هل يكتئب الجسد؟ 8 علامات قد تظهر عليك "راقبها جيدًا"
تتسبب الضغوط الاقتصادية، والمشكلات الحياتية التي يعيشها الإنسان، في تسلل التوتر والقلق إليه، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب إذا لم يُعالج في البداية.
وتأثير الاكتئاب كبير على الحالة النفسية والمزاجية للفرد، إذ تتأثر معاملاته مع أصدقائه في العمل، وأسرته -حال تواجدها-، فالاكتئاب أخطر ما يصيب الإنسان، ويحتاج إلى علاج فوري حتى لا تتفاقم المشكلة.
وليس الاكتئاب إيغالًا في الحزن، وتبلُّدًا في المشاعر، وارتباكًا في الفكر فحسب، بل قد يمتدّ تأثير الاكتئاب في الجسم؛ مُخِّلًا بوظائف الجهاز الهضمي، مُنهِكًا للبدن عند أداء المهام اليومية اليسيرة، وقد فسَّر بعض الباحثين ذلك بخلل النواقل العصبية كالسيروتونين، وبغض النظر عن السبب، فلن يُضِيرك الاطّلاع على هذه الأعراض.
أعراض الاكتئاب الجسدية
قد يظهر الاكتئاب على الجسم في صورة ألمٍ، أو تقلبات الجهاز الهضمي، أو إرهاق دون سببٍ واضحٍ له، أو غير ذلك على التفصيل الآتي ذكره:
1- الألم
قد يشعر مُصابُو الاكتئاب بأوجاعٍ غامضة، تأتي في مفاصلهم، أطرافهم، أو حتى في الظهر، بينما أورد بعضهم وجود ألمٍ في كامل الجسم، والذي قد يكون مزمنًا ومُنهكًا للمرء.
وفسَّر الباحثون ذلك الألم المُصاحِب للاكتئاب بالتفسيرات الآتية:
- اختلال النواقل العصبية: كالسيروتونين؛ إذ يتحسَّن بعض المصابين بالاكتئاب مع تناول أدويته التي تُؤثِّر في مستويات السيروتونين والنور أدرينالين في الدماغ، ما قد يُدلِّل على أنَّ الألم ناجم عن اختلال بعض النواقل العصبية الدماغية.
- إدراك الألم: يختلف إحساس كل فرد بالألم عن غيره، فقد أوضّحت دراسةٌ أنَّ المُصابين باكتئابٍ شديد، قدرتهم أقل على تحمُّل الألم، مقارنةً بمن لا يُعانُون اكتئابًا.
وأظهرت دراسةٌ عام 2017 في مجلة جمعية "العلاج بتقويم العمود الفقري الكندية «The Journal of Canadian Chiropractic Association» أنَّ أكثر أنواع الألم شيوعًا لدى البالغين، وهو ألم أسفل الظهر، قد يكون مُرتبطًا بالاكتئاب.
وقد كشفت دراسةٌ أبكر أنَّ المُصابِين بالاكتئاب أكثر عُرضةً لألم الظهر بنسبة 60%، مقارنةً مع غير المُكتئبين.
2- أعراض الجهاز الهضمي
اضطرابات الجهاز الهضمي من علامات الاكتئاب الجسدية، مثل: الغثيان، انتفاخ البطن، الإسهال، أو الإمساك، وأحد التفسيرات المُحتمَلة لذلك السيروتونين الذي:
- يُساعِد في تحسين المزاج.
- يدعم وظائف الجهاز الهضمي.
فأغلب سيروتونين الجسم يُنتَج ويُخزَّن في الجهاز الهضمي، ولذا فمنطقيٌ أن تظهر بعض أعراض الجهاز الهضمي إثر اضطراب السيروتونين في الجسم.
