أعراض تضخم البروستاتا البسيط عند الرجال وأحدث طرق العلاج
تُفرِز البروستاتا جزءًا من السائل المنوي، وهي مُحِيطة بمجرى البول، لذلك فقد تُؤدِّي زيادة حجمها وتضخمها إلى انسداد مجرى البول وصعوبة التبول، وغيرها من أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال التي قد يظهر أثرها في حياة الرجل بكثرة ذهابه إلى المرحاض ليلًا ونهارًا، خاصةً مع تقدُّم العمر، فما أبرز الأعراض المُؤكِّدة لتضخم البروستاتا وما سبل العلاج المُتاحة؟
ما هي أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال؟
تنشأ أعراض تضخم البروستاتا البسيط نتيجة زيادة حجم البروستاتا والضغط على الإحليل ومنطقة عنق المثانة البولية، ما يُؤدِّي إلى زيادة سُمك جدران المثانة بمرور الوقت، فلا تعود قادرة على إفراغ البول كاملًا.
وتشمل أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال:
- صعوبة التبول.
- ضعف أو تقطُّع سريان البول.
- بذل جهد عند التبول.
- الشعور أنّ المثانة لم تُفرَغ بالكامل.
- كثرة التبول بما يصل إلى 8 مرات في اليوم.
- الرغبة المُلحّة في التبول.
- كثرة التبول خلال الليل.
- الألم في أثناء التبول.
- سلس البول المندفع، فعندما يشعر الرجل بحاجته إلى التبول، قد ينطلق البول رغمًا عنه.
- احتباس البول.
- الألم بعد القذف.
- تغيّر لون البول أو رائحته.
وتنشأ معظم أعراض البروستاتا البسيط نتيجة انسداد مجرى البول أو إجهاد المثانة في خضم محاولتها تجاوز ذلك الانسداد لإخراج البول.
هل يؤثر حجم البروستاتا في الأعراض؟
ليس حجم البروستاتا هو المُؤثِّر دومًا في شِدّة الأعراض أو الانسداد، فبعض الرجال يُعانُون أعراضًا طفيفة وانسدادًا ضئيلًا رغم حجم البروستاتا الكبير نسبيًا، وعلى النقيض من ذلك، فقد لا تكون البروستاتا كبيرة جدًا، ومع ذلك يُعانِي الرجال انسدادًا كبيرًا في مجرى البول وأعراضًا شديدة.
مضاعفات تضخم البروستاتا
قد لا تتوقف أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال عند هذا الحد، بل قد تُسبِّب مضاعفات لاحقًا، مثل:
اقرأ أيضًا:هل يمكن الشفاء من التهاب البروستاتا نهائيا؟
أسباب تضخم البروستاتا الحميد
السبب الحقيقي وراء تضخم البروستاتا الحميد غير معروف حتى الآن، وهو يُصِيب كبار السن بصفةٍ رئيسة، ويظنُّ العلماء أنّ تضخم البروستاتا نتيجة اضطراب الهرمونات.
لتوضيح ذلك؛ فإنَّ هرمون التستوستيرون تبدأ مستوياته في الانخفاض بعد بلوغ 30 عامًا، وبحلول 60 عامًا من العمر، فإنَّ مستويات هرمون التستوستيرون تكون أقل من المستوى الطبيعي لها، ويستمر ذلك الانخفاض بنسبة 50% مع بلوغ 80 عامًا من العُمر.
ويظنّ الباحثون أنَّ هناك تلازمًا بين نقص التستوستيرون وزيادة الاستروجين لدى الرجال، الذي قد يُساعِد على نمو خلايا البروستاتا، ومِنْ ثَمّ تضخمها، حسب ما ذكره "Verywellhealth"، فقد يؤدي عدم التوازن بين مستويات هرمون التستوستيرون والاستروجين إلى تضخم البروستاتا لاحقًا.
لكنّ ثمة رأي آخر؛ إذ يعتقد بعض الباحثين أنَّ سبب تضخم البروستاتا هو زيادة مستويات هرمون ديهيدروتستوستيرون، الذي تكون مستوياته مرتفعة بعض الشيء لدى كبار السن.
جديرٌ بالذكر أنّ هذا الهرمون هو المسؤول عن نمو البروستاتا خلال مرحلة المراهقة وفي بداية البلوغ.
من الأكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد؟
ليس كلُّ الرجال مُعرّضين لتضخم البروستاتا بنفس الدرجة، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بتضخم البروستاتا لو كانت موجودة، مثل:
- بلوغ 40 عامًا من العمر أو أكثر.
- سبق إصابة أحد أفراد أُسرتك بتضخم البروستاتا.
- السمنة.
- أمراض القلب.
- داء السكري من النوع الثاني.
- قلة النشاط البدني.
- ضعف الانتصاب.
