الاستثمار العقاري.. المفهوم والأنواع والاستراتيجيات
تزدهر السوق العربية بفرص الاستثمار العقاري المجزية، وبفضل النمو العمراني الواعد، واستقرار السياسة الاستثمارية، صار الاستثمار في العقارات خيارًا مثاليًا للمستثمرين الباحثين عن استثمارات قوية تتميز بالأمان وإمكانية تحقيق أرباح مستقرة.
الاستثمار العقاري هو أحد أهم أنواع الاستثمارات التي تجذب الكثير من الأفراد والمؤسسات والدول، لما له من فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية. ولكن الاستثمار العقاري ليس بالأمر السهل أو البسيط، فهو يتطلب دراسة وتحليلاً وتخطيطًا وإدارة ومراقبة وتقييمًا للسوق العقارية والعوامل المؤثرة عليها.
ونستعرض في هذا التقرير العديد من الجوانب المهمة للاستثمار العقاري، مع التركيز على أفضل الطرق التي يمكن الاستعانة بها من جانب المهتمين لتنمية رأس المال بشكل كبير استنادًا إلى هذا المجال في الكثير من بلدان العالم العربي، مع إبراز مفهومه، وأنواعه، ومزاياه، وعيوبه، ونصائح للراغبين في دخوله.
ما هو الاستثمار العقاري؟
الاستثمار العقاري يعني شراء العقارات بنية تحقيق الربح. ويمكن لهذا النوع من الاستثمار أن يتضمن عدة طرق من بينها شراء عقار لإعادة بيعه، شراء عقار لتأجيره، تطوير الأراضي، أو حتى الاستثمار من خلال الصناديق العقارية.
العقارات موجودات ثابتة تشمل الأرض وما عليها من بناء وتحسينات، وتمثل قيمة دائمة تتناقل بين الأجيال، وهي الخصائص التي تجعل من العقارات أصولاً مثالية لمن يسعون لبناء ثروة طويلة الأجل.
ويجذب الاستثمار العقاري المستثمرين كونه إحدى الطرق المميزة التي تضمن لهم تحقيق الربح من خلال زيادة قيمة العقار على مر الزمن، بالإضافة إلى الدخل المتوقع من الإيجارات عامًا بعد الآخر.
وبمعنى آخر، يمكن القول إن الاستثمار العقاري هو عملية شراء، أو امتلاك، أو إدارة، أو بيع العقارات لتحقيق الربح. ويعد الاستثمار العقاري واحدًا من أشهر وأنجح أنواع الاستثمارات، لأنه يوفر عائدًا ماديًا مستمرًا ويزيد من قيمة رأس المال.
هناك العديد من الطرق والاستراتيجيات للقيام بالاستثمار العقاري، مثل تأجير العقارات، أو الانضمام إلى مجموعات الاستثمار العقاري، أو الاستفادة من الفروق السعرية بين الشراء والبيع، أو التطوير والتحسين العقاري، أو الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري وغيرها.
كل طريقة من هذه الطرق لها مميزاتها وعيوبها، وتتطلب درجة معينة من المعرفة والخبرة والمهارة والمخاطرة، لذا يجب على المستثمر العقاري أن يقوم بدراسة السوق، وتحليل الفرص والتحديات، ووضع خطة عمل واضحة ومحددة تتناسب مع أهدافه وميزانيته ورؤيته.
ما هي أنواع الاستثمار العقاري؟
1. أسهم العقارات
أسهم العقارات، كما يوحي الاسم، هي الأسهم التي تُباع من قبل الشركات التي تمتلك، تطور، أو تدير العقارات. وعندما تستثمر في أسهم العقارات، فأنت تستثمر في شركة وتصبح جزءًا من ملاكها، ما يعني أن العوائد والخسائر تكون مبنية على أداء الشركة بكاملها وليس على عقار محدد فقط.