3- ضعف المناعة
عندما يضعف جهاز المناعة، قد يتلبَّس الإنسان بمرضٍ يطول معه ولا يزول سريعًا، وبعض أنواع العدوى، مثل نزلات البرد غير الخطيرة، لكن مع ضعف المناعة، فإنّها قد تُهدِّد الإنسان بمضاعفات، أو ربَّما يصعب علاجها، ويطول أثرها.
ما زالت تستقصي الأبحاث العلاقة بين الاكتئاب والمناعة، وقد افترضت بعض الدراسات أنَّ التوتر المزمن، قد يُسبِّب ردود فعلٍ التهابية في الجسم، تُؤثِّر في المُركَّبات الكيميائية المُنظِّمة للحالة المزاجية للمرء، ومعلومٌ أنّ التوتر والاكتئاب مرتبطان ببعضهما البعض.
اقرأ أيضًا: هل يمكن للتنويم المغناطيسي أن يقضي على الاكتئاب؟
4- اضطرابات النوم
تُعدّ اضطرابات النوم من العلامات التشخيصية الرئيسة التي يستند إليها الأطباء في تشخيص الاكتئاب؛ إذ تتراوح اضطرابات النوم المصاحبة للاكتئاب بين:
- صعوبة الدخول في النوم أو البقاء نائمًا.
- تعذُّر الحصول على نومٍ مريح.
- كثرة الاستيقاظ خلال الليل.
- التعب خلال النهار.
- الإفراط في النوم.
- الاستيقاظ المبكر جدًا في الصباح، مع عدم القدرة على استئناف النوم.
والعلاقة بين اضطراب النوم والاكتئاب تسير في كلا الاتجاهين، فالمعاناة من اضطراب النوم، تزيد فرص الإصابة بالاكتئاب.
5- الإرهاق
مهما نام المُصاب بالاكتئاب وأخذ حظّه من الراحة، فذلك لا يكفيه؛ إذ يستمر شعوره بالتعب والإرهاق، وقد يجد صعوبةً في النهوض من سريره في الصباح، أو أداء أنشطته اليومية المُعتادة.
يُعدّ الإرهاق من الأعراض عسيرة العلاج، وإن كان شائعًا، فحتى بعد تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، يستمر الإرهاق لدى بعض الناس، خاصةً حال معاناتهم من اكتئابٍ شديد.
ويتناوب الإرهاق والاكتئاب على المرء في دائرةٍ يصعب كسرها؛ إذ إن الإرهاق وغياب الحافز يزيدان الاكتئاب، ومِنْ ثَمَّ فمُعالَجة الإرهاق ضرورة مُلحّة بجانب علاج الاكتئاب.
تنقسم أعراض الإرهاق والتعب إلى:
- أعراض جسدية: كانخفاض النشاط البدني، تراجع طاقة الجسم، وبذل مزيدٍ من الجهد لأداء المهام اليومية.
- أعراض إدراكية: صعوبة التركيز، ضعف الانتباه، وبطء التفكير.
- أعراض معنوية: قلة الحماس، اللامبالاة، والملل.
6- أعراض نفسية حركية
يُصِيب الاكتئاب تناغم الجسم والعقل في العمل معًا لإنهاء المهام اليومية، فيظهر تباطؤ النشاط النفسي الحركي في الأمور الآتية:
- الحديث: قد يتوقف الشخص كثيرًا في أثناء حديثه، يكون أكثر هدوءًا، رتابةً، أو تتأخَّر ردوده في المحادثات.
- حركة العين: تراجع التواصل البصري، أو ديمومة النظرة الثابتة.
- حركة الوجه: لا تبدو تعابير الوجه واضحة؛ إذ لا يتفاعل المصاب بالاكتئاب مع العواطف والمشاعر.
- الحركة الجسدية: تصير حركة الجسم أبطأ، وربَّما يُواجِه المرء صعوبةً في أداء المهام الحركية الدقيقة، مثل الكتابة، غلق الأزرار، أو مسك النقود، كما قد يشعر بثقلٍ في المشي، ويستغرق وقتًا طويلاً لإحداث رد فعل تجاه ما يلقاه.