تشخيص تضخم البروستاتا
يعتمد تشخيص تضخم البروستاتا البسيط على التاريخ المرضي للمريض، وفحص الطبيب له، وبعض الاختبارات التشخيصية، كما يتضح فيما يلي:
1. التاريخ المرضي
يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي عاناها وكذلك ما إذا سبق لأحد أفراد أسرته الإصابة بتضخم البروستاتا، كما يطرح بعض الأسئلة الإضافية التي تساعده على الوصول إلى أدق تشخيص ممكن، مثل:
- وقت بداية الأعراض وكم مرة حدثت.
- ما إذا عانيت مُسبقًا من عدوى الجهاز البولي بشكلٍ متكرر.
- الأدوية التي تتناولها، سواء بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، فبعض الأدوية قد تزيد أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال.
- الأمراض التي أُصِبت منها قبل وهل خضعت لعملياتٍ جراحيةٍ أم لا.
2. الفحص الجسدي
يفحص الطبيب جسم المريض للكشف عن بعض الأعراض، مثل إفرازات الإحليل، أو تورّم الغدد الليمفاوية في المنطقة الأربية أو تورّم كيس الصفن.
كذلك قد يفحص الطبيب البروستاتا عبر المستقيم، وهو اختبار يُجرِيه الطبيب لفحص البروستاتا، وقد يكون غير مريح، لكنّه يُمكِّن الطبيب من معرفة ما إذا كانت البروستاتا متضخمة أو بها أي مشكلات تستدعي اختبارات طبية لكشفها.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر ركوب الدراجات الهوائية على البروستاتا؟
3. اختبارات طبية
قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات التي تساعد على تشخيص تضخم البروستاتا الحميد، وكذلك المشكلات البولية المصاحبة له، وذلك مثل:
- تحليل البول: يعتمد ذلك الاختبار على تجميع عينة بول من المريض لتحليلها والكشف عمّا إذا كانت هناك عدوى أو أي مشكلات غير طبيعية في البول، فقد تكون الأعراض البولية التي يُعانِيها المريض ناجمة عن عدوى المسالك البولية أو أي اضطراب آخر، وليس حتمًا أن يكون تضخم البروستاتا هو السبب.
- اختبار المُستضد البروستاتي النوعي: تُنشِئ خلايا البروستاتا بروتينًا يُسمّى "المُستضد البروستاتي النوعي"، وهذا البروتين تزداد مستوياته في الدم مع مشكلات البروستاتا، مثل تضخم البروستاتا أو التهابها، ولذلك فقد يكون في ارتفاع مستوياته في الدم دلالة على تضخم البروستاتا.
- اختبارات ديناميكية البول: مجموعة متنوعة من الاختبارات تساعد في معرفة قدرة المثانة على تخزين البول وإطلاقه، مثل اختبار قياس تدفق البول، الذي يقيس سرعة خروج البول من المثانة.
- تنظير المثانة: يستخدم الطبيب المنظار للنظر داخل الإحليل والمثانة، لفحص ما إذا كان هناك انسداد أو حصوات في الجهاز البولي، فإن كان أي منهما موجودًا، فهو سبب الأعراض وليس تضخم البروستاتا، أمّا لو لم يكُن مثل ذلك موجودًا، فقد يكون تضخم البروستاتا سبب الأعراض البولية.
- الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم: تُستخدَم الموجات فوق الصوتية لفحص البروستاتا عبر المستقيم؛ إذ يكشف حجم البروستاتا وأي شيء غير طبيعي بها، مثل الأورام.
- خزعة: يأخذ الطبيب عينة صغيرة من أنسجة البروستاتا لفحصها تحت المجهر، وذلك بمساعدة الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي لتوجيه إبرة الخزعة إلى البروستاتا، وفحص تلك العينة لمعرفة ما إذا كان هناك سرطان أم لا.
طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد
قد يصعب التغلب على أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال من غير علاج، خاصةً مع المعاناة من صعوبة التبول أو مشكلاته عمومًا، وتتنوّع طرق العلاج بين دوائي وجراحي، حسب ما تقتضيه حالة المريض:
1. الأدوية
يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في التغلب على الأعراض البولية المُصاحبة لتضخم البروستاتا، وذلك عبر المساعدة على ارتخاء عنق المثانة وتسهيل خروج البول، وتحديدًا حاصرات ألفا، مثل برازوسين ودوكسازوسين.
كذلك، تُساعِد بعض الأدوية في وقف نمو البروستاتا أو تقليص حجمها، مثل فيناسترايد، لكن هذه الأدوية فعالة فقط في علاج تضخم البروستاتا المتوسط، وليس الطفيف.
2. الجراحات طفيفة التوغل
تشمل العمليات طفيفة التوغل التي قد يُجرِيها الطبيب لعلاج تضخم البروستاتا:
- الاستئصال بإبرة عبر الإحليل: تُستخدَم الترددات الراديوية لتوليد حرارة لتدمير أنسجة البروستاتا، وذلك باستخدام منظار عبر مجرى البول يصل إلى البروستاتا مع إبرة في نهاية المنظار لإيصال طاقة التردد الراديوي.
- العلاج الحراري بالموجات الدقيقة "الميكروويف" عبر الإحليل: يُدخِل الطبيب قسطرة عبر الإحليل إلى البروستاتا، ثمّ تُرسَل الموجات من جهاز لتحسين أجزاء محددة من البروستاتا والتخلص منها.
