مزايا عديدة وآثار جانبية قليلة.. علاج واعد لسرطان البروستاتا بالتبريد
التبريد علاج واعد للقضاء على سرطان البروستاتا متوسط أو منخفض الخطورة؛ إذ تُدمَّر الخلايا السرطانية بتجميدها، دون حاجةٍ إلى استئصال البروستاتا كما هو الحال في الجراحة التقليدية، أو العلاج الإشعاعي. وقد أظهر العلاج بالتبريد فرص نجاحٍ عالية في المراحل الأولى من السرطان، مانعًا لتوغله في أنسجة الجسم الأخرى.
ما هو العلاج بالتبريد؟
استخدام النيتروجين السائل، أكسيد النيتروز، أو غاز الأرجون في تجميد وتدمير الأنسجة التي أصابها السرطان؛ إمَّا باستهداف كل البروستاتا، أو أجزاء منها فقط، وذلك بمعاونة الموجات فوق الصوتية.
متى يُعالَج سرطان البروستاتا بالتبريد؟
يُعدّ العلاج بالتبريد خيارًا مناسبًا للتخلص من سرطان البروستاتا في الحالات الآتية:
- الرجال المُصابون بسرطان البروستاتا الذي لم ينتشر بعد إلى أنسجة الجسم الأخرى.
- الأفراد غير المُؤهَّلين لتلقِّي علاجٍ إشعاعي، أو جراحي.
- قد يكون مفيدًا حال انتشار سرطان البروستاتا خارجها، لكن فقط في إطار التخلص من أعراض سرطان البروستاتا، لا الشفاء من السرطان.
- عدم نجاح العلاج الإشعاعي في القضاء على السرطان.
ولا يُفضَّل اللجوء إلى العلاج بالتبريد إذا كانت غدة البروستاتا كبيرة جدًا.
أمثل استعداد قبل العلاج بالتبريد
يحتاج أي إجراءٍ علاجي إلى تحضيرات ملائمة له قبل الولوج إليه، وليس علاج سرطان البروستاتا بالتبريد استثناءً؛ إذ ينبغي إجراء بعض الفحوصات والتزام قليل من التعليمات قبله:
- اختبارات الدم، وغيرها من الاختبارات المُؤكِّدة لاقتصار وجود السرطان في البروستاتا فقط.
- الصيام قبل العلاج لمدة 8 ساعات، وغالبًا يكون ذلك من بعد منتصف الليل.
- إخبار الطبيب بأي دواءٍ أو مواد تُسبِّب لك الحساسية.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل أدوية السيولة، أو مسكنات الألم.
كيفية علاج سرطان البروستاتا بالتبريد
يحتاج علاج سرطان البروستاتا بالتبريد إلى البقاء في المستشفى يومًا واحدًا فقط، وعادةً يمر العلاج بالخطوات الآتية:
- التخدير أولًا؛ سواء كان موضعيًّا أم كُلِّيًّا؛ لمنع الشعور بأي ألمٍ في أثناء التبريد.
- يُدخِل الطبيب قسطرةً عبر الإحليل، تُملأ بمحلولٍ ملحي دافئ؛ للسماح بتصريف البول، حتى لو تورَّمت البروستاتا بعد العلاج.
- تساعد القسطرة في إبقاء المحلول الملحي الدافئ مُتحرِّكًا عبر الإحليل؛ لحمايته من درجة الحرارة المنخفضة خلال العلاج.
- تُستخدَم الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم؛ كي تصل إلى البروستاتا؛ لعرضها على شاشة الحاسوب.
- يُدخِل الطبيب المسبار البردي (إبرة) في منطقة مختارة مسبقًا بين كيس الصفن والشرج؛ إذ بالإبر غاز لتجميد نسيج البروستاتا القريب.
- تظل المنطقة المُجمَّدة هكذا عدّة دقائق، ثُمَّ يُذاب التجميد باستخدام غاز الهيليوم عبر الإبر، وقد تُكرَّر هذه الدورة تباعًا.
