هل تعاني آلام القولون العصبي؟ جرب النظام الغذائي قليل الفودماب
كم مرة لاحظت اشتداد أعراض القولون العصبي لديك بعد تناول أنواعٍ مُعيَّنة من الطعام؟ ربّما تنسى مرةً ما تناولته وتتذكّر الأخرى، لكن بنهاية المطاف لا تتمكّن من تحديد هذه الأطعمة بدقة، وهنا تكمن فائدة النظام الغذائي قليل الفودماب الذي يستبعد الأطعمة الأكثر إظهارًا لبعض الأعراض، مثل انتفاخ البطن والغازات، عبر مراحل تدريجية تنتهي بتراجُع وتيرة أعراض القولون العصبي عمّا كانت عليه غالبًا.
ما هو النظام الغذائي قليل الفودماب؟
الفودماب "FOADMAP" هو اختصار لمجموعة مُعيَّنة من الكربوهيدرات، تُعرَف بالكربوهيدرات قصيرة السلسلة القابلة للتخمُّر، التي يصعب هضمها عند كثيرٍ من الناس.
ويتضمّن النظام الغذائي قليل الفودماب تقليل تناول هذه الكربوهيدرات بصفةٍ مُؤقتة؛ لإراحة الجهاز الهضمي وتخفيف أعراض القولون العصبي.
تكمن مشكلة الأطعمة عالية الفودماب في أنَّها تسحب كمية كبيرة من الماء داخل الأمعاء، وتُنشِئ مزيدًا من الغازات داخل الجهاز الهضمي؛ بسبب سهولة تخمُّرها، وحدوث كلا الأمرين معًا؛ سحب الماء وتكوين الغازات، يُبطِئ الهضم، ويُراكِم الغازات، ويُسبِّب انتفاخ البطن، والألم، والإسهال.
لمن يُوصَى بالنظام الغذائي قليل الفودماب؟
يُوصَف النظام الغذائي قليل الفودماب لفتراتٍ مُحدَّدة للمُصابِين بمتلازمة القولون العصبي، وكذلك حالات فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة "SIBO"، فقد بيّنت الدراسات، حسب "Clevelandclinic"، أنَّ أغلب المُصابِين بهذين الاضطرابين هم المُستفيدون من النظام الغذائي قليل الفودماب.
كيفية الالتزام بالنظام الغذائي قليل الفودماب
قد تبدو الأنظمة الغذائية المُقيِّدة للطعام صعبة الالتزام، خاصةً إذا حرمتك من الطعام الذي تُحبّه لخسارة الوزن، لكنّ التقييد الحاصل في النظام الغذائي قليل الفودماب يُساعِد في تحديد الأطعمة التي تُشعِل أعراض القولون العصبي؛ للحد من تناولها مستقبلاً.
فقد تكون حساسًا تجاه بعض الأطعمة عالية الفودماب، وبمُجرّد تحديدها، يمكنك الاستمتاع بباقي الكربوهيدرات دون المعاناة من أعراضٍ شديدة.
وحتى قبل التعرُّف على الأطعمة المُحفِّزة للأعراض، لا يزال هناك عديد من الأطعمة المسموح بها من خضراوات وفواكه، وبروتينات ومكسرات وحبوب، وحتى منتجات الألبان.
المرحلة الأولى.. التخلُّص من الأطعمة عالية الفودماب
تتضمّن المرحلة الأولى التخلّص من جميع الأطعمة عالية الفودماب لعدة أسابيع باتّباع نظام غذائي قليل الفودماب تحت إشراف اختصاصي التغذية؛ لأنّه من الصعب التخلُّص من جميع الكربوهيدرات عالية الفودماب وتحديد الأطعمة الضارة لك مع تلبية احتياجات الجسم الغذائية، وهذا يتطلّب الاستعانة بمُختصٍ بلا شك.
عادةً تتحسَّن أعراض القولون العصبي على الفور، أو حتى على مدار أسابيع مع استبعاد الكربوهيدرات عالية الفودماب.
المرحلة الثانية.. إعادة تناول الكربوهيدرات عالية الفودماب
في هذه المرحلة ستشرع في إعادة تناول الكربوهيدرات عالية الفودماب، طعامًا تلو الآخر، كل على حدة، وذلك لتحديد الأطعمة التي يمكنك احتمالها دون أن تُسبِّب أعراضًا كثيرة، وكذلك الكميات المناسبة منها لصحتك.
المرحلة الثالثة.. خلق نمطٍ شخصي للأطعمة المُتناوَلة
بالمرور بالمرحلتين السابقتين، ستتمكَّن من تحديد أنواع الكربوهيدرات عالية الفودماب، وكميتها المناسبة لك، والتي تصلح للتناول دون أن تُفاقِم أعراض القولون العصبي.
أخطاء ينبغي تجنُّبها في النظام الغذائي قليل الفودماب
قد ترتكب بعض الأخطاء عند الالتزام بالنظام الغذائي قليل الفودماب؛ لذا يجدر التنبيه عليها كي تحصل على فوائد النظام الغذائي:
- الانخراط في النظام الغذائي قليل الفودماب دون استشارة اختصاصي التغذية.
