أفضل 5 فيتامينات لتنشيط العصب السمعي
كم هي مُبهِجة زقزقة عصافير الصباح، وحفيف الأشجار التي تُداعِبها الرياح، لكنّ الأجمل الاستمتاع بأصوات الأحباب والأبناء وهم يلعبون مع بعضهم. السمع من أجلّ نِعَم الله على الإنسان، بل هو من الحواس التي لا تُقدّر بثمن، والتي يصعب استعادة ما فُقِد منها حتى لو كان مقدارًا ضئيلاً، بل قد يتأثَّر نمو الأطفال اللغوي إن كان سمعهم ضعيفًا، ما قد يُؤثِّر في القدرة على الالتحاق بالوظائف مُستقبلاً.
أمّا بالنسبة للبالغين فإنّ ضعف السمع يُصعِّب تواصلهم مع من حولهم، ويجعلهم أكثر عُزلة عن الآخرين؛ لذلك فإنَّ الحفاظ على السمع من الأهمية بمكان خاصةً مع الضوضاء التي تُحِيط بنا من كل جانب، وبعض الفيتامينات ذات تأثيرات فعّالة في الحفاظ على السمع، مثل فيتامين سي وفيتامين B12، وكذلك المعادن، مثل المغنيسيوم، فكيف تعمل هذه الفيتامينات تحديدًا؟ ومن أين يُمكِنك الحصول عليها؟
ما هو العصب السمعي؟
العصب السمعي هو عصب حسّي بالأساس، لا يُؤدِّي أي وظيفة في تحريك عضلاتٍ ما، أو أجزاءٍ مُعيّنة من الجسم، وإنّما ينقل الإشارات العصبية من الأذن الداخلية إلى الدماغ، وهو جزءٌ من العصب الدهليزي القوقعي "Vestibulocochlear nerve"، فالعصب القوقعي أو السمعي هو المسؤول عن السمع، والعصب الدهليزي هو المسؤول عن الاتّزان.
بِنية العصب السمعي
يحتوي العصب السمعي على أكثر من 30,000 ليف عصبي حسّي، ويبلغ طوله 2.5 سم تقريبًا، ولفهم بِنية وتركيب العصب السمعي، لا بُدّ من التعرُّف إلى تركيب الأذن أولاً، فهي ثلاثة أجزاء رئيسة:
- الأذن الخارجية: تحتوي الجزء اللحمي المرئي من الأذن وقناة الأذن.
- الأذن الوسطى: تحتوي على ثلاث عظامٍ صغيرة، وطبلة الأذن، والقناة السمعية.
- الأذن الداخلية: تحتوي على قوقعة الأذن، والعصب السمعي، والجهاز الدهليزي المسؤول عن الاتّزان.
تقع الأذن الداخلية في جزءٍ مُجوَّف من عظام الصدغ، وبها القوقعة، وهي عضو حلزوني الشكل يضمُّ أجسام خلايا العصب السمعي، إذ تبعث الخلايا العصبية تلك بإشارات الصوت إلى خلايا شعرية دقيقة موجودة أيضًا في القوقعة، وتُحوِّل هذه الخلايا الشعرية الإشارات الصوتية إلى نبضات عصبية يحملها العصب السمعي إلى جذع الدماغ، ومنه إلى الدماغ.
وظيفة العصب السمعي
هو العصب المسؤول عن السمع، ولتسليط الضوء على وظيفته بدِقّة، فإنَّ السمع نفسه يمرُّ بعِدَّة مراحل:
- يُجمِّع صوان الأذن الموجات الصوتية، التي تمر بعد ذلك عبر قناة الأذن ثُمّ إلى طبلة الأذن، ما يُؤدِّي إلى اهتزازها.
- تتحرّك عظام الأذن الوسطى بفعل اهتزاز طبلة الأذن.
- تُؤدِّي هذه الحركة إلى تحريك سائلٍ في الأذن الداخلية، وتحفيز الخلايا العصبية للعصب السمعي لخلق تشابك عصبي مع الخلايا الشعرية.
- تُحوِّل الخلايا الشعرية الموجات الصوتية إلى إشارات عصبية تمرُّ من خلال العصب السمعي إلى جذع الدماغ.
- تُحمَل الإشارات العصبية بعد ذلك من جذع الدماغ إلى القشرة السمعية "منطقة السمع" في الدماغ لتفسيرها، ومِنْ ثَمَّ يسمع الإنسان.