تزداد فرص الإصابة بالأعراض النفسية الحركية مع تقدُّم العمر، ومع أنَّ الاكتئاب شائعٌ مع تقدُّم السن؛ فإنّه ليس جزءًا من طبيعة الشيخوخة.
7- ارتفاع ضغط الدم
بيَّنت الدراسات، حسب موقع "verywellhealth"، أنَّ الاكتئاب يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً مع معاناة المرء من أعراض الاكتئاب الشديد.
قد يُواجِه مُصابُو الاكتئاب توترًا في حياتهم، ومعلومٌ أنّ التوتر المزمن من العوامل الرئيسة في الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وارتفاع ضغط الدم هو المفتاح لخرق صحة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يصير المرء مُعرَّضًا لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
قد ترتبط فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تزامنًا مع الاكتئاب، مع أشياء أخرى سوى الاكتئاب، مثل:
- التدخين.
- سوء التغذية.
- غياب النشاط البدني.
اقرأ أيضًا:أبرز طرق الوقاية من الإصابة بالقلق والاكتئاب
8- الشهية وتغيُّر الوزن
قد يُعزِّز الاكتئاب شهيتك، أو يذهب بها بعيدًا، وحسب تأثيره، تكون زيادة الوزن أو خسارته، كما سيتضح فيما يلي:
الأكل العاطفي
سلوكيات تتضمَّن الإفراط في الأكل، أو في أنواعٍ مُعيَّنة من الطعام، ما يُفضِي إلى زيادة الوزن، وذلك في إطار محاولة المرء التخفيف من مشاعر الاكتئاب لديه، أو نتيجة إفراز الكورتيزول في الجسم؛ نتيجة التوتر والاكتئاب.
السيئ ليس زيادة الوزن فحسب؛ لأنّ شكل الجسم بعد زيادة الوزن قد لا يُعجِب المرء، ومِنْ ثَمَّ يزيد اكتئابه، فقد ربطت دراسةٌ بين زيادة كميات الدهون في الجسم والاكتئاب.
خسارة الوزن
قد يصنع الاكتئاب العكس، ويُفقِدك وزنًا من خلال:
- سدّ الشهية.
- قلة الحماس، والذي يُؤثِّر بالطبع في رغبتك في تحضير الطعام.
- أعراض الجهاز الهضمي المذكورة سلفًا.
الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب
قد يصحب الاكتئاب أعراضٌ نعم، لكن ربّما تكون أثرًا جانبيًّا لأدوية الاكتئاب التي تناولها المريض، فبعض الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب جسدية بالأساس، ومن أمثلتها:
- تغيُّر الشهية، ومِنْ ثَمّ الوزن.
- صعوبة التركيز.
- الدوخة.
- الإرهاق.
- الأرق.
- الغثيان.
لذا استشِر طبيبك قبل تناول أي دواءٍ، وتعلَّم ما قد يُسبِّبه من آثارٍ جانبية.
كيف تتعايش مع أعراض الاكتئاب الجسدية؟
تُؤثِّر أعراض الاكتئاب الجسدية في إمكانية إتمام المهام اليومية التي كانت يسيرة في السابق؛ لذا يسعك تطبيق الاستراتيجيات الآتية؛ لإتمام مهامك في أسرع وقت:
- ترتيب الأولويات والتركيز على الأمور الأهم فالأهم، مع تدوين أهمّ الأمور التي تحتاج إلى إنجازها في يومك.
- تقسيم المهام الكبيرة على خطوات صغيرة.
- ضبط مُؤقِّت لإتمام المهام، فذلك يُساعِد على إتمامها، حتى لو كان ذلك بضع دقائق فقط.
- الطهي على عدّة مرات، فهذا يُساعِد المُكتئب على طهي طعامه دون بذل جهدٍ كبير.