ذوو القدرات الخاصة في المملكة.. إرادة تقهر المستحيل
"من رحم المعاناة يولد الأمل" مقولة آمن بها بعض ذوي الاحتياجات الخاصة، فوصلوا إلى القمة.. فهذا هو "ستيفن هوكينج" عالم الفيزياء الذي تحدى الإعاقة وسابق الزمن، و"ستيفن وندر" الكفيف الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية، والأمر ليس مقصورًا على هؤلاء فقط، بل إن المملكة العربية السعودية تزخر أيضًا بالكثير من الأمثلة التي تحدت الظروف وأصبحت أمثلة حقيقية في التحدي.
قصص هؤلاء المشاهير تحمل رسائل قوية للجميع، فهي تعلمنا أن الإرادة القوية والتصميم، التي تتحول إلى قوة لا يمكن إيقافها، خاصة في حال استطاع هؤلاء الأبطال تحقيق أحلامهم وتجاوز العقبات، فلا يمكننا سوى أن نستلهم منهم ونسعى لتحقيق أهدافنا الكثيرة.
لذا استعد للغوص معنا في عالم من الإلهام والتحفيز، حيث يبرز المشاهير من ذوي الاحتياجات الخاصة كأبطال حقيقيين يلهموننا جميعًا كيف تكون قوة الإرادة والعزيمة قوة لا يمكن إيقافها، وتحقيق الأحلام في وجه أصعب التحديات.
سعوديون وصلوا للعالمية رغم التحدي
الوصول للمراكز العالمية وحصد الميداليات، حلم كل الرياضيين، لا سيما أن منصات التتويج، هي أفضل الطرق لإثبات الذات، وتحقيق الطموحات، وهو الهدف الذي لم يكن حصرًا على الرياضيين الاعتياديين وحسب، بل على ذوي القدرات الخاصة أيضًا وهو ما تجسده لنا قصص الأبطال السعوديين الذين لم يمنعهم "اضطراب التوحد" من قهر الصعاب، والوصول للمراكز العالمية.
وتُعد متابعة أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة من الأمور الممتعة للغاية، لا سيما عندما يثبتون أن لا شيء مستحيل، إذ إن ممارسة هذه الشريحة للرياضة من أنجح الطرق لإعادة معنى الحياة إلى قاموس حياتهم، وهذه بعض النماذج التي تخطت حدود المحلية وانطلقت إلى العالمية.
عبدالله بشاوري بطل عالمي في سباق الجري
من بين أبرز الأبطال السعوديين الموهوبين الذين يعانون متلازمة التوحد، عبدالله بشاوري، الذي يعاني بعض سمات التوحد، لكنه في الوقت نفسه يتمتع بقدرات فنية مميزة وشخصية قيادية.
لديه موهبة رائعة في الرسم، سواء من خلال التقليد أو الإبداع الفني الخاص به. يشتهر بحبه للتلوين، وهو من أبطال السباحة وألعاب القوى، حاز العديد من الميداليات الذهبية والفضية في الأولمبياد الخاص، وشارك في بطولات عالمية وعربية ومحلية. يعمل حاليًّا مساعدًا إداريًّا في مركز التوحد.
عبد الله الغامدي سفير التوحد في المجتمع السعودي
عبد الله الغامدي، اختير سفيرًا للتوحد في المجتمع، وحقق بطولات في السباحة وألعاب القوى في الأولمبياد الخاص بالصين وأمريكا وعدة دول عربية، حصد خلال مسيرته الرياضية 62 ميدالية، حيث حقق المرتبة الثالثة في المسابقة الفنية "نحن والطبيعة" في الجزيرة العربية عام 2007.. انضم إلى منتخب السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 2007. ويتميز بذاكرة قوية للتواريخ والأحداث، ولديه صوت جميل للأذان والأناشيد.
اقرأ أيضًا: أمل باعطية رئيسة اللجنة النسائية للمصارعة السعودية: بَنيتُ نفسي من الصفر.. وأولادي الداعم الحقيقي
عبدالرحمن السبيعي رسام سعودي
هو شاب سعودي موهوب، يهوى تعلم مختلف أنواع الفنون، يتمتع بمهارات رسم رائعة، وقدرة على نقل الرسومات من النماذج. يعشق الرحلات وقيادة السيارات والسباحة والتلوين.
مهند علي بخش
مهند علي بخش، الذي بهر العالم بابتكاراته الفنية الرائعة، يتمتع بموهبة استثنائية، وتُجسد لوحاته الفنية الرائعة رؤية فريدة وإبداعًا لا مثيل له. لديه براعة في تطبيق تقنية القص والتغليف الحراري التي تضفي على أعماله لمسة سحرية تأسر القلوب وتجذب الأنظار.
