آدم وحواء في المناصب الإدارية.. هل لا يزال الرجل قائدًا أفضل؟
في السنوات الأخيرة، ظهرت دعوات عدة تطالب بمزيد من المساواة بين النساء والرجال خاصة في المناصب القيادية، وبسبب الخطوات الهائلة التي تم إحرازها في هذا الجانب، تزايدت وتيرة المقارنة وسؤال أيهما أفضل النساء أم الرجال في الأدوار القيادية.
لكن، إذا ألقيت نظرة على قائمة "فورتشن 500" في أمريكا ستجد أن 15% من الرؤساء التنفيذيين هم من النساء، والنسبة الأكثر من الرجال.
وتتباهى الشركات والمؤسسات التي تتمتع بقدر أكبر من التنوع بين الجنسين، بشكل كبير عن تلك التي لا تتمتع بها.
كما أن الحاجة إلى مزيد من القيادات النسائية أمر مهم جدًا، وأيضًا الحاجة لتولي الرجال القيادة ضروري، لذا يفضل اختيارهما على أساس السيرة العملية، وحسب قدراتهم الوظيفية وأيهما الأصلح للمنصب، وأيضًا وفقًا لطبيعة الوظيفة، لأنه رغم قدرات الجنسين على القيادة فإنّ هناك عيوبًا ومميزات عند كل منهما، كما رصدته الدراسات التي نُشرت على موقع "best diplomats".
وتأكيدًا على ذلك، كشفت عدد من الدراسات أن سلوك المديرين يختلف باختلاف أنواع المؤسسات، وبالتالي بغض النظر عن الجنس، فإن الخصائص التنظيمية والسلوك القيادي صفات من الممكن اكتسابها بسهولة، وفقًا لـ "Development Journal".
وعنه، تزدهر ثقافات العمل الصحية لأنها تعزز القبول والتنوع، وهناك فوائد تتمثل في اختيار قيادات من الرجال والنساء، وعيوب يجب عند كل منهما يجب تجنبها.
صفات الرجل والمرأة في المناصب القيادية
قبل اختيار الشخصية القيادية للعمل، علينا الإطلاع أولاً على صفات الشخص القيادي، والذي عليه تولي المنصب وقيادة فريق سواء كان رجلاً أو أمراة، ومن الصفات التي من المهم للغاية أن تتوافر فيه:
النزاهة
هي سمة قيادية أساسية للفرد والمنظمة، وأمر مهم بشكل خاص للمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى الذين يرسمون مسار المنظمة، ويتخذون عددًا لا يُحصى من القرارات المهمة الأخرى.
التفويض
يعد التفويض إحدى المسؤوليات الأساسية للقائد، ولكن قد يكون من الصعب التفويض بفعالية، إذ لا يقتصر الهدف على تحرير نفسك فحسب، بل يتمثل أيضًا في تمكين مرؤوسيك المباشرين من النمو، وتسهيل العمل الجماعي، وتوفير الاستقلالية، بما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل.
الامتنان
يجعلك الامتنان قائدًا أفضل، لأن القليل من الناس يقولون بانتظام "شكرًا" في أماكن العمل، ومعظم الناس يقولون إنهم على استعداد للعمل بجدية أكبر من أجل مدير يقدرهم، لذا أفضل القادة يعرفون كيفية إظهار الامتنان في مكان العمل.
خفة التعلم
سرعة التعلم هي القدرة على معرفة ما يجب عليك فعله عندما لا تعرف ما يجب عليك فعله، أي إذا كنت سريع الدراسة أو قادرًا على التفوق في ظروف غير مألوفة، فأنت من القادة العظماء.
اقرأ أيضًا:مهام المدير.. نظرة معمقة في علم الإدارة
التأثير
بالنسبة لبعض الناس، يبدو "التأثير" وكأنه كلمة غير جيدة لكن القدرة على إقناع الناس من خلال التكتيكات المؤثرة المتمثلة في المناشدات المنطقية، أو العاطفية، أو التعاونية هي سمة مهمة للقادة الملهمين والفاعلين، لأن التأثير يختلف تمامًا عن التلاعب، ويجب أن يتم بشكل أصيل وشفاف.