علامات إصابة العصب السمعي
العصب السمعي مثل أي جزءٍ في الجسم مُعرَّض لمشكلاتٍ صحية، مثل الالتهاب، أو الصدمات، أو العيوب الوراثية، أو الورم، أو العدوى، أو حتى غير ذلك، وحسب السبب وراء إصابته، قد تصحبه بعض الأعراض، مثل:
- الدوار، وهو الشعور كأنَّ العالم يدور من حولِك.
- رأرأة العين، وهي حركة سريعة للعين دون أن تكون مُتحكّمًا بتلك الحركة.
- طنين الأذن، الذي قد يكون مُزعجًا لبعض الناس.
- فقدان السمع الحسّي العصبي.
اقرأ أيضًا:هل يحميك فيتامين سي من نزلات البرد حقًّا؟
أمراض قد تُصِيب العصب السمعي
قد يتعرَّض العصب السمعي للضرر بفعل بعض الأمراض، ما قد يتسبَّب في ضعف السمع، مثل:
- التهاب التيه "القوقعة" الدهليزي: يتسبَّب في تورُّم كلٍ من العصب السمعي والعصب الدهليزي، وقد يصحبه بعض الأعراض، مثل الدوار المفاجئ والشديد، وفقدان السمع، وطنين الأذن، ومشكلات الاتّزان، وغالبًا ما يرتبط ذلك المرض بعدوى فيروسية.
- ورَم العصب السمعي: ورم بطيء النمو ينشأ في خلايا شفان بالعصب الدهليزي القوقعي، ما يُؤدّي إلى ضعف السمع وطنين الأذن والدوار، وعادةً ما يُصِيب عصبًا سمعيًا واحدًا، أمّا لو أصاب العصب السمعي على كلا الجانبين، فقد يكون دلالة على اضطرابٍ وراثي، وهو الوُرام الليفي العصبي من النوع الثاني.
- السكتة المُخيخية: تنشأ من انسداد الشريان المخيخي السفلي الأمامي، ما يُؤدِّي إلى احتشاء العصب السمعي "انقطاع تدفُّق الدم عنه"، ما يُؤدِّي إلى فقدان السمع المفاجئ في ناحيةٍ واحدة والدوار، إضافةً إلى أعراضٍ أخرى تتعلَّق بالاتزان.
أنواع ضعف السمع
ينقسم ضعف السمع إلى 3 أنواعٍ رئيسة، وهي:
- فقد السمع التوصيلي: بسبب وجود ما يمنع مرور الصوت عبر قناة الأذن أو الأذن الوسطى، مثل شمع الأذن، أو امتلاء الأذن الوسطى بسوائل.
- فقد السمع الحسّي العصبي: يحدث نتيجة تلف الأذن الداخلية بمرور الوقت، ونادرًا ما يضعف سمع المريض سريعًا مع هذا النوع.
- مُختلط: وهو كلا النوعين السابقين معًا، كما يحدث عند وجود مشاكل في الأذن الوسطى والأذن الداخلية معًا.
ما أسباب ضعف السمع؟
تختلف أسباب ضعف السمع من إنسانٍ لآخر، وقبل الانخراط في هذه الأسباب، فإنَّ الضوضاء الصاخبة من أبرز أسباب ضعف السمع وأكثرها شيوعًا، إذ قد تُتلِف الأذن الداخلية، وتُسبِّب ضعفًا دائمًا للسمع، سواء كانت هذه الضوضاء من الآلات مثلاً، أو بالاستماع إلى موسيقى صاخبة، أو لعب ألعاب الفيديو مع صوتٍ مرتفع.
كذلك فإنَّ التقدُّم في العمر من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بضعف السمع، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، يُعانِي 1 من كل 3 أفراد مِمّن تتراوح أعمارهم بين 65 - 74 عامًا فقدان السمع.
وضعف السمع ينقسم إلى ضعف السمع التوصيلي، وضعف السمع الحسّي العصبي، ولكلٍ منهما أسبابه، فأمّا أسباب ضعف السمع التوصيلي، فتضمُّ ما يلي:
- شمع الأذن المُتراكم بداخلها.
- تراكم السوائل داخل الأذن الوسطى إثر الإصابة بنزلة برد أو حساسية.
- التهاب الأذن الخارجية.
- التهاب الأذن الوسطى.
