رجل الأعمال نايف الراجحي: والدي قدوتي وجدي بدأ حمّالا.. فرحتي تكتمل بجوائز الإبل
ينتمي رجل الأعمال نايف عبد المحسن صالح الراجحي إلى عائلة تجارية تُعدّ من أغنى العائلات في المملكة، يستثمر في عدة قطاعات منها المالية والصناعية والسياحة والتطوير العقاري والأغذية والتموين والخدمات والنقل والثروة الحيوانية والمسؤولية الاجتماعية.
أدرك الراجحي مبكرًا أن انتماء المرء إلى عائلة ثرية لا يجلب النجاح ولا يؤدي بالضرورة إلى مراكمة الأرباح، فدرس وحصّل شهادات عليا في إدارة الأعمال والمال والمشاريع والتسويق من أرقى الجامعات الغربية والمحلية.
يؤكد باعتزاز أن جده بدأ من الصفر، لافتًا إلى أهمية التعليم واجتراح الأفكار الجديدة بوصفها السبيل للصعود وتحقيق المكاسب، معتبرًا أن الاستثمار هو اقتناص الفرص، وريادة الأعمال هي القدرة على إيجاد الحلول للمشكلات، كاشفًا عن طموحه لبناء صروح معمارية في طول البلاد وعرضها بما يليق بالمملكة.
«الرجل» في حوارها مع رجل الأعمال نايف عبد المحسن صالح الراجحي الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في "مجموعة الراجحي الدولية القابضة للاستثمار" تمضي معه إلى أحلامه وطموحاته، وتستكشف شغفًا خاصًّا بتربية الإبل واقتناء المزاين والخوض في سباق الشداد، وتقلب جوانب مهمة في حياته الشخصية والعامة.
طفولتي طبيعية
بماذا تميزت طفولتك، وفي أي مدينة نشأتَ ودرستَ؟
طفولتي كانت طبيعية مثل أي طفل سعودي، وبدأت حياتي الدراسية في الرياض، وفي الصف السادس الابتدائي انتقلت مع الوالد إلى جدة عام 1404 هـ، وكان يشغل منصب المدير الإقليمي لمصرف الراجحي في المنطقة الغربية، وأمضيت مرحلتي الدراسة المتوسطة والثانوية في جدة، قبل أن أخرج للدراسة خارج المملكة، وعدت بعدها لأكمل دراستي في جامعة الأمير بن سلطان في الرياض.
كيف اخترتَ تخصصك الجامعي؟
تخصصت في الإدارة المالية لأن مجال عمل الأسرة تركز في القنوات والشركات المالية، واخترت ذلك التخصص لأكمل مسيرة العائلة في العمل بالقطاع المالي.
جدي بدأ من الصفر
يقال إنّه يكفي أن ينتمي المرء لعائلة ثرية حتى تفتح له أبواب النجاح والأموال.. ما تعليقك؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ليس شرطًا أن يكون الشخص من عائلة ثرية حتى يكمل الثراء، هناك أسر كبيرة انتهت والسبب الأجيال اللاحقة التي خلفت الجيل الذي أسس الثروة.
وعلى الجانب الأخر هناك أمثلة بدأت من الصفر وأسست ثروة.
جدي -رحمة الله عليه- بدأ من الصفر، وكان معدمًا فقيرًا لا يملك قوت يومه، وانتقل من القصيم إلى الرياض في عمر 11 عامًا، وعمل حينها حمّالاً في سوق الخضار، لم يكن والده صاحب مال.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال مشرف الغامدي لـ«الرجل»: عملت بائع "بليلة وآيس كريم" في صغري
إذن ما الذي يفيد في تحقيق الأرباح وتكوين الثروات؟
أؤكد أنّ التعليم يفيد في تنمية المال وتطويره وجلب أفكار جديدة تحقق أرباحًا أكبر.
اليوم يفرق في وقتنا الحاضر، يوميًّا هناك تكنولوجيا جديدة أو تطور في المعاملات المصرفية، وإن لم يكن هناك تطوير ودراسة لأبناء أصحاب الشركات فلن تصل الشركات إلى العالمية.
من أين كانت بدايتك؟ كيف دخلت إلى عالم الأعمال؟ وأين تتركز أكبر استثماراتكم؟
منذ دراستي في المرحلة المتوسطة، وفي أثناء العطلة الصيفية اختار الوالد أن يجعلنا نعمل في جميع أنشطة شركاتنا، وعملت في عدة مجالات منها مندوب مبيعات، وفي التسويق، ومشرف مواقع، ومتابع للإنتاج، وكان لي تجربة في أغلب الأنشطة بالشركة، أما أكبر استثماراتنا فكانت في القطاعات الصناعية والعقارية.