2. صندوق الاستثمار "REITs"
الـ "REITs" هي شركات تشتري وتدير العقارات بأموال المستثمرين، وتقوم بتوزيع معظم دخلها كأرباح للمساهمين وتحظى بمعاملة ضريبية مواتية. ويعد الاستثمار في "REITs" وسيلة جيدة للدخول للسوق العقارية دون الحاجة لشراء عقار بشكل مباشر.
3. صناديق الاستثمار العقارية
صناديق الاستثمار العقارية الخاصة تختلف قليلاً عن "REITs"، فهي لا تتداول عادةً في البورصات العامة، وغالبًا ما تكون متاحة فقط للمستثمرين المؤهلين أو المؤسسات، والميزة أنها توفر وصولاً إلى محافظ من العقارات ويمكن أن تقدم جداول زمنية أطول للاستثمار والربح.
اقرأ أيضًا:الاستثمار في السندات.. عائدات مستقرة وسط تقلبات دائمة
4. الصناديق المتداولة في البورصة "ETFs"
صناديق "ETFs" العقارية هي صناديق تتبع مؤشرات العقارات، ويتم تداولها كأي سهم آخر في السوق المالية، وتمكن المستثمرون من الاستثمار في سلة متنوعة من العقارات بشكل غير مباشر ودون الحاجة إلى الإدارة المباشرة للعقارات.
ما هي استراتيجيات الاستثمار العقاري؟
نستعرض فيما يلي قائمة بأبرز استراتيجيات الاستثمار العقاري وهي كما يلي:
1- استراتيجية الاستثمار العقاري قصير الأجل
هي استراتيجية تهدف إلى تحقيق عوائد سريعة من العقارات في فترة زمنية قصيرة، عادة تتراوح بين شهور إلى بضع سنوات. وتتضمن هذه الاستراتيجية شراء العقار، وإجراء تحسينات سريعة أو تعديلات لزيادة قيمته، ومن ثم بيعه بعد فترة قصيرة لتحقيق أرباح سريعة.
ومن أمثلة هذه الاستراتيجية: الشراء والبيع "flipping"، والتجديد والبيع "renovating and selling"، والشراء والتأجير القصير "buying and short-term renting"، والشراء والتأجير السياحي "buying and vacation renting".
2- استراتيجية الاستثمار العقاري طويل الأجل
هي استراتيجية تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا ورؤية طويلة المدى، وتنطوي على شراء وامتلاك العقارات لفترة طويلة، سواء للاستخدام الشخصي أو لتأجيرها للآخرين.
ويتطلب الاستثمار طويل الأجل البحث والتحليل المستفيض لسوق العقارات والتوقعات المستقبلية، بالإضافة إلى تقييم المخاطر والعائد المتوقع، ومن أمثلة هذه الاستراتيجية: الشراء والاحتفاظ "buy and hold"، والشراء والتأجير الطويل "buy and long-term rent"، والشراء والتأجير المتعدد "buy and multi-rent"، والشراء والتمويل "buy and finance".
3- الاستثمار العقاري التجاري
هو نوع من الاستثمار العقاري الذي يرتبط بالعقارات التي تُستخدم لأغراض تجارية، أو صناعية، أو خدمية. وتشمل هذه العقارات المكاتب، والمحلات، والمجمعات التجارية، والمستودعات، والمصانع، والفنادق، والمستشفيات وغيرها.
ويتميز الاستثمار العقاري التجاري بأنه يوفر عوائدًا أعلى من الاستثمار العقاري السكني، ولكنه يتطلب رأس مال أكبر، وخبرة أكثر، ومخاطر أعلى. ومن أهم العوامل التي تؤثر على الاستثمار العقاري التجاري: موقع العقار وحالته، ومدة العقد، ونوع المستأجر، والطلب، والعرض، والتشريعات، والتكاليف، والتمويل.
