رجل الأعمال جميل يحيى شيناوي: فات زمن التلقين والشهادات.. لا أحب شعور الفخر وأفضل الرضا
رجل الأعمال السعودي جميل يحيى شيناوي، شريك مؤسس ومدير تنفيذي لشركة "أهوي" بدولة الإمارات العربية المتحدة، خبير في الذكاء الاصطناعي وتقنية النانو والبتروكيماويات، حاصل على بكالوريوس في هندسة التخطيط الحضري والإقليمي من جامعة الإمام عبدالرحمن بالدمام.
يهوى البرمجة والتقنية منذ صغره، ومهنيًا قام بتصميم أول جهاز ملحق بالحاسب في عمر الـ 14، وباعه عندما بلغ ١٦عاما، ثم استثمر في شركتين وأسس شركة جديدة، وانطلق عالميا ببناء شركات عدة في القارات الأربع.
شيناوي تحدث لـ «الرجل» عن الذكاء الاصطناعي وانتعاش الاقتصاد، وعبّر عن سعادته لقيامه بدور "المستشار" ثم اتجه للتقنيات العميقة في الخلايا الجذعية وصناعة الطاقة البديلة، وكان له دور إنساني في القطاع غير الربحي والمنظمات الإنسانية. حول استثماراته في الشركات الناشئة وإدارة الملكية الفكرية وتقنيات البناء باستخدام الذكاء الصناعي، وكيف طبق المنتجات في صناعة السيارات والطائرات إلى السفن والزراعة، وجوانب مختلفة من تجاربه وحياته في الحوار التالي:
بطاقة تعريف
الاسم: جميل يحيى شيناوي
التخصص: حاصل على بكالوريوس في هندسة التخطيط الحضري والإقليمي من جامعة الإمام عبد الرحمن بالدمام عام 2010.
العمر : 37 عاما.
العمل : الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة (أهوي) بدولة الإمارات العربية المتحدة .
اختراع الذات
بداية حدثنا ببساطة من هو جميل شيناوي؟
رجل شغوف وبسيط، ريادي منذ الرابعة عشرة من عمره، وما زال يبحث بنفس السؤال. وإذا كان هناك دلالة على الاتجاه الصحيح فسيبقى يبحث عن الإجابة دون جواب قاطع، أومن بإعادة اختراع الذات باستمرار وعدم التخصص، والبحث عن الابتكار في مفترق الطرق بين التخصصات، ولعله أحد أسباب طول مسيرتي الأكاديمية وتغيير تخصصي الجامعي مرات عدة، ولي قصص فشل أكثر من النجاح. باشرت نحو ٢٤ شركة، أهوى البرمجة والتقنية منذ صغري وكنت أكتب الأكواد منذ عمر ٨ أعوام قبل وجود أنظمة التشغيل حيث كان الكود الطريقة الوحيدة لاستخدام الحاسب. كان جهاز والدي المخصص للعمل Commodore 64 bit وكنت أختلس لحظات يومياً لاستخدامه دون علمه، وقمت بتصميم أول جهاز ملحق بالحاسب في الرابعة عشرة من عمري وبعته في السادسة عشرة.
عقبها استثمرت بشركتين باستخدام العوائد، وافتتحت شركة جديدة، وكان دعم الأسرة والأصدقاء ركنًا أساسيًا لاستمراري، وانطلقت بشكل عالمي وقمت ببناء شركات عدة في ٤ قارات أبرزها: شركة تقنية بناء Volucon، وشركة لواصق صناعية Protective care، وشركة إدارة ملكية فكرية Peninsula partners، وشركة طاقة بديلة PRT، وشركة تقنية غذاء Economeals، وشركة صناعة أقراص تخزين للحاسب JYStorage، وشركة تصنيع مكونات السيارات التقنية TheoryThree. واستثمرت وأصبحت "المنتور" أو المرشد لعدة الشركات حول العالم، وفي مجالات متعددة مثل علم المواد والتقنيات العميقة والبتروكيماويات، وصولاً إلى التقنيات السحابية والخوارزميات الكمية، ولا أنسى الأعمال الأخرى المتعلقة مثل صناعة المركبات والأنشطة الخدمية.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال أنمار السليماني: الوصول للقمة يحتاج إلى صبر.. لطالما كنت محاطًا بالمرأة المساندة
أبدأ بساعة صمت
ما روتينك اليومي وما هواياتك؟
لا أحب الروتين، هوايتي القرصنة الحيوية، اللغات، اللوحات الفنية، القراءة، البادل (رياضة من رياضات المضرب)، وكرة السلة وفنون التذوق والطبخ، فضلا عن دعم رواد الأعمال. أعمل معظم الأيام ولا أنام إلا ساعات قليلة قبل الفجر، أثمن وقتي وحدي وأستمتع به. روتيني اليومي يبدأ بساعة صمت دون أي تفكير أو قراءة أو استخدام لأي وسائط، يتبعه دقائق من التخطيط اليومي، إذ إنني أحب العيش في اللحظة واليوم فقط، دون القلق عن المستقبل.