- الموجات فوق الصوتية المُركّزة عالية الكثافة: يُدخِل الطبيب مسبارًا خاصًا بالموجات فوق الصوتية في المستقيم بالقرب من البروستاتا، ثُمّ تُسخِّن الحرارة الصادرة عن الموجات في المسبار أنسجة البروستاتا المتضخمة.
- التبخير الكهربائي عبر الإحليل: يستخدم الطبيب أداة شبيهة بالأنبوب عبر مجرى البول للوصول إلى البروستاتا، مع وجود قطب كهربائي متصل بها ينقل تيارًا كهربائيًا يُبخِّر أنسجة البروستاتا، كما أنّ تأثير التبخير يمتد أسفل سطح المنطقة ويغلق الأوعية الدموية، ما يُقلِّل خطر النزيف.
- العلاج الحراري بالماء: يُستخدَم الماء الساخن لتدمير أنسجة البروستاتا، وذلك بإدخال قسطرة في مجرى البول، حيث يكون هناك بالون في منتصف البروستاتا، ثُمّ تتدفّق المياه الساخنة عبر القسطرة إلى بالون المُعالَجة الذي يُسخِّن ويُدمِّر أنسجة البروستاتا.
- دعامة البروستاتا: تُدخَل دعامة البروستاتا عبر مجرى البول إلى المنطقة الضيقة فيه بسبب البروستاتا المتضخمة، وبمجرد وضعها في مكانها تتمدّد تلك الدعامة، وتدفع أنسجة البروستاتا للخلف وتُوسِّع مجرى البول، وهذه الدعامة قد تكون مؤقتة أو دائمة، لكنّها تساعد في التغلب على أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال، والسماح بسريان البول بسهولة.
3. الجراحة
قد تكون الجراحة هي الخيار الوحيد المُتبقِّي لعلاج تضخم البروستاتا، خاصةً مع فشل الأدوية والعمليات طفيفة التوغل، أو اشتداد الأعراض على المريض، أو المعاناة من مضاعفات تضخم البروستاتا، وتشمل الخيارات الجراحية لاستئصال البروستاتا المُتضخّمة:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل: يستخدم الطبيب منظار القطع عبر مجرى البول، ثّم يقطع قطعًا من أنسجة البروستاتا المتضخمة بحلقة سلكية، وهذه العملية هي الأكثر شيوعًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، كما أنّها الخيار الأول لعلاج انسداد مجرى البول بسبب تضخم البروستاتا الحميد.
- الليزر: يستخدم الطبيب الليزر عالي الطاقة لتدمير أنسجة البروستاتا، وذلك بوساطة المنظار الذي يسمح لليزر بالمرور عبر الإحليل وصولًا إلى البروستاتا، ويتميّز الليزر بانخفاض مخاطر النزيف مع استخدامه مقارنةً مع استئصال البروستاتا عبر الإحليل، لكنّه غير فعال مع البروستاتا شديدة التضخم.
- استئصال البروستاتا بالجراحة المفتوحة: يصنع الطبيب شقًا جراحيًا عبر الجلد للوصول إلى البروستاتا، وقد يستأصل جزءًا من البروستاتا أو كلها، ولا يُلجأ إلى تلك العملية إلّا في حالة حجم البروستاتا الهائل أو مضاعفاتها، أو مع تلف المثانة وحاجتها للإصلاح، وهذه العملية تتطلّب فترة أطول في التعافي، وتخديرًا عامًا، كما أنّ مضاعفاتها أشدّ من غيرها.
- شق البروستاتا عبر الإحليل: إجراء جراحي لتوسيع مجرى البول؛ إذ يُدخِل الطبيب منظار المثانة وأداة تستخدم تيارًا كهربائيًا أو ليزرًا عبر مجرى البول للوصول إلى البروستاتا، ويُوسِّع الطبيب قناة مجرى البول من خلال جروح صغيرة في البروستاتا وعنق المثانة، ما يُخفِّف الأعراض، كما أنَّ هذه العملية آثارها الجانبية أقل من استئصال البروستاتا عبر الإحليل.
نصائح لتخفيف أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال
ختامًا، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع أعراض تضخم البروستاتا:
- تقليل شُرب السوائل، خاصةً قبل الخروج من المنزل أو قبل النوم.
- تقليل تناول المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة.
- الحد من تناول بعض الأدوية، مثل مزيلات الاحتقان المُستخدَمة في علاج نزلات البرد أو أدوية الحساسية أو أدوية الاكتئاب، وأيضًا مدرات البول.
- ممارسة تمارين الحوض، فهي تساعد على تقوية العضلات التي تتحكّم في التبول.
- علاج الإمساك لو كُنت تُعانِيه، لأنّه قد يُفاقِم أعراض البروستاتا البسيط عند الرجال.
- تدريب المثانة البولية، وذلك بوضع جدول زمني للأوقات التي لن تذهب فيها إلى المرحاض، فهذا سيُساعِدك على التحكم في البول بدرجةٍ أكبر.