اقرأ أيضًا:هل تعد عملة "نكست" الافتراضية استثمارًا جيدًا بطرق سهلة؟
4- الاستثمار العقاري في صناديق الاستثمار العقارية
هو نوع من الاستثمار العقاري الجماعي الذي يتيح للمستثمرين المشاركة في محفظة متنوعة من العقارات دون الحاجة إلى شراء أو إدارة العقارات بشكل مباشر. وتستثمر هذه الصناديق عادة في أنواع مختلفة من الأصول العقارية، مثل العقارات السكنية، أو التجارية، أو الرهن العقاري، أو الأوراق المالية المدعومة بالعقارات.
تُدار هذه الصناديق عادة من قبل مديري صناديق محترفين لديهم خبرة في سوق العقارات، ويتم توزيع العائد على المستثمرين من خلال الدخل الإيجاري، أو الفوائد، أو الأرباح الرأسمالية. توفر هذه الصناديق للمستثمرين فوائد عديدة، مثل التنويع، والسيولة، والاحترافية، والضرائب المنخفضة.
ومن أنواع هذه الصناديق: صناديق الاستثمار العقاري في الأسهم "REITs"، وصناديق الاستثمار العقاري في الرهن العقاري "Mortgage REITs"، وصناديق الاستثمار العقاري المفتوحة "Open-ended REITs"، وصناديق الاستثمار العقاري المغلقة "Closed-ended REITs".
5- الاستثمار العقاري السكني
هو نوع من الاستثمار العقاري الذي يتعلق بالعقارات التي تُستخدم للسكن أو المعيشة. وتشمل هذه العقارات المنازل، والشقق، والفلل، والتاون هاوس، والشاليهات وغيرها.
ويعد الاستثمار العقاري السكني أحد أكثر أنواع الاستثمار العقاري شيوعًا وأمانًا، حيث يتمتع بطلب مستمر وقيمة مستقرة أو متزايدة.
ومن أهم العوامل التي تؤثر على الاستثمار العقاري السكني: موقع العقار، حالته، مساحته، تصميمه، مرافقه، السكان المحيطون، الخدمات القريبة، التشريعات، التكاليف والتمويل.
ومن أمثلة الاستثمار العقاري السكني: الشراء والبيع، والشراء والتأجير، والشراء والتمويل، والشراء والاحتفاظ.
نصائح مهمة للمبتدئين بالاستثمار
1- وضع خطة للعمل
وضع خطة عمل دقيقة هو الخطوة الأولى والأساسية للدخول في عالم الاستثمار العقاري. ويجب أن تحدد هذه الخطة أهدافك المالية، نوع العقارات التي ترغب في الاستثمار بها، الميزانية المتاحة، وخطة زمنية لتحقيق الأهداف المرجوة. بالإضافة إلى ذلك، يتعين عليك الأخذ في الاعتبار المصروفات الجارية مثل الضرائب، الصيانة، والتأمين.
2- دراسة السوق
قبل الاستثمار يجب أن يكون لديك فهم شامل للسوق العقارية، وهو ما ينطوي على التحقق من الأسعار الحالية، تحليل الاتجاهات وتقييم الطلب على العقارات في مناطق مختلفة. ومن الأهمية بمكان أن تكون على دراية بالعوامل الاقتصادية الكبرى المؤثرة على السوق مثل أسعار الفائدة وسياسات التملك العقاري.
اقرأ أيضًا:"جواهرجي" الأفكار.. كيف تقتنص أفضل فرص الاستثمار في ريادة الأعمال؟
3- مواكبة المستجدات في السوق العقارية
للحفاظ على ربحية الاستثمارات العقارية، يجب متابعة الأخبار والمستجدات المتعلقة بالقطاع. بما يعني أن تكون مهتمًا بمتابعة التقارير الاقتصادية، التغييرات في اللوائح القانونية التي قد تؤثر على العقارات، واكتساب معلومات حول التطورات الجديدة التي قد تؤثر على الطلب مثل البنى التحتية والمشاريع الكبرى.
