"حُرقة وألم".. ما أعراض متلازمة الأذن الحمراء وطرق علاجها؟
أذنٌ تحمرّ بين الحين والآخر مع ألم وحُرقة لا نظير لها، وذلك لا يحدث مرة أو مرتين، بل يتكرّر كثيرًا على مدار اليوم دون سببٍ واضح، ومع خلو الأذن من العدوى، وعدم تعرُّض الإنسان لأشعة الشمس مثلاً التي قد تُسبِّب احمرار الأذنين، فالسبب على الأرجح هو متلازمة الأذن الحمراء، التي قد تُصِيب الأطفال والمراهقين، كما قد لا يسلم منها النساء وكبار السن أيضًا، فما أسبابها؟ وهل يمكن علاجها؟
ما هي متلازمة الأذن الحمراء؟
اضطراب نادر يُظهِر نوبات مُتقطِّعة من الألم واحمرار إحدى الأذنين أو كليهما، وتنقسم تلك المتلازمة إلى قسمين:
- متلازمة الأذن الحمراء الأولية: وهي أكثر أنواع المتلازمة شيوعًا، وأغلب المصابين بها هم الأطفال والمراهقون والشباب، كما قد يصحبها صداعٌ نصفي، إذ يُعانِيه 8 من كل 10 أشخاص مُصابين بالمتلازمة.
- متلازمة الأذن الحمراء الثانوية: تُصِيب كبار السن والنساء أكثر من غيرهم، وهو مرتبط بالصداع العنقودي، ومشكلات الجزء العلوي من العمود الفقري، والمفصل الصدغي الفكي الذي يُسبِّب ألم الفك.
أعراض متلازمة الأذن الحمراء
العلامة البارزة والمُؤكِّدة لهذه المتلازمة هو احمرار شحمة الأذن والشعور بألم وحُرقة، سواء كان ذلك في أذن واحدة أم في كلتا الأذنين، وتختلف عدد مرات تكرُّر الإصابة بها ومدى شِدّة الألم ومدة استمرارها من إنسانٍ لآخر.
وتشمل أعراضها أيضًا، حسب "dermnetnz"، ما يلي:
- قد يمتد الاحمرار أحيانًا إلى الخد المجاور للأذن.
- المتلازمة أكثر شيوعًا في الأذن اليسرى أكثر من اليمنى.
- تُعانِي ثلث حالات متلازمة الأذن الحمراء في الأذنين معًا.
- ألم حارق في الأذن، متوسِّط أو شديد.
- تورُّم الأذن وامتلاؤها.
- احمرار أو تدميع العينين.
كم مرة يتكرّر احمرار الأذن؟
قد يتراوح مُعدّل النوبات المتكررة لاحمرار الأذن في تلك المتلازمة بين نوبات مُتعدِّدة كل يوم إلى نوبات متقطعة تحدث في مجموعات كل شهرٍ أو شهرين، وغالبًا ما تأتي بصورة نوبات مُتعدِّدة كل يوم، وقد تأتي 20 مرة في اليوم الواحد عند بعض الناس.
اقرأ أيضًا:أعراض التهاب الأذن عند الكبار.. هل الصداع واحد منها؟
كم تستمر نوبة احمرار الأذن؟
قد تستمر مدة النوبة من ثوان معدودة إلى ما يقرب من 4 ساعات، لكنّها تستمر عادةً 30 - 60 دقيقة، أمّا أن تصل إلى 4 ساعات فذلك نادر.
أسباب متلازمة الأذن الحمراء
لم يعرف الأطباء سبب متلازمة الأذن الحمراء، أو بالأحرى غير متأكّدين من السبب، وإن توصّلوا إلى بعض الأدلة في الجهاز العصبي للمرضى، فالأعصاب في شحمة الأذن تحمل الإحساس إلى الجزء العنقي العلوي من العمود الفقري وجذع الدماغ، ما يجعل الإنسان يشعر بشحمة الأذن وكذلك بألمها، خاصةً أنَّ بعض النظريات تُشِير إلى تهيُّج أعصاب الفقرات العنقية كأحد مُسبِّبات المتلازمة.
وتتصل أعصاب الأذن الأخرى بأحد فروع العصب ثلاثي التوائم "trigeminal nerve"، الذي يمتد إلى الجزء الأمامي من الدماغ والوجه والفك، ما قد يُسهِم في حدوث الصداع النصفي، الذي قد يصحب متلازمة الأذن الحمراء.
ويعتقد الباحثون أيضًا أنّ اضطرابات العمود الفقري العلوي، والمفصل الصدغي الفكي، والهربس النطاقي قد تكون ذات علاقة بمتلازمة الأذن الحمراء الثانوية.