- مشكلات القناة السمعية، ما يُؤدِّي إلى احتباس السوائل داخل الأذن الوسطى.
- تمزُّق طبلة الأذن.
- أورام الأذن.
- علق شيءٍ داخل الأذن، وهو شائع بين الأطفال.
- عيوب وراثية.
أمّا ضعف السمع أو فقدان السمع الحسّي العصبي، فتشمل أسبابه ما يلي:
- التقدُّم في العمر.
- أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.
- تسمُّم الأذن "بفعل بعض الأدوية على الأرجح".
- مشكلات وراثية.
- التعرُّض لصدمةٍ أو ضربةٍ بالرأس.
- الضوضاء الصاخبة، مثل العمل في بيئات عمل صاخبة، أو بالقرب من أماكن البناء.
وثمّة مزيجٌ من نوعَي ضعف السمع، وهو ما يعني تأثُّر كلٍ من الأذن الوسطى والأذن الداخلية، كما في حالة تناول دواءٍ يضرُّ الأذن الداخلية، وبنفس الوقت تعرُّض طبلة الأذن - بسبب حادثٍ مثلاً - للتمزُّق.
اقرأ أيضًا:فوائد فيتامين فيروجلوبين لعلاج الإجهاد المستمر وفقد الطاقة
أفضل الفيتامينات لتنشيط العصب السمعي
تُساعِد بعض الفيتامينات في الوقاية من ضعف السمع وتعزيز تلك الحاسّة، مثل:
1. فيتامين A
يتوفَّر فيتامين A "فيتامين أ" في الطعام في صورة "بيتا كاروتين"، تلك المادة الموجودة في كثيرٍ من الفواكه والخضراوات ذات اللون البرتقالي، مثل الجزر، وتُعدّ جزءًا من أنظمة الجسم الدفاعية؛ لأنّها مضادة للأكسدة، وقد أثبتت دراسةٌ أنَّ من زاد حصولهم على بيتا كاروتين، كانوا أقل عُرضةً للإصابة بضعف السمع، وذلك حسب دراسةٍ في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية "American Journal of Clinical Nutrition".
وقد أُجريت تجارب سريرية لمعرفة تأثير "بيتا كاروتين" إلى جانب الفيتامينات الأخرى، وما إذا كان سيُساعِد في التغلُّب على فقد السمع الحسّي العصبي أم لا، وبعد مرور شهرٍ من الحصول على "بيتا كاروتين" إلى جانب المُكمِّلات الأخرى، تحسَّن السمع لدى المُشاركين في الدراسة.
يتحوّل "بيتا كاروتين" داخل الجسم إلى فيتامين أ، ومن أهم مصادره:
- الجزر.
- البطاطا الحلوة.
- السبانخ.
- الكرنب.
- البروكلي.
جديرٌ بالذكر أيضًا أنَّ فيتامين أ من الفيتامينات الضرورية للحفاظ على صحة العين، والوقاية من العشى الليلي، وتعزيز الجهاز المناعي.
2. فيتامين C
فيتامين سي أحد مضادات الأكسدة القوية، الذي يحمي خلايا الجسم من التلف، بمواجهته للشوارد الحرة المُتجدِّدة في الجسم باستمرار، والتي قد تُتلِف الخلايا الدقيقة في الأذن، والمسؤولة عن حاسّة السمع، وقد أظهرت الدراسات أنَّ الحصول على مكملات فيتامين سي، وفيتامين أ، وفيتامين هـ، بالإضافة إلى المغنيسيوم - قبل التعرُّض لضوضاءٍ صاخبة - قد يُساعِد في الوقاية من ضعف السمع الناجم عن الضوضاء.
ولكن فيتامين سي عمومًا مُثِير للجدل بالنسبة إلى فوائده للسمع، فقد ثبت أنَّه يُقلِّل طنين الأذن - الذي هو أحد أعراض ضعف السمع الشائعة - لكن من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الإفراط في تناوله قد يزيد خطر ضعف السمع؛ لذلك ينبغي الحذر عند تناول مكملات فيتامين سي وتناولها وفق إشراف الطبيب.
ويُمكِن الحصول على فيتامين سي طبيعيًا من خلال مصادره الغذائية، مثل:
- الفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون.
- الفراولة.
- الطماطم.
- البروكلي.
- الكيوي.
- الفلفل الحلو.