4- إدراك مخاطر المجال
الاستثمار في العقارات من الأمور التي تنطوي على قدر كبير من المخاطر، ومنها إدارة العقارات، تغيرات السوق، مشكلات المستأجرين، والكوارث الطبيعية، فكلها عوامل يجب مراعاتها. ومن المهم بناء صندوق طوارئ لمواجهة المصروفات غير المتوقعة، والتأكد من وجود تأمين مناسب لتغطية العقارات.
5- بناء شبكة من المعارف
تطوير شبكة علاقات ضمن الصناعة العقارية قد يكون أمرًا ذا قيمة لا تُقدر بثمن. ولهذا لا بد من الاهتمام بالتواصل مع وكلاء العقارات، المستثمرين الآخرين، المقاولين، والمحامين المتخصصين في العقارات لكي تتاح أمام المستثمرين فرص استثمارية، نصائح، وأفكار جديدة. كما أن الانضمام إلى نوادي الاستثمار العقاري المحلية أو المنتديات على الإنترنت قد يكون مفيدًا أيضًا.
وما يجب على جميع المستثمرين أن يعرفوه أيضًا بهذا الخصوص هو أن إتقان التفاصيل في كل جانب من جوانب الاستثمار العقاري، وفهم الأسواق بدقة يمكن أن يميزك كمستثمر ناجح. وللقيام بذلك، يجب الالتزام بالتعلم المستمر وتحديث المعلومات، بما يلائم اتجاهات وتحديات سوق العقارات الديناميكي.
فوائد الاستثمار العقاري
يُلقب الاستثمار العقاري غالبًا بأنه "الحصن المالي"، وذلك لما يوفره من فرص متنامية ومستدامة للربح والنمو الاقتصادي. وأحد أبرز فوائده هو تعزيز الثروة عبر تقدير القيمة على المدى الطويل، إذ يميل العقار بطبيعته إلى الازدياد في القيمة بمرور الوقت، وهو ما يوفر رأس مال متزايد للمستثمر.
وبخلاف ذلك، فإن الاستثمار العقاري يعد ملاذًا آمنًا في أوقات التضخم، فعندما ترتفع الأسعار، ترتفع معها القيم الإيجارية، وبالتالي تكون عوائد الاستثمار محصنة ضد فقدان القوة الشرائية للعملة.
كما يوفر الاستثمار العقاري تدفقًا نقديًا مستمرًا عبر الإيجارات، ما يجعله مصدر دخل ثابت وقابلاً للتنبؤ به، وتلك ميزة لا تحظى بها معظم الأدوات الاستثمارية الأخرى.
بالإضافة إلى المزايا المالية، يتيح الاستثمار العقاري السيطرة الكاملة للمستثمر على استثماره، إذ يمكنه تعزيز قيمة العقار من خلال التحسينات والإصلاحات، وتحقيق قيمة مضافة تتجاوز بكثير تكلفة التحديثات التي أُدخلت عليه. كما يوفر العقار تنويعًا ممتازًا للمحفظة الاستثمارية، ما يقلل من المخاطر الإجمالية.
إلى جانب الاستفادة الشخصية، يمثل الاستثمار العقاري أيضًا دورًا اجتماعيًا مهمًا بأثره المفيد على تطوير المجتمعات والإسهام في النمو الاقتصادي المحلي.
وفي ختام رصدنا لمزايا الاستثمار العقاري، نجد أنه يقدم بناء الأصول وتنمية رأس المال، المرونة التشغيلية والشفافية، بالإضافة إلى كونه وسيلة للتأمين والوقاية المالية للأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا:كل ما تريد معرفته عن الاستثمار في السعودية لتحقيق أعلى الأرباح
هل يوجد مخاطر في الاستثمار العقاري؟
نعم، هناك بعض المخاطر التي يجب مراعاتها عند الاستثمار في العقارات، ومن أهم هذه المخاطر:
- التغييرات المفاجئة في السوق العقارية، والتي قد تؤدي إلى انخفاض قيمة العقارات، أو تراجع الطلب عليها، أو زيادة المعروض منها.
