كيف يفكر الرجل والمرأة؟ فروق أساسية تمنع الخلافات اليومية
يتوقع الرجل من المرأة فهمه حتى في أوقات صمته، وتنتظر المرأة من الرجل الدلال حتى في أوقات أخطائها الكبيرة، ويعيش الاثنان على أمل تحقيق معادلة فهم الآخر والعيش حياة هادئة خالية من المشكلات والخلافات، كالتي تظهر على شاشات السينما.
السؤال هنا، هل حياة الأفلام من الممكن تجسيدها في الواقع؟ في الحقيقة نعم يمكننا يا عزيزي الرجل بكل سهولة ويسر تحويلها إلى واقع، والأمر لن يأخذ معنا وقت كبير لكنه يحتاج فهم، وتعليم وممارسة ومرونة.
هذا ما تؤكده أغلب الدراسات التي تتحدث عن علاقة الرجل والمرأة بشكل عام، وعن طريقة تفكير كل منهما، والتي تؤكد أن فهم طريقة تفكير الآخر تسهل الحياة معه، كالذي يأخذ خريطة الدولة وأفضل الأماكن التي عليها زيارتها قبل السفر إليها.
لذا، عليك فهم ومعرفة طريقة تفكير الطرف الأخر وكيف يشعر في كل موقف أو حالة؛ من أجل الاستمتاع معه بحياة خالية من المشاكل والخلافات اليومية، وهذه النقاط سوف تسهل المهمة عليك، لأنها تشرح لك كل شيء ببساطة.
فروق فسيولوجية بين الرجل والمرأة
في البداية دعنا نأخذك في جولة سريعة إلى الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة، لتعرف القوة البدنية لكل منهما:
لدى الرجال جلد أكثر سمكًا بنسبة 25% من النساء، وعظام وأوتار وأربطة أكثر كثافة وقوة من النساء، بينما تحتاج النساء عادةً إلى الحديد أكثر من الرجال، ويرجع ذلك إلى فقدان الدم أثناء فترة الحيض.
لدى الرجال كتلة عضلية أكبر من النساء. وهذه العضلات الهيكلية أسرع وأقوى، لكن عضلات المرأة تقاوم التعب بسهولة أكبر وتتعافى بشكل أسرع.
ثاني أطول إصبع بالنسبة لمعظم النساء هو السبابة، لكن الرجال عكس ذلك وعادةً ما يكون لديهم أصابع البنصر والتي تكون أطول من أصابع السبابة.
هناك اختلافات في الطريقة التي يتم بها بناء أدمغة الذكور والإناث، وكيفية معالجة المعلومات، والتفاعل مع الإشارات الكيميائية، مثل أن الرجال لديهم المزيد من المادة الرمادية التي تحتوي على معلومات، ولكن النساء لديهن مزيد من المادة البيضاء، التي تربط أجزاء مختلفة من الدماغ، كما أن لدى النساء مراكز ذاكرة أكبر من الرجال.
يصل كلا الجنسين إلى ذروة كتلة العظام في سن الثلاثين تقريبًا، وفي سن الأربعين، يبدأ الرجال والنساء في فقدان العظام.
تتراكم الدهون عند النساء في الوركين والفخذين، وتميل الدهون إلى التراكم حول منطقة البطن عند الرجال.
الرجال لديهم معدلات ضربات قلب أقل في أثناء الراحة من النساء، لكن النساء لديهن معدلات ذروة ضربات القلب أقل، وعادة ما ترتفع معدلات ضربات قلب الرجال بشكل أسرع في أثناء ممارسة التمارين الرياضية وتتباطأ بشكل أسرع بعد ذلك.
اقرأ أيضًا:كيف تتعامل مع زوجتك المُصابة بالكذب القهري؟
فروق نفسية بين الرجل والمرأة
بصرف النظر عن الفروق الجسدية الواضحة، فالسؤال الآن.. ما هي الفروق النفسية بين الرجل والمرأة؟ من المؤكد أن هناك اختلافات فريدة بين الجنسين ينبغي التأكيد عليها والاحتفاء بها، من بينها:
الحساسية الزائدة
تقول دراسة نُشرت على موقع "Emotion" أن النساء لديهن إحساسًا عاطفيا أعلى من الرجال؛ لأن النساء من النوع الذي ينجب الأطفال وبطبيعتهن لديهن حساسية شديدة تجاه الآخر.