ما الفاصل في ذكرياتك ؟
لحظة انسحابي من إحدى الجامعات، والاستحواذ على شركتي، واستشهاد صديق مقرب لي في واجب الوطن وغيرها الكثير من التغييرات التي حصلت في أسبوع واحد، وجدت نفسي في مكان غريب ودون عمل، وكانت فرصة متنكرة لإعادة اختراع الذات والتوجه من جديد في الحياة.
اتجهت لتقنيات البناء
حدثنا عن محطاتك المهنية وماذا تعلمت منها؟
بدأت رحلتي بعمر صغير، منذ كنت رفيق والدي كل نهاية أسبوع إلى مكتبه في إحدى شركات النفط، وخالي بعمله كل يوم من أيام الإجازة الصيفية، حيث عملت صائغًا في مصنعه ومحاسبًا ومصنف بضائع بالسوبرماركت الخاص به. كان لدي دومًا رغبة بالعمل، وبدأت بالمجال التقني "بالهاردوير" ثم انتقلت إلى البرمجيات التي تتحكم بصناعة المركبات الكيميائية، ودخلت مجال اللواصق والبتروكيماويات وتقنية النانو، ثم طبقت المنتجات من صناعات السيارات والطائرات إلى السفن والزراعة والمباني وغيرها، ومن ثم حاولت أخذها إلى السوق، وأطلقت شركات للعناية بالسيارات الأولى من نوعها بالعالم.
وماذا عن عملك في مجال التقنية؟
بعد المرحلة السابقة، اتجهت للتقنيات العميقة بعلم المواد والتقنية الحيوية والخلايا الجذعية وصناعة الطاقة البديلة وكل ما سبق مدعومًا بالذكاء الصناعي، والبرمجيات ونظم المعلومات المكانية والأقمار الصناعية. وكان لي وقفات مع القطاع غير الربحي والمنظمات والهيئات الإنسانية التي تهتم بالأزمات والكوارث، ومن ثم كان لي أعمال استثمارية بحتة في الشركات الناشئة وإدارة الملكية الفكرية ثم اتجهت لتقنيات البناء باستخدام الذكاء الصناعي، وحالياً شريك ومؤسس لمجموعة "أهوي" التي تعني "مرحبا" في معظم اللغات اللاتينية القديمة وهي العبارة التي أصر عليها مخترع الهاتف "جراهام بيل" في أول مكالمة هاتفية في التاريخ.
ما المشروع الذي تعمل عليه حاليا؟
أعمل حالياً على تأسيس صندوق استثمار رأس مال جريء كأول صندوق من نوعه عالمي يهدف لتقليص المسافة المالية بين المخترع وأصحاب رؤوس المال لتحقيق التنمية المستدامة.
البطالة اختيارية
ما توقعاتك لمستقبل فرص الأعمال، خاصة مع تأثر الثورة التكنولوجية وتغير المهارات المطلوبة للتوظيف؟
القطاع الخاص هو الاقتصاد، البطالة في رأيي اختيارية، إلا في حالات نادرة، فرص الدعم كثيرة والوظائف ممتازة، ولكن ليست مسار الرزق الوحيد. شخصيًا لا أستطيع العمل في وظيفة بالمعنى التقليدي، والتقنية هي واقعنا الجديد ليس كمجال ولكن كطريقة وأسلوب حياة والموضوع خارج عن الاختيار.
كلما زادت مهارة الشخص التقنية توفرت الفرصة لتطوره واستحواذه على ما يعرف "بالأفضلية". وهذا لا يعني أن جميع المجالات تقنية، وأعتقد أن المجالات لها فئتان عامة: فئة مدعومة تقنيا، وفئه ذات أساس تقني، كما أن مصطلح التقنية غير محصور بالبرمجيات، وتتضمن التقنيات العميقة الأخرى من علم مواد و علوم إنسانية ومعلوماتية وحيوية وغيرها.
