شركة هولندية تخطط لإنجاب "طفل فضائي".. ما القصة؟
مع تقدم السياحة الفضائية على قدم وساق، قد تكون محاولات الحمل البشري في الفضاء مسألة وقت فقط، هذا ما تخطط له شركة هولندية. لكن هذه التجارب لا تزال بعيدة المنال، لأن الشركة لم تجر حتى تجاربها على الفئران بعد.
وتخطط شركة "Spaceborn United" الهولندية الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق بإنجاب "طفل فضائي"، بدعوى أنه "إذا أرادت البشرية أن تصل إلى النجوم حقًا، فسنحتاج إلى إيجاد طريقة للتكاثر هناك"، حسبما قال إغبرت إديلبروك، الرئيس التنفيذي لشركة Spaceborn United.
وتهدف شركة Spaceborn United الهولندية على المدى القريب إلى اختبار ما إذا كان من الممكن تحقيق تكاثر قوارض مختبرية في الفضاء، كما تهدف إلى دعم الحمل البشري والولادة في الفضاء، في خطوة يقول "إديلبروك" إنها ضرورية إذا أراد الناس أن يعيشوا خارج الأرض، وقال لـ"MIT Technology Review": "البشرية تحتاج إلى خطة احتياطية. إذا كنت تريد أن تكون كائنًا مستدامًا، فأنت تريد أن تكون كائنًا متعدد الكواكب".
اقرأ أيضًا: حقيبة أدوات تائهة في الفضاء يمكن رؤيتها.. ما القصة؟
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن رئيس شركة Spaceborn United الهولندية، قوله إن تقنية "حاضنة الأجنة الفضائية" الخاصة بالشركة، والتي هي عبارة عن جهاز على شكل قرص مصمم لاحتواء الخلايا الجنسية الذكرية والأنثوية - الحيوانات المنوية والبويضات - ودمجها في مدار أرضي منخفض، وبعد 5-6 أيام من النمو، سيتم تجميد الجنين النامي بالتبريد وإعادته إلى الأرض، حيث سيتم فحصه لتحديد ما إذا كان من الممكن زرعه في أم بديلة، وفقًا للمواد الإعلامية للشركة.
وطبقًا لما نقلته وكالة AFP الفرنسية، قال "إيدلبروك"، إن تجميد الأجنة يهدف إلى المساعدة في حمايتها خلال الحدث المؤلم المتمثل في العودة إلى الغلاف الجوي للأرض.
وطبقًا للوكالة الفرنسية أيضًا، فمن المقرر أن يُطلق الجهاز إلى مدار أرضي منخفض في نوفمبر 2024. ثم بعد هذه التجربة، تخطط "Spaceborn" لاختبار الأجنة البشرية المخصبة تحت الجاذبية الاصطناعية ثم تحت ظروف الجاذبية المنخفضة.
لكن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن "الافتقار إلى الجاذبية" يعد أحد العوائق الأساسية أمام التكاثر البشري خارج كوكب الأرض، خاصة أنه ليس من الواضح كيف سيؤثر نقص الجاذبية على نمو الجنين.
اقرأ أيضًا: الصين ترسل "أصغر طاقم سنًا" في تاريخها إلى الفضاء
ووفقًا للصحيفة البريطانية فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن البيئة منخفضة الجاذبية يمكن أن تغير كيفية انقسام الخلايا الجذعية الجنينية، وكيفية تمايزها إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وكيفية دفاعها ضد تلف الحمض النووي، خاصة أن جميع هذه الدراسات أُجريت على أطباق من الخلايا المزروعة في المختبر، وليس من الواضح كيف ستترجم النتائج إلى خلايا حيوان حي أو شخص.
وليس الجاذبية وحدها هي العائق أمام هذه التجربة، لكن "الإشعاع" يعد مشكلة رئيسة أخرى. لأنه خارج الغلاف المغناطيسي للأرض، إذ سيقصف الإشعاع الكوني المجري "GCR" مركبة فضائية وركابها، ما قد يؤدي إلى تعزيز طفرات الحمض النووي والسرطان، وبالنسبة للجنين الذي تنقسم خلاياه بسرعة، قد يكون هذا النوع من التدخل كارثيًا.