أعراض وأسباب الاكتئاب الصباحي وأهم طرق العلاج
يعاني كثير من الرجال تغيرات في مزاجهم اليومي وظهور أعراض مختلفة عند نهوضهم من النوم صباحًا. ودوافع هذه الأعراض تعود إلى حالة شهيرة تسمى باكتئاب الصباح، ولكن هل هذه حالة مؤقتة أم أنها مرضية؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
أعراض الاكتئاب الصباحي
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الصباحي أعراضًا مميزة في الصباح، مثل:
- صعوبة الاستيقاظ والنهوض من الفراش.
- هبوط شديد في الطاقة.
- صعوبة مواجهة المهام البسيطة، مثل الاستحمام أو تحضير الفطور.
- قلة الانتباه أو انعدام التركيز.
- الانفعالات الشديدة أو الإحباط، وتعكر المزاج والحزن غير المبرر، والغضب والكسل.
- عدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة يومًا ما.
- مشاعر الفراغ.
- تغيرات في الشهية مثل تناول أكثر من المعتاد أو أقل.
أسباب اكتئاب الصباح
لم يحدد الأطباء سببًا محددًا لاكتئاب الصباح، ولكن هناك عوامل مختلفة لحدوثه، أبرزها ما يلي:
- قلة النوم: عدم أخذ المرء قسطًا كافيًا من النوم، أو حينما لا يستطيع التعمق فيه، قد يكون هذا أحد عوامل الاكتئاب.
- هرمونات التوتر: يطلق الجسم الكورتيزول الذي يتحكم في معدل ضربات القلب والتنفس، والضغط، والسكر في الدم. وبمرور الوقت، يصبح لهرمون الكورتيزول دور في الاستجابة للتوتر والاكتئاب، وكثيرًا ما ترتفع مستويات الكورتيزول عقب التيقظ من النوم.
- الالتهابات: توجد مادة كيميائية يطلق عليها الإنترلوكين 6 (IL-6) تسبب الالتهاب في أدمغة الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو اضطرابات الصحة العقلية المختلفة. كما ترتفع مستويات IL-6 وتنخفض في أوقات مختلفة، لكن ذروتها تكون في الصباح الباكر.
- الساعة البيولوجية: عادة ما تتحكم الساعة البيولوجية في دورة النوم واليقظة، وقد يعاني الشخص تغيرات مزاجية على مدار يومه، نتيجة الاختلالات في الساعة البيولوجية وكمية النوم والتعرض للضوء.
- عوامل أخرى: قد تسهم عوامل أخرى في جلب الاكتئاب في الصباح، كالعامل الوراثي، أو الأمراض، مثل السرطان، أو تناول بعض الأدوية. وكذلك المرور بظروف حياتية محزنة، كالطلاق أو فقد أحد الأحبة.
اقرأ أيضا: ما هي الأعراض المبكرة للإصابة بمرض الاكتئاب؟
تشخيص اكتئاب الصباح
نظرًا لأن الاكتئاب في الصباح ليس له معايير تشخيصية خاصة به منفصلة عن الاكتئاب، فلا يوجد أعراض مؤكدة سيبحث عنها طبيبك لتحديد ما إذا كنت مصابًا به أم لا. ومع ذلك، لتحديد ما إذا كنت تعاني اكتئاب الصباح أم لا، سيسألك طبيبك عن أنماط نومك، وتغيرات حالتك المزاجية على مدار اليوم، فقد يطرح عليك أسئلة مثل:
هل تسوء الأعراض في الصباح أم المساء؟
هل تجد صعوبة في النهوض من السرير أو بدء يومك؟
هل يتغير مزاجك بشكل كبير خلال الصباح؟
هل تجد صعوبة في التركيز؟
هل تجد متعة في الأنشطة التي كنت تستمتع بها عادة؟
هل تغير روتينك اليومي مؤخرًا؟
ما الذي يحسن مزاجك، إن وجد؟
علاج اكتئاب الصباح
يمكننا تقسيم علاج اكتئاب الصباح إلى علاج شخصي وعلاج عند الطبيب:
1- العلاج الشخصي: قد يساعدك إحداث بعض التغييرات الصغيرة في حياتك من علاج الاكتئاب وضبط دورة نومك واستيقاظك، مثل:
- الخلود إلى النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم.
- تنظيم تناول وجبات الطعام.
- التوقف عن أخذ قيلولة طويلة.
- تسخير بيئة مناسبة للنوم، مثل تظليم الغرفة جيدًا والحرص على النوم في مكان صامت وهادئ.
- الحد من المنبهات، كالكافيين.
- النهوض ببطء، الجلوس على السرير ثم النهوض بهدوء. والتفكير في شيء يحفز على الاستيقاظ كفطور لذيذ، أو شرب مشروب ساخن لذيذ.
- تذكر الأمور الجميلة في الحياة، يمكن أن يشجع هذا على بدء اليوم بشكل أفضل.
- هل تعيش مع شخص ما أم تعيش وحيدك؟ وإذا كنت وحيدًا فهل لديك صديق أو زميل في العمل؟ لا تتردد في اللجوء إلى شخص قريب وتطلب منه أن يكون جزءًا من روتينك لتفضفض إليه، وتمنحه فرصة الاستماع إليك ومساعدتك. فقط خمس دقائق من الأحاديث المشجعة في أثناء الاستيقاظ يمكن أن تجعلك في حالة مزاجية أفضل لليوم الحالي.
2- العلاج عند الطبيب: إن لم تجدِ هذه التغييرات في تحسين حالتك والتخفيف من الاكتئاب في الصباح، فإننا ننصحك بالذهاب إلى الطبيب النفسي لتشخيص حالتك، وفي حال وصفها بالاكتئاب الصباحي، فقد يلجأ إلى العلاجات التالية:
- العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي، وذلك لأن الأدوية والعلاج بالكلام يصبحان فعالين عند الجمع بينهما.
- العلاج بالضوء، المعروف باسم phototherapy، يعالج الناس الذين يعانون الاكتئاب في الصباح بهذا النوع، إذ تجلس أو تعمل بالقرب من صندوق يبث ضوءًا ساطعًا يحاكي الضوء الطبيعي في الهواء الطلق. إذ يعتقد أن العلاج بالضوء يخفف أعراض الاكتئاب عن طريق التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالمزاج والنوم.
ختامًا، بغض النظر عن الأعراض التي تعانيها، نعلم أنه من الصعب التعايش مع الاكتئاب الصباحي، فهو حالة يعانيها كثير من الرجال، فإن كنت تعاني أعراضه، جرب التغييرات الروتينية التي ذكرناها آنفًا قبل اللجوء إلى العلاج بالأدوية، ولا تهمل الحفاظ على سلامة صحتك البدنية والنفسية.
المصادر: