احذر.. 8 أشياء لا تُشاركها أبدًا على مواقع التواصل الاجتماعي
يتعامل كثيرون مع مواقع التواصل الاجتماعي كما لو كانت منزلهم الثاني مُتغافلين عما قد ينتج عن ذلك من عواقب وخيمة. كيف يفعلون ذلك؟ تجدهم ينشرون عن حياتهم الشخصية بشكلٍ مبالغ فيه؛ اهتماماتهم، روتين حياتهم، المواقف التي يتعرضون لها يوميًا، بل حتى صور أسرهم في مناسبات ومواقف عديدة ومتنوعة، ويا ليتهم يفعلون ذلك على فترات متباعدة، وإن كان هذا خاطئًا أيضًا، ولكنه على الأقل أفضل من المشاركة الدورية التي لا تتوقف، والأدهى من ذلك أنك تجد حساباتهم على فيسبوك مثلاً مُكدسة بالغرباء!
قد يتساءل البعض: وما الضرر في ذلك؟ وما هي الأشياء التي يجب ألا نُشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا وعلى الإنترنت عمومًا؟ ردًا على هذين التساؤلين، دعونا ندخل سريعًا في خضم الموضوع.
لماذا يجب ألاّ تُشارك حياتك الشخصية على الإنترنت؟
نبدأ أولاً بالحياة الشخصية
لا شك أن الإجابة ستكون بديهية بالنسبة لكثير من قرّائنا، ولكن هذا لا ينفي أن التذكرة واجبة؛ علّ من يشارك حياته الشخصية منهم على الإنترنت يتوقف عن ذلك. في الحقيقة، إن الإجابة المتمثلة في أمورٍ مثلٍ الخصوصية، والأمان، والمضايقة، والاستغلال، وما إلى ذلك من أشياء نعرفها جميعًا ليست ما سنركز عليه، وإنما سنركز على محاولة حصر ما نقصده بـ "الحياة الشخصية"، فهذا مفهوم واسع يتضمن العديد من الأشياء.
صور العائلة وبالتحديد الأطفال
على رأس ما يشمله مفهوم "الحياة الشخصية" تأتي صور العائلة عمومًا، والأطفال على وجه الخصوص. هذه الصور يجب ألاّ تُشاركها نهائيًا على الإنترنت إلا في أضيق الحدود، مثل أن يكون حسابك على فيسبوك مُقفلاً وأن يكون مُقتصرًا على معارفك فقط. ليس هذا فحسب؛ يجب أن تكون هناك حاجة ملحة إلى مشاركة هذه الصور، فربما يحتفظ بها أحدهم ويستغلها لغرض بشع.
ما يثير الحنق والعجب في آن واحد أننا نجد أشخاصًا ينشرون صورًا لأطفالهم على فيسبوك وعليها "كابشن" أو "وصف" على غرار الآتي: "أستمتع خارج المدينة مع زوجتي، لحُسن الحظ أن طفلنا كبر كفايةً ليبقى في المنزل وحيدًا".. كأنه يقول للصوص "هلموا إلى اقتحام منزلي"! وبعيدًا عن هذا المثال الذي قد تظنه جامحًا في المبالغة رُغم أنه حقيقي، ورُغم أن التقديرات تشير إلى وجود 1000 حالة يومية تقريبًا ينشر فيها الآباء صورًا لأطفالهم، يجب ألاّ ننسى الأسباب البديهية التي يجب أن تحول دون نشر هكذا صور.
اقرأ أيضًا:"لحظات فارقة".. أشهر اكتشافات علمية حدثت بالمصادفة
خطط السفر "أو موقعك الحالي"
استكمالاً للمثال السابق، فكر مرتين قبل أن تتفاخر بسفريتك القادمة على الإنترنت، فمرة أخرى؛ لا تدري من قد يتربص بك، وإذا كنت تعتقد أن هذه النصائح من قبيل نظريات المؤامرة، فتذكر الحوادث التي نُصادفها من هذا النوع، واعلم أن معلومة كهذه هي كل ما يتمناه مُجرمٌ هاوٍ يريد سرقة منزل ما.
كلمات السر أو ما قد يشير لها
قد يكون تاريخ عيد ميلادك بالنسبة للمخترقين "الهاكرز" والمحتالين على نفس درجة أهمية المعلومة السابقة للصوص والمجرمين. إذ إنه باستخدام تاريخ عيد ميلادك، يمكن للمحتالين أن يُنشئوا حسابات وهمية مُنتحلين شخصيتك ومُستغلين مكانتك بشكل أو بآخر، أما "الهاكرز"، فقد يستخدمون هذه المعلومة لاختراق حساباتكم، حتى وإن لم تكن كلمة السر هي تاريخ الميلاد بشكل مباشر. من هنا ننصحكم بتغيير كلمات السر إلى أشياء لا تمت لتاريخ الميلاد بصلة.
