كيف تكافئ نفسك؟.. إليك 5 مقترحات
بدأت قصة اليوم العالمي للرجل International Men's Day منذ ما يقرب من ربع قرن، وبالتحديد منذ عام 1999، وذلك عندما قرر الدكتور جيروم تيلوكسينغ، وهو أستاذٌ بجامعة جُزر الهند الغربية بجمهورية ترينداد وتوباغو، الاحتفال بالتاسع عشر من نوفمبر كَيَومٍ عالميٍ للرجل تخليدًا ليوم مولدٍ أبيه. الغريب أنه منذ ذلك الحين، والعديد من الدول تحتفل بهذه المناسبة في هذا التاريخ إلى أن أصبح 19 نوفمبر من كلِ عام حدثًا رسميًّا معترفًا به، والأهم من ذلك أنه حدثٌ مُستحَقٌ لكل رجل.
لماذا يستحق الرجل أن يكافئ نفسه؟
في ظِل عصر الاستهلاكية والرأسمالية، يجد "الرجل" نفسه أمام عدة تحديات تبدأ من صوت المنبه صبيحة كل يوم، ولا تنتهي سوى بانتهاء اليوم نفسه. فمنذ الساعات الأولى من اليوم ينغمس الرجل في أعماله التي يستمد منها معنًى لحياته، وإن كانت في بعض الأحيان مؤرّقة ومُهلكة، ولا يكاد ينتهي منها حتى يتذكر أن لديه مسؤوليّات أخرى تتعلق بحياته الشخصية عمومًا، والأسرية على وجه الخصوص.
وبدون استطرادٍ في تفاصيل نعلمها جميعًا، تتطلب كل هذه المسؤوليات وقتًا ومجهودًا مضنيين من شأنهما استنزاف كل واحد فينا. يكفي أن مجرد التفكير في الموازنة بين ثلاثتهم -الحياة العملية والشخصية والأسرية- هو أمر مُهلك بحد ذاته.
لهذا السبب علينا أن نُخصص وقتًا نُرفّه فيه عن أنفسنا بين الفينة والأخرى، ونستغل المناسبات في فعلِ شيء غير اعتيادي.. شيءٌ يدفعنا للمُضيّ قُدمًا. ولأن اليوم العالمي للرجل من المفترض أن يُمثّل كلمة "شكرًا" التي يستحقها كل رجلٍ بحق، دعونا نكافئ أنفسنا بطريقة خاصة ونرى ما الذي يمكننا فعله بهذه المناسبة.
مارس هوايتك المفضلة
متى كانت آخر مرة استمتعت فيها بوقتك وأنت تُمارس هوايتك المفضلة؟ سواء كانت كرة القدم أو التزلج أو ركوب الخيل، إلخ. لا أريد أن أصيبك بالإحباط، ولكن هل تعلم أن تخصيص وقت لهواياتك لا يجب أن يكون محل نقاشٍ من الأساس؟ فبعيدًا عن فكرة الترفيه عن النفس، هناك فوائد جمّة لممارسة الهوايات مثل أنها تُحسّن من الذاكرة، بل من الجهاز المناعي، ناهيك عن أنها تُقلل من القلق والتوتر وتعطيك دفعة إلى الأمام. إذا كنت بعيدًا عن هوايتك المفضلة منذ وقتٍ بعيد، فاليوم العالمي للرجل هو فرصة عظيمة لتكافئ نفسك.
اقرأ أيضًا:أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية.. وهذه الأفعال تدمرها
ابتعد عن التكنولوجيا
نظرًا لأن التكنولوجيا أصبحت متوغلة في كل جوانب الحياة، لا سيّما العملية، فإنها باتت تُشكل ضغطًا علينا بدلاً من تأدية دورها الأساسي، وهو تسهيل الحياة وتحسين جودتها. لهذا السبب انبثق مفهوم "الديتوكس الرقمي- Digital Detox" والذي يُعنَى بتنظيف حياتنا من كل أداة تكنولوجية موجودة، وعلى رأسها الهاتف المحمول. ورُغم أن هذا المفهوم لا يعني التخلص من التكنولوجيا بشكلٍ تام، فإننا سنفعل ذلك في اليوم العالمي للرجل، فبنهاية المطاف هو مجرد يوم واحد فقط، وإن أعجبك الأمر، فيا حبذا إن استمررت عليه طوال حياتك.