التعاطف
يرتبط التعاطف بالأداء الوظيفي، وهو جزء مهم للغاية لأنه من الذكاء العاطفي وفاعلية القيادة أن تكون متعاطفًا مع فريق العمل ومن حولك؛ حيث يعد التعاطف والشمول ضروريين لتحسين ظروف مكان العمل لك ولمن حولك.
الاحترام
معاملة الناس باحترام بشكل يومي هو أحد أهم الأشياء التي يمكن للقائد القيام بها، لأن الاحترام سوف يخفف التوترات والصراعات التي تحدث يوميًا في العمل، كما أن احترام القائد للفريق يخلق الثقة.
الشجاعة
قد يكون من الصعب التحدث في العمل سواء كنت تريد التعبير عن فكرة جديدة، أو تقديم تعليق على أمر ما، أو الإبلاغ عن مخاوفك بشكل واضح، وهذا جزء من السبب الذي يجعل الشجاعة سمة أساسية للقادة الجيدين، لأنهم بدلاً من تجنب المشكلات أو السماح للصراعات بالتفاقم فإن التحلي بالشجاعة يمكّن القادة من تصعيد الأمور وتحريكها في الاتجاه الصحيح.
ما الاختلافات الرئيسة بين الرجال والنساء في القيادة؟
إذن صفات القيادة واحدة، فما الذي يجعل الرجل أفضل من المرأة أو العكس؟ في الحقيقة الاختلاف يكمن في السمات الفطرية التي بطبيعتها تجعل الذكور أكثر قيادةً مقارنة بالنساء، كما أن عديدًا من النساء لا يصلن إلى المستويات العليا من الإدارة بسبب طبيعتهن البيولوجية.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ الجنسين قادران على القيادة وهذا ما قالته رئيسة الوزراء السابقة جوليا غيلارد، في كتابها الذي شاركت في تأليفه بعنوان "المرأة والقيادة"، حيث قالت: "بعض القيادات النسائية سيكن أكثر صعوبة للغاية ومطلوبات وتنافسيات، وبعض الرجال سيكونون منطويين على أنفسهم، وموجهين نحو الفريق ومهتمين".
وإليك الاختلافات الرئيسة بين أساليب القيادة لدى النساء والرجال:
النساء أكثر تعاونًا والرجال أكثر سيطرة
بسبب طبيعة النساء البيولوجية، فإنهن متعاونات بشكل عام؛ وعندما يصبحن قائدات يتبعن الأسلوب الديمقراطي في القيادة، ويقدرن آراء الآخرين ويتناقشن مع الفريق.
أما الرجال فمتحكمون أكثر وبدلاً من مناقشة الخطط مع الفريق، يطلبون متابعة الأوامر، وحال وجود أزمة أو مشكلة في العمل، يتجهون لأخذ قرار انفرادي وعاجل.
المرأة متعاطفة والرجال صارمون
في أغلب تعاملات المرأة مع الموظفين تكون أكثر تعاطفًا عن الرجل، وتظهر فهمها لمشاعر الموظفين وتقدرها، عكس الرجل الذي يتبع فكرة النمطية، حيث يظن الرجال أن الصرامة تجعلهم أكثر قوة وشخصية أمام فريق العمل، وأن التعاطف والتسامح يجعل الموظف يرتكب أخطاء.
المرأة تصنع التغيير والرجال يصنعون القادة
عكس المتوقع، فإن المرأة تحقق تغييرات جذرية في العمل ونتائج هائلة، وتكون في بعض الحالات المنقذ للمؤسسة، وهو ما يجعل معظم القادة النسويين يتجهن إلى تحسين الوضع الراهن؛ لصفة المنقذ التي يتمتعن بها، أما الرجال فيتجهون لصنع قادة شاملين قادرين على القيام بالمهام الصعبة.
اقرأ أيضًا:ما هي خصائص المدير التنفيذي الناجح؟
المرأة تبحث عن الإمكانات والرجال يفضلون الخبرة
تبحث المرأة عن موظف لديه إمكانات متعددة ويستطيع القيام بأكثر من أمر، كما تفعل هي في أغلب الأعمال، عكس الرجل الذي يريد أن يكون الموظف لديه خبرة سابقة في العمل وقادر على إحداث فرق.
