لماذا ينبغي للرجال تجنُّب مشروبات الطاقة؟
صحيحٌ أنَّ مشروبات الطاقة تُعطِي دفعة قوية للجسم في ممارسة التمارين الرياضية؛ إذ هي غنية بالكافيين، لكن الكافيين له أضرار، خاصةً مع زيادة مستوياته في بعض مشروبات الطاقة، كما أنَّها مليئة بالسكر الذي قد يُسبِّب السمنة.
ومع المداومة على مشروبات الطاقة دون توقف، قد يُعانِي بعض الرجال الأرق والعصبية، فهل ينبغي أن تتوقَّف عن تناولها أو تُقلِّل منه على الأقل؟
تعزيز الطاقة والأداء الذهني
تحتوي جميع مشروبات الطاقة تقريبًا على الكافيين، الذي يُنشِّط الدماغ، ويُحسِّن الأداء الرياضي.
يختلف مقدار الكافيين من مشروبٍ رياضي لآخر، كما تحتوي المشروبات الرياضية أيضًا على ما يلي:
- السكر: مصدر السعرات الحرارية الرئيس في مشروبات الطاقة، لكن بعضها لا يحتوي على السكر، وقليل السعرات الحرارية.
- مجموعة فيتامين ب: تُسهِم في تحويل الطعام الذي تناوله الإنسان إلى طاقةٍ يستخدمها الجسم.
- مُشتقات الأحماض الأمينية: مثل التورين، وإل-كارنيتين؛ إذ تساعد في العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم.
- مُستخلصات عُشبية: الغوارانا مثلاً، تزيد محتوى الكافيين، بينما الجنسنج وهو مستخلص آخر ذو أثرٍ إيجابي في نشاط الدماغ.
لماذا ينبغي للرجال تجنُّب مشروبات الطاقة؟
رغم مساعدة مشروبات الطاقة في تعزيز الأداء الرياضي، وتحسين نشاط الدماغ؛ فإنَّها قد تُصبِح مصدرًا لمشكلات صحية لدى بعض الرجال، كما يتضح فيما يأتي:
1- بعض مشروبات الطاقة غير مُرخَّصة
تُباع بعض مشروبات الطاقة كمُكمِّلات غذائية، ما يعني أنَّها غير مُرخَّصة من قبل إدارة الغذاء والدواء.
وحتى مشروبات الطاقة التي هي مشروبات لا مُكمِّلات، لا تطلب إدارة الغذاء والدواء من المُصنِّعين أن يكشفوا مقدار الكافيين في المشروبات، وغيرها من المُنبِّهات الموجودة، ومِنْ ثَمَّ لا يُكشَف عن الجرعة الإجمالية للمنشطات في المُنتَج.
تُدرِج الشركات المُصنِّعة لمشروبات الطاقة الكافيين وغيره من المنشطات على منتجاتها، وقد تختلف كمية المنشطات من مشروب طاقةٍ لآخر.
2- وصف المشروب غير دقيق أحيانًا
هل يسع المرء أن يثق بالمحتويات المكتوبة على ملصق العبوة، خاصةً في محتوى الكافيين؟
حسب تحليل تقارير الاستهلاك، فمن بين 27 مشروب طاقة شائعًا يتداوله الناس، 16 فقط التي أُدرِجت في ملصقاتها مقدار الكافيين.
ومن بين هؤلاء الـ 16، احتوت 5 مشروبات على أكثر من 20% من الكافيين المذكور على الملصق، بينما احتوى مشروب واحد على أقل من 70% من الكافيين المذكور على ملصق المشروب، فما البال بمشروبات الطاقة المتبقية في ذلك التحليل والتي لم تُدرِج محتوى الكافيين أصلًا؟
3- غناها بالسكر
يُنافِس مستوى السكر في مشروبات الطاقة نظائره في المشروبات الغازية وعصائر الفواكه، والذي يُعادِل 6 ملاعق صغيرة من السكر.
ومخاطر السكر الزائد مُتعدِّدة، تجتاح كافة أعضاء الجسم على الأمد الطويل، ونكتفي بذكر بعضها، مثل:
- تسريع الشيخوخة.
- تغذية الخلايا السرطانية.
- اكتساب الوزن الزائد.
- الالتهاب المزمن.
4- ضرر القلب
كشفت الأبحاث عن أنَّ الحصول على أكثر من 200 مغم من الكافيين قد يُؤدِّي إلى اختلال نَظْم القلب، وزيادة مُعدَّل ضرباته، وهذا هو مقدار الكافيين في العبوة الواحدة من بعض مشروبات الطاقة.