ومثله مثل ممارسة الهوايات، يمكن للديتوكس الرقمي أن يعود على الرجل بفوائد كثيرة منها تقليل التوتر والاكتئاب، ولكن نظرًا لأننا سنتخلى عن التكنولوجيا ليومٍ واحد فقط، فإننا قد لن نلاحظ هذه الفوائد بالضرورة، ولكننا حتمًا سنلاحظ الكثير من الأشياء الأخرى بفضل متسع الوقت الذي سنحظى به. على سبيل المثال؛ سنلاحظ أن رفَّ الكتب قد امتلأ بالأتربة ونتيقن من تقصيرنا في حق القراءة، سنلاحظ أيضًا أننا مهملون في حق أنفسنا والاعتناء بها، كما قد نلاحظ أننا مقصرون في حق عائلاتنا وأقربائنا، إلخ. كل هذه الأمور المحورية سننتبه إليها فور تخلينا عن التكنولوجيا ليومٍ واحد فقط. ولذلك فاليوم العالمي للرجل هو فرصة عظيمة لإعادة ترتيب كل الأولويات.
العائلة تأتي أولاً
وحديثًا عن العائلة، فإننا دائمًا ما نسمع مقولة: "العائلة تأتي أولاً- Family comes first"، وهي مقولة صادقة لا ريب، ومع ذلك لا يعمل بها جميع الرجال لانشغالهم بالعمل ونسيانهم بأن العائلة هي جزء أساسي من الغاية التي تُبرر هذا العمل. من هذا المنطلق، سيكون من الرائع أن يُخصص الرجل منا هذه المناسبة، كاملةً، لأفراد أسرته، وذلك بأخذهم في نزهةٍ أو في رحلة لطالما انتظروها، أو على أقل تقديرٍ المكوث معهم في البيت وقضاء يومٍ يُحفَر في ذاكرتهم ويُذكر الرجل بقيمته. ولا ننسى أن اليوم العالمي للرجل نشأ على شرف العائلة، أو على شرف عيد ميلاد أحد الآباء للدقة.
اقرا أيضًا:كيف يفكر الرجل في الحب؟ هذه أهم علامات الرومانسية لديه
اتصل بأصدقائك القدامى واستعد الذكريات
الحياة قاسية بطبيعتها وتُجبرنا جميعًا على اتخاذ سُبّل متفرقة. من منا لم يفتقد صديقه الذي تعاهد على السير معه للأبد؟ كثيرون فرّقتهم الحياة بعدما كانوا عصبة في المدرسة أو الجامعة أو العمل. ألم يَحِن الوقت للاتصال بهؤلاء واستعادة الذكريات؟ سيكون يومًا عالميًا للرجل كما يقول الكتاب، إذ إنه ليس هناك أفضل من تجمّع الرجال للاحتفال باليوم العالمي للرجل. كل ما عليك فعله هو مفاجأة أصدقائك القدامى بمكالمة هاتفية وإبرام موعد للم الشمل، ويُفضَّل أن تُفاجئهم بالأمر وترتقب الفرحة التي سترتسم على وجوههم فور اللقاء.
احظَ بمغامرة فردية
صحيحٌ أن تخصيص "اليوم العالمي للرجل" لعائلتك أو لأصدقائك هو أمرٌ نبيل، ولكن يجب ألا تنسى كذلك أنك تستطيع الاستمتاع به وحدك، خصوصًا وإن كنت "ذئبًا وحيدًا- Lone wolf" -بالمعنى الجيد- كما يقولون، فالرّجل من هذا النوع يُفضِل أن يخوض في دروب الحياة وحيدًا، ولذلك فإن أفضل قرار للترفيه عن نفسه سيكون بقضاء مغامرة أو رحلة فردية. فإن كنت من هذا النوع فعلاً، فهناك وابلٌ من الأنشطة التي يمكنك أن تفعلها مثل الذهاب إلى السينما، أو تناول وجبتك المفضلة في مطعمك المفضل، أو حتى الاسترخاء في المنزل وتجاهل أي شيء قد ينغص على الرجل حياته.
ختامًا، هناك وابلٌ من الأشياء التي يمكنك أن تفعلها في اليوم العالمي للرجل، وأنت أدرى شخص بذلك. فالأمر لا يحتاج منك أن تفعل شيئًا استثنائيًا؛ إذ تتمحور الحكاية كُلها حول مكافأة نفسك على كل ما تبذله من مجهودات تتمثل في اهتمامك بنفسك وعائلتك وأعمالك، وأنت تعلم يا عزيزي أننا -معشر الرجال- في غِنًى عن المبالغات، وأننا نستطيع إسعاد أنفسنا وقتما نريد، فلا تترك هذا اليوم المميز يمر مرور الكرام واشكر نفسك بطريقتك الخاصة.
شاهد أيضًا: