11 استراتيجية تساعد رواد الأعمال على تحويل الأزمات لنجاحات
النقد من الأمور الطبيعية التي يواجهها كثيرون، وبالأخص رواد الأعمال بصورة مستمرة، ولهذا نقدم هنا أهم الاستراتيجيات التي تساعدهم على تحويل النقد إلى وقود نجاح.
طبيعي ألا تتقبل الغالبية العظمى من الناس الانتقادات، لا سيما رواد الأعمال، لكن عليهم أن يتفهموا الواقع ويتحضروا له، وذلك لأنه مليء بالعديد من وجهات النظر المختلفة، التي قد يكون بعضها في صفهم وبعضها الآخر ضدهم.
لذا لا بد من مواجهة النقد والتعامل معه بذكاء، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما زاد معدل ابتكارنا واختلافنا عن الآخرين، زادت الانتقادات التي تحاصرنا، وهو ما يحتم علينا ضرورة الاستعداد للتعامل مع كل المتغيرات من حولنا.
ولكن من المهم أن تضع في اعتبارك أن الكارهين سيكرهونك بغض النظر عن أي شيء. لذا ما هي خطتك كرائد أعمال لتحويل تلك المعركة القائمة ضدك إلى وقود يزيد من نجاحك وتطورك؟
سوف نتعرف معًا في السطور التالية على استراتيجيات عمل تساعد رواد الأعمال على تحويل الأزمات إلى نجاحات مستمرة، فاكتشفها وحاول أن تطبق تفاصيلها لتظفر بنفسك أولاً، ومن ثم يكون بوسعك ثانيًا المواجهة والانطلاق للأمام.
الاستراتيجية الأولى: تعلم نظرية "ظهر البطة"
هل تتذكر عندما انتقد شخص ما رؤيتك الريادية التي تتبعها في أعمالك الخاصة؟ هل شعرت وكأنها ضربة قاضية لا تستطيع الرد عليها؟ الحقيقة أن رواد الأعمال لا بد أن يتسموا بالقوة والتحمل، ولهذا شبّه البعض الأمر بضرورة أن يكون جلدهم مماثلاً لظهر البط، بحيث يكون مقاومًا للماء؛ فحين تهب عاصفة النقد، لا بد من التحضر لها لتفاديها والابتعاد عنها فورًا.
ويجب أن تتذكر أيضًا أنهم لا يهاجمونك بشكل شخصي، بل يتحدثون عن الفكرة بشكل مستقل، وبعيدًا عن ذاتك أو شخصيتك.
ولنأخذ الملياردير وأغنى رجل في العالم "إيلون ماسك" مثالاً على هذا الأمر، فقد كان ولا يزال يواجه انتقادات كبيرة بسبب مشروعاته المختلفة بدءًا من "تسلا"، وصولاً إلى "سبيس إكس" وتطويرات تطبيق "x"، وبالرغم من ذلك، فهو لا يولي تلك الانتقادات انتباهًا، هل فكرت لماذا؟ لأنه يرى النقد فرصة كبيرة للتحسين من الفكرة، وليس هجومًا شخصيًا على ذاته.
الاستراتيجية الثانية: كن أنت المترجم الناقد
دعونا نعترف أنه حين يزداد النقد خاصة في الجلسات العادية التي لا يكون لها علاقة بالعمل، فإننا نشعر بالانزعاج، ولكن المنتقدين لا يمكن أن يكونوا مخطئين على الدوام، وفي تلك الحالة عليك أن ترتدي قبعة المترجم الناقد، ويصير بمقدورك ترجمة النقد الموجه لك وتحويله إلى تعليقات بناءة يمكنك تنفيذها. ورغم أن تلك المسألة تبدو صعبة بنفس درجة صعوبة العثور على إبرة في كومة قش، لكنها مهارة مهمة تستحق أن تهتم بها وتطورها.
لنأخذ على هذا مثال "سارة بلاكي" التي تقف وراء شركة تصنيع الملابس الداخلية الأمريكية "سبانكس"، والتي تقدر قيمتها السوقية الآن بمليار دولار، إذ سبق لها أن واجهت العديد من الانتقادات قبل أن تحولها إلى أفكار قابلة للتنفيذ، وهو ما يعني أن بمقدورك استخدام النقد كبوصلة توجهك في طريقك للإبحار في بحر ريادة الأعمال.