- يعتمد الطبيب على الصور المُلتقطَة بوساطة الموجات فوق الصوتية؛ لمشاهدة عملية التجميد؛ للتأكُّد من علاج السرطان بأمثل وجهٍ ممكن.
- تُزال الإبر ومسبار الموجات فوق الصوتية بعد الانتهاء من العلاج.
اقرأ أيضًا:هل يمكن الشفاء من التهاب البروستاتا نهائيا؟
هل العلاج بالتبريد فعال لسرطان البروستاتا؟
حلَّلت دراسةٌ تأثير كل من العلاجٍ الإشعاعي الخارجي، والعلاج بالتبريد في القضاء على سرطان البروستاتا، فلم يكن ثمّة فارقٌ كبير على صعيد النتائج بين كلا الإجراءين، مع ملاحظة بارزة، ألا وهي وجود عدد أقل من الخزعات الإيجابية بعد الاستئصال بالتبريد، مقارنةً بالعلاج الإشعاعي.
وقارنت دراسةٌ أخرى عام 2020 بين العلاج بالتبريد والجراحة، فعلى الرغم من أنَّ الجراحة أكثر احتواءً للسرطان، كان العلاج بالتبريد مفيدًا في الفئات الأقل عرضة للخطر، فقد احتوى العلاج بالتبريد السرطان، بآثارٍ جانبية قليلة.
ومن ثَمَّ كانت الحصيلة النهائية للدراسات أنَّ العلاج بالتبريد ذو فاعلية في علاج أنواعٍ مُعيَّنة من سرطان البروستاتا، وقد نبَّهت إرشادات الرابطة الأمريكية لطب المسالك البولية بفعالية العلاج بالتبريد في سرطان البروستاتا منخفض، أو متوسط الخطورة.
مزايا العلاج بالتبريد
العلاج بالتبريد مُلائم لبعض الناس بدرجةٍ كبيرةٍ؛ إذ جراحته طفيفة التوغل، لا كالجراحة التقليدية ذات الآثار الجانبية العديدة، لكنَّه لا يُناسِب الجميع، فبعض أنواع سرطان البروستاتا قد لا تُعالَج إلا بالطرق التقليدية.
تضمُّ مزايا علاج سرطان البروستاتا بالتبريد ما يلي:
1- التدخل المحدود
السبل العلاجية الأخرى لسرطان البروستاتا مُعقَّدة، وذات تدخُّلٍ ليس بالقليل في حالة الجسم، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي؛ إذ تتطلَّب بقاء فترةً أطول في المستشفى، وعنايةً خاصَّة للمضاعفات المُحتمَلة بعد الجراحة.
بينما العلاج بالتبريد ذو آثارٍ جانبية أقل -إن لم تكن منعدمة- كما لا يستغرق التعافي منه وقتًا طويلًا، ومن ثم العودة إلى المنزل سريعًا بعد تلقِّي العلاج.
2- الكفاءة
مع حاجة العلاج بالتبريد إلى مزيدٍ من الأبحاث؛ إلا أنَّه أظهر كفاءةً علاجيةً كبيرةً لبعض الأفراد، خاصةً في حالات سرطان البروستاتا منخفض، ومتوسط الخطورة.
لم يكن الفارق كبيرًا بينه وبين العلاج الإشعاعي في تقدُّم المرض، كما انعدم الفرق في مُعدّلات الوفاة المرتبطة بالسرطان في حالة العلاج بالتبريد، مقارنةً مع استئصال البروستاتا الجراحي.
الآثار الجانبية
كما نجح العلاج بالتبريد في التخلص من سرطان البروستاتا الباقي في موضعه دون انتشارٍ إلى باقي الجسم، فإنَّه لا يخلو من آثارٍ جانبيةٍ، وإن قلَّت مقارنةً مع بعض الطرق العلاجية الأخرى، وهذه هي الآثار الجانبية:
- صعوبة التبوُّل.
- عدوى الجهاز البولي.
- ألم أو تورُّم كيس الصفن.
- نزول دم مع البول.