"رجيم أتكنز".. إنقاص الوزن رغم "وفرة البروتين والدهون"
بدأ يكثر الحديث خلال السنوات الماضية عن "رجيم أتكنز" باعتباره من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها لخسارة الوزن بسلاسة ودون عناء. والحقيقة أنه واحد من أشهر الحميات الغنية بالبروتين منخفضة الكربوهيدرات التي تفيد في نزول الوزن بشكل سريع، بالإضافة لعديد من الفوائد الأخرى.
وبدأ يقدم كثيرون على اعتماده في حياتهم اليومية بعدما لمسوا من تجارب غيرهم أنه مفيد وفعّال في إنقاص الوزن، تلك المعضلة التي حاولوا أن يحلوها مع أنواع رجيم أخرى، لكن دون جدوى.
ما هو نظام رجيم أتكنز؟
نظام رجيم اتكنز هو نظام غذائي يعود الفضل في ابتكاره وعرضه على الناس إلى طبيب القلب "روبرت أتكنز" وذلك خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، وكان الهدف منه وقتها هو التصدي لمشكلة السمنة.
واتضح أن الفكرة من هذا الرجيم هو تقليل الاعتماد على الكربوهيدرات وزيادة الاهتمام بالبروتينات والدهون. ويعمل الرجيم على عدة مراحل بغرض تقليل الوزن ومحاولة تثبيته عند مستوى معين، وسبق أن تحدث عنه كثيرون، وهو نهج رائد في عالم التغذية منخفضة الكربوهيدرات.
ويرى خبراء أن الفكرة من وراء حمية أتكنز تكمن بشكل رئيس في تغيير عادات الأكل لتمكين الأشخاص من خسارة أوزانهم الزائدة سريعًا، والعمل على تثبيتها، إذ إنه يعد نهجًا صحيًا يمكن اتباعه مدى الحياة للحفاظ على رشاقة الجسم، تعزيز سبل الطاقة، وعلاج ضغط الدم ومتلازمة الأيض.
ونستعرض فيما يلي طريقة رجيم أتكنز بالتفصيل، ونجيب على كثير من التساؤلات والاستفسارات التي تراود من يودون تجربة هذا الرجيم لكن تسيطر عليهم بعض المخاوف والهواجس.
كم ينقص رجيم أتكنز في شهر؟
لعل السؤال الأبرز الذي يتبادر لأذهان كثيرين حين يتعلق الأمر بمقدار الوزن الذي ينقصه رجيم أتكنز خلال الشهر، وهو ما رد عليه باحثون بقولهم إن فكرة عمل هذا الرجيم تنطوي على آلية عمله بنظام المراحل، فخسارة الوزن، والتخلص من الدهون الزائدة هي عملية تتم عبر هذا الرجيم على مراحل، إذ ينزل الجزء الأكبر من الوزن خلال المرحلة الأولى ثم يتوالى النزول.
وأشار الباحثون، وفق ما نقله عنهم موقع "dietburrp" الطبي، إلى أن ما يحدث في المعتاد هو نزول الجسم ما بين 3 إلى 4 كيلوغرامات في الأسبوع خلال المرحلة الأولى من رجيم أتكنز، أي أن معدل ما يتم فقدانه شهريًا يتراوح من 8 لـ 12 كغم.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على معدل خسارة الوزن شهريًا، من بينها السن، النوع، مستوى النشاط البدني المبذول، وما إن كان يتم تناول أدوية أم لا.
اقرأ أيضًا:«رجيم البطاطس».. أسهل الطرق للحصول على جسم مثالي خلال أسبوع
الفرق بين أتكنز والكيتو
رغم وجود تشابه كبير بين حميتي أتكنز والكيتو، لكن هناك بعض الفروق الطفيفة التي تميز بينهما، وهو ما نستعرضه باستفاضة أكبر في سياق السطور التالية على حسب ما أوضحه الباحثون:
أولًا: نظام أتكنز
1- عبارة عن نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، متوسط البروتين وغني بالدهون.
2- توجد منه عدة خطط أشهرها "أتكنز 20" مقسمة لـ 4 مراحل بحسب مقدار الكربوهيدرات الصافي، المرحلة الأولى لتناول ما بين 20 لـ 25 غرامًا صافي من الكربوهيدرات يوميًا لإنقاص 7 كغم من الوزن، المرحلة الثانية لتناول ما بين 25 لـ 50 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًّا لإنقاص 5 كغم، المرحلة الثالثة لتناول 50 لـ 80 غرام من الكربوهيدرات لبلوغ الوزن المطلوب والحفاظ عليه لمدة شهر، وأخيرًا المرحلة الرابعة لتناول 80 لـ 100 غرام للحفاظ على الوزن باستمرار. وكلما تم الاقتراب من الوزن المستهدف، كلما زاد مقدار الكربوهيدرات اليومي.
ثانيًا: نظام الكيتو
1- عبارة عن نظام منخفض الكربوهيدرات، متوسط البروتين، عالي الدهون.
2- يعمل هذا النظام على إدخال الجسم حالة تُعرف بـ "الكيتونية" تُستخدم فيها الدهون كمصدر للطاقة.