الاستراتيجية الثالثة: تفهم دوافع النقد
يأتي النقد بأشكال مختلفة، إذ يريد البعض مساعدتك فعلاً والبعض الآخر لا يهدف سوى لهدمك وانتقادك بلا دافع أو هدف، ومن المهم لك كرائد أعمال أن تفهم دوافع الشخص الذي يقدم لك النقد، فهذا يحميك من موجة تفكير متقلبة وطاقة مهدرة في التفكير.
هل هذه الانتقادات تهدف إلى هدمك أم بنائك؟ سؤال قد يتبادر إلى ذهنك في تلك الأثناء، ولهذا عليك محاولة فهم المقصد من وراء كلمات النقد، ومعرفة ما إن كانت تلك الكلمات تساعدك على التقدم؟ أم أنها مجرد كلمات هدامة؟، والنصيحة هنا هي أن تتجاهل الحقد وأن تحتفظ بالحكمة.
اقرأ أيضًا:أفكار مشاريع محدودة المخاطر تحقق أرباحًا مرتفعة في 2024
الاستراتيجية الرابعة: ادعم نفسك
في بعض الأحيان ننسى أن ندعم أنفسنا خلال رحلة العمل الطويلة، ومن المهم أن نعرف أن الشك في النفس هو قاتل صامت للأحلام والطموحات، ولهذا لا بد من محاولة الحفاظ على تبني موقف إيجابي تجاه نفسك، والتأكد من وجود ثقة بنفسك طوال الوقت.
قصة "والت ديزني" هي مثال مميز على هذه النصيحة، فقد تم فصله من عمله لأنه لم يكن شخصًا مبدعًا بشكل كاف، وقد واجه العديد من المشكلات والإخفاقات التجارية قبل إنشاء "ديزني"، لكن إيمانه بنفسه كان راسخًا، وهو ما ساعده على الاستمرار في رحلته إلى أن أصبحت "ديزني" من أبرز الشركات العالمية.
الاستراتيجية الخامسة: تعلم الامتنان
الامتنان من الأشياء المميزة التي نتجاهل فعلها بشكل دائم في حياتنا، والفكرة هي أن النقد لا يؤثر عليك بالشكل الكافي إلا إذا سمحت له بذلك، فلماذا لا تنزع فتيل الموقف بكلمة شكرًا؟ قد يكون هذا الأمر بديهيًّا، إذ إن التعبير عن الامتنان مع منتقديك قد يكون محبطًا لهم بشكل ملحوظ.
ضع في اعتبارك أن منتقديك يخصصون وقتًا من يومهم للتركيز على كل ما تفعل، وقد تكون تعليقاتهم مؤلمة وسلبية، ولكن عملك قد لفت انتباههم على الأقل، ومن ثم يمكنك أن تطوع ذلك، وتستخدمه لصالحك وأن توجه لهم الشكر، وباتباعك تلك الطريقة، فأنت لا تتعامل مع النقد فحسب، بل تتحكم في أفعالك وتصرفاتك أيضًا.
وسبق أن قال "بيل غيتس" ذات مرة: ''عملاؤك الأكثر تعاسة هم أكبر مصدر للتعلم''، فكر بتلك الجملة وضعها دائمًا في الحسبان، فيمكنك أن تحول منتقديك إلى معلمين دون قصد.
اقرأ أيضًا:أسهل طريقة لتحليل الأسهم السعودية.. وهذه أفضل المواقع المستخدمة
الاستراتيجية السادسة: اكتشف عقلية النمو
تقبل النقد يتطلب منك عقلية النمو، فهذا هو الدرع الأخير ضد الأشخاص الكارهين. واكتشافك عقلية النمو هو أمر يرتبط بفهم إمكانية تطوير القدرات وتعلم الذكاء، كما أنه يرتبط بفكرة الإيمان بالذات، وبإمكانياتك وإمكانيات نموك رغم ما تواجهه من انتكاسات وانتقادات.