- الغش في أدوات ومواد البناء، والتي قد تؤثر على جودة ومتانة العقارات، وتزيد من تكاليف الصيانة والإصلاح.
- عدم قابلية التنبؤ، والتي تعني عدم القدرة على توقع ما سيحدث في المستقبل من حيث العوائد، أو الأرباح، أو الخسائر المحتملة.
- اختيار موقع سيئ، والذي قد يكون بعيدًا عن الخدمات الأساسية، أو الأماكن الحيوية، أو يعاني من مشاكل أمنية، أو بيئية، أو قانونية.
- حدوث تدفق مالي سلبي، والذي يعني أن الإيرادات المتحصلة من العقارات أقل من المصروفات المتعلقة بها، مثل الأقساط، أو الضرائب، أو الرسوم، أو الفواتير.
- ارتفاع معدلات الشغور، والذي يعني عدم قدرة المستثمر على إيجاد مستأجرين أو مشترين للعقارات، ما يؤدي إلى تراكم الديون والخسائر.
- مشكلات الإدارة والتشغيل، والتي تتطلب من المستثمر توفير الوقت والجهد والمال للتعامل مع المستأجرين، أو الوكلاء، أو العمال، أو الجهات الرسمية.
ولتجنب هذه المخاطر، ينصح باتباع بعض النصائح والإرشادات، مثل:
- القيام ببحث وتحليل شامل للسوق العقارية، والتوقعات المستقبلية قبل الاستثمار.
- الاختيار بعناية للموقع والحالة والمساحة والتصميم والمرافق للعقارات المراد استثمارها.
- التنويع في أنواع وأحجام ومواقع العقارات المستثمرة لتقليل المخاطر وزيادة العوائد.
- التأكد من جودة ومتانة وسلامة العقارات، والتحقق من وجود جميع الأوراق والتراخيص القانونية اللازمة.
- وضع خطة مالية وزمنية واضحة ومنطقية للإيرادات والمصروفات والأرباح والخسائر المتوقعة.
- الاستعانة بخبراء، أو مستشارين، أو وكلاء عقاريين محترفين للمساعدة في إدارة وتشغيل العقارات.
- مراجعة وتقييم الأداء والنتائج بشكل دوري، واتخاذ القرارات المناسبة للتحسين أو التغيير.
كيف يمكن توقع التغيرات في سوق العقارات؟
توقع التغيرات في سوق العقارات هو عملية معقدة وغير مؤكدة، وتتطلب دراسة وتحليل العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على السوق.
ونبرز فيما يلي بعضًا من هذه العوامل:
العوامل الاقتصادية:
مثل معدلات النمو، التضخم، البطالة، الفائدة، العملة، الميزان التجاري، الميزان المالي، الاستثمارات الأجنبية، الموازنة العامة، السياسات النقدية والمالية والضريبية.
العوامل السياسية:
مثل الاستقرار، الأمن، الديمقراطية، الحكم، التشريعات، العلاقات الدولية، الاتفاقيات والمعاهدات، الصراعات والحروب.
العوامل الاجتماعية:
مثل النمو السكاني، التوزيع الجغرافي، التركيبة العمرية، التعليم، الثقافة، الدين، القيم، الاتجاهات، الأنماط الاستهلاكية، الاحتياجات والتوقعات.
العوامل التكنولوجية:
مثل الابتكار، والتطور، والانتشار، والتكيف، والتأثير، والتكلفة، والجودة، والفعالية، والكفاءة، والمنافسة، والتعاون، والتكامل.
العوامل البيئية:
مثل الموارد الطبيعية، والتنوع البيولوجي، والتلوث، والتغير المناخي، والكوارث الطبيعية، والمخاطر البيئية، والتحديات البيئية، والحلول البيئية.