طموحنا للمستقبل
تعمل منذ نحو 20 عامًا في مجال العقار.. ما خططك المستقبلية في هذا المجال؟
نطمح إلى بناء مجتمع حيوي عقاري يليق بالمواطن السعودي والزائر للمملكة، وتنمية المدن وتطويرها، الله أوجدنا في الأرض لعبادته وإعمار الأرض.
وإعمار الأرض من فطرة الإسلام؛ في الفترة القادمة نسعى بشكل كبير لتنمية البلاد والبنية التحتية بها، ضمن رؤية الأمير محمد بن سلمان 2030.
أُدرِج اسمك ضمن أفضل 50 شخصية مؤثرة في قطاع الأعمال.. كيف استطعت فعل ذلك؟
لم أتوقع أن يكون لي هذا التأثير، ما تربينا عليه من أهلنا أن نحترم الناس ونقدّرهم ونعطي كل ذي حقٍّ حقّه، والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا إنزال الناس منازلهم، ودائمًا نكون مخلصين وصادقين في أعمالنا، والشخص يرزق دائمًا على نيته، ونرجو أن نكون عند حسن ظن ولاة أمرنا في المقام الأول، وبعدها عند حسن ظن مواطني المملكة.
نحاول اقتناص الفرص
ما أهمية التنوع والابتكار في محفظة الاستثمار؟
الاستثمار عبارة عن فرصة، أن تبحث عن الفرصة المناسبة للدخول، والشخص الناجح دائمًا يقتنص الفرص، ونحن نحاول اقتناص الفرص في أي مجال سواء في البنوك أو السياحة أو الصناعة أو العقار أو الأغذية وغيرها.
أيّ مجال نرى فيه الفرصة ندخل إليه.
ما أدوات رائد الأعمال الناجح؟
أهم شيء أن يخلق فكرة، يجد حلَّ مشكلة، يملك القدرة على ابتكار حلٍّ لمشكلة ليست متاحة أمام الناس، هذه ريادة الأعمال، عليه أن يخلق فرصًا جديدة في سوق العمل.
الرؤية فتحت الآفاق
كيف انعكست رؤية المملكة على أعمالك بشكل خاص؟
رؤية المملكة التي أقرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فتحت لنا فرصًا وآفاقًا كبيرة سواء في المجالين الصناعي أو العقاري، يمكنك أن ترى التنمية العقارية التي حدثت في المملكة، انظر أيضًا إلى عدد الزوار بعد فتح التأشيرات السياحية، التي كونت لنا فرصًا عظيمة بالمملكة، ويجب على كل مواطن أن يفكر كيف يستغل تلك الفرص، والآن الشركات العالمية توجد في المملكة وتنتشر فروعها واستثماراتها، وأصبحت السعودية دولة مؤثرة في العالم لها دورها وكلمتها وكيانها الاقتصادي والسياسي الفاعل عالميًّا.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال فهد بن محمد الحمادي: بدأت من تحت الصفر.. أدعو الشباب للاستثمار في الصناعة
والدي قدوتي
من هو قدوتك في العالم والحياة؟
الوالد هو قدوتي، فهو عمل منذ طفولته مع جدي رحمة الله عليه، والدي لا يعرف المستحيل، كل شيء يمكن أن يحدث ما دام هناك العزم والقوة وإرادة الرجال.
ما أهم الجوائز والتكريمات التي سعدت بها؟
أي جائزة يحصل عليها أي إنسان تدخل السعادة إلى قلبه، ولكنَّ أحبَّ الجوائز إلى قلبي جوائز مهرجان الملك عبد العزيز للإبل.
الإبل إلى مئات الملايين
متى قررت دخول جوائز مهرجان الملك عبد العزيز للإبل؟
دخلنا فيها منذ أيام الأمير مشعل في مهرجان الملك عبدالعزيز في أم رقيبة، كان الوالد يقتني الإبل من صغره ولكنها لم تكن إبل مزاين، حتى جاءت الفرصة وحصلنا على مجموعة من إبل المزاين، وفكر الوالد واستخار ربه واشتراها.