أيضًا فيتامين سي ذو فوائد عظيمة للجسم، إذ يُساعِد في الوقاية من نزلات البرد، وتقليل مُدّة استمرار الأعراض، كما يدعم الجهاز المناعي، إذ يتركّز في كرات الدم البيضاء بكمياتٍ كبيرة، وأيضًا يُسهِم في إنتاج الكولاجين الذي يُعدّ البِنية الرئيسة لمُعظم أنسجة الجسم، كما يُسرِّع التئام الجروح، ويُعزِّز امتصاص الحديد، ومِنْ ثَمّ قد يُساعِد في الوقاية من فقر الدم.
اقرأ أيضًا:جرعة فيتامين د اليومية المناسبة مع أهم فوائده ومصادره
3. فيتامين E
مِمّا يُساهم في ضعف السمع الناجم عن الضوضاء الأكسدة والشوارد الحرة، وغياب الكميات الكافية من مضادات الأكسدة، وإلى جانب فيتامين سي، فإنَّ فيتامين E "فيتامين هـ" أيضًا من مضادات الأكسدة القوية.
لذلك فإنَّ فيتامين E يحد نشاط الشوارد الحرة وعمليات الأكسدة المُتلِفة للأذن، والمُضيِّعة للسمع، خاصةً أنّها قد تزداد في أعقاب التعرُّض للضوضاء، وفي غياب ما يكفي من نشاط مضادات الأكسدة، وقد ثبتت فعالية فيتامين E وحده في حماية السمع والحفاظ عليه، وكذلك ثبتت فعاليته إلى جانب مضادات الأكسدة الأخرى، حسب دراسة عام 2023 في مجلة "life".
فقد أُجريت دراسات حيوانية لتحديد مدى كفاءة مضادات الأكسدة في الحفاظ على السمع، وكان فيتامين E من بين هؤلاء، وقد تم إعطاء الفيتامين قبل إحداث الضوضاء بنحو ساعةٍ، وذلك على مدار 3 أيام متتالية، فكانت النتيجة حماية فعّالة لحاسّة السمع من الضوضاء، وتخفيف فقدان السمع الناجم عن الصدمة الصوتية "إصابة الأذن الداخلية إثر سماع أصواتٍ عالية للغاية".
لكن نجاح فيتامين E ومضادات الأكسدة في حماية المرضى من ضعف السمع كان جُزئيًا ولم يكن بصورةٍ تامة، ما يعني الحاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لمعرفة كيفية الاستفادة من فيتامين E لتجاوز ضعف السمع، وإن كانت نتائجه الأولية مُبشّرة للغاية.
يُمكِن الحصول على فيتامين E من مصادره الغذائية، مثل:
- زيت جنين القمح.
- بذور دوّار الشمس.
- اللوز.
- زبدة الفول السوداني.
- الفلفل الأحمر.
يُعدّ فيتامين E من الفيتامينات المهمة للجسم عمومًا، إذ هو مضاد للأكسدة، يُعزِّز المناعة، ويُساعِد في الوقاية من الأمراض المزمنة.
4. فيتامين B9 "حمض الفوليك"
يُساعِد فيتامين B9 في إنشاء الحمض النووي DNA، وانقسام الخلايا أو بالأحرى تكوين خلايا جديدة، وقد ثبت أنّ كثرة الحصول على حمض الفوليك تخفض خطر الإصابة بفقدان السمع، خاصةً لدى كبار السن.
وقد أُجريت تجربة سريرية عشوائية في هولندا بحصول المشاركين على مُكمِّلات حمض الفوليك، فتأخّر تدهور السمع لديهم عمّا كان مُتوقّعًا مع تقدُّم أعمارهم.
قد يُساعِد حمض الفوليك أيضًا في تعزيز الدورة الدموية، ومِنْ ثَمّ تحسين تدفُّق الدم إلى الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية، والتي تنقل الإشارات العصبية إلى العصب السمعي ومنه إلى الدماغ، ما قد يُساعِد في منع فقدان السمع، والتغلُّب على طنين الأذن المُصاحِب لضعف السمع.
كذلك يعدّ حمض الفوليك من مضادات الأكسدة، كما أنَّ نقصه قد يُسهِم في فقدان سمع الأصوات عالية التردد، خاصةً مع استمرار نشاط الشوارد الحرة دون مضادات أكسدة كافية لكبح جماحها، ويُمكِن الحصول على حمض الفوليك من مصادره الغذائية، مثل:
- السبانخ.
- الكرنب.