ولكي يكون بالإمكان توقع التغيرات الحاصلة في سوق العقارات، يجب على المستثمر أو المهتم بالسوق العقارية متابعة ومراقبة هذه العوامل باستمرار، وتحليل تأثيرها على العرض والطلب، والأسعار، والعوائد، والمخاطر، والفرص في السوق. كما يجب على المستثمر أو المهتم بالسوق العقارية استخدام أدوات وطرق وتقنيات مختلفة لتوقع التغيرات في السوق مثل:
التحليل الاستراتيجي:
هو تحليل يهدف إلى فهم البيئة الخارجية والداخلية للسوق العقارية، وتحديد الأهداف، والرؤية، والرسالة، والقيم، والمهمة، والاستراتيجيات، والخطط، والمؤشرات، والمعايير للسوق العقارية.
التحليل الاقتصادي:
هو تحليل يهدف إلى فهم العلاقة بين العوامل الاقتصادية والسوق العقارية، وتحديد الاتجاهات، والدورات، والتقلبات، والتوازنات، والانحرافات، والتوقعات الاقتصادية للسوق العقارية.
التحليل الإحصائي:
هو تحليل يهدف إلى جمع وتنظيم وتحليل وتفسير وتقديم البيانات والمعلومات المتعلقة بالسوق العقارية، واستخدام الأساليب، والتقنيات، والنماذج، والبرامج الإحصائية لتوقع التغيرات في السوق العقارية.
التحليل الفني:
هو تحليل يهدف إلى فهم السلوك، والأنماط، والاتجاهات، والمستويات، والمؤشرات، والإشارات، والرسوم البيانية، والخوارزميات، والتحليلات المتعلقة بالسوق العقارية، واستخدامها لتوقع التغيرات في السوق العقارية.
اقرأ أيضًا:الاستثمار في العُملات الرقمية.. مميزات وعيوب وتحذيرات من أمور عديدة
كيف يتم تطبيق التحليل الإحصائي على بعض مشاريع العقارات؟
يعتمد تطبيق التحليل الإحصائي على بعض مشاريع العقارات على نوع وطبيعة وهدف المشروع العقاري. وبشكل عام يمكن تطبيق التحليل الإحصائي على مشاريع العقارات بالخطوات التالية:
. تحديد الهدف من المشروع العقاري والسؤال البحثي أو الفرضية التي يريد المستثمر أو المطور أو المهتم بالسوق العقارية الإجابة عليها.
. تحديد المتغيرات المستقلة، والمتغيرات التابعة، والمتغيرات المسيطرة، والمتغيرات الوسيطة، والمتغيرات المعدلة التي تؤثر على المشروع العقاري أو تتأثر به.
. تحديد مصادر البيانات الإحصائية المتعلقة بالمشروع العقاري، سواء كانت بيانات ثانوية موجودة مسبقًا أو بيانات أولية تجمع خصيصى للمشروع.
. تحديد أساليب وأدوات جمع البيانات الإحصائية، مثل الاستبيان، أو المقابلة، أو الملاحظة، أو الاستعانة بالمصادر الرسمية أو غير الرسمية.
. تحديد حجم العينة، وطريقة الاختيار، ومستوى الثقة، والهامش الخطأ الإحصائي للبيانات الإحصائية.
. تحديد أساليب وأدوات تنظيم وترتيب وتحرير وتدقيق وترميز وتخزين وتحويل البيانات الإحصائية.
. تحديد أساليب وأدوات تحليل البيانات الإحصائية، سواء كان تحليل وصفي، أو استدلالي، أو استكشافي، واختيار الاختبارات الإحصائية والنماذج الإحصائية المناسبة للمشروع العقاري.
. تحديد أساليب وأدوات تفسير وتقديم وتوصيل النتائج الإحصائية، مثل الجداول، والرسوم البيانية، والمتوسطات، والانحرافات المعيارية، والنسب المئوية، والمعاملات، والقيم الحرجة، والمستويات الدلالية.