حمود العسيري
علي حمود العسيري، شاب يعاني توحدًا بسيطًا، ويتدرب في مركز التوحد بمدينة جدة. يتمتع بمهارات رسم وتلوين وتطريز وسباحة. يتقن اللغة الإنجليزية التي تعلمها بمفرده، بالإضافة إلى مهارته في الألعاب الإلكترونية.
محمود أنيس بطل في السباحة حائز على الميدالية الذهبية
لكي يخطو محمود أنيس، السعودي الجنسية خطواته نحو العالمية، كان لا بد من وجود من يؤمن بقدراته ويشجعه على ما يقوم بممارسته من أنشطة رياضية، لتحقيق الإنجاز. وهذا ما قامت به والدته السيدة نور الريان التي أسهمت في تعزيز ثقته بنفسه وتطوير مهاراته.
وبدأت الأم رحلة تعليم ابنها السباحة من المنزل، ليكون في مأمن من الغرق، وبعد فترة تأكدت موهبته واشتركت له الأم في أحد مراكز التربية الخاصة، لتنمية الموهبة بالتدريب والتأهيل، ومع أول فرصة لمحمود للمشاركة في مسابقات محلية التي كان لا بد بها من سفر الطفل خارج جدة وافقت الأسرة ولم تعترض، مما شكل دفعة قوية لمحمود الذي ازدادت ثقته بنفسه، وتمكن من تحقيق العديد من البطولات المحلية والإقليمية والعالمية.
فارس خوج وتألق في الكاراتيه
ويستمر السعوديون في تحقيق البطولات المدهشة، وتجسيد قصص البطولات المدهشة في طشقند، أوزبكستان، حيث تألق فارس خوج وعبدالرحمن الرقراق في بطولة آسيا للكاراتيه في فئة "البارا كاراتيه" للإعاقة الذهنية. استحق هؤلاء الأبطال توجيه التحية والاحترام العميق لتحقيقهما ميداليتين ثمينتين، الذهبية والبرونزية على التوالي.
فارس خوج، الذي انتزع الميدالية الذهبية كتب التاريخ بأحرف من ذهب كأول بطل سعودي يحقق الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للكاراتيه في فئة "البارا كاراتيه" للإعاقة الذهنية. كما رفع "خوج" اسم السعودية عاليًا، وألهم الملايين بإرادته القوية وتفانيه اللافت للنظر.
عبدالرحمن الرقراق موهبة تحقق الميدالية البرونزية
أظهر عبدالرحمن الرقراق موهبته وإصراره الكبير، عند تحقيق الميدالية البرونزية بفضل مهاراته وتفانيه، نجح "الرقراق" في التألق وتحقيق إنجاز مهم، وأصبح مصدرًا لإلهام للشباب السعودي والعربي على حد سواء.
ويعد تحقيق هذه النجاحات الباهرة في الرياضة، انعكاسًا لرؤية المملكة العربية السعودية، بتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الفرص لهم للتفوق والتألق في مختلف المجالات، إنه إنجاز يجب أن يملأ قلوبنا بالفخر والفرح ويذكرنا جميعًا بقوة الإرادة والعزيمة والقدرة على تحقيق الأحلام.
وقد أصبح هؤلاء الأبطال مصدر إلهام وفخر للمملكة العربية السعودية، وللعالم العربي بأسره. وستبقى هذه القصص الرائعة علامة مشرقة في تاريخ الرياضة، والفنون، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لتحقيق الأحلام بكل قوة وإصرار.
كل هذه الأحداث تؤكد أن التفوق والإلهام من الأمور التي لا تعرف الحدود، وليس هناك أفضل مثال على ذلك من الشخصيات الشهيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين درسوا رغم الصعاب، وحصدوا التفوق في العديد من المجالات. كما أن الأسر السعودية الملهمة أسهمت في تعزيز قدراتهم لتحقيق الأحلام وتغيير العالم.
وأخيرًا فإن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة أسهمت في تحفيز هؤلاء المشاهير من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليصبحوا من الملهمين للعالم أجمع، لتمكنهم من تحطيم الحواجز وهم بالفعل أبطال حقيقيون ومصدر إلهام للآخرين. يثبتون يومًا بعد يوم أن التوحد والقدرات الجسدية المحدودة، لم تعد عائقًا لتحقيق الإبداع والنجاح، حيث يتمتع هؤلاء الأشخاص بمجموعة متنوعة من المواهب والمهارات في مجالات مختلفة مثل الفن والرياضة.