- تجنُّب الأطعمة عالية الفودماب لأجلٍ غير مسمى، وهذا غير صحيح؛ لأنّ بعضها صحي ويحتاج إليها الجسم، كما أنّ ذلك قد يُعرِّضك لنقص العناصر الغذائية؛ لذا ينبغي أن تستمر المرحلة الأولى وهي التخلّص من الأطعمة عالية الفودماب 2 - 6 أسابيع، ثُمّ الاستعانة بمختص التغذية للانتقال إلى المرحلة التالية.
- الإسراف في تناول الأطعمة قليلة الفودماب، ما يجعل تأثيره مقاربًا للأطعمة عالية الفودماب، ويُصبِح النظام الغذائي غير ذي نفع.
الأطعمة المسموح بها في النظام الغذائي قليل الفودماب
يُسمَح في النظام الغذائي قليل الفودماب بتناول الأطعمة الآتية حسب كلية الطب جامعة هارفارد:
- منتجات الألبان: الحليب الخالي من اللاكتوز، وحليب الأرز، وحليب اللوز، وحليب جوز الهند، والزبادي الخالي من اللاكتوز.
- الفواكه: الموز، والتوت الأزرق، والشمام، والكيوي، والليمون، والبرتقال، والفراولة، والعسل.
- الخضراوات: براعم الخيزران، والجزر، والثوم، والخيار، والباذنجان، والزنجبيل، والخس، والزيتون، والبطاطس، والبصل الأخضر، واللفت.
- البروتين: اللحوم، والدجاج، والسمك، والبيض.
- البذور والمكسرات: اللوز، والفول السوداني، والجوز.
- الحبوب: الشوفان، والمعكرونة الخالية من الغلوتين، والأرز، والكينوا.
الممنوعات في بداية النظام الغذائي قليل الفودماب
أمّا الأطعمة عالية الفودماب فهي ما يُمنَع تناولها في المرحلة الأولى على الأقل من النظام الغذائي قليل الفودماب، وهي الأطعمة الغنية بـ:
- اللاكتوز: الحليب البقري، والآيس كريم، والجبن القريش.
- الفركتوز: الفواكه مثل التفاح، والخوخ، والكمثرى، والمانجو، والبطيخ، وشراب الذرة عالي الفركتوز.
- الفركتان: الخضراوات مثل الخرشوف، والبروكلي، والثوم، والحبوب مثل القمح، والشعير، والألياف المُضافة مثل الإينولين.
- الغالاكتان: البقوليات، ومنتجات الصويا.
- البوليول: الخضراوات مثل الكرنب، والمشروم، والمُحلّيات مثل السوربيتول، والمانيتول وغيرها مما هو موجود في العلكة الخالية من السكر وأدوية الكحة.
اقرأ أيضًا: كيف تخسر الوزن مع القولون العصبي؟
أفضل الوجبات الخفيفة للنظام الغذائي قليل الفودماب
قد يصعب عليك اختيار وجبات خفيفة طالما بدأت النظام الغذائي قليل الفودماب، وفيما يلي أمثلة على وجبات خفيفة من النظام الغذائي نفسه، ومُغذّية وصحية بنفس الوقت:
- البيض المسلوق.
- كعك الأرز مع زبدة الفول السوداني، أو زبدة اللوز.
- الفواكه قليلة الفودماب مثل الموز، والعنب، والبرتقال.
- الجبن الخالي من اللاكتوز.
- الفشار دون نكهات، أو توابل.
- المعجنات الخالية من الغلوتين، أو المقرمشات مع سلطة التونة، أو سلطة البيض.
- المكسرات المُحمّصة، أو البذور مثل بذور اليقطين، أو بذور دوّار الشمس.
- شرائح الخيار، أو الفلفل الحلو.
الخضراوات المتاحة في النظام الغذائي قليل الفودماب
ثمّة خضراوات عديدة قليلة الفودماب، مثل:
- الجزر.
- الفلفل الحلو.
- الخيار.
- الباذنجان.
- الخس.
- الطماطم.
ماذا لو لم ينجح النظام الغذائي قليل الفودماب معك؟
هي تجربة في نهاية المطاف، ولن تخسر شيئًا معها، فإن لم يُخفِّف أعراض القولون العصبي، فلن يزيدها حتمًا، لكن كما ذكرنا ينبغي أن يكون اتّباع ذلك النظام الغذائي تحت إشراف مُختص التغذية، فهو من سيُخبرك متى تتوقف عن المحاولة، وتُجرِّب نظامًا غذائيًا آخر.
عمومًا قد أظهر النظام الغذائي قليل الفودماب نجاحًا ملحوظًا لحالات القولون العصبي، حسب "Clevelandclinic"، لكن نحو 25% فقط مِمّن جربوه لم يستفيدوا منه كثيرًا.
هل يقضي النظام الغذائي قليل الفودماب على القولون العصبي نهائيًا؟
لا يُعدّ النظام الغذائي قليل الفودماب علاجًا نهائيًا للقولون العصبي، وإنّما هو جزءٌ من نهج علاجي مُتعدِّد الطرق لتخفيف أعراض القولون العصبي، وتحديد الأطعمة التي تزيد الأعراض لتجنُّبها أو تقليل الكمية المتناولة منها.