- البروكلي.
- البقوليات.
- المكسرات.
- البيض.
- الدواجن.
5. فيتامين B12
فيتامين B12 من الفيتامينات الضرورية للحِفاظ على حاسّة السمع، فقد يُؤدِّي نقص فيتامين B12، أو حمض الفوليك إلى ضعف السمع بنسبة تصل إلى 39%، وزيادة ما تحصل عليه من فيتامين B12 كفيل بحماية السمع بنسبة 20%.
وقد أشارت مجلة الطب الطبيعي "Natural Medicine Journal" إلى أنَّ 50% من المُصابِين بطنين الأذن يُعانُون نقص فيتامين B12، بل إنَّ حالتهم قد تحسّنت مع الحصول على حُقن فيتامين B12.
ولا ينبغي أن نُغفِل ذكر النباتيين أو المُعتمدِين على النظام الغذائي النباتي، فهم أكثر عُرضةً لنقص فيتامين B12، إذ يخلو نظامهم الغذائي من مصادر الفيتامين، ومِنْ ثَمّ فهم مُعرّضون لمشكلات السمع ما لم يتداركوا النقص الحاصل في مستويات فيتامين B12 لديهم.
جديرٌ بالذكر أنَّ نقص فيتامين B12 من الجسم يُؤدِّي إلى تراكم الهوموسيستين، الذي يُعدّ سُمًّا للأعصاب والأوعية الدموية إن تُرِك يتراكم في الجسم، كما أنَّ نقص فيتامين B12 يتسبَّب في إزالة الميالين "المسؤول عن سرعة نقل النبضات الكهربائية بين الخلايا العصبية" عن الخلايا العصبية في العصب السمعي، ما قد يُؤدِّي إلى ضعف السمع وطنين الأذن.
كذلك يُؤدِّي نقص مستويات فيتامين B12 وحمض الفوليك إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في السطر الوعائي للقناة القوقعية، ما يُؤدِّي إلى انخفاض جهد القوقعة الداخلية، ومِنْ ثَمّ ضعف السمع وطنين الأذن.
لأجل ذلك ينبغي الحصول على فيتامين B12 بانتظام، سواءٌ كُنتَ تُعانِي مشكلات السمع أم لا، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ارتباط نقصه بمشكلات السمع، ويُمكِنك الحصول على فيتامين B12 من الأطعمة الآتية:
- البيض.
- اللحوم.
- الدواجن.
- منتجات الألبان.
فيتامين B12 ليس مُهمًا للسمع وحسب، بل إنّه يُساعِد في إنتاج كرات الدم الحمراء والوقاية من فقر الدم، كما يُحافِظ على سلامة الأعصاب، وصحة الجهاز العصبي، كما قد يُساعِد في التغلُّب على الاكتئاب.
أفضل المعادن لتنشيط العصب السمعي
ليست الفيتامينات وحدها هي المُحافظة على السمع، بل قد تُساعِد بعض المعادن أيضًا في نفس الغرض، وذلك مثل:
1. المغنيسيوم
قد يُؤدِّي نقص المغنيسيوم إلى استنفاذ الخلايا الشعرية لطاقتها وموتها، وهي أحد الخلايا الدقيقة الضرورية للسمع، فالمغنيسيوم هو المسؤول عن تنظيم نفاذية غشاء الخلايا واستهلاك الطاقة؛ لذلك فإنّ الخلايا الشعرية بالأذن الداخلية واقعة تحت سيطرته في هذه المهام.
كذلك قد يُؤدِّي نقص المغنيسيوم إلى ضعف تدفُّق الدم إلى قوقعة الأذن، ومِنْ ثَمّ فأي ضغطٍ تتعرّض له الأذن الداخلية، مثل الضوضاء الصاخبة، يجعل الخلايا تستهلك كمية كبيرة من مخزون طاقتها، وبنقص طاقتها دون تعويض - فالمغنيسيوم ناقِص وتدفُّق الدم ضعيف - فقد يتلف المزيد من الخلايا الشعرية، ما يُفضِي في النهاية إلى فقدان السمع.
وقد خلصت دراسةٌ في جامعة أونتاريو الغربية "University of Western Ontario" إلى أنَّ المغنيسيوم يسمح للأذن الداخلية بالحفاظ على مستويات الطاقة الطبيعية في الخلايا، كما يُعزِّز تدفُّق الدم عبر الدورة الدموية الدقيقة إلى القوقعة، وكلُّ ذلك يَحفظ السمع ويمنع ضعفه بلا شك.