عندما أُطلقت "Airbnb" لأول مرة، فإنها واجهت انتقادات لا حصر لها باعتبارها فكرة سخيفة. وعلى الرغم من ذلك، فقد تمسك المؤسسان، "بريان تشيسكي" و"جو جيبيا"، بفكرتهما وعقلية النمو الخاصة بهما، ورحبا بالنقد وتعلما منه، ما جعلهما يغيران استراتيجيتهما، وفي النهاية وصلت قيمة الشركة السوقية إلى مليار دولار.
الاستراتيجية السابعة: تعاطف مع منتقديك
امتهانك ريادة الأعمال أمر لا بد أن يهيئك لتتعاطف في بعض الأوقات مع عملائك، فلماذا لا تتعاطف تجاه منتقديك أيضًا؟، حاول أن تحل محلهم، وأن تفكر من خلال وجهة نظرهم في بعض الأحيان، فهذا قد يساعدك على التعاطف مع هؤلاء الأشخاص، وفهم مخاوفهم والأفكار التي تكمن حول تلك الانتقادات.
هذا يساعدك على تطبيق الاستراتيجيات المختلفة من أجل فهم النقد والتعامل معه، وقد تكتشف زاوية جديدة يمكنها أن تعزز عملك.
الاستراتيجية الثامنة: اختر معاركك
لتتمكن من مواجهة الواقع، عليك أن تدرك أنك غير مطالب بالتركيز في كل انتقاد يوجه لك، فالأمر لا يستحق هذا كله ولا يجب أن يأخذ من تفكيرك، والأهم هو فهم متى يتم الرد ومتى يجب التزام الصمت؟، وكما يقال في صلاة السكينة لـ"رينهولد نيبور": ''امنحني السكينة لأقبل ما لا أستطيع تغييره، والشجاعة لتغيير ما أستطيع تغييره، والحكمة للتفريق بينهما''.
فكر في تلك الجملة في أثناء رحلتك الريادية، وتأكد أنها الدرع غير المرئي ضد رياح النقد غير البناء الذي لا يوجد له أي أساس من الصحة.
الاستراتيجية التاسعة: تعلم فن ترويض الأنا
كونك رجل أعمال فهذا يعني أن لديك فرصة كبيرة لتتمتع باحترام كبير لنفسك ولذاتك، ولكن تذكر بأنه يوجد خط طفيف بين احترام الذات والأنا.
النقد يؤذي الأنا وليس احترام الذات، ولهذا فإن حفاظك على احترامك لذاتك والسيطرة على غرورك هو أمر جيد، ما يسمح لك بتقييم النقد والتعامل معه بموضوعية ودون السماح له بتحطيم الثقة بالنفس.
الاستراتيجية العاشرة: استشر من حولك
من المهم إحاطة نفسك بمجموعة من الأشخاص الذين يمكنك استشارتهم حين يكون لديك الكثير من الانتقادات؛ وذلك لأنهم يساعدونك على تقييم مدى مصداقية النقد، وتقديم الدعم خلال الأوقات الصعبة.
ولنأخذ "أوبرا وينفري" مثالاً على هذا الأمر، إذ سبق لها أن واجهت الكثير من الانتقادات على مدار حياتها المهنية، ولكن شبكتها الموثوقة من المستشارين كانت لها بمثابة البوصلة التي قادتها نحو قمة النجاح.
الاستراتيجية الحادية عشرة: تأمل النقد
يمكنك استخدام النقد الموجه لك كمرآة تعكس ما تعرضه للعالم، فهذه فرصة كبيرة للتفكير في إمكانية تحسين مشروعك الريادي، وإذا تكررت نفس الانتقادات لأكثر من مرة من أشخاص مختلفين، فربما تكون علامة على ما تحتاج إلى تغييره، وحينها يمكنك اتخاذ القرار وتحسين الآراء التي تتعرض لعملك.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا التقرير الذي تعرفنا من خلاله على أبرز استراتيجيات العمل التي يمكن أن تساعدك كرائد أعمال على تحويل الأزمات والانتقادات إلى نجاحات والتعامل معها بحكمة.