ماهو روبوت Google Bard وهل يمكنك الاعتماد عليه؟
الضجة الكبيرة التي أحدثها روبوت "شات جي بي تي ChatGPT" منذ إطلاقه، جعلت العالم ينظر إلى الذكاء الاصطناعي بعين جديدة، وبعد أن كانت تقنياته محصورة على الاستخدام البرمجي المتقدم أو العمليات الصناعية المعقدة، أصبح الآن متاحًا للمستخدمين.
فقد أثبت نجاح ChatGPT لجميع الشركات، أن العالم أصبح مستعدًّا لاستخدام الذكاء الاصطناعي بكثافة أكبر من السابق، لهذا أُجبرت جميع الشركات على كشف أوراقها، وهو ما أنتج روبوت غوغل للدردشة "Google Bard".
النموذج الأوليّ لروبوت غوغل، يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، وتفخر مؤسسته بأنه سيساهم في دفع أعمال الشركة إلى الأمام.
لكن هل يستطيع Google Bard حقًّا منافسة ChatGPT؟ ولماذا كشفت عنه غوغل الآن؟
ماهو روبوت Google Bard؟
الوصف الأبسط لـGoogle Bard، أنه روبوت دردشة ذكيّ يعتمد على منظومة ذكاء اصطناعي، مشابهة لتلك المستخدمة في ChatGPT، لذا فهو بديل متوقع له.
لكن الإجابة الحقيقية على هذا السؤال تحتاج إلى الغوص أعمق قليلًا في آليات عمل هذه الروبوتات، إذ رغم تشابه روبوت غوغل مع منافسه من OpenAI، فإنهما يختلفان عن بعضهما بشكل كبير.
اللغة العميقة لروبوتات الدردشة
روبوتات الدردشة الذكيّة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تستخدم تقنية تدعى نماذج "اللغة العميقة"، تسمح للآلة بقراءة النص الذي تزودها به، ثم تتوقع الردود المناسبة على هذا النص.
لذلك عندما توجه لها سؤال "ما هي عاصمة السعودية؟" على سبيل المثال، فإن النموذج يتعرف على الحروف المميزة في هذا السؤال، ثم يبدأ البحث عبر الإنترنت حتى يجد الإجابة المناسبة ويعرضها لك، وذلك كله في ثوان معدودة.
قوة نماذج اللغة العميقة تأتي من قدرتها على فهم المتغيرات التي تزودها بها، وفي حالتنا هذه الحروف، لذلك كلما زاد عدد المتغيرات التي يستطيع الروبوت التعرف عليها، أصبحت إجابته أكثر دقة.
وتشير أغلب التقارير إلى أن روبوت Bard يعتمد على نسخة منقحة ومخففة من روبوت LaMDA، الذي تسبب في ضجة عالميّة نهاية العام الماضي، بعد ادعاء أحد مهندسي غوغل أن الروبوت أصبح واعيًا وأقرب إلى البشر.
اقرأ أيضًا: تطبيق ChatGPT يُحيي خوف البشر من الذكاء الصناعي
هل يختلف Google Bard عن ChatGPT؟
رغم ان النموذجين مشابهان لبعضهما في الوظائف، فإنّ الاختلاف ينبع من طريقة عمل الروبوت ومصدر معلوماته، وعدد المتغيرات التي يستطيع قراءتها.
كان روبوت ChatGPT قادرًا على قراءة حتى 175 مليار متغير، والرد عبر النصوص فقط في نسخة GPT 3.5 المتاحة مجانًا لجميع المستخدمين في الوقت الحالي، لكن الشركة عكفت على تطويره وإطلاق النسخة الأحدث GPT 4.0.
النسخة الأحدث تقرأ حتى 100 تريليون متغير، وفق أحدث التقارير الصادرة عن المنظمات المهتمة بالذكاء الاصطناعى، لأن شركة "OPENAI" المطورة له، لم تكشف عن عدد المتغيرات التي يستطيع الروبوت التعرف عليها حتى الآن.
لكن روبوت Bard في نسخته التجريبية الحالية يستطيع التعرف على 137 مليار متغير حتى الآن، ومن المهم ملاحظة أن غوغل تعمل على تطوير Bard بشكل سري للغاية، إذ لم تكشف حتى الآن إلا عن النسخة التجريبية منه فحسب.
تكلفة استخدام روبوتات الدردشة
أحد الاختلافات الأخرى بين النموذجين تكلفة استخدامه، إذ أن Google Bard هو نموذج مجاني أصبح متاحًا بشكل رسمي في الدول العربية، يمكن استخدامه عبر موقعه الرسمي من غوغل باستخدام حساب جوجل.