بالطبع لا يقتصر الأمر على عيد الميلاد، إذ يمتد لكل المعلومات الشخصية التي تمسك عزيزي القارئ، فالمخترقون بارعون في استغلال أي شيء يخصك عن طريق الهندسة الاجتماعية مثلاً واستخدامه ضدك للوصول إلى الغرض الذي يريدونه.
المحادثات الشخصية
حتى وإن أخذت إذنًا من الطرف الآخر بذلك، وبعيدًا عن الهدف من نشر محادثات شخصية على الملأ، فإن هذا الأمر قد يُمثل مشكلة، فمن جهةٍ قد يُخالف سياسات مواقع التواصل، ومن جهةٍ أخرى قد تحتوي هذه المحادثات على معلومات تُستَغل بشكلٍ خاطئ، أو حتى تُعرّضك لمشكلة قانونية، وهذان المثالان للتوضيح، لا الحصر.
الخطط والمناسبات الاجتماعية
قبل أن نناقش الأشياء غير الشخصية التي لا ننصح بمشاركتها على مواقع التواصل، من المهم أن نُراعي عدم مشاركة الخطط والمناسبات الاجتماعية، إلا إذا كانت دعوة جماعية لمناسبةٍ ما، وهذا للأسباب التي تناولناها مرارًا أعلاه.
اقرأ أيضًا:رحلة إتقان "الإنجليزية".. دليل سهل لرجال الأعمال وعشاق السفر
لا تشارك هذه الأشياء "غير الشخصية" أيضًا
الأخبار المزيفة
ما ذكرناه بالأعلى كان عينةً لأشياء شخصية يجب ألاّ تُشاركها على الإنترنت. أما بالنسبة للأشياء غير الشخصية، فنبدأ بالأخبار المزيفة، والتي تُعد -بصراحةٍ شديدة- من مآخذ حرية التعبير الموجودة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ببساطة لأن أضرارها قد تصل إلى حد إزهاق الأرواح! ولعل ما حدث في أثناء تفشي فيروس كورونا خير دليل على ذلك، وقتها شجع الكثيرون على عدم تلقي اللقاح زاعمين بأن له آثارًا جانبية مميتة، ما أدى إلى وفاة آلافٍ رفضوا تلقي اللقاح بسبب هذه المزاعم.
بهذه المناسبة، نود إدراج المعلومات الطبية تحت هذه الفئة أيضًا لأن هذا النوع من المعلومات حساس للغاية، وقد يُفهَم بطريقة خاطئة، والمشكلة -على عكس الكثير من المعلومات الأخرى- أنه قد يودي بحياة الأشخاص مثلما رأينا في حالة لقاحات كورونا.
الصور المحمية بحقوق النشر
إذا أردت مشاركة صورة ما على الإنترنت، فعليك التأكد من أنها ليست محمية بحقوق النشر أولاً، أو على الأقل اكتب المصدر الخاص بها، فانتهاك هذه الصور دون مصدرها، وأحيانًا حتى بالمصدر، لا يجوز من الناحية الأخلاقية لأنه يعود على صاحبها بالضرر.
الآراء المثيرة للجدل
أولاً وأخيرًا هذه حرية شخصية، ولكن على من ينشر هكذا آراء أن يوازن دومًا بين الإيجابيات والسلبيات، فسلبياتها عادةً ما تفوق الإيجابيات؛ قد يبدأ الأمر من مجرد رأي وينتهي في المحاكم الجنائية، فلمَ العناء منذ البداية؟ إذا كانت الغاية من وراء نشر هذا الرأي مُلحة جدًا، حسنًا بإمكانك أن تفعل ذلك، ولكن أولاً فكر في الجمهور المستهدف، وكن حذرًا بشأن انتقاء المصطلحات والأسلوب اللازمين لإيصال فكرتك أو رأيك، وطبعًا كن مستعدًا للرد على الانتقادات بطريقة حوارية مهذبة.
بالأخير، يرجع قرار مشاركة هذه الأشياء من عدمه إليك عزيزي القارئ. إذ إن الهدف من هذا المقال هو مجرد تذكيرك بأن مشاركة حياتك الشخصية، بمختلف أوجهها، ناهيك عن مشاركة الأشياء الأخرى على مواقع التواصل والإنترنت عمومًا قد يُعرضك لمشكلات أنت في غنًى عنها، فقط تذكر هذا المقال في كل مرة أردت أن تشارك فيها شيئًا مع العامة.