كتاب جديد من مكتبة الملك عبدالعزيز يوثق رحلات علماء الهند إلى السعودية
كشفت مكتبة الملك عبد العزيز العامة، عن كتاب جديد يحمل عنوان "المملكة العربية السعودية في ضوء كتب الرحلات الهندية"، وصدر عن قسم النشر والترجمة بالمكتبة، ومن تأليف صهيب عالم.
الكتاب الذي يضم 580 صفحة من القطع المتوسط، يتحدث عن كتب الرحلات التي ألفها علماء وباحثون ورحالة هنود عن رحلاتهم إلى شبه الجزيرة العربية ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ويعود أقدم هذه الكتب إلى العام 1593م، يحمل اسم "جذب القلوب إلى ديار المحبوب"، ويسجل رحلة حج الشيخ عبدالحق المحدث الدهلوي، في حين أشار المؤلف صهيب عالم إلى وجود 112 كتابا للرحلات في عدة لغات متداولة بشبه القارة الهندية.
الكتب الهندية كشفت جميع جوانب الحياة في المملكة
الكتاب الجديد يبرز مكانة السعودية بشكل عام، ومكة والمدينة بشكل خاص، حيث إن المملكة لها مكانة سامية لدى المسلمين الهنود، وزارها الشعراء والعلماء والأدباء والسياسيون والمثقفون، مدونين كل ما شاهدوه في يومياتهم، وكتب الرحلات التي لم يتركوا أي تفصيلة دقيقة إلا وذكروها عن الممملكة، بداية من جغرافيتها إلى عاداتها وتقاليدها وسياستها ومجتمعها وثقفتها وشعبها وعلمائها ومشايخها ومكتباتها الحكومية والشخصية، إضافة إلى تسجيلهم المجالس العلمية وحلقات الشيوخ في الحرمين الشريفين وحال اللغة العربية.
اقرأ أيضا: عرض 7 مخطوطات نادرة بمعرض مكتبة الحرم المكي الشريف النسائي
وتحدثت الكتب الهندية القديمة أيضًا عن الملابس والأزياء الرجالية والنسائية في المملكة، وأنواع الأنشطة التجارية والاقتصادية وأسواقها وأنواع المأكولات والمشروبات، والسلع التجارية والبضائع، وأثرياء الحجاز ونجد، والعملات المتداولة.
في هذه الفترة، التي تشكل محور الكتاب، سجل الرحالة الهنود مشاهداتهم وانطباعاتهم حول الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المملكة، في حين بلغ عدد كتب رحلاتهم التي ألفت خلال هذه الفترة حوالي 112 كتابًا.
#إصدارات_المكتبة
أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كتابا جديدا بعنوان: المملكة العربية السعودية في ضوء كتب #الرحلات_الهندية من تأليف صهيب عالم، يستعرض الكتاب عبر (580) صفحة كتب الرحلات التي ألفها علماء وباحثون ورحالة هنود عن المملكة، متضمنا عددا من الرسوم والصور والخرائط تغطي… pic.twitter.com/GaHRaSBuVO— مكتبة الملك عبدالعزيز العامة (@KAPLibrary) October 16, 2023
تعد هذه الكتابات مصدرًا مهمًّا لفهم أوضاع المملكة في تلك الفترة، وتسليط الضوء على دور الملك عبدالعزيز في تطوير المملكة وتنميتها وازدهارها، بالإضافة إلى اهتمامه بتنظيماتها الإدارية وخدمة الحجاج الكرام، وتوفير كل التسهيلات لهم.
الكتاب يحتوي أيضا على ببليوجرافيا تتضمن حوالي 128 عنوانا من كتب الرحلات، ويتضمن ملحقًا يحتوي على صور وخرائط ورسومات تغطي الفترة من عام 1902 إلى عام 1953 م.
اقرأ أيضا: ترميم أكثر من 3 آلاف مادة علمية نادرة بمكتبة الملك عبدالعزيز
ووثق العلماء والأدباء والصحفيون الهنود كل ما رأوه خلال رحلاتهم إلى بيت الله الحرام.
وتأتي رحلة حج الشيخ عبدالحق المحدث الدهلوي بعنوان "جذب القلوب إلى ديار المحبوب" التي كانت في عام 1593 م كواحدة من أقدم رحلات الحج في شبه القارة الهندية.
فيما تعد رحلة الشاه ولي الله المحدث الدهلوي بعنوان "فيوض الحرمين"، التي أدي مناسك الحج فيها عام 1731 م، أحد الأمثلة البارزة.
وهناك أيضا رحلة "سوانح الحرمين" للشيخ رفيع الدين الفاروقي.
في حين سجلت بعض النساء رحلاتهن أيضا، مثل "النواب سكندر بيغم" حاكمة إمارة بوفال التي سافرت في عام 1864 م وقامت بتوثيق رحلتها باللغة الأردية.
كما اقتبس الكتاب من عدة كتب رحلات أخرى مثل "سراج الحرمين لتجمل حسين - زيارة المرين بزيارة الثقلين - سفر نامه حجاز لميرزا عرفان على بيغ"، وكتب الرحلات الثلاث باللغة الأردية في أواخر القرن 19.
أما القرن العشرون، فقد شهد إصدار كتب توثق الرحلات إلى بيت الله الحرام، مثل "مرآة العرب" لنادر علي، و "السفر اللطيف إلى بيت الله الشريف" لمحمد لطيف المشلي شهري، و "روضة الرياحين" لسلطان جهان بيكم، و "زيارة الحرمين الشريفين" لمحمد محيي الدين حسين، و "رفيق الحجاج" لنور حسين صابر، و "تاريخ الحرمين" للقاضي محمد سليمان المنصور بوري، و "الفوز العظيم" لحبيب الرحمن خان الشيرواني، بالإضافة إلى العديد من الكتب والرحلات الأخرى.