مزايا وعيوب قيادة الرجال مقابل النساء
إذن، ما مميزات قيادة الرجل والمرأة؟ في الجدول التالي الإجابة التي يمكن أن توضح وترسم الصورة لك:
النوع | الرجال | النساء |
المزايا | 1) الرجل القيادي أكثر عقلانية. 3) لدى الرجال القياديين القدرة على توصيل رؤية الشركة بشكل واضح. 4) يعطي الرجل القيادي الأولوية للقدرة التنافسية ويسعون للحصول على الميزة الاستراتيجية للشركة. 5) يتحمل الرجال المخاطر اللازمة | 1) المرأة أكثر تعاطفًا في العمل. 2) المرأة القيادية تعطي الأولوية للموظفين. 3) القيادات النسائية لديهن القدرة على إيصال قيم المنظمة بشكل جيد. 4) تعطي القيادات النسائية الأولوية لرفاهية للموظفين. 5) المرأة القيادية تخلق بيئة أكثر أمانًا للموظفين |
العيوب | 1) يبذل الرجال جهودًا أقل لجعل موظفيهم مرتاحين. 2) لا يقبل الرجال القياديون الأخطاء | 1) تميل النساء إلى إعطاء قيمة أكبر لغرائزهن مقارنة بالبيانات. 2) تؤثر التغيرات الهرمونية والحمل على القيادة. |
ما الذي يمكن للرجال تعلمه من القيادات النسائية؟
في دراسة أُجريت عام 2012 في مجلة علم النفس التطبيقي، طُلب من مجموعة من الشباب والشابات تخيل سيناريو يكون فيه مكان عملهم على وشك التعرض لنكسات مالية ضخمة، وبعد تصور السيناريو، طلب المحققون من كل مشارك اختيار شخص واحد من فريقه الذي يثقون به لتولي الدور القيادي بعد مثل هذا الحدث.
وبطبيعة الحال، اختار الجميع أحد زملائهم في الفريق ولكن كان هناك اختلاف واحد مهم، وهو أن اختار ثلثا الرجال زميلة لها نفس المكانة في حين اختار أكثر من 90% من النساء زميلة في الفريق.
هذا ليس بالصدفة، لأن الرجال يضعون أهمية كبيرة على أساليب القيادة الأكثر هرمية، وعندما يختار الرجال قائدهم فإنهم يميلون بطبيعة الحال إلى وضع ذلك الشخص باعتباره الشخص الأكثر قدرة، والأكثر منطقية لتولي الدور القيادي.
ومن ناحية أخرى، لا ترى النساء القيادة بهذه الطريقة، حيث تدرك النساء أنه قد يكون هناك العديد من الأشخاص المؤهلين لشغل أي منصب معين؛ لذلك من المهم اختيار فرد قادر على الاستماع جيدًا وبناء الثقة مع زملائه.
فالسؤال هنا.. ماذا يمكن أن يتعلم الرجال من المرأة؟ هناك الكثير في الحقيقة:
التعاطف والرحمة
أغلب القادة الرجال يستخدمون القسوة والصرامة في العمل، ويريدون أن يظهروا لأنفسهم قبل الأخرين قدراتهم على الصمود والقوة، فتعلم التعاطف والرحمة من القائدات يجعلهم أكثر لينًا.
المرونة
حال حدوث تنقل في العمل أو استغناء، فالنساء لديهن المرونة وتقبل التنقل وتخطي الموقف، عكس الرجال الذين يستسلمون بسهولة، فعليهم تعلم المرونة في مواجهة الخطر.
التواصل
النساء أفضل في التواصل، حيث أظهرت عديد من الدراسات أنه عندما تتولى النساء مناصب قيادية، فإن فرقهن تعمل بشكل أفضل من الفرق التي يقودها الرجال.
أخيرًا، هل الرجال أكثر فعالية من النساء كقادة؟ وفقًا لأبحاث مركز "بيو" للأبحاث، فإن الرجال أكثر عُرضة للمخاطرة في الأعمال التجارية، ما يجعلهم ناجحين في بعض المشاريع، ومع ذلك يتمتع الرجال والنساء بصفات قيادية متشابهة ولا يختلفون في الجوانب الرئيسة.