أما ChatGPT يتوفر في نسختين، الأولى مجانية وهي تعتمد على GPT 3.5 والثانية مدفوعة تعتمد على GPT 4.0.
لكن الاختلاف الأهم بين النموذجين يأتي في شكل قاعدة البيانات التي تدرّب عليها كل نموذج، لأن ChatGPT يتدرب على قواعد البيانات العامة والمتاحة للجميع، لذلك تجد معلوماته محصورة حتى 2021.
وعلى النقيض، فإن Google Bard يتدرب على قاعدة بيانات غوغل الخاصة، ويعتمد عليها في الإجابة على جميع الأسئلة، وبالتالي فإن المعلومات التي يقدمها أكثر دقة من منافسه ChatGPT.
اقرأ أيضًا: حرب الذكاء الاصطناعي تشتعل بين مايكروسوفت وجوجل
هل يمكن الاعتماد على Google Bard بشكل كامل؟
الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي لا، لا يمكنك الاعتماد على أي نموذج ذكاء اصطناعي بشكل كامل، خصوصًا في مجال المعلومات حتى وإن كانت عامة.
إذ تفشل روبوتات الذكاء الإصطناعي في الرد على الأسئلة المتعلقة بالمعلومات العامة والخاصة في أحيان كثيرة، وتشارك معلومات مغلوطة بشكل كبير لأن النموذج في بعض الأوقات لا يكون قادرًا على البحث عن المعلومات المناسبة والصحيحة عبر الإنترنت.
روبوت Google Bard تسبب في ضجة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، عبر ردوده العنصرية والعنيفة على المستخدمين، إلى جانب المعلومات الخاطئة التي زودهم بها، الأمر الذي دفع غوغل لإطلاق تصريح رسمي، تشير إلى أن روبوتها ما زال تقنية تجريبية وليست جاهزة للاستخدام بشكل كامل.
لماذا قررت غوغل الكشف عن روبوت تجريبي غير جاهز؟
شعبية ChatGPT المتزايدة كانت سببًا رئيسًا في استعجال غوغل، للكشف عن نموذجها للذكاء الاصطناعي، لأنه يعد منافسًا مباشرًا لمحرك البحث الخاص بها، والذي يعتبر الأهم في العالم حاليًّا.
وازدادت حدة المنافسة مؤخرًا، عندما قررت شركة "مايكروسوفت"، الاعتماد على روبوت ChatGPT ودمجه في محرك البحث الخاص بها "Bing"، ما جعل أعداد مستخدمي المحرك تتزايد بشكل كبير في وقت قياسي جدًّا.
غوغل تربعت على عرش محركات البحث لفترة طويلة، لذلك اعتبرت جهود "مايكروسوفت" خطرة على نموذج أعمالها الرئيس، وقررت الكشف عن الروبوت لمحاولة كسب الرأي العام، والحفاظ على أسعار أسهمها من الانخفاض بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: كيفية استخدام استبيان جوجل وطريقة عمله وتعديله
هل تخطط غوغل لإطلاق خدمات أخرى للذكاء الاصطناعي؟
خطة غوغل للاعتماد على الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على روبوت Bard فقط، بل تنوي تقديم روبوتات أخرى قادرة على توليد الصور عبر الأوامر الكتابية، إلى جانب نماذج لتعديل مقاطع الفيديو والصوت، وتوليدها أيضًا في الوقت المباشر.
لكن حتى الآن، لم تكشف الشركة الأمريكية عن موعد إطلاق هذه الروبوتات، أو متى يمكننا توقع ظهورها.
كيف يمكنني استخدام Google Bard؟
أصبح Google Bard متاحًا في الدول العربية مؤخرًا، وتستطيع استخدامه مباشرةً عبر حساب غوغل الخاص بك، لكن في البداية تحتاج التسجيل في قائمة الانتظار.
قائمة الانتظار لا تضم الكثير من المشاركين، لذلك ستحصل على الدعوة لاستخدامه في وقت قياسي، ويمكنك التسجيل فيها عبر هذا الرابط.
حرب الذكاء الاصطناعي ما زالت في بداياتها، ومن المتوقع أن نرى تطورات كبيرة وسريعة للغاية في هذا المجال، وقد نشهد دخول شركات أخرى إليه مثل "تويتر"، وغيرها من الشركات العاملة في التقنيات التكنولوجية.