاجم. والجدير بالذكر أن الحادث كان قبل عامين، ولم يُكشف عنه إلا منذ شهر واحد.
وانتقد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك التقارير الإعلامية عن هجوم روبوت على مصنع تسلا في أوستن بولاية تكساس الأمريكية.
وكتب "إيلون ماسك" منشورًا على موقع "إكس" قال فيه: "من المخزي أن تنشر بعض وسائل الإعلام تقارير بشأن إصابة حدثت قبل عامين بسبب ذراع روبوت صناعي بسيط من نوع Kuka (وهو موجود في جميع المصانع) وتلمح إلى أن ذلك يرجع إلى روبوت أوبتيموس الموجود الآن". ومن غير المفاجئ دفاع "إيلون ماسك" عن روبوتات "أوبتيموس" لأنه يعلق عليها آمالاً كبيرة.
روبوت يعاقب طفلاً ينافسه في الشطرنج
اقرأ أيضًا:"غوغل تسعى لرد الاعتبار".. "Gemini" قادم ليكتسح أدوات الذكاء الاصطناعي
وتذكرنا الواقعة بالروبوت الذي هاجم طفلاً يلعب معه مباراة شطرنج بإحدى المسابقات حتى كسر له إصبعًا لأنه استبقه في لعب دوره. حيث كان الخصمان "الطفل والروبوت" في ذروة اللعبة، وحرّك الطفل يده قبل أن يأتي دوره، ففاجأه الروبوت بمسك يديه بقوة حتى كسر إصبعه. الروبوت هنا أصدر عقابًا ونفّذه على الطفل لأن تصرفه لم يعجب "السيد الروبوت". لم يكن هذا الفيديو المتداول من "العجائب والطرائف" لكنه يحتاج إلى وقفة لمعرفة ما وراء الحدث. فمجرد أن تتصرف آلة تصرف البشر، وتعتمد على مشاعر الغضب والمحبة، كما نفعل ونتميز نحن تمامًا عنها، فهذا يدق جرس إنذار للبشر أنفسهم بأن الآلة قد تُحدث طفرة مع نفسها لتفكر وتنقلب على صانعيها.
روبوت يغرز قضبانه الحديدية في كتف عامل
عام 2018 تعرض عامل صيني يبلغ من العمر 49 عامًا إلى الهجوم من روبوت في أثناء عمله في الفترة المسائية. حينها انهال عليه أحد روبوتات المصنع وطعنه بقضبان معدنية، يبلغ طول كل منها 30 سنتيمترًا، وسُمكها 1.5 سنتيمتر.
غرزت القضبان في كتف العامل وصدره ويده ومعصمه، وكاد أحد القضبان الذي كان على بُعد 0.1 مم من شريان في قلبه أن يودي بحياته. ولحُسن الحظ نجا العامل بعد إجراء عملية جراحية له.
التقارير عن زيادة الإصابات بسبب زملاء العمل "الآليين" في مراكز شحن أمازون، والجراحين الآليين والسيارات ذاتية القيادة وحتى العنف من مدربي الشطرنج الآليين، دفعت البعض إلى التشكيك في التكامل السريع للتكنولوجيا الجديدة.
صنع الإنسان الآلات وطوّر البرامج لتساعده وتسهل عليه حياته، لكن من الواضح أن الأمر قد ينفلت من بين يديه، ويصير ضحية من ضحايا الآلة أو كل مصنوع. لقد أصبح الأمر أشبه بمن يربّي أسدًا ليحميه فيكبر ويأكله. فقد كشفت دراسة جديدة لسجلات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي "BLS" أن هناك 41 عاملاً قُتلوا على يد الروبوتات بين عامي 1992 و2017.
وفي جنيف السويسرية عُقد أول مؤتمر صحفي لروبوت. سأل الصحفيون الروبوت عما إذا كان ينوي التمرد على صانعه فأجاب: "لا أعلم لماذا تفكرون في ذلك، صانعي لم يؤذيني في شيء، كان دائما لطيفًا معي. لذلك، أنا سعيد بوضعي الحالي". وردًا على سؤال سيطرة الذكاء الاصطناعي على الوظائف، أجاب روبوت آخر: "أعمل يدًا بيد مع الإنسان لأوفر له الراحة وأقدم له الدعم".
وفي الوقت نفسه تتوقع الدراسات اندثار مِهَن عاشت منذ آلاف السنين، فأصبحنا ندرك أن الذكاء الاصطناعي ينافس للهيمنة على كل شيء، إذ فاجأتنا وكالة أنباء "شينخوا" الصينية بإطلاق أول مذيعَين اثنين آليَّيْن يعملان بالذكاء الاصطناعي.. وانتشرت مقاطع الفيديو لهما وهما يقدمان نشرة الأخبار.. وأصبح التساؤل يتردد بقوة هل نحن أمام فكرة أن يحل الإنسان الآلي محل مذيع الأخبار الحقيقي؟
اللافت للنظر أن مهنًا مثل الصحافة والترجمة والإذاعة تحتاج إلى إنسان يخاطب إنسانا مثله، تحتاج إلى عقل بشري لديه رأي وقادر على اتخاذ قرارات إبداعية، ووضع صور مناسبة، والتحدث بلغة تخاطب مشاعر الجمهور أو القراء المستهدفين.. المزعج حقًا في الأمر أن تتطور الآلة لتصبح قادرة على إصدار أفعال قائمة على مشاعر كالبشر، ووقتها سنكون نحن البشر في "خبر كان".