أيضًا فإنَّ شُرب اثنين أو أكثر من مشروبات الطاقة التي يُقدَّر الكافيين فيها بأقل من 200 مغم قد يُؤدِّي إلى نفس النتائج على صحة القلب.
جديرٌ بالذكر أنَّ هذا الأثر الجانبي قد يتفاقم، إذا كان الرجل مُعتادًا على شُرب القهوة أيضًا، أو يتناول مشروبات أخرى غنية بالكافيين؛ لذا وجب التنبيه.
5- ضعف الذاكرة
قد يُواجِه المُعتادون على تناول مشروبات الطاقة بكميات متوسطة مشكلات في الذاكرة، وحل المشكلات، حسب دراسةٍ في حدود في علم النفس "Frontiers in Psychology".
وأشارت دراساتٌ أخرى إلى إصابة بعض الناس بنوبات تشنجية إثر الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، ومع التوقف عن تناول مشروبات الطاقة لهؤلاء الناس، انقطعت هذه النوبات.
وافتُرض أنَّه بسبب تناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة الغنية بالكافيين، التورين، والغوارانة، نشأت هذه التشنجات.
6- العصبية
نعم، تُعزِّز مشروبات الطاقة الأداء الجسدي في صالات الألعاب الرياضية، لكن الرياضيين الذين اعتادوا تناول مشروبات الطاقة أكثر عُرضةً للعصبية، والأرق بعد عِدّة ساعات من الانتهاء من التمرين الرياضي أو المسابقة.
7- اضطراب النوم
بيَّنت دراسةٌ في مجلة النوم والتنفس "Journal Sleep & Breathing" أنَّ طُلَّاب الجامعات المُعتادين شرب مشروبات الطاقة وغيرها من المُنبِّهات يُعانُون مشكلات في النوم، إضافةً إلى صعوبة إتمام مهامهم بالنهار؛ بسبب غلبة النعاس.
وربَّما يكون ذلك عائدًا إلى أنَّ بعض مشروبات الطاقة تحتوي على مقدارٍ كبيرٍ من الكافيين، الذي يُفضِي إلى الأرق.
8- تآكل الأسنان
ربطت دراسة سويدية بين تناول مشروبات الطاقة وتآكل الأسنان، ويُعتقَد أنّ ذلك بسبب محتواها من السكر وتراجع درجة حمضيتها.
أيضًا قد تُسبِّب مشروبات الطاقة حساسية الأسنان المفرطة بإزالتها طبقة اللطاخة عن الأسنان.
9- مخاطر التمثيل الغذائي
تحتوي مشروبات الطاقة على كمية كبيرة من السكر، وهذا السكر في صورة السكروز، الغلوكوز، أو شراب الذرة عالي الفركتوز، ما يزيد خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
أيضًا تتسبَّب مشروبات الطاقة في تقليل نشاط بكتيريا الأمعاء، وكذلك التنوع والتعبير الجيني لها، ما يزيد فرص الإصابة بمتلازمة الأيض والسمنة.
وأثبتت بعض الدراسات زيادة مستويات السكر في الدم بعد تناول مشروبات الطاقة، ويُظنّ أنّ ذلك بسبب تراجع حساسية الأنسولين؛ إثر تناول الكافيين بكميات كبيرة في مشروبات الطاقة.
10- الجفاف
الكافيين مُدر للبول، ومِنْ ثَمَّ فلا يُنصَح أبدًا بتناول مشروبات الطاقة بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، أو في الطقس شديد الحرارة؛ كي لا يتعرَّض الرجل للجفاف.
ما هو المقدار الآمن من مشروبات الطاقة كل يوم؟
من الصعب ضبط ذلك مع اختلاف مقادير الكافيين بين مشروبات الطاقة، بل وغياب أي توضيح لمقدار الكافيين في بعض مشروبات الطاقة.
عادةً لا يُسبِّب تناول مشروب واحد للطاقة في اليوم مشكلات صحية، لكن من الأفضل ألَّا تكون مشروبات الطاقة جزءًا من حميتك اليومية المُعتادة.
وإذا رغبت في تناول مشروبات الطاقة، فلا يُنصَح بتجاوز 473 مل منها في اليوم الواحد، تزامنًا مع الحد من تناول المشروبات الأخرى الغنية بالكافيين؛ كي لا تتعرَّض لآثاره الجانبية، خاصةً الأرق واضطراب القلب.