الخوف من الوحدة
من المعروف أن الوحدة تزداد مع تقدم العمر، حيث نبدأ حياتنا بشبكة اجتماعية واسعة ومع مرور الوقت، يفترق الأشخاص في طرقهم المنفصلة، ويصبح من الصعب الحصول على الأصدقاء والمعارف، وهذا ما يشعر به الرجل أسرع من المرأة، وبسببه يعاني الرجل من اضطرابات كثيرة مرتبطة بالتجمعات والتمسك بالأصدقاء وقضاء أغلب الوقت معهم، لأنه يشعر أنه سوف يأتي عليه الوقت ويكون وحيدًا، وأن الشيخوخة تقترب منه أسرع.
لغات التعبير عند النساء والرجال
فحص فريق من علماء النفس من جامعة ولاية سان فرانسيسكو، مدى اعتماد الرجال والنساء على حواسهم لنقل أفكارهم وعواطفهم لفظيًا، وتبين ميل الرجال إلى استخدام الخطاب النهائي الذي يركز على الصورة الأوسع والغرض النهائي للفعل بدلاً من الخطاب الملموس والعاطفي الذي يركز على التفاصيل التي تستخدمه المرأة.
كيف يفكر الرجل وكيف تفكر المرأة؟
يميل توجه الرجل نحو الحياة إلى الخارج، حيث يشعر أن هدفه الأكبر ومصيره يكمنان في الصيد والاستكشاف، ويراهن الرجل كثيرًا على معرفة أن لديه ما يلزم لإكمال المهمة وإنجازها على عكس المرأة، فهو لا يميل إلى "الاحتضان" أو "تذوق" التجارب ذات المغزى أو "البقاء" في هذه اللحظة.
بشكل عام، الرجل حريص على الانتقال إلى الشيء التالي، كما أن مشاعره تتمحور حول ما يفعله أو الأسباب التي دفعته إلى القيام بذلك، وهذا أقل أهمية بالنسبة له من الرغبة والفرصة لإنجازه.
و لاغتنام الفرص المتاحة له والاستفادة منها إلى أقصى حد، يجب أن يكون الرجل على استعداد للمجازفة وبناءً على ذلك، فإن الميل إلى التعرض لدرجة معينة من المخاطرة يعد أمرًا أساسيًا لشخصيته الذكورية.
كما أن القيادة، رغم أنها ليست بالضرورة حكرًا على الذكور، إلا أنها من طبيعته.
فيما يميل تفكير المرأة إلى أن يكون موجهًا نحو الداخل أكثر، على عكس الرجل، الذي يجب أن يخرج إلى العالم ليجد مصيره، فإن المرأة تمتلك مستقبلها داخل نفسها، لديها ثقة خفية ولكن عميقة في هذا، كما تهتم المرأة بالوجود أكثر من الاهتمام بالفعل، وتجد سبب وجودها في العلاقة.
وعلى الرغم من أنها تقدر العلاقات قبل كل شيء، إلا أن المرأة لا تدخل فيها بشكل عشوائي، إذ إنها تختار ببطء وتستقبل بحكمة، كما أنها دومًا تبحث عن الأمان نحو العلاقات وتضع أهمية كبيرة على السلامة والأمن إلى حد أكبر بكثير من الرجل.
وتميل الأنثى بشكل طبيعي إلى الاستجابة للمنكوبين، أو المحتاجين، أو المتألمين بتعاطف ورعاية فورية.
وغالبًا يتحدث الرجال لتوصيل المعلومات أو الأفكار، فيما تتحدث النساء لتوصيل المشاعر والأفكار، ونتيجة لذلك، تميل النساء إلى استخدام الكلمات أكثر من الرجال.
ودائمًا ما ترغب المرأة في الإنصاف والخضوع، وتريد أن تكون مساوية للرجل، ولكن مساوية من نوع خاص جدًّا، على المستوى العميق والأساسي، حيث إن لديها رغبة قوية في أن يتم قيادتها وحمايتها ورعايتها.