ومنذ أن تولى الملك سلمان حفظه الله مقاليد الحكم، أسس ناديًا خاصًّا بالإبل، برئاسة ولي العهد المشرف العام على النادي الذي يضاهي النوادي العالمية، وأصبح لموروث الإبل قيمة عالية جدًّا، وحقق الأمير سدده الله قفزة عالمية وكبيرة في الإبل وخاصة في الأسعار، وأصبحت "الإبل" ذات قيمة كبيرة في المجتمع العالمي.
كيف تنظر إلى أهمية الجوائز التي يمنحها المهرجان؟
بفضل رعاية الأمير محمد بن سلمان الذي خصص جوائز بمئات الملايين، وأشرف بنفسه عليها، وسخّر جميع الإمكانات بإشراف رئيس مجلس إدارة نادي الإبل فهد بن حثلين، الذي وضعه ولي العهد في مكانه المناسب، ليصبح المهرجان الأفضل للإبل في العالم.
ويجدر الإشارة إلى أن الشيخ فهد بن حثلين أسس المنظمة العالمية للإبل التي شاركت فيها أغلب دول العالم، وسجلت في اليونسكو، وهو إنجاز عظيم للمملكة وللعالم، وقريبًا سنرى مهرجانات الإبل في دول أوروبية، وسترتفع قيمة الإبل من الملايين إلى مئات الملايين.
بالعزيمة فزنا بالشداد
هل توقعت أن تفوز بالشداد؟
الشداد بدأ من النسخة السادسة التي فاز فيها العم "دبوس الدبوس" وكنا ننوي الدخول في النسخة الأولى للشداد، ولكن آثرنا دراسة الموضوع من جميع الجوانب، واشترينا الإبل التي تساعدنا على الفوز والحصول على نقاط أكثر، واستطعنا أن نحقق المراكز العشرة الكاملة، وذلك نتاج تخطيط على مدار العام، ودائمًا من يدخل الشداد يجب أن يملك رصيدًا وفيرًا من النقاط، والوالد كان حريصًا على حسم الأمور من الأسابيع الأولى، وواجهتنا الكثير من الصعوبات والمشكلات، وحصلت مشادات بالمزادات وكانت هناك أسعار عالية وفلكية، ولكن وضعنا الهدف أمامنا وتحرّكنا بخطوات ثابتة ولم نتراجع؛ بالإصرار والعزيمة نجحنا.
هل ستستمرون بالمسابقات في العام القادم؟
بالطبع سنستمر بدخول المسابقات في كل عام، ونادي الإبل يضع آليات جديدة كل عام للتطوير وعلاج النقاط السلبية، والحقيقة أن الشيخ فهد بن حثلين حريص كل الحرص على سلامة المهرجان وخلوّه من المشكلات، وتصحيح العيوب، والنادي يمشى على حوكمة عالية جدًّا تكاد تكون نسبة الخطأ بها لا تذكر، والنادي على مسافة واحدة من الجميع.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال سهيل الطيار: العلاقات العامة شغفي.. والمصداقية رأس مالي
علاقاتي بالمنزل قوية
نتحدث عن حياتك الشخصية.. كيف تبدأ يومك؟
أستيقظ عند الفجر، ويبدأ دوامي اليومي منذ الثامنة صباحًا حتى الخامسة عصرًا بشكل يومي، وفقًا لضغط العمل؛ إذ إن لدينا عدة قطاعات، وأكون في أكثر من مكان.
وتظل علاقتي بالعمل مستمرة حتى بعد انتهاء الدوام، ومع ذلك فإن علاقتي بالأسرة والمنزل قوية، ويجب على الرجل أن يجد لنفسه وقتًا للراحة.
ما هواياتك بعيدًا عن عالَم الأعمال؟
في المقام الأول لدى هواية الإبل، ولكن في المقام الثاني أقوم ببعض الرياضة الخفيفة.
على قلب رجل واحد
ما الأمنية التي لم تحققها بعد؟
الحقيقة أن الأمنيات كثيرة، ولكن أهمها أن يجعل الله بلدنا آمنًا مستقرًّا تحت حكم ولاة الأمر، وأن نعيش في بلدنا بعيدًا عن كل شر وكل حاسد يتربص بنا.
بماذا تحب أن نختم حديثنا؟
أقدم جزيل الشكر إلى ولاة الأمر على تهيئة الفرص العظيمة للاستثمار، وأتمنى أن يستغل شباب المملكة الفرصة ويبنون دولتهم، ويحققون رؤية المملكة، ومثلما قال الأمير محمد بن سلمان "الرؤية لن تقوم إلا برجال"، وأبناء المجتمع كلهم رجال على قلب رجل واحد.