3- للوصول لتلك الغاية من خلال نظام الكيتو يجب تناول كربوهيدرات ما بين 20 لـ 50 غرامًا يوميًا.
4- من الممكن مراقبة إنتاج الكيتون في الجسم باستخدام اختبارات الدم، البول أو التنفس.
5- يمكن الحصول على كربوهيدرات معينة عبر هذا النظام من الخضر الورقية والفواكه وأبرزها التوت.
كيف أبدأ رجيم أتكنز؟
لمن يود البدء في تجربة رجيم أتكنز، عليه أن يتعلم المزيد عن مراحله واستكشاف طريقة تنفيذها وهي كالتالي:
1- مرحلة الحث
تنطوي تلك المرحلة على تناول كمية تقل عن 20 غرام من الكربوهيدرات يوميًا على مدار أسبوعين، والتركيز على الأطعمة الغنية بالدهون والبروتين والخضر منخفضة الكربوهيدرات كالخضر الورقية.
2- مرحلة الموازنة
يمكن أن تُضاف لتلك المرحلة المكسرات تدريجيًا، إلى جانب الخضر قليلة الكربوهيدرات وقليل من الفاكهة.
اقرأ أيضًا:رجيم مقاومة الإنسولين.. تعرف على فعاليته في إنقاص الوزن
3- مرحلة الصقل
يمكن في تلك المرحلة التي يبدأ فيها الوزن في التحسن أن تشهد إضافة المزيد من الكربوهيدرات وذلك لإبطاء عملية خسارة الوزن، وهو ما يمكن تحقيقه بشكل جيد خلال تلك المرحلة.
4- مرحلة التثبيت
هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة التي يُسمح فيها بتناول الكربوهيدرات بعيدًا عن خطر استعادة الوزن السابق.
وجبات رجيم أتكنز
هناك بعض الأطعمة التي يوصى بتناولها عند اتباع رجيم أتكنز من أبرزها ما يلي:
- السمك وغيره من المأكولات البحرية.
- البيض.
- بعض أنواع اللحوم مثل اللحم البقري ولحم الدجاج.
- الخضر قليلة الكربوهيدرات كالسبانخ والقرنبيط.
- أنواع اللبن كاملة الدسم.
- الدهون الصحية كزيت جوز الهند وزيت الزيتون.
- البذور والمكسرات وأبرزها بذور عباد الشمس والجوز واللوز.
ممنوعات رجيم أتكنز
وبالمثل هناك أيضًا بعض الأطعمة الممنوعة في رجيم أتكنز أبرزها ما يلي:
- الحبوب ومن ضمنها الشعير، الأرز، والقمح.
- الدهون المتحولة.
- السكريات الموجودة بمشروبات الصودا، الكعك، الآيس كريم، الحلوى، وعصائر الفواكه.
- الزيوت النباتية وأبرزها زيت الذرة، فول الصويا، والكانولا.
- الخضر ذات الطبيعة النشوية مثل الجزر واللفت.
- الفواكه مرتفعة الكربوهيدرات كالتفاح، البرتقال، والموز.
- النشويات ومن أبرزها البطاطا.
- البقوليات ومن أبرزها الفاصوليا، العدس، والحمص.
اقرأ أيضًا:رجيم الشوربة الحارقة للتخسيس وحرق الدهون
جدول رجيم أتكنز الأصلي بالتفصيل
مع كثرة الاستفسار عن رجيم أتكنز لإنقاص الوزن، طبيعي أن يتمحور اهتمام الكثيرين بمعرفة الجدول الذي يمكن اتباعه بشكل محدد لضمان استغلاله على أفضل ما يكون في سبيل إنقاص الوزن.
وبعد استعراضنا كل المراحل التي يجب أن يمر بها الشخص الذي يرغب في الاستفادة من رجيم أتكنز، نقدم فيما يلي قائمة أطعمة ليوم نموذجي خلال فترة اتباع نظام أتكنز الغذائي لأفضل نتائج:
وجبة الإفطار
أفوكادو محشي بالبيض ومشروبات كالماء، الشاي، القهوة، والصودا منخفضة السعرات.
وجبة الغذاء
سلطة كرنب، جبن أزرق، تتبيلة بندق إلى جانب أي من المشروبات السابق ذكرها.
وجبة العشاء
خرشوف مطهي على البخار مع سمك سلمون ومايونيز بالليمون وأي من المشروبات السابق ذكرها.
أطعمة خفيفة يمكن تناولها بين الوجبات:
تلك الأطعمة الخفيفة قد تنطوي على أي من منتجات نظام أتكنز الغذائي كمشروب الشيكولاتة المخفوقة، أو قطعة صغيرة من الغرانولا، وكذلك يمكن تناول وجبة خفيفة من الكرفس والجبن الشيدر.
وفي الأخير تجدر الإشارة إلى الفوائد التي يقدمها نظام أتكنز وأبرزها فقدان الوزن بسرعة، الوقاية من مشاكل التمثيل الغذائي، الوقاية من السكري، الوقاية من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، مع الانتباه أيضًا لما قد يحدث في بداية تطبيقه من آثار جانبية كالدوار، الصداع، الإرهاق، الضعف والإمساك.