أيضًا فإنَّ المُصابِين بطنين الأذن لديهم مستويات مُنخفضة من المغنيسيوم عادةً، وقد أظهر بحثٌ في المجلة التركية للأنف والأذن والحلق "The Turkish Journal of Ear Nose and Throat" أنَّ الحصول على مكملات المغنيسيوم من شأنه أن يُعزِّز وظائف الأذن ويُخفِّف طنين الأذن.
جديرٌ بالذكر أنَّ الباحثين لم يتوصّلوا بعد إلى سبب طنين الأذن، فضلاً عن طرق علاجه؛ لذلك فإنّ مكملات المغنيسيوم في هذا المقام تبدو ضرورية للغاية، لكن مع الوضع في الحُسبان أنَّ فعّالية المكملات قد تختلف من إنسانٍ لآخر، كما يُفضَّل استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم.
كذلك يُمكِن الحصول على المغنيسيوم من مصادره الطبيعية، مثل:
- الخرشوف.
- الموز.
- البطاطا.
- السبانخ.
- البروكلي.
- الطماطم.
للمغنيسيوم فوائد كثيرةٌ أيضًا لصحة الإنسان، مثل تعزيز الأداء الرياضي، ومكافحة الاكتئاب، وضبط مستويات السكر في الدم، والحفاظ على صحة العظام، والوقاية من الصداع النصفي، وغير ذلك.
2. الزنك
يُعزِّز الزنك الجهاز المناعي للإنسان، ويُساعِد في تجاوز فقدان السمع الحسّي العصبي المُفاجئ، إذ هو مسؤول عن تعزيز شفاء الخلايا، وكذلك نمو الخلايا المسؤولة عن السمع، كما تُوجَد بعض الأدلّة على فعّالية الزنك في علاج طنين الأذن عند ذوي السمع الطبيعي.
جديرٌ بالذكر أنَّ الزنك موجود بتركيزٍ مرتفع في قوقعة الأذن، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ مُكمّلات الزنك قد تكون مُفيدة لمن يُعانُون طنين الأذن ومستويات الزنك منخفضة لديهم في نفس الوقت، لكن إذا كانت مستويات الزنك لديك طبيعية، فقد لا تُفِيدك مُكمّلات الزنك كثيرًا كما تتوقّع في التغلُّب على طنين الأذن.
يُمكِن الحصول على الزنك من بعض الأطعمة، مثل:
- المحار.
- اللوز.
- الكاجو.
- الشيكولاتة الداكنة.
- السبانخ.
- الدواجن.
- اللحوم الحمراء.
- البقوليات.
والزنك عمومًا مهم لصحة الإنسان، إذ يُساعِد في الوقاية من نزلات البرد وتخفيف أعراضه، كما أنّه أحد مضادات الأكسدة الفعّالة في تعزيز المناعة، ويُسهِم في الوقاية من الأمراض المزمنة، ويُعزِّز الذاكرة.
اقرأ أيضًا:كيف يمكنك معرفة نقص فيتامين B12 في جسمك؟.. 13 علامة تُخبرك
3. البوتاسيوم
يُنظِّم البوتاسيوم السوائل داخل الجسم، والأذن الداخلية من أعضاء الجسم التي تحتوي على سوائل ضرورية للسمع، وهذه السوائل تقل مع تقدُّم العمر، ما يُؤدِّي إلى ضعف السمع.
وقد سلّطت دراسةٌ عام 2019 الضوء على العلاقة بين البوتاسيوم وضعف السمع، إذ فحصت بيانات دراسة استقصائية كورية لفحص الصحة والتغذية، إضافةً إلى اختبارات قياس السمع، فتبيّن أن تناول كميات عالية من البوتاسيوم ساهم في الحد من الإصابة بضعف السمع.
ورغم أنّ سبب ذلك التأثير البارز للبوتاسيوم غير معلوم، لكن يُعتقَد أنّه يُحسِّن السمع من خلال:
- الحفاظ على صحة القلب: البوتاسيوم من المعادن الضرورية للحفاظ على صحة القلب، إذ يَحفظ ضغط الدم ومُعدّل ضربات القلب، وبعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب تزيد خطر الإصابة بضعف السمع، ما يعني أنَّ الحفاظ على مستويات البوتاسيوم طبيعية في الدم يُحافِظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ومِنْ ثَمّ قد يحمي السمع أيضًا من الضعف.
