أسرار من خلف المقود.. كيف استُدرجت "ماكلارين" للتجسس على "فيراري"؟
نعم عزيزي القارئ، استُدرجت "ماكلارين" للتجسس على "فيراري"، ولكن هنا لا نقول بأنّ النية لم تكن لديها بشكلٍ عام خلال سنوات منافستها الطويلة مع الفريق الأحمر، خاصةً أنه ما دام هناك طرفان يتنافسان مع بعضهما فهناك دائمًا محاولات لمعرفة ما يعد له الطرف الآخر، ولكن في هذه الحادثة تحديدًا لم تكن "ماكلارين" هي التي سعت في البداية للتجسس على "فيراري"، بل كان طرف آخر، أو كما يقال بالعامية "دود الخل منه وفيه" فما هي الحكاية؟
كانت البداية مع "نايجل ستبني"، رئيس الميكانيكيين لدى فريق "فيراري"، الذي لم يكن سعيدًا بعد بعملية إعادة الهيكلة الإدارية لدى "فيراري" في عام 2007، التي لم تسمح له بأن ينال المنصب الذي كان يرغب به، كونه يفتقر للمؤهل العلمي الذي يتطلبه ذلك المنصب، رغم أنه كان يتمتع بالمؤهل العملي الأهم، الذي اكتسبه بعد سنوات طويلة على أرض الحلبات، والأثر الإيجابي الكبير الذي كان له على الفريق، خاصةً أنه كان يُعد إلى جانب كل من "مايكل شوماخر"، و"جان تود"، و"روس براون" و"روري بارن" أحد أعضاء فريق الحلم الذي سمح لـ "فيراري" أن تسيطر لسنوات على قمة سباقات الفورمولا 1.
دفعه عدم رضاه عما آلت إليه الأمور لدى "فيراري" للاتصال بالمنافس التاريخي لفريق "فيراري"، أي فريق "ماكلارين"، عارضًا عليه الحصول على وثائق تتضمن 780 صفحة تتعلق بتصميم سيارة "فيراري" المشاركة في سباقات الفورمولا 1 آنذاك، أي نفس السيارة التي حققت لقب بطولة العالم للصانعين والسائقين "مع كيمي رايكونن" لموسم 2007. وبطبيعة الحال، قبلت "ماكلارين" هذا العرض بشخص "مايك كوغلان"، رئيس التصميم لدى الفريق البريطاني.
وقد يكون السبب الذي دفعنا للقول بأنّ فريق "ماكلارين" هو الذي قبل العرض هو أنّ "كوغلان" كان يشغل منصبًا رفيعًا لدى الفريق، ومن ثم فإنّ أفعاله، خاصةً فيما يتعلق بالشق المهني من حياته، هي أفعال يتوجب على الفريق البريطاني أن يتحمل مسؤوليتها، إلا أنه وللإنصاف لا يمكننا الجزم بأنّ الادارة العليا لدى "ماكلارين" كانت على علم بما يدور بين "ستبني" و"كوغلان"، خاصةً أنّ الأمر برمته فُضح عندما حملت زوجة "كوغلان" الوثائق السرية الخاصة بـ"فيراري" إلى محل لتصوير المستندات بالقرب من المقر العام لـ"ماكلارين" في وكينغ، المملكة المتحدة.
هناك اشتبه العامل في مركز التصوير بالأمر كون المستندات والوثائق التي طُلب منه تصويرها كانت تحتوي على شعار "فيراري" وعبارة "سري للغاية"، لذا قرر أن يتصل بفريق "فيراري" في إيطاليا ليعلمهم بالأمر. فلو كان "ماكلارين" بإدارتها العليا على علم بما يجري لكانت أمّنت آلة التصوير في أروقة مقرها العام الذي كان يُعد من أكثر مراكز تطوير السيارات تطورًا في حينه.
اقرأ أيضًا:ماكلارين أرتورا.. خطوط عصرية وأداء ساحر
طلبت "فيراري" هنا أن يتم التحقيق مع كل من "نايجل ستبني"، "مايك كوغلان" وزوجته عبر القضاء الإيطالي والقضاء البريطاني، بتهمة سرقة مستندات خاصة بها. وبعد التحقيق بالأمر ومداهمة منزل "كوغلان"، عُثر على المستندات التي تدينه هو وزوجته.
إثر هذه الحادثة المشينة، قرر الإتحاد الدولي شطب نتيجة فريق "ماكلارين" لموسم 2007، مع الاحتفاظ بالنقاط التي حققها سائقو الفريق "لويس هاملتون" و"فيرناندو ألونسو".