كيف يتم استخدام التحليل الإحصائي لتوقع التغيرات في سوق العقارات؟
التحليل الإحصائي هو إحدى الأدوات المهمة لتوقع التغيرات في سوق العقارات، حيث يساعد على جمع وتنظيم وتحليل وتفسير وتقديم البيانات والمعلومات المتعلقة بالسوق. ويستخدم التحليل الإحصائي أساليب وتقنيات ونماذج وبرامج إحصائية مختلفة لتوقع التغيرات في السوق، مثل:
التحليل الوصفي:
هو التحليل الذي يهدف إلى تلخيص وعرض البيانات بطريقة مبسطة ومفهومة، مثل الجداول، والرسوم البيانية، والمتوسطات، والانحرافات المعيارية، والنسب المئوية.
التحليل الاستدلالي:
هو التحليل الذي يهدف إلى استنتاج واستخلاص العلاقات والأنماط والاتجاهات والتنبؤات من البيانات، مثل الاختبارات الإحصائية، والتحليل التبايني، والتحليل الانحداري، والتحليل العاملي، والتحليل المركب.
التحليل الاستكشافي:
هو التحليل الذي يهدف إلى اكتشاف وتحديد وتفسير الظواهر والمتغيرات والمشكلات والفرص في البيانات، مثل تحليل المكون الرئيس، والتحليل متعدد المتغيرات، والتحليل الكلاسيكي، والتحليل الكمي.
نصائح للمبتدئين في مجال الاستثمار العقاري
تقييم الاستثمار: قم بتحليل العائد المتوقع مع مراعاة كل من الرسملة السوقية والتدفقات النقدية المنتظمة.
متابعة حركة السوق: اشتر عقاراتك في أوقات الكساد وبعها عند ارتفاع الطلب لزيادة الأرباح.
دراسة المنطقة السكنية: اختر الاستثمار في مناطق ذات خدمات متكاملة، واعتمد على معرفتك الشخصية بالمنطقة التي تسكنها أو تعمل بها.
الشراء بأقل من سعر السوق: استهدف العقارات التي يمكن شراؤها بسعر منخفض لتوسيع هوامش الربح عند البيع.
ويرى خبراء أن الاستثمار العقاري من المشاريع المربحة التي تتطلب الوعي والصبر والتفاني، لأنك إذ تمكنت من فهم السوق وتحليل الفرص بدقة، ستقوم ببناء قاعدة استثمارية متينة تضمن دخلاً ثابتًا وتوسعًا في الثروة على المدى الطويل.
وما يمكن قوله بهذا الخصوص هو أن الاستثمار العقاري إحدى الطرق المجربة والحقيقية لتحقيق الاستقرار المالي والنمو، ولكنه يتطلب تعلمًا وفهمًا مستمرين، وكذلك استعدادًا للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.
ولهذا ما ينصح به خبراء المجال هو دخول السوق العقارية بمزيج من التخطيط الدقيق، التحليل، وبناء العلاقات، بحيث يتوافر لديك ضمان لنجاح الاستثمارات وتحقيق أهدافك المالية على المدى الطويل.
وفي الختام، يمكننا القول إن الاستثمار العقاري هو فرصة ذهبية لهؤلاء الأفراد الذين يمتلكون رأس مال ورؤية وخبرة وشجاعة للاستثمار في العقارات، سواء كانت سكنية، أو تجارية، أو صناعية، أو زراعية، أو سياحية.
فالاستثمار العقاري من المجالات أو الأنشطة التي توفر عوائد مالية مجزية، وتساهم في تنمية الاقتصاد والمجتمع والبيئة، غير أنه عادة ما يحتاج إلى دراية ووعي وحذر وحكمة وصبر ومرونة وابتكار وتحديث وتطوير مستمرين للتكيف مع التغيرات والتحديات والفرص بهذا السوق شديد التنافسية.