وربّما تكون متلازمة الأذن الحمراء مرتبطة باحمرار الأطراف المؤلم "Erythromelalgia"، الذي يُسبِّب ألمًا وسخونة واحمرارًا في اليدين والقدمين.
أنشطة قد تُحفِّز احمرار الأذن
قد تأتي نوبة احمرار الأذن تلقائيًا، وقد تحدث مع القيام ببعض الأنشطة دون أن يقصد الإنسان احمرار أذنه بالطبع، وذلك مثل:
- لمس أو حكّ الأنف.
- ارتفاع الحرارة.
- حركة الرقبة.
- ممارسة التمارين الرياضية.
وهذا هو الشائع، أمّا الأقل شيوعًا، فيشمل:
- تمشيط الشعر.
- المضغ "ربّما يكون له علاقة بمشكلات المفصل الصدغي الفكي".
- الجز على الأسنان.
- الاستحمام.
تشخيص متلازمة الأذن الحمراء
قد تُجرَى بعض الفحوصات لتشخيص متلازمة الأذن الحمراء الثانوية، خاصةً تلك المُصاحبة لمشكلات الفقرات العنقية العلوية، أو المفصل الصدغي الفكّي، ومن الاختبارات التي قد يطلبها الطبيب:
- أشعة الرنين المغناطيسي على الفقرات العنقية.
- أشعة الرنين المغناطيسي على الدماغ.
كذلك تُشخَّص متلازمة الأذن الحمراء بالمعايير التشخيصية لها، المُتضمِّنة لما يلي:
- تكرُّر النوبة 20 مرة متضمّنة المعايير التشخيصية الأخرى الآتي سردها تباعًا.
- ألم الأذن الخارجية المستمر لما يصل إلى 4 ساعات.
- تميُّز ألم الأذن بخاصيتين على الأقل مما يأتي: شعور حارق، في أذن واحدة، ألم طفيف أو متوسط، يحدث مع لمس الأذن، أو فركها، أو ارتفاع حرارتها.
- احمرار الأذن التي يشعر فيها المُصاب بالألم.
- تكرُّر النوبة مرة واحدة يوميًا على الأقل أو أكثر.
- لا يُصاحبها اضطرابات أخرى "تُسبِّب احمرار الأذن".
اقرأ أيضًا:انسداد الأذن سبب الطنين المستمر لديك.. تعرف على أسبابه
علاج متلازمة الأذن الحمراء
لا يُوجَد شيءٌ يمكن فعله في أثناء نوبة احمرار الأذن المُصاحبة لتلك المتلازمة، وما ينفع بعض الناس قد لا ينفع غيرهم، وتُعدّ أدوية الصداع النصفي هي الخيار الأفضل للعلاج - خاصةً أنّ بعض حالات متلازمة الأذن الحمراء تكون مصاحبة للصداع النصفي - وذلك مثل:
- أميتريبتيلين.
- غابابنتين "الأشهر في الاستخدام".
كذلك قد تُساعِد بعض الأدوية الأخرى في التعامل مع متلازمة الأذن الحمراء، مثل:
- الستيرويدات الموضعية، أو الليدوكايين.
- حاصرات الأعصاب.
والعلاجات المنزلية ليست ذات جدوى كبيرة، ولا الجراحة، ومع ذلك فإنّ بعض الناس يشعرون بالراحة مع وضع أكياس الثلج "أو الثلج عمومًا" على الأذن الحمراء، حسب "webmd".
هل يمكن الشفاء من متلازمة الأذن الحمراء؟
عادةً تكون متلازمة الأذن الحمراء مزمنة، وفي بعض الأحيان ينخفض عدد نوبات احمرار الأذنين بمرور الوقت.
أسباب أخرى لاحمرار الأذن
ليست متلازمة الأذن الحمراء هي السبب الوحيد لاحمرار الأذن، وإن كان لها طابع فريد يُميِّزها بالطبع، لكنّ هناك أسبابًا أخرى يجدر ذكرها لاحمرار الأذن، مثل:
- الحروق الشمسية، فقد يحمر جلد الأذن ويشعر الإنسان بألم به مع التعرُّض المفرط لأشعة الشمس.
- الأكزيما المَثِّيَّة "التهاب الجلد الدهني"، وهو احمرار الأذن مع تقشُّر مساحات من الجلد، بالإضافة إلى قشر الشعر؛ كلُّ ذلك معًا، وهذا الاضطراب يُصِيب فروة الرأس غالبًا، لكن لا مانع من أن تُصِيب الأذن أيضًا.
- التهاب الغضاريف الناكس، وهو اضطراب نادر يُؤدِّي إلى تورُّم والتهاب بعض غضاريف الجسم، مثل غضاريف الأذن والأنف والمفاصل.
- العدوى، فقد تحمرّ الأذن ويُعانِي المرء ألمًا بها بسبب حلول عدوى بكتيرية فيها.