أسرار خلف المقود(1).. حادث "رينو" المفتعل في سباق جائزة سنغافورة الكبرى
"أسرار من خلف المقود"، هي محطة نتوقف معها أسبوعيًّا لنعرض لك عزيزي القارئ معلومات لم تطلع عليها من قبل، أو لم تخطر يومًا في بالك.
إنها خفايا، أحيانًا مؤامرات، وغالبًا أحداث وأخبار من نوع آخر، أخبار لا تتناقلها وسائل الإعلام التي قد لا تملك عناوينها ولا تفاصيلها.
سر اليوم كبير ومتشعب، لذا قررنا سرده على حلقتين كي نعطيه حقه ونضيء على مختلف جوانبه.
فريق "رينو" للفورمولا 1 وسباق سنغافورة
في هذه الحلقة، سيقفز قلم "الرجل" إلى ما خلف سور فريق "رينو" المشارك في سباقات الفورمولا 1.
قُبيل النسخة الأولى من سباق جائزة سنغافورة الكبرى، اجتمع مدير فريق رينو آنذاك "فلافيو برياتوري" مع نيلسون بيكيت الابن، الذي كان يقود وقتها لحساب الفريق الفرنسي، إلى جانب بطل العالم فرناندو ألونسو.
اتفق الطرفان على أن يُقدِم بيكيت مباشرةً -بعد أن يكون زميله ألونسو قد توقف لإعادة تعبئة السيارة بالوقود وتغيير الإطارات- على الاصطدام عمدًا بالجدار المحيط بالحلبة عند منعطف لا يحتوي في محيطه على رافعة، بإمكانها رفع السيارة المحطّمة بعيدًا عن المسار، الأمر الذي يفرض على منظمي السباق إدخال سيارة الأمان إلى الحلبة، تاركةً السيارات المتصدرة أمام خيارين أحلاهما مر.
إما التوقف والتراجع خلف الجميع، وإما البقاء والمخاطرة بنفاد الوقود من السيارة، الأمر الذي صب بالتأكيد في صف فرناندو ألونسو، الذي تمكّن بسبب ذلك من تصدر السباق، كونه أتم للتو وقفة الصيانة، ليتابع طريقه على الحلبة نحو الفوز.
اقرأ أيضًا: سباق جدة للفورمولا 1.. هكذا أكدت المملكة امتيازها الرياضي مرة أخرى
ومع وصول ألونسو إلى العلم المرقط أولاً، احتفل فريق "رينو" بالانتصار الذي لم يكن بإمكانهم أن يحلموا به، وذهب الجميع إلى البيت والفرح يملأ قلوبهم، ففريق رينو حسّن موقعه ضمن ترتيب البطولة، مع ما يُرافق هذا الأمر من عائدات مالية.
اتفاق خبيث بين رينو وبيكيت
أما نيلسون بيكيت الابن، فكان فرحًا بتلقيه ضمانة من قبل فريق رينو بشخص مديره فلافيو برياتوري، بأنه سيحافظ على مقعده لموسم آخر مع الفريق، استنادًا إلى الاتفاق الخبيث بين الطرفين.
اتفاق مفاده: "قم بتنفيذ حادث متعمد، وتسبب في دخول سيارة الأمان، واحصل في المقابل على موسم إضافي مع فريق رينو، بغض النظر ما إذا كنت تستحق ذلك أم لا".
سارت الأمور كأن شيئًا لم يكن لحين الوصول إلى سباق جائزة هنغاريا الكبرى لموسم 2009.
فخلال هذا الموسم، تراجع أداء نيلسون بيكيت الابن، ولم يسجل أي نقطة في ترتيب البطولة. عندها اتخذ فريق "رينو"، قرارًا بالاستغناء عن خدمات السائق البرازيلي، حتى قبل نهاية موسم 2009.
رد انتقامي ضد "رينو" من السائق البرازيلي
كردٍّ انتقامي من قبل بيكيت على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي"، صرّح السائق البرازيلي بأنّ فريق "رينو"، هو من طلب منه الاصطدام عمدًا بالحائط خلال مجريات سباق سنغافورة 2008، بهدف إفساح المجال أمام فرناندو ألونسو لتحقيق الفوز.
وقع هذا التصريح كالصاعقة على الجميع، ما اضطر الاتحاد الدولي لفتح تحقيق في الحادث، أدى في النهاية وبعد أخذ ورد إلى معاقبة فلافيو برياتوري، بالحرمان من المشاركة بأي نشاط ينظمه الاتحاد الدولي لرياضة السيارات مدى الحياة، فيما عوقب مساعده في الفريق "بات سايمنودس" بالحرمان من المشاركة لخمس سنوات.