فات زمن التلقين والشهادات
هل سيتطلب ذلك مناهج تعليمية خاصة مع بروز فجوة في المهارات وفق الاحتياجات الجديدة لسوق العمل؟
لدى قناعة بأن التعليم يخرج عن نطاق المعلومة والتلقين، ويجب أن يتعرف على أساسيات العلوم وطريقة الاستحواذ على المعلومة والمهارة، ليكتسب طابع الاستدامة. فات زمن التلقين والحفظ بدون فهم وهو ما ينعكس في الكثير من التغييرات على أنظمة التعليم، والتوظيف تبعا لشهادة من جامعة ما، إلا في مجالات محدودة تتطلب التخصص، أعتبره شيئًا رجعيًا.
ما هي اقتراحات لتهيئة جيل الشباب للمستقبل الأعمال؟ وما رأيك بالإنجازات التي يحققها؟
أقترح ترك الحرية لكل شخص في ما يود عمله في الحياة، العمل سواء كان رياديًا أو وظيفة كله عمل، والموضوع يرجع إلى التفضيل الشخصي ولا أزكي مجالا على آخر إلا لنفسي، انظروا في دواخلكم واختاروا هنا ما يسعدكم ويشعركم بالرضا والإنجاز. يجب أن نخفف من التحيز المجتمعي لوظيفة أو مجال ما، أو تخصص ما واعتباره دلالة نجاح.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال حمزة ناصر: نهضت بعد خسارة بالملايين.. وأمي مهّدت لنجاحي
أقيم المخرجات فقط
هل يعمل معك في شركتك شباب من الجنسين؟ كيف تقيم مؤشر الأداء؟
نعم يعمل معي كلا الجنسين ومن أكثر من ٦٠ جنسية ومن كل الديانات: ٤٠ مذهبًا وعقيدة، ولا أقيم الأداء ولا أنصح بتقييمه، أقيم المخرجات فقط دون النظر إلى الأداء، النتيجة هي ما يهم. فقط أنصح باستخدام طريقة okr التي تعني الأهداف والنتائج الرئيسة وبطريقة ربع سنوية ومراجعة شهرية.
الذكاء الاصطناعي
مع تنامي الاستثمار في الذكاء الاصطناعي نحو ٦٥ مليار دولار العام الماضي ٢٠٢٢ كيف يمكن الاستفادة من ذلك؟
الذكاء الاصطناعي بدايات لانتعاش اقتصادي أكبر بالمستقبل، وهو مصطلح جديد خرج عن طوره، الذكاء الصناعي مفيد ومهم ولكنه أخذ أكبر من حجمه. أؤمن بأهمية الذكاء الصناعي الحقيقي الذي يمكن استخدامه، وللأسف نرى الكثير من الاستثمارات التي تكون في عبوة مكتوب عليها "ذكاء صناعي" وفي داخل العبوة طرق إحصائية قديمة وتدليس.
كما أن مدن المستقبل والمجتمعات والحياة اليومية جميعها ستتأثر بالذكاء الاصطناعي وسينعكس ذلك على الاقتصاد، والنواتج المحلية للاقتصادات، وهذا ما أعمل عليه يوميا في "أهوي" .
ما التحديات والأساليب لمواجهة التلاعب في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي؟
تخطي الضجيج والاستثمار تبعا للمعرفة، ووفقا للمصطلح القانوني (فحص الخبير النافي للجهالة) يعني الفحص عندما يتم شراؤه بدون ادعاء عدم العلم لاحقا، وليس كل ما يقال أنه ذكاء صناعي كذلك.
التطور سريع
ما رأيك بالأطر التشريعية في المملكة هل تواكب مجال التقنية الذي تطور بشكل كبير وسريع؟
المملكة من أكثر الدول تقدماً تشريعياً لمواكبة التقنية، وفي مجالات عدة تخطت المملكة دولاً كثيرة بالتشريع والقبول، والتطور سريع، ومواكبته التحدي، ونحن نبلي بلاء حسناً على هذا الصعيد.
الشعور بالرضا لا الفخر
ما أبرز الإنجازات التي تفخر بها؟
لا أشعر بالفخر، ولا أحب الشعور بالفخر، أعتبره شعورًا سلبيًا، وأفضل الشعور بالرضا عن عملي ومعاملاتي للغير طالما توجد فرصة للتحسين والتطور.
ما دور المرأة في حياتك؟
المرأة هي الحياة (كأم وأخت وبنت وزوجة ونصف بني البشر)، لا أميز جنس المرأة عن الرجل في العمل، أعيش وفق قيمي الشخصية وأخلاقياتي التي تقر العدل بين البشر.
ما طموحاتك المستقبلية؟
العيش يوم بيوم، وإنجاز كل ما يمكنني إنجازه، والتأكد من أن كل يوم تم الاستفادة منه بأقصى قدر ممكن لتحقيق ما يفيد البشرية.