داخل كواليس Apple .. توظيف الذكاء الاصطناعي لإنتاج شيء مختلف!
أصبح الذكاء الاصطناعي الصيحة الأحدث في عالم التكنولوجيا مع دخول كثير من الشركات المتنوعة فيه، ومنها شركات لم تكن موجودة قبل عدة سنوات مثل OpenAI التي أحدثت هذه الثورة وجعلتها قريبة من المستخدمين عبر روبوت الدردشة الذكي ChatGPT، كما أن الشركات العملاقة التي تتربع على عرش التقنية في العالم دخلت إلى هذا المجال أيضًا بدايةً من مايكروسوفت التي قررت الاستثمار في OpenAI والاستفادة من تقنياته حتى جوجل التي قررت تطوير روبوت الدردشة الخاص بها.
ولكن وسط كل هذه الشركات وكل الاختيارات المتاحة للبرمجيات والأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقفت أبل في منأى عن هذه الضجة، مفضلةً الابتعاد عن تقديم أدوات مخصصة للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، ومكتفيةً باستخدام هذه التقنيات وسط منتجاتها الموجودة.
لماذا اتبعت أبل هذا الأسلوب حتى الآن، وهل تنوي الابتعاد عن هذا القطاع للأبد؟ أما أنها تستعد لإطلاق نسخة ذكاء اصطناعي خاصة بها ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات مستخدميها كما اعتدنا من الشركة؟
أداة توليدية تنافس ChatGPT
بحسب التقارير التي ظهرت في الآونة الأخيرة، فإن الشركة العملاقة تعمل الآن على تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، وذلك بعد أن تمكنت من تطوير نموذج اللغة العميق تحت مسمى Ajax، وهو الاسم الذي اختارته الشركة للنواة التي ستبني عليها جهود الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
بالاعتماد على النموذج الجديد الذي طورته أبل، فإن الشركة تعمل الآن على تجهيز AppleGPT كما وصفتها التقارير، وهي أداة ذكاء اصطناعي توليدية قادمة لمنافسة ChatGPT كما يبدو من الاسم.
التقارير التي تشير إلى هذه الأداة ظهرت في منتصف يوليو الماضي، ومع ظهورها ارتفعت أسهم أبل بنسبة تاريخية وصلت إلى 2.3٪ لتحقق 198.23 دولار للسهم الواحد، وذلك بفضل الأخبار والشائعات عن وجود نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها، رغم أن الشركة رفضت التعليق رسميًا على هذا الأمر ولم تؤكد وجوده.
رسميًا، صرح تيم كوك المدير التنفيذي لشركة أبل ووجه الشركة الإعلامي في جميع المؤتمرات أن أبل تخطط لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مستقبلا، ولكن هذا الاستخدام ليس واضحًا حتى الآن، لأن هذه الأدوات تضم مجموعة من العيوب التي يجب حلها قبل أن تتمكن أبل من استخدامها في جميع منتجاتها، ولكن في الوقت الحالي ستستمر الشركة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الأدوات التي تمتلكها مثل المساعد الصوتي الذكي أو تطبيقات الإنتاجية والصور وغيرها من خدمات الشركة.
ورغم هذه التصريحات والتجاهل التام من الشركة، إلا أن التقارير التي صدرت تُشير إلى وجود نموذج ذكاء اصطناعي واحد على الأقل طورته أبل وأطلقته بشكل داخلي للمهندسين العاملين في الشركة مع نهاية عام 2022 الماضي.
الإطلاق لم يكن لجميع المهندسين ولجميع الفرق بسبب المخاوف الأمنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية، ولكنه كان بشكل ضيّق لفريق صغير من المهندسين الذين عملوا عليه، ورغم أن دائرة مستخدمي هذه التقنية تتسع تدريجيًا، إلا أن استخداماتها مازالت محدودة، إذ تحظر أبل على موظفيها استخدام أي نتائج من هذا الروبوت مع عامة المستخدمين وتقصر استخدامه على الفرق الداخلية في الشركة.
النفع الذي يعود على المستخدم النهائي
أحد الأسباب التي أشارت لها التقارير، أن الشركة مازالت تحاول إيجاد طريقة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والنفع الذي يعود في النهاية على المستخدم النهائي، وذلك لأنها تبحث عن سيناريو يختلف عن بقية أدوات الذكاء الاصطناعي.
في الغالب، تستطيع الشركة دمج أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مع المساعد الصوتي Siri، ورغم أن هذا قد يقدم تحديًا كبيرًا للشركة، إلا أنه في النهاية يقدم استخدامًا مفيدًا للتقنية، كما يمكن أن تعمل الشركة على تطوير نموذج دردشة سريعة يتم تثبيته في منتجاتها ويمكن الوصول إليه بسهولة على غرار BingAI.
اقرأ أيضًا:آيفون 15 برو ماكس.. آلة التصوير المطلقة في حجم الجيب
ليست غريبة عن عالم الذكاء الاصطناعي
أبل تحاول جاهدةً إيجاد حلول مبتكرة لتقديم روبوت الدردشة والذكاء الاصطناعي، وربما يكون هذا السبب الوحيد الذي جعل الشركة تتأخر في الإعلان عنه، لأنها ليست غريبة عن أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
في السنين الماضية، استخدمت أبل تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمجتها بشكل مباشر مع كثير من منتجاتها في مختلف الجوانب، وربما كان التطور الحادث في المساعد الصوتي Siri في الآونة الأخيرة المثال الأكثر وضوحًا على هذا الأمر، وذلك إلى جانب تقنيات معالجة الصور المختلفة.
ويمكن القول بأن الشركة بدأت في الاستعداد لتقديم نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وهو الأمر الذي كان واضحًا من مواصفات أحدث معالج قدمته الشركة وهو A17 pro، إذ ركزت أغلب الترقيات في هذا المعالج على أنوية الذكاء الاصطناعي والأنوية العصبية فيه.
المعالج الجديد قادر على تسريع وتحسين نتائج عمليات الذكاء الاصطناعي المختلفة، وهو بذلك يذلل عقبة طالما وقفت أمام أحلام مهندسي الذكاء الاصطناعي بسبب ضعف المعالجات قديمًا.
لا يسعنا إلا الانتظار لنرى ما تنوي أبل تقديمه في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكنها لن تجد وقتًا أكثر مثالية من الآن لتقديم منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مع وجود نظارة الواقع المعزز المميزة والمعالجات القادرة على تلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يدفع الكثير من التقارير إلى توقع إعلان قريب من أبل حول الذكاء الاصطناعي، وهذا سيكون على الأغلب في مؤتمر WWDC العام المقبل.