أسرار خلف المقود (2).. حادث نيلسون بيكيت في جائزة سنغافورة الكبرى
في الجزء الأول أسرار من خلف المقود (1)، تحدثنا عن الاتفاق بين "فلافيو برياتوري" و"بات سيمندس" من جهة، وبين "نيلسون بيكيت" الابن من جهة أخرى، والذي بموجبه اصطدم البرازيلي عمدًا بالحائط في مراحل السباق الأولي، كي يُدخل سيارة الأمان إلى الحلبة، ويضع "فرناندو ألونسو" في صدارة السباق، ليتابع الأخير طريقه بكل سهولة نحو علم الفوز المرقط.
وهنا يُطرح السؤال المهم: هل كان ألونسو يعلم بخفايا الاتفاق بين زميله بيكيت وبين الفريق الممثل بفلافيو برياتوري؟ حسنًا، لنبدأ بالتحقيق.
انطلاقة متأخرة لفرناندو ألونسو
انطلق ألونسو من المركز الخامس عشر، أي من مركز متأخر.
وفي العادة، عندما ينطلق أي سائق من موقع متأخر، يقرر تزويد سيارته بكمية كبيرة من الوقود (هذه المقاييس تتناسب مع القوانين التي كانت معتمدة في موسم 2008)، كي يؤخر قدر الإمكان زيارته إلى حظيرة الصيانة، أو في ظروف استثنائية يحذف توقفًا واحدًا من مجموعة توقفاته، لتغيير الإطارات وإعادة التزود بالوقود.
فلماذا عمد ألونسو لتقليل كمية الوقود في سيارته ليحصل على سيارة خفيفة سريعة؟ ولكن عالقة خلف رتل من السيارات البطيئة على الحلبة؟ أما إذا كان قرار خفض كمية الوقود قرارًا اتخذه الفريق، فلماذا قبل ألونسو بذلك؟ وما هي الحجة التي قالها له الفريق.
رغم أنّ فضيحة هذا الحادث لم تخرج إلى العلن إلا بعد مرور حوالي عام على تنفيذها من قبل بيكيت، إلا أنّ الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فما كشف عنه برني أكلستون، رئيس الفورمولا 1 السابق، مؤخرًا أعاد فتح الجراح وإشعال الجدل من جديد.
فما قاله الرجل كان خطيرًا، فصرح بأنه ورئيس الاتحاد الدولي الأسبق ماكس موزلي، كانا على علم بما حصل خلف أسوار "رينو"، وأنّ هناك شيئًا غير سوي بالنسبة للعلاقة بين بيكيت وفريقه، إلا أنهما قررا عدم اتخاذ أي أجراء خوفًا من فضيحة أخرى تأتي بعد عامين على فضيحة تجسس فريق "ماكلارين" على فريق "فيراري"، الأمر الذي عدّه مضرًا بنسبة كبيرة لسمعة الفورمولا 1، ومصداقية المشاركين فيها.
اقرأ أيضًا: سباق جدة للفورمولا 1.. هكذا أكدت المملكة امتيازها الرياضي مرة أخرى
إلغاء نتيجة سباق فورمولا 1.. حلم صعب المنال
هذا الحديث استفز سائق فيراري في موسم 2008 "فليبي ماسا"، الذي خسر لقب البطولة في نهاية ذلك الموسم، بفارق نقطة واحدة فقط عن لويس هاملتون.
فالبرازيلي ماسا كان متصدرًا لسباق سنغافورة، عندما دخلت سيارة الأمان وقلبت الموازين، كما كان المرشح الأبرز للفوز وقتها، وبالتالي يرى أنه كان يجب على الاتحاد الدولي لرياضة السيارات إلغاء نتيجة سباق سنغافورة، كون السباق جرى التلاعب بمساره، ومن ثم نتائجه، وعليه كان "ماسا" محرز لقب بطولة العالم وليس هاملتون.
لكن هذا الأمر صعب التحقيق، إذ إنّ قوانين الاتحاد تنص على أنه متى استلم بطل العالم جائزته بعد انتهاء الموسم، لا يمكن تغيير النتائج بعد ذلك بأي شكل من الأشكال.
لكن حجة "ماسا" هي أنّ الاتحاد الدولي بشخص رئيسه آنذاك "ماكس موزلي" كان على علم بالأمر، إضافة إلى رئيس الفورمولا 1 برني أكلستون، ومن ثم كان من الواجب عليهما القيام بأمر ما، وألا يسمحا للمتلاعبين بمجريات الأمور أن يحققوا مآربهم.