لرواد الأعمال.. 5 نصائح لتطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة شركتك
يتغير الواقع التكنولوجي يومًا بعد الآخر، وبطبيعة الحال يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في هذا التغيير، ما يفرض عليك كصاحب أعمال مواكبة هذا التطور لخدمة شركتك.
لم يعد أمام قادة الأعمال رفاهية تهميش أو تجاهل الذكاء الاصطناعي، بل بات لزامًا عليهم أن يفهموا أحدث تقنياته وتطبيقاته القوية، من أجل تحقيق أهداف الأعمال مهما كان النشاط التجاري الخاص بهم.
المتابع الجيد لمستجدات الأوضاع على الصعيد العملي فيما يخص النشاط التجاري، مهما كان نوعه، سيدرك للوهلة الأولى أن أصحاب ورواد الأعمال باتوا يهتمون بوضع استراتيجيات لأعمالهم مبنية على الذكاء الاصطناعي.
وبدأ كثير من كبار المسؤولين التنفيذيين والمديرين في التخطيط لهذا الواقع المستقبلي الجديد منذ فترة من الوقت، ويبدو أنه لم يعد هناك فرصة للتخلف عن هذا المسار، وإلا فالخسائر ستكون أكبر.
سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي
أظهرت بيانات خلصت إليها شركة "ستاتيستا" الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين أنه من المتوقع أن تصل إيرادات سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي في كل أنحاء العالم إلى 126 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
فيما أشارت شركة "جارتنر" الأمريكية المختصة في الأبحاث والاستشارات التكنولوجية إلى أن 37 % من الشركات والمؤسسات بدأت تستعين بالذكاء الاصطناعي بشكل من الأشكال.
وكذلك بدأت تنمو نسبة الشركات التي تهتم بتوظيف الذكاء الاصطناعي بنسبة 270% على مدار السنوات الأربع الماضية.
وبالتزامن مع بدء اندماج التكنولوجيا بشكل أكبر في المزيد من الصناعات، بدأ يتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك بدأ يتزايد التركيز على "الذكاء الاصطناعي التوليدي" وحده ليشمل الوسائط المرئية، الواجهات التوليدية، النصوص، الكلام، الصوت وكذلك الرموز بأنواعها.
اقرأ أيضًا: وفق استطلاع للرأي.. الذكاء الاصطناعي قد يعرض البشرية للخطر
ولهذا نستعرض فيما يلي أبرز 5 نصائح يمكن أن يدمج بها رواد الأعمال حلول الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الخاصة:
1- البدء بفهم عالم التكنولوجيا
في البداية يجب عليك معرفة أن هناك أنواعًا مختلفة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتسم كل نوع منها بسمات خاصة وتكون له أغراض مختلفة. فهناك مثلاً تعلم الآلة "ML"، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يسمح للحواسيب بالتعلم دون أن تتم برمجتها بشكل صريح، وكذلك هناك ما يعرف بـ "التعلم العميق" أو "DL"، وهو نوع مشتق من تعلم الآلة، يستعين بالشبكات العصبية الاصطناعية للتعلم من البيانات، وهناك معالجة اللغة الطبيعية "NLP" الذي يسمح للحواسيب بفهم ومعالجة اللغة الطبيعية، وأخيرًا هناك رؤية الكمبيوتر "CV" وهو نوع من الذكاء الطبيعي يسمح لأجهزة الكمبيوتر بفهم ومعالجة الصور ومقاطع الفيديو، ويمكن استخدام خوارزمياتها للقيام بمهام من ضمنها اكتشاف الأشياء، التعرف على الوجوه، وكذلك تصنيف الصور.
2- تحديد الاحتياجات
عليك في تلك الجزئية أن تسأل نفسك سؤالاً مباشرًا: "ما الذي تحاول تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي؟"، بمجرد أن تحدد احتياجاتك، يمكنك البدء بعدها في تضييق نطاق الشركات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بمجال عملك، وربما واحدة من أوائل التقنيات التي بدأت تظهر في مجال التجارة الإلكترونية هي المرتبطة بطرق تحسين تجربة العملاء. ويمكنك القياس على ذلك لإيجاد طرق تستغل بها الذكاء الاصطناعي لصالحك على حسب مجال عملك الخاص.
3- تقييم مختلف شركات الذكاء الاصطناعي
يمكنك البحث في تلك المرحلة عن أفضل الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تمتلك سجلاً حافلاً بأفضل التقنيات التي يمكنك الاستفادة منها على أفضل ما يكون بالنسبة لشركتك. ويجدر بك هنا أن تأخذ بعين الاعتبار خبرات الشركة في التقنيات التي تود الاستعانة بها.
اقرأ أيضًا:هل نشجعك على تعيين مهندس للأوامر في مؤسستك؟
4- تقييم قصص النجاح وحالات الاستخدام
لك أن تعلم هنا الطريقة التي يُستَغل بها الذكاء الاصطناعي في عالم البيزنس اليوم عن طريق:
خدمة العملاء
تُصنع روبوتات للدردشة بالذكاء الاصطناعي لخدمة العملاء على مدار 24 ساعة يوميًا طوال أيام الأسبوع. ويمكن لتلك الروبوتات أن تُجيب على تساؤلات العملاء، تحل لهم مشكلاتهم، بل تقدم لهم التوصيات التي تساعدهم على تجاوز بعض العقبات، أو الاستفادة من بعض العروض وهكذا.
التسويق والمبيعات
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الجهود التي يتم بذلها لتحسين التسويق والمبيعات. إذ يمكنه تحديد واستهداف العملاء المحتملين، تخصيص الرسائل التسويقية والتنبؤ بحركة العملاء.
تطوير المنتجات
يُستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع الآن في تطوير خدمات ومنتجات جديدة. فيمكن للخوارزميات أن تُستخدم في تحليل بيانات العملاء، وتحديد احتياجاتهم، وتوليد أفكار جديدة عن المنتجات.
التصنيع والعمليات
يُستخدم الذكاء الاصطناعي حاليًا لتحسين جداول الإنتاج، التنبؤ بأعطال المعدات وتحديد مشكلات مراقبة الجودة.
5- البدء على نطاق محدود
نصح الخبراء في تلك الجزئية بعدم الإقدام بشكل مباشر على تنفيذ حلول معقدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل أوصوا بإمكانية البدء في تنفيذ حل واحد بسيط باستخدام الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة معينة تواجهها في عملك. وبمجرد نجاحك في تنفيذها على أفضل ما يمكن، سيكون بوسعك أن تزيد من نطاق تلك الحلول، أو الجهود المبذولة في هذا الإطار بصورة تدريجية.
ويمكن القول في الأخير إن الذكاء الاصطناعي هو إحدى الأدوات التكنولوجية القوية المتوقع أن تساهم في تغيير وجه العالم، وتحويل مساره لاتجاهات لم يسبق لها حتى أن خطرت على بال بشر.
لكن الشيء المؤكد أنك كصاحب أو رائد أعمال يمكنك تطويع ذلك الذكاء الاصطناعي لصالح أعمالك على أفضل ما يكون بمجرد انتهائك من فهم أنواع تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، والشركات العاملة في هذا المجال لانتقاء الأفضل من بينها، والتعاقد معها على ما تقدمه من خدمات.