- توازن السوائل بالجسم: هي أحد الوظائف الرئيسة للبوتاسيوم، فهو يُحافِظ على توازن السوائل حتى في الأذن الداخلية، وهذا يُساعِد بدوره في الحفاظ على نشاط الخلايا الشعرية، التي لا غنى عنها في عملية السمع، كما أنَّ تلفها هو ما يُسبِّب فقدان السمع الدائم على الأرجح.
ويُمكِن الحصول على البوتاسيوم ذي الفوائد النافعة للسمع من خلال:
- السبانخ.
- الموز.
- البطاطا.
- الطماطم.
- البرتقال.
- البطيخ.
- الزبيب.
- المشمش.
- الزبادي.
البوتاسيوم كذلك مُفيد للجسم في نواحٍ أخرى عديدة، فهو يُساعِد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وتنظيم ضربات القلب، والوقاية من السكتات الدماغية وهشاشة العظام، كما يمنع احتباس الماء في الجسم.
نصائح مهمة للحفاظ على حاسّة السمع
إلى جانب تحصيل الفيتامينات والمعادن المُحافِظة على حاسّة السمع، يُفضَّل اتّباع النصائح الآتية لمنع ضعف السمع أيضًا:
- تجنُّب الأماكن الصاخبة ما أمكن ذلك: مثل الأماكن التي بها حفلات موسيقية، أو تعمل فيها آلات مزعجة ذات أصوات صاخبة.
- حماية الأذن: إذا لم تتمكّن من تجنُّب الأماكن ذات الأصوات الصاخبة، فلا أقل من حماية الأذن بارتداء سدّادات أو سماعات الأذن؛ للوقاية من ضعف السمع.
- إبقاء الصوت منخفضًا: وذلك في جميع الأجهزة، سواء كان التليفزيون، أو الراديو، أو الهاتف، أو أنظمة الصوت المنزلية، ولا تنسَ أيضًا سماعات الرأس وسماعات الأذن.
- إراحة الأذن: لا بُدّ من إعطاء الأذن فترات راحة دورية من سماعات الرأس والأصوات الصاخبة عمومًا، خاصةً إذا كانت الأصوات تتجاوز 85 ديسيبل، فقد تُسبِّب فقدان السمع بمرور الوقت.
- لا تُدخِل شيئًا في أذنك: لا ينبغي وضع أي شيء في الأذن بما في ذلك مسحات القطن، والتي قد تُصِيب قناة الأذن أو طبلة الأذن، وإن كان هناك شمع متراكم في الأذن، فينبغي زيارة الطبيب لإزالته بالطرق المناسبة.
- الأدوية: ينبغي تناول الأدوية وفق توجيهات الطبيب، مع الانتباه إلى أنّ بعض الأدوية قد تُسبِّب تسمُّم الأذن، مثل بعض المضادات الحيوية، أو المُسكّنات أو غيرها؛ لذلك يُفضّل استشارة الطبيب في تحديد الأدوية المناسبة لك، خاصةً إذا كُنتَ تُعانِي ضعف السمع أو طنين الأذن.
- ممارسة التمارين الرياضية: تُساعِد ممارسة الرياضة بانتظام في تعزيز تدفُّق الدم عبر أنحاء الجسم، ومِنْ ثَمّ الأذن، ما يُساعِد في الحفاظ على السمع ويمنع فقدانه.
- التوقف عن التدخين: يُضيِّق التدخين الأوعية الدموية، ومِنْ ثَمّ يقل الأكسجين الواصل إلى الأذن الداخلية، كما يجعل التدخين أعصاب الأذن أكثر حساسيةً للأصوات العالية، ما يزيد خطر الإصابة بضعف السمع؛ لذلك ينبغي التوقف عن التدخين في أقرب وقتٍ حفاظًا على حاسّة السمع.
تحسين النظام الغذائي: للنظام الغذائي دورٌ في الوقاية من ضعف السمع بلا شك، خاصةً إذا حرص الإنسان على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المُفيدة للأذن، ومن الأنظمة الغذائية المُفيدة للسمع حمية البحر الأبيض المتوسط البديلة، وحمية داش، ويُنصَح عمومًا بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والمكسرات والحبوب الكاملة، وتقليل تناول السكريات والأملاح والدهون المُشبَّعة.